السبت، 30 أبريل 2022

اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم

اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم  


بعد أن فشل الرئيس التركي الاستبدادى رجب طيب أردوغان في جباية إتاوات باهظة من السعودية نظير تغاضيه عن جريمة قيام المخابرات السعودية بتعليمات من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان باختطاف وتعذيب وقتل الصحفى السعودى المعارض جمال خاشقجى داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عندما توجه اليها لتجديد جواز سفره وإلقاء اجزاء الجثة بعد تقطيعها في مياه خليج البسفور. ووصل الأمر الى حد مخاطبة أردوغان الأمم المتحدة لتدويل القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية. واقتصرت إجراءات المجتمع الدولي فى النهاية على إصدار بيانات شجب واستنكار عن منظمة حقوق الإنسان الاممية والمنظمات الحقوقية الدولية والاقليمية والمحلية بعد أن قدمت السعودية بعض الجناة الى محكمة هزلية لاحتواء سخط وغضب المجتمع الدولى. 

لم يجد أردوغان مفر من اغلاق قضية اختطاف وتعذيب وقتل الصحفى السعودى المعارض جمال خاشقجى الموجودة لدى السلطات التركية وإرسالها الى السلطات السعودية لتدوس عليها بنفسها بالجزمة وتلقي بها في صناديق القمامة. توجه بعدها أردوغان الى السعودية لاحتضان عدوة اللدود الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية وغمرة بالقبلات لنيل الفتات من إحسانه بعد ان فشل فى جباية الإتاوات الباهظة منه.

بعد انتحار نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام شنقا داخل مكتبة بمؤسسة الاهرام.. تقرير يكشف معاناة الصحفيين في مصر.. "اعتقال وانتحار"

رابط التقرير

بعد انتحار نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام شنقا داخل مكتبة بمؤسسة الاهرام..

تقرير يكشف معاناة الصحفيين في مصر.. "اعتقال وانتحار"


يعيش الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام في مصر، وضعا اقتصاديا ومهنيا وأمنيا بائسا، في ظل سيطرة تامة على القطاع من شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" التابعة لجهات سيادية.

وفي الأيام القليلة الماضية، شهد الشارع الصحفي والإعلامي وقائع صادمة، تباينت بين انتحار صحفي مرموق داخل جدران مؤسسته الصحفية الأكبر في البلاد، وبين التوقيف والإخفاء القسري لإعلاميتين شهيرتين إثر انتقادهما النظام، وتهديد البعض بالاعتقال، وحتى تحول صحفيين لمهن أخرى هربا من التضييق الأمني.

والخميس، أُعلن عن انتحار نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام الصحفي عماد الفقي، فجرا من داخل مكتبه، في واقعة أثارت الجدل حول ملابساتها وأسبابها.

والأسبوع الماضي، أوقف الأمن المصري الإعلاميتين في التلفزيون المصري (حكومي) صفاء الكوربيجي وهالة فهمي، بسبب انتقاداتهما لرأس النظام عبد الفتاح السيسي عبر مقاطع مصورة كشفتا فيها عن وقائع فساد بالهيئة الوطنية للإعلام، التي تدير مبنى "ماسبيرو".

وفي السياق، كشفت الصحفية مي عزام يوم 21 نيسان/ أبريل الجاري، عن تهديد مما أسمته بالذباب الإلكتروني لها، إثر انتقادها سماح النظام للسائحين الإسرائيليين بإقامة حفلات بجنوب سيناء.

وهربا من ضيق الأحوال وتعنت الإدارات الصحفية وتجنبا للملاحقات الأمنية؛ أكد عدد من الصحفيين رغبتهم بالسفر للخارج، أو تغيير مهنتهم والعمل بالتجارة، والمشاركة بمشروعات مع آخرين، كالسمسرة بمجال العقارات، والترويج للبضائع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

"صورة قاتمة"

ويشكو أغلب الصحفيين من ضعف الرواتب والتضييق على الكثير منهم في الحوافز والمكافآت، ويعتمد نسبة كبيرة منهم بعد فصلهم من مواقعهم في الصحف التي اشترتها الشركة "المتحدة" على "بدل التدريب" التي تمنحها لهم نقابة الصحفيين، والبالغة 2400 جنيه (130 دولارا تقريبا).

وعبر المجموعات الخاصة بالصحفيين على مواقع التواصل يتساءل الكثير حول موعد صرف بدل التدريب، خاصة مع ضعف فرص الكثير منهم في العمل بالمواقع والصحف العربية والخليجية، وحجب النظام لأكثر من 600 موقع يبث من خارج مصر.

ومنذ مطلع 2022، يشهد "ماسبيرو"، الذي يضم قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة الحكومية، احتجاجات متكررة على ظروف العمل، وتدني مستويات الأجور، والمستحقات المالية المتأخرة التي لم يحصل عليها العاملون منذ عدة سنوات.

وفي المقابل ينعم عدد قليل من الصحفيين برعاية الشركة "المتحدة"، ويحصلون على مناصب ورواتب كبيرة ويقومون بالعمل في أكثر من جهة تابعة للشركة بين المواقع الصحفية وبرامج الفضائيات، ويعتبرهم النظام أذرعه الحقيقية ومنفذي سياساته.

وعلى مدار 9 سنوات، اهتم النظام العسكري الحاكم بشراء وتملك الفضائيات والصحف والمواقع الخاصة، واستحوذ على الكثير من الإصدارات الخاصة التي تديرها الآن الأجهزة السيادية المصرية، فتحولت من دورها كصحف حملت بعض أصوات المعارضة إلى صحف تدافع عن النظام وتتبنى وجهة نظره.

كما تعاني جميع الصحف من رقابة أمنية شديدة على عمل الصحفيين وتوجهاتهم السياسية والفكرية، ما جعلها صورة ممسوخة من الصحافة ما دفع القارئ لمغادرتها، واضطر الكثير من الصحفيين لتركها خوفا من البطش الأمني بهم أو تصنيفهم ضمن جماعة الإخوان المسلمين.

والآن تتزايد المخاوف على مستقبل المؤسسات الصحفية الكبرى والتاريخية في مصر، وعلى مصير آلاف الصحفيين وعشرات الآلاف من العاملين الفنيين في المطابع وقطاع التوزيع، خاصة مع ما يثار عن توجه النظام لبيع بعض تلك المقار بالقاهرة ودمج الصحف الحكومية ونقلها لمدينة السادس من أكتوبر.

 واحتلت مصر في عهد السيسي المنطقة السوداء بمؤشر حرية الصحافة العالمي.

ووفق منظمة "مراسلون بلا حدود" تقبع مصر بالمركز 166 من 180 دولة لعام 2021، فيما تحتل المرتبة الثالثة عالميا بقائمة أكثر الدول احتجازا للصحفيين، بحسب لجنة "حماية الصحفيين الدولية" 2020.

ويقبع نحو 25 صحفيا مقيدا في نقابة الصحفيين في المعتقل منذ سنوات، وهو العدد الذي يصل لأكثر من 66 صحفيا أغلبهم غير مسجل بالنقابة، وفق تأكيد الصحفي قطب العربي رئيس "المرصد العربي لحرية الإعلام" لـ"عربي21".

وشهد الربع الأول من 2022، استمرار الأنماط الاعتيادية والمتكررة للانتهاكات على الصحفيين حيث رصدت أحدث تقارير "مؤسسة حرية الفكر والتعبير" أمس الخميس، 7 وقائع انتهاكات بحق صحفيين، ما بين منعهم من القيام بعملهم، ووقف إعلاميين بشكل مؤقت.

وقال التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21": "تستمر المجالس الإعلامية في فرض مزيد من القيود على حرية الصحافة والإعلام تحت دعاوى فضفاضة واتهامات تندرج تحت حرية التعبير".

وأشار التقرير إلى أن "المنع من التغطية أكثر الانتهاكات اعتيادية ضد حرية الصحافة بالسنوات السبع السابقة".

ورصدت "المفوضية المصرية للحقوق والحريات"، في تقريرها عن شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أبرز الانتهاكات التي شهدها الوسط الصحفي والإعلامي والتضييق الذي واجهه العاملون بالمجال.

وأشارت إلى وجود أزمات عديدة بينها تأخير العلاوات للعاملين في الهيئة الوطنية للإعلام وتنظيم مئات العاملين وأصحاب المعاشات تظاهرة حاشدة بـ"ماسبيرو" كانون الثاني/ يناير الماضي.

"حصاد ما زرعت"

وفي تعليقه حول معاناة الفئة الأغلب من الصحفيين المصريين، قال مساعد رئيس التحرير بدار الجمهورية الصحفي محمد فخري: "يجب الاعتراف بأن الصحافة تحصد الآن الشوك الذي زرعته في خدمة السلطة منذ عام ٢٠١٣".

وأضاف خلال حديثه لـ"عربي21": "على الرغم من استخدامها كسلاح فعال بحرب غير شريفة لإزاحة أول رئيس مدني منتخب (محمد مرسي) جاء كثمرة لثورة يناير 2011؛ نالت (جزاء سنمار) وفقا للمثل العربي، وتنكرت لها السلطة التي صعدت على أكتافها".

وأكد أن "الصحافة الآن تعيش أوضاعا بالغة التردي والتدهور على مستوى الحريات والأجور والأوضاع المعيشية والاجتماعية، وهو وضع غير مسبوق منذ مائة عام".

وتابع: "نحن أمام نوع جديد من الصحافة والإعلام؛ هجين نتج عن تزاوج صحافة المال السياسي والصحافة التابعة للأجهزة الأمنية أفرز جهازا دعائيا غير فعال متعدد النوافذ لنظام شمولي باهت".

وأردف: "ترتب على ذلك انضمام مئات من حاملي كارنيه نقابة الصحفيين وهم لا يعرفون من الصحافة سوى ما ترسله لهم المراكز الإعلامية للوزارات والأجهزة الأمنية، إضافة لفيديوهات سخيفة عن رجل يأكل الزجاج، وسيدة تربي القطط".

ويرى أن "المعول الأكبر في بلاط صاحبة الجلالة الآن هو تصدر عديمي الموهبة واختيارهم طبقا لمدى تبعيتهم للأجهزة الأمنية وولائهم المطلق للنظام، ما ضيع الحد الأدنى من المهارة والمهنية والأعراف، وضيع على النظام نفسه فرصة الاستعانة بأكفاء لخدمة أهدافه".

وأشار إلى أنه "لا يمكن تجاوز تلك الأزمة إلا إذا استشعر النظام الخطر من الصحافة، وهو أمر غير متاح في ظل حالة السيطرة التامة والقبضة الحديدية على الصحافة والإعلام بالداخل وحظر المواقع الخبرية في الخارج".

