السبت، 24 أكتوبر 2020

انتخابات برلمان السيسى 2020 كما يراها العالم مع شعب مصر.. مجلة الإيكونومست البريطانية: الديمقراطية المزيفة.. الانتخابات البرلمانية 2020 فى مصر “كذبة” كبيرة ولن تقدم جديد


انتخابات برلمان السيسى 2020 كما يراها العالم مع شعب مصر

مجلة الإيكونومست البريطانية:

الديمقراطية المزيفة.. الانتخابات البرلمانية 2020 فى مصر “كذبة” كبيرة ولن تقدم جديد


تم النشر: 2020/10/23 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش / مرفق الرابط

بينما يستعد المصريون للتصويت لانتخاب برلمان جديد، يبدو أن حزباً مؤيداً للرئيس عبدالفتاح السيسي واثق بتحقيق فوز كاسح.

وفي أعقاب حملة واسعة شنَّها الرئيس على المعارضة السياسية، برز حزب "مستقبل وطن"، بوصفه القوة الرئيسية التي يرجَّح أن تنفذ برنامج السيسي في البرلمان، كداعم له. ويتوقع ناخبون وسياسيون أن يستفيد الحزب من تعديلات لقوانين الانتخابات، ليحكم سيطرته على مجلس النواب

وليست للحزب صلة رسمية بالسيسي، لكنه يتعاظم في وقت أصبحت فيه قبضة الدولة على السياسة والإعلام في أشد حالاتها منذ عقود.

حزب الرئيس

ويشير كثيرون في المناطق الريفية والفقيرة إلى "مستقبل وطن" على أنه "حزب الرئيس". وتُظهر أغنية مصورة من إنتاج الحزب، يبثها التلفزيون الرسمي، سلعاً استهلاكية من بينها ثلاجات وأفران طهي، يتم توزيعها على المواطنين في صناديق ورقية مزينة بصورة السيسي وإلى جانبها شعار الحزب.

وقبل الانتخابات، التي تبدأ السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2020 وتُجرى على مرحلتين على مدى عدة أسابيع، تعهد مرشحو الحزب خلال المؤتمرات الانتخابية، بالمساعدة في تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات في دوائرهم.

تأسس حزب "مستقبل وطن" عام 2014، وهو العام الذي فاز فيه السيسي بولايته الرئاسية الأولى، وحصل الحزب على 57 مقعداً في البرلمان المنتهية ولايته والذي سيطر عليه ائتلاف من الأحزاب الموالية للرئيس.

ومؤخراً، فاز الحزب بما يقرب من 75% من المقاعد المنتخبة في مجلس الشيوخ، وهو مجلس استشاري جرى استحداثه ويتألف من 300 مقعد، من بينها 200 مقعد بالانتخاب و100 بالتعيين.

لا مجال للمنافسة

وقبل نحو عام، أُلقي القبض على أعضاء "تحالف الأمل" الذي كان يدعو إلى تغيير المجلس التشريعي الذي يهيمن عليه داعمو الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما اتهم وزير الداخلية التحالف بالعمل مع إرهابيين "لإسقاط الدولة"، في مؤامرة قال الوزير -دون أية نبرة سخرية- إنها تُسمَّى "خطة الأمل". وبينما تنطلق الانتخابات البرلمانية هذا الشهر، يقبع كثير من أعضاء التحالف في السجن.  

وحتى بمعايير مصر، حيث من المعتاد شراء الأصوات وسَجن مرشحي المعارضة، تبدو هذه المنافسة في هذه الانتخابات غير ديمقراطية تماماً. فمن خلال الاعتقالات والترهيب والعقبات البيروقراطية، أخلى النظام الساحة من معظم منتقديه. ويتنافس المرشحون على من يكون الأكثر تأييداً للسيسي، بينما يضخ رجال الأعمال الأغنياء الأموال في الأحزاب المدعومة من الدولة. ولن تظهر النتائج حتى ديسمبر/كانون الأول، لكنها ليست موضع شك. إذ سيمتلئ البرلمان مرة أخرى بالسياسيين الذين يتملقون الرئيس، بحسب ما تقوله صحيفة The Economist البريطانية.

ويدَّعي السيسي أنه يزدري السياسة. لكن يبدو أنه سيخالف تعهده بالتنحي بعد ولايته الثانية؛ لأنَّ التغييرات التي استُحدِثَت على الدستور في عام 2019، تسمح له بالبقاء حتى عام 2030. وهو يصف نفسه بأنه زعيم كل المصريين؛ ومن ثم يعلو على السياسة. وتتكون حكومته في الغالب من شخصيات تكنوقراط. ويعيّن عادةً حكامَ المحافظات من قدامى المحاربين في الجيش أو الأجهزة الأمنية.

ويتصرف السيسي كما لو كان بعيداً عن الصراعات السياسية، بينما يغوص رجاله في الوحل. فهم يسيطرون على البرلمان -ويستنزفون أنصاره مالياً- من خلال عدد قليل من الأحزاب الضخمة. ويُقال إنَّ أكبر حزب، ويُسمَّى حزب "مستقبل الأمة"، أنشأته المخابرات العسكرية. ويزعم المرشحون أنَّ بعض الأماكن في القوائم الانتخابية بيعت بملايين الجنيهات المصرية (عشرات الآلاف من الدولارات)، حتى إنَّ إحدى الصحف الموالية للدولة استهزأت بالمدفوعات المزعومة، في رسم كاريكاتيري يُصوِّر نائباً يحمل كرسيه الخاص إلى البرلمان، لأنَّ المقاعد الموجودة بداخله باهظة الثمن. وعندما ادَّعى محامٍ مؤيد للسيسي، في مقطع فيديو، أنَّ المقاعد البرلمانية تُعطَى لـ"كل من يستطيع الدفع"، اعتُقِل بعدها سريعاً. ونفى النظام بيع المقاعد.