وختم قائلا: "ربما يأتي الأمل إذا حدثت وقفة جادة وأتبعها استخدام الصحفيين وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للنشر والتعبير والعمل الصحفي بعيدا عن سيطرة الدولة على كل المواقع والقنوات".

"الأزمة سياسية"

من جانبه، يرى الكاتب الصحفي قطب العربي، أن "معاناة الفئة الأغلب من الصحفيين هي نتيجة تردي وضع المهنة بشكل عام"، مؤكدا أن "هذا التردي سببه الرئيسي افتقاد المنافسة وغياب الحرية التي تمنح الإكسير للصحف ووسائل الإعلام للمنافسة والوصول للقارئ والمشاهد".

وأضاف خلال حديثه لـ"عربي21": "كل الصحف والقنوات نسخة واحدة ضمن إعلام الصوت الواحد، وهذا لا يشجع قراء ولا مشاهدين لمتابعتها؛ فتفقد موارد من الإعلانات والرعاية ومن ثم تضطر إلى تخفيض العمالة ثم تخفيض الرواتب لمن بقي بها".

ويعتقد العربي أن "المشكلة في الأساس سياسية تتعلق بغياب أجواء الحرية التي لا تستطيع الصحافة العيش بدونها ولا تتنافس إلا عبرها ما يؤدي لخسارة هذه المنابر الصحفية والإعلامية مواردها والنتيجة إغلاق بعضها نتيجة تعثرها المالي أو إغلاق أقسام وتخفيض الأعداد والرواتب والمكافآت".

ولفت إلى "سبب آخر قريب وهو التضييق الأمني على الصحفيين والاعتقالات وقمع حرية الرأي والتعبير"، مشيرا إلى "أزمة اعتقال صفاء الكوربجي وهالة فهمي الإعلاميتين في ماسبيرو مؤخرا، بجانب 66 صحفيا وإعلاميا".

وأفاد بأن "الشركة المتحدة تهيمن على وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية، واحتكرت السوق الإعلامي والإعلاني والدرامي، وأصبحت سفينة نجاة بعض من يركبون فيها، ولكنها لا تحتمل باقي الصحفيين والإعلاميين الموجودين بصحف ومواقع ضعيفة لا تكفي رواتبهم، ولم يعد لهم مصدر دخل آخر كما كان في ظل ازدهار الصحافة".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث مراقبون عن أزمة مهنة الصحافة والإعلام في ظل حكم السيسي، مشيرين إلى أن الصحفيين وصلوا لمرحلة اليأس.

الكاتب الصحفي محمد سعيد محفوظ، خاطب زميله عماد الفقي إثر خبر انتحاره، متسائلا: "كيف ثقل عليك الحمل؟ من فعل بك هذا؟ من اجترأ على قلبك الأبيض؟ من طعنك بغدر أو حرمك حقا أو ذبح كبرياءك؟ لماذا اخترت الأهرام لتغادرها منتحرا وأنت تعلم أن هذه رسالة؟".

وكتب الصحفي عبد الرحمن بدوي، استغاثة مخاطبا بها مجلس نقابة الصحفيين، ومحذرا مما قد يلحقه من مصير مشابه للصحفي عماد الفقي، خاصة مع تجاهل النقابة لمطالبه.

وقال: "إلحقونا قبل ما يحصل لنا مثلما حصل للزميل عماد الفقي"، منوها إلى أنه أرسل رسالة قبل عام لنقيب الصحفيين وتجاهلها الجميع.

وأضاف: "الصحفيون في مصر يحتضرون، وأحذر مما قد يحدث لي غدا".

عربى 21

دعوة السيسي الى حوار سياسي شامل مزعوم اعاد للاذهان يوم توقيع الشعب المصري شيك على بياض للسيسي ليحكمهم كما يريد وفق شطحات خزعبلاته

دعوة السيسي الى حوار سياسي شامل مزعوم اعاد للاذهان يوم توقيع الشعب المصري شيك على بياض للسيسي ليحكمهم كما يريد وفق شطحات خزعبلاته
 
ارتكب الشعب المصرى خطيئة كبرى  خلال الانتخابات الرئاسية 2014 يدفع ثمنها غاليا الآن. عندما غض الطرف في مثل تلك الأيام قبل 8 سنوات. خلال الانتخابات الرئاسية 2014. على رفض المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسي. تقديم برنامج انتخابي يوضح فيه فكرة السياسى اذا كان يملك فكر سياسى. و برنامجه الانتخابى فى إدارة البلاد بالحكم الديمقراطي الرشيد حتى لاتغرق السفينة بالشعب المصرى. وأراد السيسي انتخابه بدون برنامج انتخابي يتعهد فيه بشئ. حتى لا يلتزم بالعدالة السياسية والقضائية والاجتماعية والاقتصادية وبالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. و اصر السيسى بأن يكون المرشح السياسي الوحيد فى الكون الذى يرشح نفسه فى انتخابات رئاسية دولة كبرى بدون برنامج انتخابي يلتزم به ولكن وفق جعجعة كلام عشوائى مرسل لا يعمل به. وهو ما مثل حينها شيك على بياض من الشعب المصرى للسيسى ليحكمهم كما يريد وفق شطحات خزعبلاته وكوابيس أحلامه. وليس وفق أسس احترام دستور الشعب وحرياته العامة والديمقراطية ومدنية الدولة والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات. وتطاول السيسى بعد اعتلائه السلطة على دستور الشعب المصرى الصادر عن جمعية وطنية تأسيسية عام 2014. وزعم أنه لا يصلح لحكم الشعوب. وهرول الى تدمير مستحقات الشعب المصرى فى الحرية والديمقراطية والعدالة السياسية والقضائية والاجتماعية والاقتصادية فى دستور 2014. عبر مواد دستور السيسى وقوانين السيسي التي شرعن فيها السيسي تمديد وتوريث الحكم آلية وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ومواد وقوانين شريعة الغاب. وكدس السيسى السجون بعشرات آلاف النشطاء السياسيين و المعارضين المعتقلين على ذمة قضايا ملفقة. ووجد الشعب المصرى بأنه دفع الثمن غاليا من سلامة نيته ونبل مقصدة التى أدت الى تغاضيه عن ترشيح السيسى نفسه فى الانتخابات الرئاسية 2014 بدون اى التزام فى برنامج انتخابى بما يعد شيك على بياض بتسليم الشعب المصرى مصيره الي شخص فرد. خاصة مع رفض السيسى حينها خلال اجتماعة مع رؤساء الاحزاب السياسية خلال فترة ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية 2014 على وضع الأحزاب والقوى السياسية قوانين انتخابات البرلمان بعد الانتخابات الرئاسية 2014. بما كشف يومها عن فكر السيسي الاستبدادى وشروعه بعد انتخابه فى الانتخابات الرئاسية 2014 الى وضع قوانين انتخابات البرلمان بمعرفته لاستنساخ برلمان يدمر بة دستور وقوانين الشعب ويضع مكانها دستور وقوانين وخزعبلات السيسي. وهو ما حدث لاحقا بالفعل عبر قوانين السيسي لانتخابات برلمان 2015 الذى اختلق بها برلمان نفذ لة كل ما أراد من ملكية عسكرية واستبداد. لأن اختيارات الشعوب لحكامها لا تقوم على أساس خفة دم هذا المرشح وثقل دم مرشح اخر. ولا تقوم على الاناشيد الوطنية والأغاني الحماسية. ولكن تقوم على أسس وطنية يدرجها المرشحين فى برامجهم الانتخابية ويختار الشعب البرنامج الأفضل بينهم. وليس من يتظاهر يان دمة خفيف فيهم وبتاع حركات وشقلبظات. ورغم علم السيسى جيدا بأن الشعب المصرى لم يعد يعبأ بعناوين تصريحاته للاستهلاك المحلى والدولى. الا ان هذا لم يمنعه مع تصاعد الغضب الشعبي ضده و تعرضه الى ضغوط محلية ودولية مع تفاقم قمعه واستبداده بالتزامن مع خراب اقتصادي وتواصل هبوط قيمة الجنيه المصري وارتفاع الأسعار وتزايد الديون الخارجية على مصر واستشراء مزيد من قوانين تبيح اتساع سطوة شركات الجيش. إلا انة تبجح مؤخرا وزعم شروعه فى إجراء حوار سياسي شامل فى البلاد. دون ان يتعهد السيسى بالعمل على اسس هذا الحوار السياسي المزعوم عبر اطلاق سراح عشرات آلاف المعتقلين السياسيين على ذمة قضايا ملفقة وإلغاء دستور السيسى وقوانين السيسى الاستبدادية الصادرة عن السيسي بما فيها من شرعنة تمديد وتوريث الحكم آلية وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ومواد وقوانين شريعة الغاب. وفى ظل هذا الوضع الاستبدادى يعتبر الحوار السياسي الشامل المزعوم الذي دعا إليه السيسى مؤخرا ماهو الا حوار الاحتواء والاستغفال وكسب الوقت في الإلهاء.

العب غيرها

العب غيرها 


من الاخر .. هل يخضع السيسى لأسس حكم الشعوب بإرادة الشعوب وليس بإرادة عسكر الشعوب ويحترم دستور الشعب الصادر عن جمعية وطنية تأسيسية عام 2014 ويطلق سراح اكثر من ستين ألف معتقل سياسي على ذمة قضايا سياسية ملفقة وليس بضع أفراد عبر ما يسمى لجنة العفو الرئاسي من اجل الزيطة الفارغة ويلغى دستور السيسى الذى أصدره عبر ادواته عام 2019 بما فيه من استغفال الشعب المصرى وضربة بالجزمة عبر شرعنة تمديد وتوريث الحكم للسيسي ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد وانتهاك السيسي استقلال المؤسسات وقيامة بالجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ومواد وقوانين نظام حكم شريعة الغاب.

اذن على أى أساس هذا الحوار السياسي الشامل المزعوم الذي تدعو ايها الجنرال العسكري الاستبدادي الحاكم الية.  العب غيرها ياشاطر. لا نريد حوار الاحتواء والاستغفال.

ارفعوا القيود الاستبدادية فى مصر عن الشعائر الدينية الإسلامية .. اسمحوا للمصريين بالصلوات الليلية و بالاحتفال مع أسرهم بالعيد

رابط بيان هيومن رايتس ووتش

ارفعوا القيود الاستبدادية فى مصر عن الشعائر الدينية الإسلامية

اسمحوا للمصريين بالصلوات الليلية و بالاحتفال مع أسرهم بالعيد


 قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية فى احدث تقرير أصدرته إن على وزارة الأوقاف المصرية إنهاء جميع القيود التعسفية على التجمعات الدينية، والصلاة، والشعائر خلال العشر الأواخر من رمضان واحتفالات العيد المقبلة. في 20 أبريل/نيسان 2022، أعلن الوزير حظر الصلوات والشعائر التي تنفرد بها آخر أيام رمضان، وفرض قيودا على الصلاة والاحتفال بعيد الفطر، الذي يأتي ختاما لشهر رمضان.

استخدم وزير الأوقاف المصرية الدكتور محمد مختار جمعة وسائل التواصل الاجتماعي لإصدار حظره الكامل للاعتكاف وصلاة التهجد، وهما شعيرتان إسلاميتان تُؤدَيان عادة خلال ليالي رمضان الأخيرة. الاعتكاف هو قضاء الليالي العشر الأواخر من رمضان في المسجد، بينما تُقام صلاة التهجد في منتصف الليل، وغالبا تترافق مع الاعتكاف. يرى مسلمون كُثر أن صلوات الاعتكاف تحمل بركة خاصة في رمضان.

قال جو ستورك، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "فرض المسؤولون المصريون قيودا غير مقبولة على المصلين بشأن مكان وزمان الصلاة في شهر رمضان والعيد. يجوز تقييد الممارسات الدينية فقط إذا كان لذلك ضرورة قصوى للصحة والسلامة العامة".

قال الوزير جمعة إن القيود ترجع إلى مخاوف من انتشار فيروس "كورونا". لم تحدد الحكومة في بداية شهر رمضان حدودا لعدد الأشخاص المسموح لهم بحضور التجمعات أو الاحتفالات الكبيرة، في الداخل أو في الهواء الطلق. أعلن مجلس الوزراء المصري في 27 مارس/آذار أنه سيسمح بمناسبات المساجد وحفلات الزفاف والاحتفالات في "قاعات الفنادق المغلقة" خلال شهر رمضان "شريطة الالتزام بالإجراءات الاحترازية".

في 14 أبريل/نيسان، أعلن جمعة أن خطبة عيد الفطر، وهي طقوس مهمة بمناسبة نهاية شهر رمضان، يجب ألا تتجاوز عشر دقائق بدل ساعات كما هي العادة. في 19 أبريل/نيسان، حظر هشام عبد العزيز، وهو مسؤول كبير بوزارة الأوقاف، صلاة العيد خارج المساجد في الشوارع والساحات العامة. قال أيضا إن صلاة عيد الفطر يجب أن تُقام فقط في مساجد تختارها الوزارة، وليس في جميع المساجد.

في 25 أبريل/نيسان، تراجَع جمعة عن قرار حظر صلاة التهجد بعد رد فعل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي. ما تزال القيود مفروضة على الاعتكاف وخطبة العيد واحتفالات العيد.

بعد إعلان 19 أبريل/نيسان، أمر ممثلون عن وزارة الأوقاف بإغلاق المساجد أثناء صلاة التهجد. أظهرت الصور والفيديوهات التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش دوريات من وزارة الأوقاف تحرس أبواب المساجد خلال مواعيد تلك الصلاة لمنع المصلين.

في أحد الفيديوهات، دخلت دورية مسجد المراغي في حلوان أثناء صلاة العشاء يوم 24 أبريل/نيسان، وقطعت الصلاة وأمرت المصلين بالخروج. في 25 أبريل/نيسان، نفت وزارة الداخلية وقوع الحادث.

حذر وكيل الأوقاف بالإسكندرية الشيخ سلامة عبد الرازق من أنه سيتم التحقيق مع كل من يخالف حظر الوزارة للصلاة.

في 21 أبريل/نيسان، اعتقلت قوات الأمن الصحفية صفاء الكوربيجي، الموظفة السابقة في "مجلة الإذاعة والتلفزيون"، بعد أن نشرت فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو فيه من القيود على خطبة عيد الفطر، وتدعو إلى استمرار الخطبة لسبع ساعات. في 24 أبريل/نيسان، أخذها المسؤولون إلى نيابة أمن الدولة والتي اتهمتها بنشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة محظورة.

بموجب المادة 18 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، تشمل حرية الدين حق المرء في ممارسة عقيدته بشكل جماعي وعلني. يضمن "الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب"، ومصر دولة طرف فيه، حرية ممارسة الشعائر الدينية. تعترف المادة 64 من دستور مصر لعام 2014 بالحق في ممارسة الشعائر الدينية بحرية.

في 12 مارس/آذار، أفادت وزارة الصحة العامة أنه سيتم إصدار إحصاءات فيروس كورونا على أساس أسبوعي وليس يومي بسبب انخفاض معدلات الإصابة وانحسار الموجة الخامسة من الوباء.

في سياق حالات الطوارئ الصحية العامة، تقرّ قوانين حقوق الإنسان بأن القيود على بعض الحقوق يمكن تبريرها عندما يكون لها أساس قانوني، وتكون ضرورية للغاية بناء على الأدلة العلمية، ومتناسبة لتحقيق الهدف.

في فبراير/شباط، وافقت لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب على تعديلات على القانون 51 لعام 2014 الناظم للخُطب والدروس الدينية في المساجد، والذي يحظر "الحديث في الشأن الديني في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو الإلكترونية" دون ترخيص رسمي من الأزهر أو وزارة الأوقاف. كما شددت التعديلات العقوبات على كل من ينخرط في الوعظ العام دون تصريح أو ترخيص، وكل من يعبر عن رأي "مخالف لصحيح الدين"، بعقوبات تصل إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.

قال ستورك: "يبدو أن هذه القيود على حرية ممارسة الدين تعسفية تماما، وهي دليل آخر على افتقار الحكومة المصرية إلى التسامح مع حرية التعبير في جميع المجالات".

أي حوار سياسى هذا الذي تدعو إليه أيها السيسي؟

رابط التقرير على موقع العربى الجديد

أي حوار سياسى هذا الذي تدعو إليه أيها السيسي؟

أي حوار سياسى هذا في ظل القبضة والهيمنة الأمنية القوية على مختلف جوانب العمل السياسي في مصر؟

أي حوار سياسى هذا ومصر لا تبدو مقدمةً على جمهورية جديدة بل تبدو مقدمةً على صورة أخرى من صور الحكم الاستبدادي العسكري؟


أطلق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في خطاب له في 26 إبريل/ نيسان الجاري، مبادرة للحوار السياسي، كما دعا إلى تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي عن المعتقلين السياسيين، معبرا عن سعادته الشخصية بالإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين قبل أيام. وجاء الإعلان عن المبادرة والعفو ضمن حزمة من مبادرات أطلقها السيسي في الخطاب نفسه تركّزت على جهود الدولة المصرية لمواجهة التداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا، حيث طالب السيسي الحكومة المصرية بإعلان خطة اقتصادية متكاملة لمواجهة تداعيات الحرب، وتشجيع دور القطاع الخاص في الاقتصاد، وطرح شركاتٍ مملوكة للمؤسسة العسكرية في البورصة المصرية. وسبق للسيسي الحديث عن مبادرة الحوار السياسي، في لقاءٍ عقده في 21 من أبريل/ نيسان الجاري، مع عدد من الصحافيين المصريين، مؤكّدا أنها تأتي ضمن جهود إطلاق ما سماها الجمهورية الجديدة في مصر.

لم تتضح بعد طبيعة الحوار الذي دعا إليه السيسي سوى أنه سينعقد تحت إشراف إدارة المؤتمر الوطني للشباب، وأنه سيشمل "كل القوى السياسية بدون استثناء أو تمييز"، وأن السيسي نفسه سيشارك في مراحل الحوار المتقدّمة، وأن نتائجه سوف تعرض على البرلمان المصري للإسهام فيها. وليست واضحة أيضا الأسباب التي دعت الرئيس المصري إلى إعلان هذه المبادرة في الوقت الحالي، وإنْ قال، في خطابه، إنه ركّز، في بداية حكمه، على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي أولا، وأنه انشغل بحلّ مشكلات اقتصادية عاجلة، مثل توفير المياه والكهرباء، وتطبيق خطط عاجلة لمواجهة مشكلات الاقتصاد المصري، مؤكّدا أن الخطط الاقتصادية التي طبقها منذ عام 2016 ساعدت مصر كثيرا على مواجهة تبعات أزمتي وباء كورونا وحرب أوكرانيا، وعلى تمكين الاقتصاد المصري من النمو بشكل مستمر خلال الأزمتين. كما يؤكّد السيسي على أن مصر تعرّضت لهزّات اقتصادية وسياسية وأمنية خطيرة بعد ثورة يناير. أزمات أدّت إلى انتشار الإرهاب، وتبديد الاحتياطي النقدي للبلاد، وتعميق مشكلاتها الاقتصادية، مشيدا بالدعم الذي حصلت عليه مصر من بعض الدول العربية بعد يوليو/ تموز 2013، والذي قدّره بعشرات المليارات من الدولارات، وبالجهود الاقتصادية التي بذلتها حكومته لعلاج تبعات ثورة يناير الاقتصادية والسياسية والأمنية، مشيرا إلى أن مؤسسات الأمن المصرية قدمت 3277 شهيدا و12280 مصابا بإصابات مقعدة عن العمل في مواجهاتها مع الجماعات الإرهابية، منذ 2013.

أي حوار في ظل القبضة والهيمنة الأمنية القوية على مختلف جوانب العمل السياسي في مصر؟

وبناء على ما سبق، وما هو معروف عن النظام المصري الحاكم، تبقى دعوة السيسي إلى الحوار غامضة ولا تبشر بالكثير، للأسباب التالية:

أولا: لا تتوفر معلومات كافية عن الحوار وهدفه والقوى المنظمة له والراعية له والمشاركة فيه، خصوصا في ظل القبضة والهيمنة الأمنية القوية على مختلف جوانب العمل السياسي في مصر، منذ انقلاب يوليو 2013، بما في ذلك عملية اختيار أعضاء البرلمان المصري نفسه، والتحكّم في عملية التشريع، وتنظيم مختلف الفعاليات السياسية الرئيسية، وهذا يعني أن النظام المصري الأمني الحاكم يريد أن يكون هو من يرعى ويدير الحوار السياسي.