لماذا يدعم رجال الأعمال السيسي؟

ولدى رجال الأعمال سببٌ وجيه لإغداق المال على الانتخابات. ولا يقتصر الأمر على أنَّ عضوية البرلمان توفر حصانة من الملاحقة القضائية، وهو مكسب لأي شخص يحاول تنفيذ أعمال تجارية في مكان ينتشر فيه الفساد. إضافة إلى أنَّ عضوية البرلمان تجعل حاملها أقرب إلى السلطة في وقت يتعين على الشركات الخاصة فيه منافسة المؤسسة المفضلة للسيسي: الجيش. 

ويتذمر رجال الأعمال من الحجم المتزايد للبصمة الاقتصادية للجيش. إذ تعمل الشركات التي تديرها القوة العسكرية، أو ترتبط بها، في تصنيع الثلاجات وتمهيد الطرق وصنع المعكرونة، وتدير كذلك الفنادق والمستشفيات. وتتمتع معظمها بالإعفاء من ضريبة القيمة المضافة ورسوم الاستيراد. وبسبب هذه المزايا، تلحق هذه الشركات الدمار بالقطاع الخاص. خذ على سبيل المثال صناعة الأسمنت، التي كانت تعاني بالفعل من تخمة في المعروض عندما بدأ الجيش فتح مصانع في 2018. ومنذ ذلك الحين أوقفت العديد من الشركات الخاصة إنتاجها. وحذَّر مسؤول تنفيذي من أنَّ الكثير من هذه الشركات قد تضطر إلى الإغلاق نهائياً، إذا استمرت أزمة فائض العرض.

لا مبالاة

وقال سبعة مرشحين برلمانيين اتصلت بهم رويترز، إنهم كانوا مطالَبين بتقديم تبرعات كبيرة لحزب "مستقبل وطن" أو صندوق عام أنشأه السيسي، لإدراج أسمائهم على قوائم الحزب.

وقال نائب لرئيس حزب "مستقبل وطن" في مقابلة تلفزيونية مؤخراً، إن الحزب لا يأخذ سوى تبرعات تطوعية، ونفى استخدام الأموال للتأثير على الناخبين. ومع إحكام السيسي سيطرته، انخفض الاهتمام بالسياسة، كما تراجع الاقبال على التصويت في الانتخابات تدريجياً.

وبعد تهميش المعارضة الإسلامية والليبرالية بالفعل، وجد بعض المرشحين المؤيدين للسيسي أنفسَهم ضمن المستبعَدين.ومن بين هؤلاء، اللواء طارق المهدي (70 عاماً)، وهو عضو سابق في المجلس العسكري الذي تولى السلطة عندما أُطيح بمبارك في عام 2011، قبل أن يشغل منصب القائم بأعمال وزير الإعلام ومنصب المحافظ في عدة محافظات.وقال المهدي في مقابلة مع رويترز، بمكتبه المزيَّن بالعديد من الصور والأوسمة التي تروي مسيرته العسكرية في القاهرة، إنه حاول تشكيل قوائم انتخابية لتنافس في انتخابات مجلس النواب رداً على "فكرة الاستحواذ والتعالي" التي اتسمت بها انتخابات مجلس الشيوخ، لكن تم استبعاد القوائم التي شكَّلها، بقرار من الهيئة الوطنية للانتخابات، وهو القرار الذي أيده حكم قضائي. ولا تزال محكمة تنظر طعن المهدي على الحكم.

وقال المهدي، الذي أسس ما يُعرف باسم التيار الوطني المصري، إنه يدعم السيسي ومؤسسات الدولة، لكنه كان يريد فقط المساعدة في "نقل نبض الشارع إلى البرلمان".

وانتقد استخدام بعض الأحزاب للإعانات لحشد التأييد، ورفض تسمية هذه الأحزاب.

وقال المهدي: "أنا مقدرش أدخل في صراع الفلوس أو صراع الكرتونة (صندوق يحوي سلعاً غذائية)، لكن أقدر أدخل في فكرة أن أنا أختار أفضل الموجودين".

وقال النائب البرلماني محمد عبدالغني، وهو عضو في تكتل صغير مستقل يُعرف باسم "تكتل 25-30″، إن الضغوط الاقتصادية جعلت الناخبين أكثر عرضة لقبول مساعدات، بينما جعلت الحكومةَ أكثر خوفاً من مخططات التخريب والمعارضة السياسية.

وأشار السيسي إلى مؤامرات ضد الدولة من قِبل أعداء لم يسمهم، في أكثر من مناسبة عامة مؤخراً. وفي الشهر الماضي وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، شهدت مصر احتجاجات صغيرة مناهضة للسيسي وتبعها إلقاء القبض على المئات.

وقال عبدالغني: "الأفضل هو فتح منافذ هواء للبشر وللمواطنين للتنفس وللتحدث ولسماع الرأي الآخر، وهذا هو ما سيقضي على أي مؤامرة تخريبية

القائمة الشيطانية من أجل تكريس عسكرة مصر وفرض شريعة الغاب وتمديد وتوريث الحكم للجنرال السيسي

القائمة الشيطانية من أجل تكريس عسكرة مصر وفرض شريعة الغاب وتمديد وتوريث الحكم للجنرال السيسي

عبدالرحيم علي المرشح على القائمة المحسوبة على المخابرات لبرلمان السيسى 2020 المسماة ''القائمة الوطنية من اجل مصر''. جهاز أمني غير راض عنة بعد انتهاء دورة فى بث تسجيلات الجواسيس الانذال ضد المعارضين للسيسي. سرب له مكالمة هاتفية منسوبة الية مع زوج ابنته المستشار ماجد منجد ليشرب من نفس الكأس. واحتوت المكالمة على بذاءات وانحطاط. وخلاصة فكر وروح ''القائمة الشيطانية من أجل تكريس عسكرة مصر وفرض شريعة الغاب وتمديد وتوريث الحكم للجنرال السيسي''.