ثانيا: ما زال النظام يصر على رواياته للأحداث، وعلى تبرئة ساحته بشكل كامل، حيث قال السيسي إن بعض القوى سعت إلى "الإساءة للجيش" بعد ثورة يناير من خلال "قتل الناس في محمد محمود، ماسبيرو، والمجمع، والتشويه الذي تم على مدى سنة ونصف"، ويصرّ أيضا على أنه لم "يتآمر" على الرئيس محمد مرسي رحمه الله، وعلى أن إطاحة حكمه (مرسي) كانت ضرورية، لأن الإخوان المسلمين لم يكونوا "مستعدّين" للحكم، وعلى أنه يحقق "إرادة الناس"، وعلى أن أسلوب تعامل قوات الأمن المصرية مع الأزمات التي واجهت مصر منذ 2013 كان ضروريا، وكان حربا على الإرهاب، كما يصرّ أيضا على أن سياساته الاقتصادية كانت صحيحة وناجحة. وهذا يعني أن الرئيس المصري لا تشغله فكرة البحث عن الحقيقة، ولا محاسبة المسؤولين، ولا تحقيق العدالة، ولا التعلم من أخطاء الماضي. كما لا يعترف بأي خطأ جرى ارتكابه، ويفضّل التركيز على المستقبل، وعلى ما يسميها الجمهورية الجديدة، وعلى أن يكون للقوى السياسية "بلا استثناء أو تمييز" دور في الحوار المنتظر.

 الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام المصري إلى الدعوة إلى الحوار، تبقى غير واضحة

ثالثا: ليس واضحا ما يقصده السيسي بالجمهورية الجديدة، فلو كان يقصد بها التغييرات التي أجراها على نظام الحكم العسكري الحاكم في مصر منذ 1952، فالواضح أن مصر لم تشهد أي جمهورية جديدة منذ يوليو 2013، وما زالت تدور في فلك نظام 1952 بدولته العميقة القائمة على مثلث الرئيس والجيش والاستخبارات، كما يشرحه روبرت سبرنغبورغ في كتابه الهام "مصر". بل أضرّت التغييرات التي استحدثها السيسي ببعض التقدّم الذي شهده نظام 1952 خلال حكمي أنور السادات وحسني مبارك، والمتمثل في تعميق القشرة المدنية للنظام العسكري. حيث أعاد الحكم الاستبدادي المفرط، والقمع الأمني غير المقيد بقانون أو دستور، ودمّر الحياة السياسية والقوى السياسية المختلفة. وعلى الصعيد الاقتصادي، أطلق السيسي يد المؤسسات التابعة للمؤسّسة العسكرية في الاقتصاد المصري، وقوّض القطاع الخاص، وعجز عن تبنّي أي خطط لتعميق التصنيع أو إعادة هيكلة الاقتصاد المصري، كما أغرق البلد في الديون. حيث اقترض السيسي حوالي 40 مليار دولار كل عام من مصادر داخلية وخارجية منذ عام 2016، مما أدى إلى مضاعفة الدين العام في مصر خلال خمس سنوات فقط منذ عام 2017 ليصل إلى حوالي 400 مليار دولار في نهاية العام الحالي. كما خفّض العملة المصرية بأكثر من نصف قيمتها أمام الدولار، ما دفع ملايين المصريين تحت خط الفقر، وتواجه مصر حاليا أزمة اقتصادية جديدة، على الرغم مما تحملته من أعباء اقتصادية واجتماعية وديون باهظة.

في مثل هذه الظروف، لا تبدو مصر مُقدمةً على جمهورية جديدة، بل تبدو مقدمةً على صورة أخرى من صور الحكم الاستبدادي العسكري التي عاشتها البلاد من انقلاب الجيش على الحكم الملكي في 1952، كما تبدو مصر أيضا أكثر قلقا على مستقبلها في ظل تردّي البلاد المستمر منذ ذلك الحين، وتفاقم أزمة الديون أخيرا، والتدمير الذي تعرّضت له مختلف القوى السياسية والمجتمعية.

لا تبدو مصر مقدمةً على جمهورية جديدة، بل تبدو مقدمةً على صورة أخرى من صور الحكم الاستبدادي العسكري

رابعا: من الصعب أيضا تصوّر أن تقوم المعارضة المصرية بأي استجابة جادّة لدعوة الحوار التي جرى إطلاقها، وذلك بسبب التدمير المنظّم الذي تعرضت له منذ 2011 على يد قوات الأمن، وأدّى إلى مقتل المئات من أبنائها، وسجن عشرات الآلاف، وفرار مئات وربما آلاف منهم إلى الخارج، ناهيك عن التدمير المنظم للعمل العام، وقد يشارك بعض الأشخاص أو القوى في بعض دعوات الحوار التي يطلقها النظام، ولكنها تبقى مشاركات فردية أو غير منتظمة بسبب تفكّك قوى المعارضة المصرية نفسها.

خامسا: تظل الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام المصري إلى الدعوة إلى مثل هذا الحوار غير واضحة. وقد ترتبط بضغوط يتعرّض لها من الدائنين الدوليين، والذين يشعرون بأن مصر تسير في الطرق الخطأ، ولم يعد من المقبول أن تحصل على مزيد من الديون من دون القيام بإصلاحات أساسية، مثل إعادة بناء المؤسسات، والعودة، ولو قليلا، إلى احترام حكم القانون وتحرير القطاع الخاص والحد من توغل شركات المؤسسات العسكرية في الاقتصاد. وربما ارتبطت بالأزمة الاقتصادية التي تواجهها مصر والتكاليف الباهظة التي تفرضها على المصريين، وسعى النظام إلى تحميل "المعارضة" بعض تلك التكاليف. وقد ترتبط أيضا بمساعي التهدئة التي يشهدها الإقليم لأسباب مختلفة، وسعي دول المنطقة إلى إعادة ترتيب أوراقها.

وبناء عليه، سترحب القوى السياسية المصرية، بدون شك، بالإفراج عن بعض المعتقلين، وبتخفيف قبضة الأمن وحالة الاحتقان السياسي، وقد يشارك بعضها في دعوات الحوار فور إطلاقها. ولكن التشاؤم سيظل سيد الموقف، فالنظام لا يريد أن يعترف بأخطاء، وهو من يرعى الحوار ويديره، والجمهورية الجديدة بلا أفق إيجابي يُذكر، والقوى السياسية أضعف من أن تكون وسيطا بين الشعب والنظام أو قادرة على تطوير الحوار محدود الأفق، ويبقى التراجع المستمر سيد الموقف، ولو استمر بطيئا في معظم الأحيان، أو تسارعت خطاه بشكل مفاجئ في أحيان أخرى.

العربى الجديد

الخميس، 28 أبريل 2022

موقع رصيف 22: "الحوار السياسي" الذي دعا إليه السيسي... بداية لمشاركة فعَّالة أم احتواء لغضب شعبي محتمل؟

رابط الموضوع على موقع رصيف 22

موقع رصيف 22: "الحوار السياسي" الذي دعا إليه السيسي... بداية لمشاركة فعَّالة أم احتواء لغضب شعبي محتمل؟

"هل من الممكن أن نصدّق دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ‘حوار سياسي’ في الوقت الذي يقبع فيه آلاف المصريين في السجون خارج القانون، غالبيتهم العظمى لم يمارسوا العنف ولم يدعوا إليه، إنما فقط عبروا عن رأيهم؟"


أظن أنه لم تغب عن الذين تابعوا لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع بعض الإعلاميين، على هامش الاحتفال ببدء موسم حصاد القمح في توشكى، يوم 21 نيسان/ أبريل، ثم خطابه في إفطار العائلة المصرية يوم 26 أبريل، ملاحظة مسألة مهمة هي تغيّر لهجة خطابه وما يرافقها من انفعالات وتعابير الوجه والجسد. ففي حين كان يبدو منفعلاً وصارماً في لقاءاته السابقة التي يتحدث فيها إلى ضيوف يتم انتقاؤهم بعناية، وهو يوليهم ظهره، مصدِّراً عبارات قوية بانفعال واضح، نراه في اللقاءين المذكورين يبدو هادئاً ودوداً مبتسماً ومجاملاً.

لم يكن وجود المرشح الرئاسي السابق والمعارض الناصري المعروف حمدين صباحي هو الشيء الوحيد اللافت في إفطار العائلة المصرية، لكن اللافت أكثر أن الرئيس السيسي اختصه بإشارة واضحة من فوق المنصة حين قال: "أرى أن الأستاذ حمدين صباحي موجود"، ثم توجه إليه من المنصة مباشرة، وسلّم عليه بحرارة وتحدث معه لبعض الوقت، مع ملاحظة أن صباحي كان قد شن حملة كبيرة ضد الرئيس السيسي في وقت سابق على خلفية ما رآه فشلاً في إدارة الدولة، وتضييقاً على الحريات.

ثم سلم السيسي أيضاً، وبنفس درجة الود، وتحدث مع الصحافي ورئيس حزب الدستور السابق خالد داود الذي أُفرج عنه في رمضان الماضي، بعد أن اعتُقل في 20 أيلول/ سبتمبر 2019 عقب الاحتجاجات التي دعا إليها المقاول محمد علي، وقضى قرابة العامين محبوساً على ذمة القضية 488 لسنة 2019 أمن دولة، مع ناشطين مشهورين منهم: القائد العمالي كمال خليل والمحامية ماهينور المصري، والناشطة إسراء عبد الفتاح، والصحافية سولافة مجدي وزوجها حسام الصياد، وغيرهم.

الثابت والمتحول

إذا كان شكل أداء السيسي ولهجته قد تغيَّرا بين ليلة وضحاها، وإذا تابعنا الترحيب بدعوته من تكوينات حزبية غير فاعلة ولا تملك وجوداً محسوساً في الشارع المصري، لدرجة أن متابعي الشأن العام لا يعرفون أسماءها، فإن ثمة ثوابت لم يغيّرها الرئيس في خطابه ولم يتراجع عنها، برغم أن الواقع يشي بعكس ما يقول، وأهمها:

أولاً: يعتبر السيسي أن ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 هي سبب الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه مصر من وقتها وحتى الآن، فقد سبق أن حمَّلها مسؤولية بناء سد النهضة والإخفاق في التوصل إلى اتفاق معقول مع إثيوبيا بشأن مدة الملء، كما حمَّلها مسؤولية تآكل الاحتياطي الدولاري، وقال إن مصر فقدت حوالي 37 مليار دولار في العامين الذين أعقباها، وهو ما نعاني من تبعاته حتى الآن... وقال إنه في المدة من 25 يناير حتى 8 شباط/ فبراير 2011 خسرت مصر أراضي زراعية واسعة تم البناء عليها دون ترخيص باستغلال للفراغ الأمني.

الرئيس نفسه يقدّم دلائل على عدم صحة طرحه ضمن خطابه المتناقض، حين يقول إن دعم الدول العربية كان كبيراً ووصل إلى عشرات المليارات من الدولارات عامي 2013 و2014، وهو من المفترض أن يعوِّض ما فُقد من الاحتياطي. كما يقول إن البنية التحتية التي استلمها كانت منهارة أصلاً، وإن انكشافها كان مسألة وقت فقط مع ما في ذلك من اعتراف بفشل نظام حسني مبارك وتبرير للثورة ضده. ثم إن تعطيل انتخاب رئيس لمدة عامين، كما ذكر، كان نتيجة المسلك الذي فضَّل المجلس العسكري السير فيه ضد الإرادة الشعبية وقتها، وكان الرئيس السيسي عضواً في هذا المجلس. وأخيراً، فإن توجيه القوة الأمنية كلها إلى ميدان التحرير أثناء الأحداث، رغم أن مساحته حوالي 45 ألف متر مربع، وترك الدولة كلها خارج الرقابة هو ما أدى إلى ذلك، في حين كانت الحكمة تقتضي محاورة الثوار دون عنف، وتشديد الرقابة على الدولة لضمان عدم الانفلات.

ثانياً: يعتبر السيسي أنه مستدعى لحكم مصر وليس مجرد رئيس، بالرغم من أنه اجتاز استحقاقين انتخابيين عامي 2014 و2018، ووضع دستوراً عام 2014، وعدَّله عام 2019 بما يسمح له بالبقاء في السلطة ثماني سنوات إضافية عن الاستحقاق الدستوري الذي وافق عليه الشعب. وعلى الرغم من الأحداث التي رافقت انتخابات 2018، والتي تراجع فيها الفريق أحمد شفيق عن إعلان الترشح، بعد أحداث معروفة، وسُجن الفريق أول سامي عنان رئيس الأركان السابق قبل الإفراج عنه في كانون الأول/ ديسمبر 2019، وفي أثره المستشار هشام جنينة والدكتور حازم حسني، وسجن أحمد قنصوة، الضابط الذي أعلن ترشحه للرئاسة، وأخيراً ترشح شخص مجهول في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مدة الترشح، وسط شكوك في مساعدته في الحصول على التوقيعات التي يقررها قانون الانتخاب.

ثالثاً: يؤكد السيسي أنه ونظامه نجحا بدرجة كبيرة في قيادة هذه المرحلة وحققا ما لم يكن ممكناً تحقيقه من قبل أي نظام آخر، لدرجة أنه شكك –علناً في خطابه- في قدرة الفريق أحمد شفيق على اجتياز التحديات. وقال إنه واجه مشكلة وباء كورونا وآثار الحرب الروسية الأوكرانية على الرغم من أنه لم يتسبب بهما.

الرئيس نفسه يقول في خطابه إن المعاناة لا تزال مستمرة، وهي مرشحة للزيادة، لكنه يُرجعها إلى الزيادة المطردة للسكان، ويقارن عدد السكان في 2011 (80 مليوناً) بالعدد الآن (104 ملايين)، متجاهلاً أن كل الرؤساء السابقين واجهوا زيادة السكان بالمعدل نفسه. فقد تضاعف عدد السكان تقريباً في فترة حكم حسني مبارك من 42.2 مليون نسمة في عام 1980 إلى 76.8 مليوناً عام 2010، في حين زاد السكان في عهد السيسي من 84 مليوناً عام 2013 إلى 103 ملايين في 2021، أي بنفس المعدل تقريباً... غير أن "النجاح" الاقتصادي يعني وضع عامل الزيادة السكانية في الاعتبار.

رابعاً: شدد الرئيس المصري على أنه يذكر منذ 2013، قبل أن يتولى السلطة رسميّاً في 2014، أن الدولة المصرية شبه منهارة، وتحتاج إلى الكثير من الجهد والصبر، وأن على المواطنين أن يتحملوا جزءاً من فاتورة الإصلاح، وهذا حق، لكنه أغفل أنه هو نفسه حدد أكثر من موعد، وطلب أكثر من مهلة لحدوث الانفراجة، قبل وباء كورونا وتداعياته، لكن لم يحدث شيء سوى مزيد من التراجع الاقتصادي والأعباء التي يتحملها المواطنون الفقراء من زيادة الضرائب وغلاء أسعار.

زيادة الدين العام خمسة أضعاف

"النجاح" في إدارة الملف الاقتصادي من وجهة نظر السيسي، والذي يتفاخر بتحقيقه وينفي قدرة أي رئيس آخر على تحقيق إنجاز مماثل، يتمثل في التركيز على البنية التحتية (وصفها بأنها كانت شديدة التواضع قبله)، من حيث استدامة توفير الكهرباء والمياه، ومد شبكة الغاز الطبيعي والصرف الصحي قدر الإمكان (قال إنه لا يمكن تغطية مصر كلها)، بالإضافة إلى زيادة حجم تخزين المواد الأساسية إلى ستة أشهر بما يستلزمه ذلك من توفير مخصصات مالية... وأخيراً القضاء الكامل على بؤر الإرهاب وتمركز جماعات العنف الديني في سيناء بنفقات وصلت إلى 84 مليار جنيه (حوالي 4.5 مليارات دولار)، إضافة إلى استشهاد 3277 فرداً من الجيش والشرطة خلال المواجهة من 2013 وحتى الآن، وإصابة 12 ألف و280 فرداً تعذّرت عودتهم للخدمة بعد العلاج.

مؤسسة حرية الفكر والتعبير: التقرير الربع سنوي الأول عن حالة حرية التعبير في مصر (يناير – مارس – 2022)

رابط التقرير

مؤسسة حرية الفكر والتعبير:

التقرير الربع سنوي الأول عن حالة حرية التعبير في مصر (يناير – مارس – 2022)


استمرت السلطات المصرية خلال الربع الأول من 2022 في فرض قيود قمعية على حقوق المواطنين السياسية والمدنية وعلى رأسها حرية التعبير بكافة صوره وأشكاله، مستهدفة بذلك كافة منافذ التعبير التقليدية، كالتظاهر والتجمع السلمي وحرية الإعلام والإبداع الفني، أو الجديدة كمنصات التواصل الاجتماعي التي تستهدفها السلطات المختلفة بشكل مكثف خلال السنوات الأربع الماضية، راغبة في الحد من تدفق المعلومات المخالفة للروايات الرسمية حول أية أحداث، والحد من مشاركة الأفراد بآرائهم حول السياسات الحكومية في كافة المجالات.

خلال هذا الربع رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير استمرار الأجهزة الأمنية في استهداف المواطنين بشكل عشوائي في أغلبية الوقائع، بعد تعقب تدويناتهم المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الحبس الاحتياطي للتنكيل بهم، بينما نشطت السلطات القضائية في استخدام قانون جرائم تقنية المعلومات، في استهداف مستخدمات تطبيقات التواصل الاجتماعي ومساعديهم تحت دعاوى فضفاضة، تتعلق بما أسمته النيابة نشر الفسق والفجور وحماية قيم وأخلاق المجتمع المصري.

ولم تكتفِ الأجهزة الأمنية بتضييق الخناق على عمل الصحفيين خلال نفس الربع، بل اضطلعت باستهداف مواطنين قاموا بنشر ڨيديوهات عن تعذيبهم داخل أحد أقسام الشرطة في محافظة القاهرة، بعد نشر جريدة الجارديان البريطانية تقريرًا تناول محتوى تلك الڨيديوهات. وبدلًا من فتح تحقيقات قضائية جادة حول الوقائع محل مقاطع الڨيديو، جرى تقديم كل من ظهر بتلك المقاطع إلى نيابة أمن الدولة العليا باتهامات نشر أخبار كاذبة قبل أن تأمر بحبسهم احتياطيًّا.

وعلى مستوى الحق في التظاهر والتجمع السلمي شهد نفس الربع استهداف الأجهزة الأمنية مواطنين أقباطًا شاركوا في تجمع سلمي يطالب بإعادة بناء كنيستهم التي دمرها حريق خلال عام 2016.

وعلى مستوى السلطات التشريعية، فقد وافقت اللجنة الدينية لمجلس النواب من حيث المبدأ على إجراء تعديلات على ثلاثة مواد في قرار رئيس الجمهورية بقانون رقم 51 لسنة 2014 والمعني بتنظيم الخطابة والدروس الدينية في المساجد أو ما في حكمها،  لتحصر التعديلات الحديث في المسائل الدينية على المتخصصين الحاصلين على تراخيص من الأزهر والأوقاف، ويزج بالسجن كل من يخالف ذلك أو يخالف ما تسميه التعديلات “صحيح الدين” أو “يثير الفتنة”، وهي المصطلحات التي تفتح الباب أمام استهداف أي آراء دينية مخالفة للآراء الرسمية، خاصة تلك المنشورة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ينقسم هذا التقرير إلى خمسة أقسام، تحاول من خلالهم المؤسسة تسليط الضوء على أبرز السياسات العامة تجاه حرية التعبير فضلًا عن عرض وتحليل لأبرز أنماط الانتهاكات التي ترتكبها السلطات والأجهزة المختلفة والتي تتعلق بحرية التعبير والحق في التظاهر والتجمع السلمي.

منهجية

اعتمد التقرير على عرض وتحليل السياسات العامة للسلطات المصرية وأجهزتها المختلفة تجاه الحق في حرية الفكر والتعبير بصوره المتعددة. وتحديدًا ملفات: حرية الصحافة والإعلام، حرية الإبداع والتعبير الفني، حرية التعبير الرقمي، الحريات الأكاديمية والحقوق الطلابية، الحق في الوصول إلى المعلومات، وأخيرًا، الحق في التظاهر والتجمع السلمي. وهي الملفات التي تعمل مؤسسة حرية الفكر والتعبير على رصد وتوثيق الانتهاكات الخاصة بها، فضلًا عن تقديم الدعم القانوني إلى ضحايا تلك الانتهاكات عبر شبكة محامي وحدة المساعدة القانونية بالمؤسسة.

كذلك اعتمد التقرير على عرض وتحليل أنماط ووقائع الانتهاكات التي جرى رصدها وتوثيقها، خلال الفترة من 1 يناير 2022 إلى 31 مارس 2022، وفقًا لمنهجية الرصد والتوثيق الخاصة بمؤسسة حرية الفكر والتعبير[1].

القسم الأول: تعديلات تشريعية تمنع الحديث في المسائل الدينية، والأجهزة الأمنية تستمر في قمع حرية التظاهر.

 دينية النواب توافق على وضع قيود جديدة على “الحديث في الشأن الديني”

في 20 فبراير الماضي وافقت اللجنة الدينية بمجلس النواب على مشروع القانون المقدم من النائب طارق رضوان وستون نائبًا لتعديل بعض أحكام قرار رئيس الجمهورية بقانون رقم 51 لسنة 2014 بشأن تنظيم الخطابة والدروس الدينية في المساجد وما في حكمها[2]. وجاءت التعديلات التي وافقت عليها اللجنة من حيث المبدأ في المواد 1، 2، و5، لتضع مزيدًا من القيود على حق المواطنين في إبداء رأيهم حول القضايا الدينية المختلفة، خاصة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولتفتح الباب أمام استهداف أصحاب المعتقدات المختلفة مع التوجهات الدينية الرسمية، حيث ينص تعديل المادة الثانية من القانون على عدم السماح لغير المعنيين والمتخصصين الحاصلين على ترخيص من مشيخة الأزهر أو وزارة الأوقاف حسب الأحوال على التحدث في الشأن الديني بوسائل الإعلام المختلفة بما فيها الإلكترونية.