أهان الدولة

وقال دولة بنت مت.......... 

أهان السيسي

وقال ميقدرش يحبسني

أهان الداخلية

وقال مدير الأمن بيجي لحد بيتي لعمل محضر

أهان المخابرات

وقال مدير المخابرات بيجي لحد بيتي عشان يصالحنى

أهان القضاء

وقال خش عنبر القضاء وشوف

أهان القانون

وقال أنا فوق القانون وك....... القانون

كما تدين تدان.. طبال السيسى متعهد إذاعة تسريبات تسجيلات صوتية منسوبة للمعارضين يشرب من نفس الكأس

كما تدين تدان

طبال السيسى متعهد إذاعة تسريبات تسجيلات صوتية منسوبة للمعارضين يشرب من نفس الكأس

تحوَّل الصحفي عبدالرحيم علي، أحد كبار مطبلاتية السيسى، وعضو برلمان السيسى في دورته المنتهية، إلى أحد أبرز القضايا تداولا في الشارع المصري، بعد أن تم تسريب تسجيلات صوتية منسوبة إليه، يتحدى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويقول فيها إنه "يملك من الوثائق والمستندات ما يجعله فوق القانون".

بعد أن كان على يذيع فى برنامج "الصندوق الأسود" تسريبات تسجيلات صوتية منسوبة الى المعارضين فى مصر ونشطاء ثورة 25 يناير كان يحصل عليها من كلاب جهنم ثم جاء الوقت ليشرب من نفس كأس كلاب جهنم بعد أن انتهى دورة لها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بشكل واسع، شريط التسجيل الصوتي، الذي تم تسريبه، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن الأمر يتعلق بمكالمة هاتفية كانت تجمعه بالمستشار ماجد منجد، وهو القاضي بمجلس الدولة وزوج ابنه على، والذى التزم الحياد خلال المكالمة.

"حتى السيسي مش هيعرف"

يقول عبد الرحيم علي، وهو رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز"، الذي يُعرف في الوسط الإعلامي المصري بقربه من الجهات الأمنية، إنه يملك مستندات تجعله فوق القانون، "بل حتى الرئيس السيسي لا يستطيع محاسبته أو محاكمته". قائلا فى التسريب: "أنا عبدالرحيم علي، عليَّ الطلاق من بيتي، السيسي ميعرفش يوديني النيابة العامة". واستعمل على كلمات وألفاظاً بذيئة لنعت القانون في البلاد.

أسرار وعلاقات

وبنبرة يرفع بها التحدي على رئيس الجمهورية، قال المتحدث نفسه في التسجيل نفسه: "أنا عندي بلاوي، لو طلعتها ممكن أحبسهم كلهم".

بل إنه تفاخر أيضاً بقربه وعلاقاته مع جهات أمنية، وصرح قائلاً: "أنا أجيب مدير الأمن لحدّ البيت عندي لما أحب أعمل محضر".

قبل أن يضيف: "ده مدير المخابرات العامة جالي لحد هنا عشان يصالحني".

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

منظمة العفو الدولية.. قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين في السعودية: زج الناشطات في السجن يجعل قمة "التمكين" باطلة


منظمة العفو الدولية

قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين في السعودية: زج الناشطات في السجن يجعل قمة "التمكين" باطلة


23 تشرين الأول / أكتوبر 2020, 12:32 UTC

مع وضع تمكين المرأة على رأس جدول أعمال قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين التي تستضيفها السعودية في 26 و27 تشرين الأول/أكتوبر 2020 تعيد منظمة العفو الدولية إلى أذهان قادة الأعمال بأن العديد من أكثر ناشطات حقوق المرأة شجاعة يقبعن في السجن لأنهن تجرأن على المطالبة بالإصلاحات.

وقد شكلت لجين الهذلول، ونسيمة السادة، وسمر بدوي، ومياء الزهراني، ونوف عبد العزيز رأس حربة في حملات الدفاع عن حقوق المرأة، بما في ذلك مطالبتهن بالحق في قيادة السيارات، ووضع حد لنظام ولاية الرجل القمعي. لكن في حين أن السعودية تروج للإصلاحات الأخيرة مثل التخفيف من القيود الاجتماعية ومن صرامة نظام ولاية الرجل كي تنال استحسان الأغنياء والأقوياء في قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين، فإن ناشطات حقوق المرأة يظللن رهن الاعتقال.

وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إنه "منذ تولي السعودية رئاسة مجموعة العشرين استثمرت على نطاق واسع في إعادة رسم صورتها مطلقةً شعارات حول مساواة المرأة ومصرّةً على أنها مستعدة للتغيير. لكن رواد التغيير الحقيقيين في السعودية يقبعون خلف القضبان".

"ولا يجوز لقادة قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين أن ينخدعوا بهذا النفاق المشين، ونحن ندعوهم إلى أن يُبدوا اهتماماً بحقوق الإنسان يوازي اهتمامهم بالفرص التجارية. وكل شركة تعمل في السعودية أو معها تتحمل مسؤولية ضمان عدم إسهامها في انتهاكات حقوق الإنسان من خلال أنشطتها".

قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين هي المنتدى الرسمي لقادة الأعمال لعرض التوصيات المتعلقة بالسياسة على مجموعة العشرين قبل انعقاد القمة الرئيسية في نوفمبر/تشرين الثاني. ويضم المشاركون البارزون هذه السنة ممثلين عن مصرف إتش إس بي سي، وماستر كارد، وبي دبليو سي، وماكينزي، وسيسكو، وإي إن آي، وسيمنز، وأكسنتشر، وبي بي في إيه.