بينما جاء تعديل المادة الخامسة ليضع الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف في حالة “ممارسة الخطابة أو أداء الدروس الدينية بالمساجد والأماكن العامة ودور المناسبات وما في حكمها والتحدث في الشأن الديني بوسائل الإعلام بدون تصريح أو ترخيص أو أثناء إيقاف أو سحب الترخيص”.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تنطبق تلك العقوبات مع تغليظها لتصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، حسب تعديلات نفس المادة على “كل من أبدى رأيًا مخالفًا لصحيح الدين، أو منافيًا لأصوله أو مبادئه الكلية المعتبرة، إذا ترتب على آرائه إشاعة الفتنة أو التحريض على العنف والحض عليه بين أبناء الأمة، بالمخالفة لحكم المادة الثانية من هذا القانون، وتضاعف في حالة العود، وتصل للأشغال الشاقة المؤبدة”، وهو الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه للتنكيل بالمعبرين عن آرائهم في المسائل الدينية بمن فيهم من حاملي التصريح من قبل الجهات التي حددها القانون، تحت دعاوى فضفاضة قاتلة للتنوع ونقد الأفكار الدينية السائدة كمخالفة “صحيح الدين”، و”إشاعة الفتنة”.

كما أعطت التعديلات قدسية للزي الأزهري تتعارض وحرية التعبير، حيث نصَّت التعديلات على الحبس من ستة أشهر إلى سنة في حالة ارتدائه من غير خريجي الأزهر، أو القيام عمدًا بـ”إهانته أو ازدرائه أو الاستهزاء به”.

وبالرغم من تناغم تلك التعديلات مع المناخ السياسي العام داخل مصر خلال الأعوام التسعة الماضية، القائم على فرض رأي واحد وقتل التنوع وتعدد الآراء حول جميع المسائل فإنه يتناقض مع التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الرئيس المصري[3] بشأن حرية المعتقد خلال تعليقاته، أثناء إحدى ندوات إطلاق الإستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان، وهو ما يؤكد صحة النظر إلى تلك التصريحات في إطار مجرد  التسويق لوهم تبني النظام المصري مقارباتٍ جديدةً حول ملفات حقوق الإنسان.

وتأتي تلك التعديلات في وقتٍ يتعرض فيه كثيرون لانتهاكات على خلفية تعبيرهم عن آرائهم في مسائل دينية مختلفة، ولعل آخر تلك الوقائع، ما تعرض له الإعلامي إبراهيم عيسى خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث أمر النائب العام[4] بفتح تحقيقات معه على خلفية آراء أدلى بها خلال برنامجه حديث القاهرة والذي يذاع على قناة “القاهرة والناس”،  ينتقد فيها رجال الدين والشيوخ، مؤكدًا على عدم حاجة الناس إليهم في هذا الزمان، واستطرد عيسى بأنهم يروجون قصصًا وهمية بها نقصان، ودلل على ذلك برواية الإسراء والمعراج، حيث أكد عيسى على عدم وجود ما يؤكد حدوث المعراج في كتب التاريخ والسيرة، في حين ينتقي رجال الدين الكتب التي تؤكد على حدوث المعراج، على حد وصفه.

استمرار خنق حق المواطنين في التظاهر والتجمع السلمي

وعلى صعيد الحق في التظاهر والتجمع السلمي تستمر الأجهزة الأمنية في الاعتداء على هذا الحق، حيث رصدت المؤسسة خلال الربع الأول إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على تسعة أقباط: منير سمير منير، ريمون ممدوح وليم، جيد سعد ذكري، ميلاد محروس توفيق، أبانوب مجدي سمعان، جرجس سمير جرجس، شنودة صليب حسني، مينا صليب حسني، وميلاد رضا توفيق – في 30 يناير الماضي، من منازلهم، على خلفية تجمع سلمي لعشرات من أقباط عزبة فرج الله، دلقام، التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا، داخل مطرانية سمالوط، في 22 يناير، للمطالبة بإعادة بناء كنيسة القديس يوسف أبو سيفين بالعزبة بعد تدميرها إثر حريق نشب فيها عام 2016، لم يعرف سببه إلى الآن، وفقًا لبيان نشرته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية[5]. في اليوم التالي أقام عدد من أقباط العزبة صلاتهم في إحدى الأراضي داخل العزبة في محاولة للفت الانتباه إلى مطالبهم قبل أن يأتي إليهم أحد الآباء وينصحهم بالانصراف وأنه سيتم التوصل إلى حل قريب لتلك المشكلة وهو ما استجاب له الأهالي.

عُرض المقبوض عليهم التسعة على نيابة أمن الدولة العليا خلال الثاني والثالث من فبراير الماضيين متهمين على ذمة التحقيقات في القضية رقم 65 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. واجهتهم النيابة باتهامات، من بينها الاشتراك في تجمهر من شأنه تعريض الأمن العام للخطر، ارتكاب عمل إرهابي الغرض منه الإخلال بالأمن العام، وتدبير تجمهر يؤثر على السلطة العامة. ولا يزال الأقباط التسعة قيد الحبس الاحتياطي حتى صدور هذا التقرير، وفقًا لأحد المحامين تحفَّظ على ذكر اسمه.

وتقيد مصر حق المواطنين في التظاهر والتجمع السلمي، عن طريق القانون رقم 107 لسنة 2013 والمعروف باسم “قانون التظاهر” والذي أقره الرئيس السابق عدلي منصور في نوفمبر من عام 2013، وسط اعتراضات حزبية وحقوقية ترى أن القانون كبَّل بشكل تام حق المواطنين في التظاهر والتجمع السلمي بشكل فعلي، إذ استخدمت السلطات المصرية – وفقًا للقانون – القوة في فض أي تظاهرات أو تجمعات للمواطنين منذ وقتها وإلى الآن. كما سمح لها القانون بملاحقة الداعين إلى التظاهرات والمشاركين فيها وأقر سلب المواطنين حقهم في التظاهر والتجمع السلمي. وحاولت قوى سياسية معارضة التظاهر ملتزمين ببنود هذا القانون إلا أنها فشلت في ذلك، بعد رفض السلطات المصرية الموافقة على تلك التظاهرات.

 القسم الثاني: حرية الإعلام

شهد الربع الأول من العام الحالي استمرار الأنماط الاعتيادية والمتكررة للانتهاكات على الصحفيين فقد رصدت المؤسسة 7 وقائع انتهاكات على الصحفيين والمصادر الصحفية اشتملت على 18 انتهاكًا على الأقل، جاءت متنوعة ما بين منع الصحفيين من القيام بعملهم، ووقف إعلاميين بشكل مؤقت، إلا أن أبرز تلك الوقائع كانت واقعة إحالة عدد من المواطنين والمسجونين الجنائيين في قسم السلام أول في محافظة القاهرة إلى نيابة أمن الدولة العليا على خلفية تقرير صحفي نشرته جريدة الجارديان عن ڨيديو يتضمن وقائع تعذيب لعدد من المساجين الجنائيين داخل قسم دار السلام. وفيما يلي أبرز أنماط تلك الانتهاكات.

أبرز أنماط الانتهاكات بملف حرية الإعلام:

المجالس الإعلامية مستمرة في التضييق على عمل الإعلاميين

تستمر المجالس الإعلامية في فرض مزيد من القيود على حرية الصحافة والإعلام تحت دعاوى فضفاضة واتهامات تندرج تحت حرية التعبير، حيث رصدت المؤسسة قرارين لكلٍّ من نقابة الإعلاميين والهيئة الوطنية للإعلام ضد اثنين من المذيعين.  حيث أصدرت نقابة الإعلاميين قرارًا عاجلًا[6] بإيقاف مقدم برنامج “الماتش” على قناة صدى البلد، هاني حتحوت، ومنعه من الظهور على الشاشات المصرية إلى حين التحقيق معه، وفقًا لبيان النقابة رقم 5 لسنة 2022، لمخالفته ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني وعدم تقنين أوضاعه مع النقابة، حيث ذكر البيان قيام المرصد الإعلامي التابع للنقابة برصد تجاوزات مهنية وخرقًا لميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني. يأتي ذلك عقب تصريحات لحتحوت خلال برنامجه ينتقد فيها رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور ويرد على هجومه عليه. لاحقًا وفي 24 فبراير 2022، أصدر نقيب الإعلامين، طارق سعدة، القرار رقم 7 لسنة 2022 بإيقاف حتحوت لمدة أسبوعين يبدأ في 25 من شهر فبراير وينتهي في 12 مارس 2022 حسب القرار، امتثل حتحوت للتحقيق في مقر النقابة وأقرَّ بما هو منسوب إليه من مخالفة لميثاق الشرف الإعلامي في باب الواجبات الفقرة (5) والتي تنص على احترام آداب الحوار الإعلامي وتجنب الدخول في ملاسنات وخلافات شخصية. كما خالف حتحوت مدونة السلوك المهني (البند التاسع) الذي ينص على الالتزام بعدم الدخول في ملاسنات أو مشاحنات إعلامية وعدم استخدام مساحات النشر أو أوقات العرض في طرح خلافات شخصية أو معارك أو مصالح خاصة.

وعلى جانب آخر أصدرت الهيئة الوطنية للإعلام في 8 فبراير الماضي قرارًا بإيقاف المذيع ببرنامج صباح الخير يا مصر على القناة الأولى، حسام حداد، عن العمل وإحالته إلى التحقيق[7] لما بدر منه في إحدى حلقات البرنامج تعقيبًا على مشاركة النادي الأهلي في كأس العالم للأندية، حيث عبَّر عن أن النادي الأهلي لا يمثل مصر في تلك البطولة بل يمثل نفسه ثم ينسب إلى مصر، كما أضاف متسائلًا هل يجب على جمهور الزمالك تشجيعه، قبل أن يجيب بالرفض. وهو الأمر الذي صنفته الهيئة على أنه يغذي التعصب الكروي.

منع الصحفيين ووسائل الإعلام من التغطية

وعلى مستوى آخر يُعد المنع من التغطية واحدًا من أكثر الانتهاكات اعتيادية ضد حرية الصحافة خلال السنوات السبع السابقة، وهو الانتهاك الذي يتضاد بشكل كامل مع حرية الصحافة وحق المواطنين في المعرفة وتداول المعلومات خاصة في تلك القضايا المتهم فيها مسؤولون حكوميون، فقد رصدت المؤسسة في 15 فبراير 2022 قرار محكمة استئناف القاهرة بحظر النشر في القضية المشهورة بـ”قضية آثار شقة الزمالك” والتي يحاكم فيه المستشار السابق أحمد عبد الفتاح وزوجته لاتهامهما بالاتجار في الآثار وهي القضية التي شغلت الرأي العام لمدة طويلة بعد العثور على مئات من القطع الأثرية داخل إحدى الشقق التي يملكها بمنطقة الزمالك  في محافظة القاهرة[8].