حملة علاقات عامة مثيرة للسخرية

لقد روّجت السعودية لحقيقة أن نسبة 33% من مندوبي مجموعة الأعمال في مجموعة العشرين هذا العام هم من النساء – وهذه أعلى أرجحية على الإطلاق. ويقول الموقع العنكبوتي لقمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين إن "النساء في الأعمال" سيكون "الموضوع المميز" للسعودية كرئيسة للمجموعة.

تشكّل هذه الفعاليات ذروة حملة علاقات عامة شرسة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وعد بإتاحة فرص متساوية كجزء من استراتيجية رؤية السعودية 2030.

وفي أعقاب إعلان خطة رؤية 2030 مُنحت النساء الحق في قيادة السيارة في يونيو/حزيران 2018. وكانت هذه خطوة نحو المساواة في فرص العمل أعطت النساء في السعودية نذراً يسيراً من الحرية والاستقلالية. لكن قبل أسابيع فقط من إعلان هذا التغيير شنت السلطات حملة قمع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وألقت القبض على العديد من أولئك الذين نادوا بالحق في قيادة السيارة.

وتظل حالياً 13 مدافعة عن حقوق المرأة قيد المحاكمة ويواجهن الملاحقة القضائية بسبب نشاطهن في مجال حقوق الإنسان. ويواجه عدد من الناشطات تهم الاتصال بوسائل الإعلام الأجنبية والتواصل مع منظماتٍ دوليةٍ من بينها منظمة العفو الدولية. كما اتُهمت بعض الناشطات أيضًا "بتعزيز حقوق المرأة" و"الدعوة إلى إنهاء نظام وصاية الرجال على النساء".. ومن أصل النساء الثلاث عشرة تظل خمس منهن رهن الاعتقال وهن: لجين الهذلول، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، ونوف عبد العزيز، ومياء الزهراني. وتواصل السلطات السعودية إسكات الأصوات المعارضة على نحو ممنهج وقمع حرية التعبير باستخدام المحكمة الجزائية المتخصصة لاستهداف الخبراء الاقتصاديين، والمدرسين، ورجال الدين، والكتّاب، والنشطاء، وسواهم ممن ما برحوا يدعون إلى التغيير. ويواجه المدافعون عن حقوق الإنسان الاعتقال التعسفي، والمحاكمات الجائرة، والتعذيب.

وتحض منظمة العفو الدولية قادة الأعمال في قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين على عدم غض النظر عن هذه الانتهاكات؛ إذ إن كافة الشركات التجارية تتحمل مسؤولية ضمان عدم إسهامها في إلحاق الأذى بحقوق الإنسان. ويُنتظر منها توخي العناية الواجبة تجاه حقوق الإنسان من أجل تحديد المخاطر التي تتعرض لها حقوق الإنسان جراء أنشطتها والأنشطة التي تُزاوَل ضمن سلسلة توريدها وعلاقاتها التجارية، ومنع حدوثها، والتخفيف من وقعها.

لقد كتبت منظمة العفو الدولية إلى الشركات المشاركة في قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين، وأثارت بواعث قلق جادة حول المخاطر التي تتعرض لها حقوق الإنسان بسبب العمليات التجارية في السعودية ومعها، وذكّرتها بمسؤولياتها تجاه حقوق الإنسان.

وقالت لين معلوف: "إننا نحث مندوبي قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين على التفكير ملياً أيضاً في الكيفية التي قد تساهم فيها علاماتهم التجارية في إضفاء الشرعية على انتهاكات حقوق الإنسان، وتأييد حملة  جذب المستثمرين التي تقوم بها السعودية".

"ولو كانت قمة الأعمال لمجموعة تواصل العشرين التي تُعقد في السعودية تقدمية كما تزعم، لكانت الناشطات اللواتي قدمن الكثير جداً لضمان حصول المرأة على مزيد من الحقوق قد تبوأن مقاعدهن على طاولتها".

إلقاء مفرقعات نارية على المصلين فى مسجد باريس بالعاصمة الفرنسية اليوم الجمعة


إلقاء مفرقعات نارية على المصلين فى مسجد باريس بالعاصمة الفرنسية اليوم الجمعة


أدى المسلمين المقيمين فى نطاق مسجد باريس بالعاصمة الفرنسية صلاة الجمعة، اليوم 23 أكتوبر 2020. بين حصار أحصنة الشرطة وسياراتها، وذلك بعد أن رمى شخص مفرقعات نارية على المصلين وفرّ هاربا من المكان. وجاءت الواقعة بعد أن ظل الرئيس الفرنسى ماكرون على مدار أسبوع يهاجم الاسلام والمسلمين وينفر الفرنسيون من المسلمين!

سذاجة الجنرال السيسى فى إبرام صفقة عسكر السودان مع ترامب امريكا ونتنياهو اسرائيل تقلق الجنرال السيسى


سذاجة الجنرال السيسى فى إبرام صفقة عسكر السودان مع ترامب امريكا ونتنياهو اسرائيل تقلق الجنرال السيسى

السيسى يخشى بعد أن لعب دورا مساعدا هاما فى إبرام الصفقة من قيام إسرائيل لاحقا بإقامة سدود ومشاريع كثيفة المياه في السودان لإضعاف مصر وتهديد مصادر شعبها فى مياه نهر النيل مثلما فعلت إسرائيل فى إثيوبيا بسد النهضة قبل السودان بالاضافة الى فقد عسكر مصر نفوذة على عسكر السودان

حصانة لكبار الشخصيات العسكرية السودانية من جرائم الحرب ضد الإنسانية و مساعدات بمليارات الدولارات نظير إبرام الصفقة


 موقع مدى مصر / الجمعة 23 أكتوبر 2020 / مرفق الرابط

في صفقة ستجلب مليارات من أموال المساعدات وحصانة محتملة لكبار الشخصيات العسكرية السودانية ، أعلنت السودان وإسرائيل والولايات المتحدة عن بدء عملية تطبيع تدريجية بين السودان وإسرائيل.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث أن "القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين بلديهما" . والسودان هو ثالث دولة عربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في الشهرين الماضيين بعد الإمارات والبحرين في صفقات أبرمت.