وفي نفس السياق ذكرت بوابة الشروق في 23 يناير الماضي عن مصدر أمني[9]، منع هيئة محكمة جنايات القاهرة الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة من الدخول لتغطية وقائع جلسة محاكمة المسؤولين بوزارة الصحة المتهمين بالفساد، وهي القضية المتورط فيها مدير مكتب وزيرة الصحة هالة زايد وزوجها السابق، وهي القضية التي حصلت بعدها الوزيرة على إجازة مرضية طويلة وكلف بإدارة الوزارة بشكل مؤقت وزير التعليم العالي.

وفي 1 يناير 2022 منعت قوات تأمين محكمة جنايات الجيزة الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة من حضور جلسة محاكمة  المتهم بالتسبب في حادثة الشيخ زايد والتي راح ضحيتها 4 أشخاص. وذكرت بوابة الشروق أن قرار المنع جاء من رئيس المحكمة[10].

نيابة أمن الدولة تتهم ما لا يقل عن 11 شخصًا بنشر أخبار كاذبة على خلفية تقرير بالجارديان

ومن ناحية أخرى لم يعد الصحفيون فقط من يتم استهدافهم على خلفية أعمال صحفية، بل تستهدف الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية حتى أولئك الذين تكتب عنهم الصحافة، فقد رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير خلال الربع الحالي ظهور ما لا يقل عن 11 شخصًا أمام نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس خلال الفترة من 16 فبراير إلى الأول من مارس، متهمين على ذمة التحقيقات في القضية رقم 95 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا، وفقًا لمحامي أحد المتهمين تحفظ على ذكر اسمه، على خلفية اتهامات من بينها: مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، تمويلها، نشر أخبار كاذبة، وحيازة وسيلة للنشر بغير الطريق القانوني وفي غير الأماكن المخصصة قانونيًّا.

ويعود سبب استهداف هؤلاء الأشخاص والمحبوس أغلبيتهم على ذمة قضايا جنائية إلى نشر جريدة الجارديان الإنجليزية تقريرًا في 24 يناير الماضي تناول مقطعين ڨيديو حصلت عليهما الجريدة يظهر تعرض عدد من المساجين الجنائيين داخل قسم السلام أول في محافظة القاهرة للتعذيب على أيدي ضباط مباحث القسم وهو الأمر الذي نفته وزارة الداخلية عبر بيان رسمي مقتضب نشرته الوزارة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مؤكدة على ما أسمته “فبركة” مقاطع الڨيديو، بهدف نشر الشائعات والأكاذيب، حيث تم نشرهما على صفحة التواصل الاجتماعي لأحد العناصر الإرهابية الهاربة خارج البلاد.

كان عدد من المساجين الجنائيين قد قاموا بتصوير عدة ڨيديوهات يظهر فيها عدد من المساجين يكشفون عن آثار كدمات على أجسادهم متهمين ضباط مباحث القسم بضربهم بالشوم، بينما أظهر مقطع ڨيديو آخر اثنين من المساجين معلقين بأذرعهم المعقودة خلف ظهرهم بشبكة معدنية. تم نشر تلك الڨيديوهات والتي حصلت الجارديان على نسخ منها على إحدى القنوات بموقع “يوتيوب” تسمى “تسريبات تعذيب قسم السلام”.

واتهمت نيابة أمن الدولة كل الشخصيات التي ظهرت وجوههم في المقطعين المصورين بمن فيهم من تم إطلاق سراحهم في القضية الجنائية التي كان محبوسًا على ذمتها، بينما ألقت وزارة الداخلية القبض على كل من أرسل إليهم تلك المقاطع خارج السجن.

جدير بالذكر أنه لم تتحرك أية جهة قضائية للتحقيق في صحة وقائع التعذيب التي اشتملت عليها مقاطع الڨيديو المنشورة، وأن التحرك الوحيد الذي تم هو ما قامت به نيابة أمن الدولة العليا في استهداف كل المرتبطين بنشر تلك الڨيديوهات سواء ظهروا فيه أو أرسل إليهم عن طريق أحد المساجين وهو ما يبرز الدور الذي تقوم به السلطات القضائية خلال السنوات السبع الماضية كأداة في أيدي الأجهزة الأمنية لعقاب كل خارجٍ عن توجهاتها، أو فاضحٍ للممارسات الأمنية القمعية تجاه المواطنين.

 القسم الثالث: الحقوق الرقمية

استمرت السلطات المصرية خلال الربع الأول من 2022 في استهداف مستخدمي الإنترنت على خلفية نشر محتوى سياسي مناهض للسياسات الحكومية في جانب، وفي جانب آخر على خلفية نشر محتوى تدَّعي النيابة العامة مخالفته لما أسمته “قيم الأسرة المصرية”. وسجلت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ما لا يقل عن 12 واقعة انتهاك اشتملت على 13 انتهاكًا قامت الأجهزة الأمنية بارتكاب أغلبها عبر القبض على مواطنين، على خلفية اتهامهم بنشر أخبار كاذبة، لنشرهم تدوينات مناهضة للسياسات الحكومية، في حين ارتكبت السلطات القضائية أربعة انتهاكات على ناشري المحتوى على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وتأييد محكمة النقض حكم السجن على الحقوقية أمل فتحي على خلفية ڨيديو على موقع يوتيوب، تنتقد فيه انتشار ظاهرة التحرش في مصر وعدم تحرك السلطات المصرية بشكل جدي لمواجهة تلك الظاهرة.

ولا تختلف أنماط الانتهاك خلال الربع الأول عن مثيلاتها خلال الأعوام الخمس الماضية، حيث تنشط السلطات المصرية في استهداف مستخدمي الإنترنت باعتباره آخر منافذ التعبير أمام المصريين بعدما نجحت في غلق الفضاءات العامة التقليدية، كالحق في التظاهر والتجمع السلمي وكذلك خنق حرية الإعلام بشكل كامل، عبر عدد من الإجراءات القمعية وغيرها من الفضاءات العامة التي تعرضت لإجراءات قمعية عديدة. وفي سبيل تأميم الفضاء الإلكتروني تستخدم السلطات المصرية العديد من أنماط الانتهاكات نستعرضها فيما يلي.

أبرز أنماط الانتهاكات خلال الربع الأول:

استهداف الأفراد على خلفية تعبيرهم عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي

استمرت الأجهزة الأمنية خلال الربع الحالي، في تعقب تدوينات الأفراد المناهضة للسياسات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سجلت المؤسسة إلقاء قوة من الشرطة القبض على عضو حزب الدستور هيثم البنا في الثلاثين من يناير  الماضي من منزله بمنطقة المنيل في محافظة القاهرة[11]. لم يعرض البنا على أي جهة تحقيق لمدة 9 أيام حتى ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس متهمًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 41 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. اتهمت نيابة أمن الدولة العليا البنا بالاتهامات المعتادة والتي منها: الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة عبر استخدام حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حيث واجهته النيابة بعدة مطبوعات تتعلق بذكرى ثورة يناير، قبل أن تأمر نيابة أمن الدولة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية. لاحقا أخلي سبيل البنا، أثناء الإعداد لصدور هذا التقرير.

وفي نفس السياق  ألقت قوة من الشرطة القبض على محمود حسن شكري البالغ من العمر 51 عامًا من منزله في محافظة الإسكندرية[12] في 22 يناير الماضي. احتجز شكري بمقر الأمن الوطني بسموحة بشكل غير قانوني حيث جرى استجوابه حول عدة تدوينات نشرها على حسابه الشخصي على فيسبوك وظل محتجزًا هناك إلى أن ظهر معروضًا أمام نيابة أمن الدولة العليا في 21 فبراير 2022 والتي أمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 93 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. وجهت نيابة أمن الدولة إلى شكري اتهامات، من بينها: الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة تدعم نشطاء سياسيين مثل علاء عبد الفتاح وأحمد دومة، بالإضافة إلى إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا يتوقف تعقب حسابات التواصل الاجتماعي والتدوينات المناهضة للسياسات الحكومية أو تلك الفاضحة لممارسات أمنية قمعية على الناشطين أو المنضوين تحت أحزاب أو تنظيمات معارضة بل ينتشر التعقب العشوائي للتدوينات حتى على مواطنين ليس لهم أي نشاطات سياسية، بل تسجل المؤسسة استهداف أفراد مؤيدين للحكومة ولكن قاموا بنشر تدوينات حول أوضاعهم المعيشية، أو انتهاكات يتعرضون لها.

ففي 8 يناير 2022 ألقت قوة من الشرطة القبض على المحاسب إيهاب سعيد أحمد سعفان[13]، والذي يبلغ من العمر 43 عامًا من منزله في محافظة الشرقية. ظل سعفان قيد الاختفاء القسري لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا تعرض خلالها للتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء حسب محاميه، خلال استجوابه في مقر الأمن الوطني بالزقازيق حول نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر. عرض سعفان على نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس في 31 يناير 2022 متهمًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 41 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. اتهمت النيابة سعفان بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة. نفى سعفان كل تلك الاتهامات خلال تحقيقات النيابة، مؤكدًا على دعمه للرئيس السيسي وأنه قام بانتخابه سابقًا ولا يوجد له أي نشاط سياسي.

بينما كانت واقعة القبض على المحرر الصحفي بجريدة المنار الدولية، عادل مرسي أحمد[14]، كاشفة إلى حد كبير توجه السلطات المصرية في تعقب تدوينات حتى الموالين للحكومة على خلفية نشرهم تدوينات تنتقد أداء بعض أفراد الشرطة. حيث يعمل مرسي بمجلة المنار الدولية والتي وصفها في التحقيقات بأنها جريدة قائمة على نشر الأخبار الخاصة بمشروعات وإنجازات الدولة، بالإضافة إلى بعض الأخبار الاجتماعية والفنية والرياضية، وهي حاصلة على كافة الموافقات الأمنية والتصاريح القانونية، كما أضاف مرسي أنه من أشد المؤيدين للرئيس السيسي وله العديد من المقالات المناهضة لجماعة الإخوان، إلا أن هذا لم يشفع له عندما قام بنشر استغاثة للقيادات الأمنية بمحافظة أسيوط عبر حسابه على موقع فيسبوك من تلفيق قضية له بمساعدة ضباط شرطة في مركز ديروط في نفس المحافظة. إلا أنه وعقب نشر الاستغاثة، فوجئ في الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي بإلقاء قوة من الشرطة القبض عليه من منزله. عرض مرسي على نيابة أمن الدولة بعد يومين من القبض عليه متهمًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 41 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. واجهته النيابة بنفس الاتهامات المعتادة وهي الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة عبر فسيبوك بغرض تشويه صورة الدولة.