وبحسب البيان المشترك ، اتفق القادة على بدء العلاقات الاقتصادية والتجارية ، مع التركيز الأولي على الزراعة. وأضاف البيان أن وفودا من كل دولة ستجتمع في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها من المجالات.

وقال مسؤولان سودانيان رفيعان لوكالة أسوشيتد برس يوم الخميس إن الاتفاق يأتي في أعقاب وفد أمريكي إسرائيلي رفيع إلى السودان في وقت سابق من هذا الأسبوع لمناقشة التطبيع بين البلدين .

التقى الوفد ، الذي ضم رونين بيرتس القائم بأعمال المدير العام لمكتب نتنياهو ، والعميد ميغيل كوريا ، مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي ، باللواء عبد الفتاح البرهان ، رئيس المرحلة الانتقالية في السودان. الحكومة وكبير مستشاري رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، حسبما صرح أحد المسؤولين السودانيين لوكالة أسوشييتد برس.

مع بدء المفاوضات خارج مصر ، يعبر المسؤولون المصريون عن مخاوف كبيرة من أن عملية التطبيع قد تجعلهم يفقدون نفوذهم في السودان.

تم كيك ستارتر التطورات بين السودان والولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الاسبوع عندما الرئيس الامريكي دونالد ترامب أعلن وأن المسؤولين في العاصمة والخرطوم توصلت إلى اتفاق على إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب - وهي تسمية تعود إلى عام 1993 لنظام أطاح الرئيس عمر البشير بدعم حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله من بين الجماعات الأخرى. تم رفع العقوبات التجارية في عام 2017.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء إن السودان يجب أن يدفع 355 مليون دولار كشرط للاتفاق لتعويض الضحايا الأمريكيين وعائلاتهم لهجمات القاعدة عام 1998 على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا ، والتي تبين أن السودان متواطئ فيها. . لطالما سعى السودان لشطب اسمه من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب ، الأمر الذي سيمهد الطريق أمامه لطلب المساعدة الدولية.

أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة أن ترامب أبلغ الكونجرس بنيته التراجع رسميًا عن تسمية السودان.

، شكر ترامب على تويتر Hamdok يوم الجمعة أكد أن السودان لا يزال للتنسيق مع الإدارة الأميركية والكونغرس لإتمام عملية شطب السودان. كتب حمدوك: "نتطلع إلى علاقات خارجية تخدم مصلحة شعبنا على أفضل وجه".

قال مسؤول سوداني مقرب من رئيس الوزراء لـ "مدى مصر ": "كل ما أعلنه ترامب في الأيام الأخيرة تم الاتفاق عليه منذ فترة في اجتماع في الإمارات [في 23 سبتمبر / أيلول] ، حضره مندوبو الدول الأربع". طالب السودان بثلاثة مليارات دولار على شكل مواد وغذاء وأدوية ووقود ، مقابل موافقته على التطبيع ، وعرضت الإمارات ، التي تلعب دور الوسيط ، دفع 600 مليون دولار [للمساعدات العامة].

وفقًا لمصدر مصري مطلع على المفاوضات ، رفض حمدوك في البداية إدراج التطبيع مع إسرائيل في الصفقة ، لكنه قبل لاحقًا عندما زادت الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة من حجم المساعدات التي ستمنحها للسودان - وهي أموال ضرورية للمساعدة في دعم اقتصاد البلاد المتعثر وخطط التنمية في حمدوك.

قتل متظاهر واحد على الأقل بالرصاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين في الخرطوم ، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية ، في مظاهرات يوم الأربعاء احتجاجًا على الظروف المعيشية المتردية في البلاد. 

ويضيف المصدر المقرب من حمدوك أن رئيس الوزراء كان يصر على أن التطبيع يحدث في عملية تدريجية على مدى فترة تصل إلى عامين.

أشار حمدوك إلى ملاحظة مماثلة سابقًا ، بعد أن أخبر بومبيو في اجتماع في أغسطس بالخرطوم أن الحكومة الانتقالية "ليست مخولة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل" ، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة يجب أن تأتي بعد تشكيل حكومة منتخبة ديمقراطيًا. 

ومع ذلك ، يبدو أن رئيس الوزراء أقل قلقًا بشأن رد الفعل العكسي المحتمل الذي قد يحدثه مثل هذا القرار الآن. وبحسب المسؤول السوداني ، فقد أخبر حمدوك المقربين منه أن قادة تحالف الحرية والتغيير ، الهيئة المدنية الجامعة التي دافعت عن الثورة وقادت المحادثات مع الجيش لتشكيل الحكومة الانتقالية ، أصبحوا أكثر مرونة وأنهم لن يتخذوا موقفاً قوياً ضد الصفقة كما كانوا سيفعلون من قبل.

خلال اجتماع في بداية أكتوبر لمناقشة التطبيع مع إسرائيل ، أخبر السفير السوداني لدى الولايات المتحدة نور الدين ساتي القادة السياسيين السودانيين المجتمعين في الولايات المتحدة أن "رئيس الوزراء يقف وراء التطبيع ويعتبره خطوة جيدة ، لكن هناك وأكد المصدر الذي حضر الاجتماع ، أن هناك رغبة قوية في تحقيق ذلك تدريجياً خلال الفترة الانتقالية ، وهو ما يؤيده حمدوك.

ويضيف المصدر أن ساتي لعب دورًا رئيسيًا في تسهيل المناقشات مع الإدارة الأمريكية.

يسير السودان على طريق هش نحو الديمقراطية المليئة بالانقسامات بين الجناحين العسكري والمدني للحكومة الانتقالية بعد انتفاضة شعبية أدت العام الماضي إلى الإطاحة بعمر البشير. تمت مناقشة الانتخابات قدر الإمكان في أواخر عام 2022.

في حين أن أموال المساعدات ستكون حيوية لدعم الاقتصاد السوداني المتعثر ، فإن الجناح العسكري للحكومة ، وخاصة البرهان ومحمد "حميدتي" حمدان دقلو ، يتطلع إلى التطبيع لتجنب الملاحقة القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بحرب حكومة البشير. الجرائم والإبادة الجماعية في دارفور.  

وفقًا للمصدر المصري المُطلع ، أبلغ بومبيو البرهان أنه سيكون هناك ضغط أمريكي قوي لإعفاء حميدتي والبرهان من أي محاكمة للمحكمة الجنائية الدولية.

خلال زيارة إلى السودان هذا الأسبوع ، تم تصوير المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة وهي تصافح يد حميدتي ، الذي قاد الميليشيات التي نفذت سياسة الأرض المحروقة في دارفور بأمر من البشير وكانت شخصية بارزة في جرائم الحرب في دارفور إلى درجة أنها ظهر في طلب المحكمة الجنائية الدولية لعام 2008 باعتقال البشير.

في حين أن إدارة ترامب قد تنظر إلى التقارب بين السودان وإسرائيل على أنه ريشة في قبعتها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ترى أن الرئيس الأمريكي الحالي يتخلف عن خصمه جو بايدن في استطلاعات الرأي الوطنية ، فإن مصر تبحث أكثر عن التطورات.

يقول المصدر المصري المطّلع: "هناك قلق معين بين بعض دوائر السلطة في القاهرة بشأن التنمية" ، لأن التقارب مع السودان سيسمح لإسرائيل بتأسيس منظمات إغاثة في جميع أنحاء السودان ، مما يمنحها نفوذاً كبيراً في البلاد. ويضيف المصدر أن هناك أيضًا مخاوف من أن إسرائيل ستواصل مشاريع كثيفة المياه في السودان كما فعلت في إثيوبيا .

في الأيام الأخيرة ، كانت هناك عدة وفود سودانية زارت القاهرة لإطلاع المسؤولين المصريين على المفاوضات مع إسرائيل ، وفقًا لمسؤول سوداني ثان.

ومع ذلك ، يتفق مسؤول مصري مقرب من أروقة السلطة الرسمية مع تقدير القلق ، قائلاً إن مصر "منزعجة للغاية بشأن الموجة الثانية من التطبيع" بعد اتفاقات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين في الشهرين الماضيين.

يقول المسؤول: "لم يتم إبلاغ مصر بشكل كافٍ ولم يتم طمأنتها بما فيه الكفاية بشأن ما ستعنيه هذه الصفقة".

تاريخياً ، كانت مصر هي المحاور الرئيسي مع إسرائيل على مدى السنوات الأربعين الماضية ، منذ أن أصبحت أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل بعد معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1979. على مدى العقد الماضي ، تضاءل نفوذ مصر في المنطقة ، مع ظهور الإمارات والسعودية كوسطاء نفوذ إقليميين. إن قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، تليها البحرين - بمباركة المملكة العربية السعودية - يهدد بمزيد من تهميش نفوذ القاهرة في المنطقة.

استباحة مسؤول في السلطة


استباحة مسؤول في السلطة

 

موقع مدى مصر / الجمعة 23 أكتوبر 2020 / مرفق الرابط

 «المسؤول» هو الوزير أسامة هيكل الذي تولى حقيبة الدولة للإعلام نهاية العام الماضي، دون أن يعرف أحد ما هي تحديدًا صلاحياته، بعد أن أسندت مواد الدستور إدارة وتنظيم ملف الإعلام حصرًا، من الناحية النظرية على الأقل، إلى الهيئات الإعلامية الجديدة التي تم استحداثها.

أما «السلطة» فلا تحتاج إلى تعريف أو تقديم، فأفعالها وسياساتها واضحة ظاهرة للعيان، نجحت خلال السنوات الست الماضية من إحكام السيطرة على كل مساحات الشأن العام، لم تترك شاردة ولا واردة خارج قبضتها، ولا تسمح بأي مساحة للاجتهاد، انطلاقًا من القاعدة السلطوية «لا اجتهاد مع السلطة» وليس من القاعدة الفقهية الأصولية «لا اجتهاد مع النص»، لأن السلطة ذاتها تتجاهل وجود نصوص دستورية وقانونية وضعتها بنفسها، ومن يخرج عن قاعدة «لا اجتهاد مع السلطة» يضع نفسه في دائرة الاستهداف.

الأزمة الأخيرة التي شغلت الرأي العام تفجرت على وقع تصريحات لوزير الدولة للإعلام أسامة هيكل قال فيها إن «أصحاب الأعمار أقل من 35 سنة، والذين يمثلون حوالي 60 أو 65% من المجتمع، لا يقرؤون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات».

هذه الكلمات العادية والتي تحمل التقدير المتكرر لمسؤولين ومراقبين لهم علاقة بملف الإعلام، فتحت على الرجل أبواب الجحيم الإعلامي، فتمت استباحته، لأنهم اعتبروه قد تجاوز قاعدة «لا اجتهاد مع السلطة»، وانتقد الأداء الإعلامي وطعن في إدارة من يتحكمون فيه.

أمام هذا الهجوم المباغت، حاول هيكل الدفاع عن نفسه، ورد على مهاجميه وقال ما يفهم منه إنهم مجرد «أقلام وميكروفونات للإيجار»، وأنهم يضعون توقيعهم على مقالات لم يكتبونها ويقدمون كلامًا على الشاشات يرسل إليهم ممن يديرونهم.

لم يأت وزير الدولة للإعلام في تصريحاته السابقة بجديد، فقصص السيطرة والتحكم في منصات الإعلام بتفاصيلها أصبحت على قارعة الطريق، ولم تعد قاصرة على جلسات النميمة بين الصحفيين والعاملين بالوسط الإعلامي، مع ذلك تعرض الوزير لهجوم إعلامي شاركت فيه معظم المنصات الإعلامية، لم يشفع له موقعه في السلطة ولا تأييده المطلق للنظام صحفيًا ونائبًا في البرلمان.

كلام هيكل حول «هجر الجمهور للإعلام المصري» قُتل بحثًا داخل دوائر السلطة وخارجها، ورصدت مقالات وتقارير تدني أرقام التوزيع وعدد المشاهدات مقارنة بالأعوام التي سبقت ثورة يناير 2011 والأعوام القليلة التي أعقبتها.

خلال العام الماضي عقدت ورش عمل ضمت مسؤولين وخبراء وعاملين بالمجال الإعلامي لمناقشة أزمة «هجر الجمهور للصحافة والإعلام» وأسبابها وسبل الحل، وتحدث بعض من حضروا تلك الاجتماعات عن أن غياب أي هامش للحرية وعدم استقلال وسائل الإعلام دفع الجمهور خاصة في سن الشباب إلى البحث عن منصات آخرى تقدم له محتوى مقنع، مع ذلك تصدر هؤلاء حملة الهجوم على هيكل وهاجموه وطالبوا باستقالته لأنه «لا يفهم لا في السياسة ولا في الإعلام».

ومع وصول حملة الاستباحة إلى مرحلة التخوين والتشكيك في الذمة الوطنية خرج الوزير بتصريح جديد على صفحته بموقع فيسبوك يتهم فيه منتقديه بأنهم مدفوعين لمهاجمته، «في توقيت واحد، وبنفس الكلمات، شنت أقلام معروف للكافة من يحركها بالتساؤلات نفسها حول ماذا فعلت منذ توليت المسؤولية؟ ولماذا لا أصمت؟ ولماذا لا أبحث عن وظيفة أخرى؟ وأحدهم يتهمني بأنني بتصريحاتي سأتسبب في عدم إقبال المعلنين على الإعلان في الصحف.. لا إبداع على الإطلاق.. نفس الكلمات ونفس الأسماء، بل ونفس التوقيت».

وزاد الوزير محدثًا من وصفهم بأنهم أدوات: «أقول لهؤلاء إن أخطر أنواع الفساد هو أن يترك الكاتب قلمه لغيره، ويكتفى هو بالتوقيع، والحقيقة إنني لا أريد أن أرد على هؤلاء لأنهم مجرد أدوات.. ولكنني سأرد على من أعطى لهم الأمر بالكتابة فلم يترددوا للحظة واحدة، طمعًا في الرضا والعفو والسماح. فإنهم إن لم يمتثلوا سيطاح بهم».

وبعث الوزير برسالة إلى الجهة المجهولة التي لم يسمها واتهمها بإهدار الكثير وتوعدها بالرد، «وأرد مبدئيًا على من أعطى الأمر.. بأنني لن أصمت فأنا أقول الحقيقة، والحقيقة ستظهر إن عاجلًا أو آجلًا، فقد أهدرتم الكثير والكثير بلا خبرة وبلا هدف واضح، ولم يعد أحد لا يعرف».

ويبدو أن التصريح السابق للوزير نكأ جرحًا وتسبب في إزعاج من «أعطى الأمر» بحسب تعبيره، فشدت منصات الإعلام أجزاء أسلحتها وجعلت من هيكل هدفًا، وكأنه أحد المعارضين أو المخالفين الذين يتم استباحتهم نهارًا على صفحات الجرائد وليلًا على شاشات الفضائيات.

تصريحات الوزير الفيسبكوية تضمنت العديد من الألغاز على الأقل لغير العاملين في الوسط الصحفي، فالرأي العام تلقى من مسؤول في السلطة خبرًا كبيرًا ومثيرًا، لكنه خبر غير مستوفي الشروط، أجاب هيكل عن سؤال واحد من أسئلة الخبر وهو السؤال بـ«ماذا.. أي ماذا حدث»، لكنه لم يجب عن باقي علامات الاستفهام «من.. ومتى.. وكيف»، فلم يشر إلى أسباب تراجع توزيع الصحف ولم يكشف عن الجهة المسؤولة عن هذا التراجع أو تلك الجهة التي «تعطي الأمر بالكتابة».

وكما تجنب الوزير الدخول في التفاصيل وترك العديد من علامات الاستفهام معلقة في الهواء، تجنبت بقية المنصات الصحفية المصرية التي لم تشارك في الحملة هجومًا أو دفاعًا الاشتباك صحفيًا مع الأزمة المثارة، فلم تُقدم أي وسيلة إعلامية على القيام بما تقتضيه واجبات المهنة، ولم يسع أي منها للحصول على إجابات عن الأسئلة المشار إليها، حتى يحصل الرأي العام على حقه في المعرفة وهي المهمة الأساسية للصحافة.

بعد يومين من الأزمة المتصاعدة، تراجع الوزير نفسه وأقر بأن تصريحاته المثيرة للجدل والتي أشعلت النار أُخرجت من سياقها، ودعا ما هاجموه إلى اجتماع فشل قبل أن يبدأ إثر انسحاب عدد من المدعوين إليه، احتجاجًا على عدم تمكُن بعض الصحفيين من المشاركة، فتجددت العاصفة بعد أن هدأت قليلًا.

إذا كان وزير الدولة للإعلام هاجم الإعلام المصري وأقر بحقيقة هجر الجمهور لمنصاته، فالرئيس السيسي وجه سهام نقده في أكثر من مناسبة للإعلام بكل منصاته، واتهمه بالتقصير في تسويق إنجازات الدولة، «قطاع الإعلام في مصر لم يصبه التطوير منذ فترة طويلة، ولم يصبح يحقق الأهداف المرجوة منه مثله مثل باقي قطاعات الدولة التي لم يُصبها أي تطوير، وهذا يُسبب مشكلة كبيرة للغاية سواء في قطاع التعليم أو الصحة أو الثقافة أو الاقتصاد»، قال السيسي خلال فعاليات مؤتمر الشباب السابع العام الماضي.

وأضاف السيسي خلال إحدى جلسات المؤتمر: «الإصلاح أصبح واجبًا لكل القطاعات بما فيها قطاع الإعلام، وهذا لا يعني الإساءة لأحد»، موضحًا أن الإعلام كمنظومة ينشق إلى شقين، «شق اقتصادي حيث تقدم الدولة للإعلام ست مليارات جنيه، والعوائد من أنشطته على الدولة 2.3 مليار جنيه فقط»، وتابع مستنكرًا: «الشق التاني وهو الشق الفني يا ترى هو ده اللي إحنا بنتمنى نقدمه، لا طبعًا، كان الإعلام في الستينات له تأثير كبير جدًا وكان ليه عوايده، حصل تطور في الدول العربية، بس إحنا في نفس الوقت فضلنا زي ما إحنا، بس لا يرضي الكثيرين من الناس أداء الإعلام في الوقت الحالي».

نقد الرئيس للإعلام في ذلك المؤتمر لم يكن الأول من نوعه فالرئيس هاجم الإعلام في مناسبات عديدة منذ توليه موقعه قبل ست سنوات، والكل يذكر «يا بخت عبد الناصر بإعلامه.. وأه منكم يا إعلاميين»، لم يجرؤ أحد حينها بالطبع على مناقشة الأسباب التي أدت إلى تراجع الإعلام ودفعت الرئيس لانتقاده، بل أقر حينها معظم من يهاجمون هيكل الآن بتدني حال إعلامنا وصدَق الجميع على كلام الرئيس.

ما سبق ليس دفاعًا عن أسامة هيكل بالطبع، فالوزير الحالي شارك في عملية حصار الإعلام وتكبيل حرية الرأي والتعبير من خلال موقعه السابق كرئيس للجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، عندما أضفى البرلماني السابق الشرعية القانونية على عمليات الرقابة والحجب والمنع التي تمارسها أجهزة السلطة على المنصات الإعلامية، ومرر وبارك قوانين تنظيم الإعلام سيئة السمعة التي صدرت قبل عامين، والتي شرعنت تغول السلطة على المهنة ومؤسساتها.

ظن البعض أن هيكل سيتحول بعد أن أوكلت له حقيبة وزارة الدولة للإعلام إلى قناة اتصال بين النظام والمسؤولين عن المنصات الإعلامية، يترجم سياسة السلطة وتوجهاتها وينقلها إلى رؤساء التحرير ورؤساء القنوات، ويتابع المحتوى الإعلامي ويقيمه ويختبر درجة تأثيره في الجمهور، ويعمل على إدارة حوار بين الطرفين للوصول إلى حلول تعيد القارئ والمشاهد مرة أخرى إلى منصاتنا.


بعض المصادر أشارت إلى أن هيكل حاول إعادة ترتيب المشهد الإعلامي، ورفع تصورات وتقارير لما وصُف بأنه «عملية إصلاح وتطوير كاملة، تشمل تغييرات في السياسات والأشخاص القائمين عليها»، وطالب بأن يكون له دورًا واضحًا في إدارة الملف، وأن تتراجع أدوار من يديرون المشهد حاليًا، لكن يبدو أن تصوراته اصطدمت برغبة «من يعطي الأمر» في استمرار سيطرته على الأمور، ففشلت المهمة قبل أن تبدأ، حينها كان أولى بالوزير أن يعتذر عن الاستمرار في منصبه ويخرج بهدوء، لكنه لم يملك الشجاعة ولا الجرأة الكافية لمثل تلك الخطوة، واختار الاستمرار في منصب بلا صلاحيات ولا نفوذ، وتحمل كل عمليات القصف التي استهدفته.

في المقابل كان يمكن أن يُطلب من هيكل تقديم استقالته دون ضجيج أو حملات، أو يُمهل حتى يصدر قرار بتكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة في يناير المقبل بعد انعقاد البرلمان الجديد، وذلك من باب الحفاظ على هيبة الموقع ومكانة الوزارة الذي ينتمي إليها الوزير أمام الرأي العام، لكن يبدو أن قاعدة «من ليس معنا بقلبه ولسانه فهو ضدنا» هي الحاكمة.

في عهود سابقة كانت الاختلاف بين السلطة وأحد رجالها ينتهي بإزاحة هذا المسؤول دون تشهير أو إهانة، «اختلف عبدالناصر مع حلمي مراد وزير تعليمه أثناء اجتماع مجلس الوزراء، وانتهي الاجتماع وأعلن بعدها قبول استقالة الوزير دون إهانة أو تشهير، وعندما انفرد السادات برؤيته في كامب ديفيد استقال ثلاثة وزراء خارجية تباعًا، وقُبلت استقالتهم دون إهانة وتشهير، وقتها منصب الوزير حتى وإن كان منصبًا تنفيذيًا لسياسات يراها الرئيس كان يكتسب بعض الوقار والهيبة والاحترام»، هذا ما أورده الفقيه القانوني الدكتور نور فرحات في تدوينه له على حسابه بموقع فيسبوك.

وأضاف فرحات: «عندما انتقلت سلطة توجيه الوزراء والإعلاميين والمدراء ورؤساء المصالح والمؤسسات من المستويات السياسية العليا إلي فتية مفتولي العضلات يجلسون خلف وأسفل خشبة المسرح يحددون الخطأ والصواب في غيبة أية معايير مؤسسية، فلا تحدثني عن هيبة المنصب أو وقاره.. صانع القرار أو محرك الألعاب يقف خلف أو أسفل خشبة المسرح، كل ما نملكه أن ندعو له بالرشاد».

اللهم أهدنا جميعا سبيل الرشاد.. ولا تدخلنا في تجربة.