وفي سياق مختلف تستمر الأجهزة الأمنية في إيقاف المواطنين وتفتيش هواتفهم المحمولة وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والقبض عليهم في حالة إذا عثر على أية تدوينات مناهضة للحكومة، خاصة في ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد، حيث رصدت المؤسسة القبض على عماد السيد علي رضوان في 28 يناير 2022 بعد توقيفه من قبل أفراد من الشرطة أثناء تواجده بمحيط ميدان التحرير[15] وتفتيش هاتفه المحمول وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والعثور على تدوينات معارضة للسياسات الحكومية. عرض رضوان في اليوم التالي على نيابة قصر النيل متهمًا على ذمة القضية رقم 599 لسنة 2022 جنح قصر النيل والتي اتهمته بالترويج لجماعة إرهابية على شبكة التواصل الاجتماعي. في 28 فبراير من نفس العام قرر قاضي معارضات قصر النيل إخلاء سبيل رضوان بضمان محل إقامته، وهو القرار الذي استأنفت عليه نيابة قصر النيل قبل أن يتم رفض استئنافها من قبل محكمة جنح مستأنف البساتين في اليوم التالي، ليتم تأييد قرار إخلاء السبيل.

 استمرار التنكيل بمستخدمات تطبيقات التواصل الاجتماعي ومساعديهم تحت دعاوى حماية قيم الأسرة المصرية

 وعلى الجانب الآخر تستمر السلطات القضائية في استهداف صانعات المحتوى على تطبيقات التواصل الاجتماعي تحت دعاوى نشر الفسق والفجور وحماية أخلاق وقيم المجتمع المصري، حيث رصدت المؤسسة خلال الربع الأول من 2022 أحكامًا قضائية ضد اثنتين من صانعات المحتوى، ومساعد إحداهن، الأولى هي نانسي أيمن والشهيرة بـ”موكا حجازي” والتي أحالتها نيابة أحداث شمال الجيزة في 15 فبراير الماضي إلى محكمة الأحداث باتهامات، منها: اعتياد ممارسة الدعارة مع الرجال دون تمييز مقابل أجر مادي، وإعلانها عن نفسها بإحدى طرق العلانية دعوة تتضمن الإغراء لممارسة الفجور على النحو المبين من التحقيقات. وفي 24 من نفس الشهر وبعد أقل من 9 أيام على إحالتها، قضت محكمة أحداث الطفل بالجيزة بحبس حجازي لمدة ثلاث سنوات، بواقع سنة عن الاتهام الأول وسنتين عن الاتهام الثاني[16].

وترجع وقائع القبض على موكا إلى منتصف العام الماضي وتحديدًا في 8 يوليو 2021 حيث ألقت قوة من الإدارة العامة لمباحث الآداب القبض عليها أثناء تواجدها بميدان الحصرى في مدينة السادس من أكتوبر على خلفية رصد الأجهزة الأمنية ما تسميه بمقاطع ڨيديو منافية للآداب العامة على مواقع تيك توك وإنستجرام ويوتيوب.

تم تحرير محضر حَمَلَ رقم 5679 لسنة 2021 جنح أول أكتوبر وباشرت النيابة العامة التحقيق مع حجازي في اتهامات، من بينها: خدش الحياء العام، والتحريض على الرذيلة عن طريق نشرها ڨيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تأمر بإيداعها إحدى دور الرعاية على ذمة التحقيقات.

وتنشط حجازي والتي تبلغ من العمر 16 عامًا، على مواقع تيك توك وإنستجرام ويوتيوب عن طريق نشر ڨيديوهات راقصة. وتتفاعل حجازي على تلك المواقع مع تعليقات متابعيها.

وفي نفس السياق وخلال نفس الربع، حكمت محكمة الجنح الاقتصادية في الإسكندرية بتخفيف حكم الحبس على ياسمين عبد الرازق والشهيرة بـ”كائن الهوهوز”، ومساعدها أسامة[17] ليكون سنتين مع الغرامة بدلًا من ثلاث سنوات. كانت المحكمة الاقتصادية بالإسكندرية قد أمرت في سبتمبر الماضي بحبس عبد الرازق ثلاث سنوات وغرامة 200 ألف جنيه بعد اتهامها بالتحريض على الفسق والإخلال بالأدب الاجتماعي، وسوء استخدام وسائل الاتصال والإنترنت، وبث ڨيديوهات خادشة للحياء بهدف التربح.

وتعود وقائع القضية إلى منتصف العام الماضي، حيث ألقت قوة من الإدارة العامة لمباحث الآداب بالإسكندرية القبض عليها ومساعدها ويدعى أسامة، على خلفية عدة بلاغات تتهمها بنشر ڨيديوهات منافية للآداب العامة وقيم المجتمع، أبرز تلك البلاغات هو المقدم من قبل المحامي أشرف فرحات، والذي استهدف عدة صانعات محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن حملة يطلق عليها اسم “حملة تطهير المجتمع”. حمل بلاغه رقم 85101 عرائض مكتب فني النائب العام.

وتعود وقائع الحملة الأمنية على صانعات المحتوى على الإنترنت والتي وصل عدد المستهدفين/ات فيها إلى 19 فتاة ومساعديهم، إلى بدايات انتشار وباء كورونا في مصر مطلع عام 2020، وفرض واقع التباعد الاجتماعي، الأمر الذي زاد من انتشار بعض التطبيقات على الإنترنت وأبرزها تطبيق “تيك توك” نتيجة لجلوس المواطنين في منازلهم. وقد استغلت السلطات المصرية عبر النيابة العامة، والإدارة العامة لمباحث الآداب، وباء كورونا لبسط مزيد من الخطوط الحمراء على محتوى المواطنين على الإنترنت عبر استهداف عدد من مستخدمي/ات تلك التطبيقات تحت دعاوى نشر الفسق والفجور، والاعتداء على الأخلاق والقيم المجتمعية.

وارتكزت النيابة العامة في حملتها على مستخدمي/ات تلك التطبيقات على مجموعة من التشريعات التي سنَّتها السلطات المصرية والتي كان الهدف منها التضييق على مرتادي الإنترنت ومراقبة المحتوى، ولعل أبرزها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 والذي يفرض عقوبة الحبس والغرامات المالية على جرائم أخلاقية يصعب معرفة أركانها أو التأكد من صحتها، منها ما سمي بجريمة الاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع. كما أعطى القانون وقانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018 صلاحيات للجهات القضائية والشرطية والمجلس الأعلى للإعلام تسمح بحجب المواقع والحسابات لاعتبارات “الأمن القومي” أو في حالات نشر أخبار كاذبة، أو إهانة للأديان السماوية أو العقائد الدينية.

محكمة النقض تؤيد حبس الحقوقية أمل فتحي. على خلفية ڨيديو على فيسبوك

 في 11 يناير 2022 أصدرت محكمة النقض المصرية حكمًا بتأييد حبس الناشطة الحقوقية أمل فتحي بالسجن لمدة عام مع التنفيذ في القضية رقم 7991 لسنة 2018 والمعروفة إعلاميًّا بـ”قضية التحرش” والصادر فيها حكم بالحبس عامين وغرامة 10 آلاف جنيه عن محكمة جنح المعادي في ديسمبر 2018 وفقًا لبيان أصدرته 7 منظمات حقوقية مصرية من بينها مؤسسة حرية الفكر والتعبير[18].

وتعود وقائع القضية إلى مايو 2018 حين اقتحمت قوة من الشرطة منزل فتحي ملقية القبض عليها بعد تفتيش منزلها والعبث بمحتوياتها. وبعد ساعات من التحقيق المطول قررت نيابة المعادي الجزئية حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات، في اتهامها ببث ڨيديو على موقع التواصل الاجتماعي صنفته النيابة باعتباره إشاعات كاذبة، كما ادعت النيابة أنه “يحرِّض على قلب نظام الحكم”، على خلفية نشر فتحي ڨيديو غاضب على فيسبوك بعد تعرضها للتحرش من قبل موظف عام داخل مصلحة حكومية، متهمة السلطات بالتساهل مع مرتكبي تلك الجريمة.

بعد يومين من القبض عليها تم التحقيق معها مجددًا أمام نيابة أمن الدولة العليا على ذمة قضية جديدة حملت رقم 621 لسنة 2018 باتهامات، من بينها: الانضمام إلى جماعة إرهابية واستخدام الإنترنت للحض على أعمال إرهابية ونشر أخبار كاذبة، كما تم استجوابها حول أنشطة زوجها المدير التنفيذي للحقوق والحريات، قبل أن تأمر محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيلها في ديسمبر من نفس العام على ذمة تلك القضية، بينما أصدرت محكمة جنح المعادي حكمًا بحبسها عامين وغرامة 10 آلاف جنيه في القضية المتعلقة بالڨيديوهات التي قامت بنشرها حول واقعة التحرش.

القسم الرابع: حرية الإبداع

رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير 8 وقائع انتهاكات بملف حرية الإبداع خلال الربع الأول، تنوعت ما بين استمرار نقابة المهن الموسيقية في تضييقها على مطربي المهرجانات، وقرارات محكمة النقض بتأييد قرار شطب نقابة المهن التمثيلية للفنانين خالد أبو النجا وعمرو واكد على خلفية نشاطهم السياسي المعارض لنظام السيسي، بينما منعت إدارة مهرجان القاهرة الدولي عدة دور نشر من المشاركة في النسخة 52 من المعرض لأسباب مختلفة وبعضها دون أسباب، في حين ألقت قوة من الشرطة القبض على المخرج حسني صالح[19] لاتهامه بنشر أخبار كاذبة على خلفية تدوين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يستغيث من هجوم مسلحين مجهولين على فريق عمل مسلسل “حلم الأسمرات” أثناء التصوير وسرقة بعض معدات التصوير.

أبرز أنماط الانتهاكات: 

استمرار نقابة المهن الموسيقية في حربها ضد الألوان الغنائية الجديدة:

تستمر نقابة المهن الموسيقية برئاسة النقيب الحالي هاني شاكر حربها ضد الألوان الغنائية الجديدة وعلى رأسها أغاني المهرجانات، والتي تلقى رواجًا شديدًا سواء داخل مصر أو خارجها حيث رصدت المؤسسة خلال الربع الأول اانتهاكين ارتكبتهما النقابة تمثَّل الأول في وقف مغني المهرجانات، عمر كمال، وإحالته إلى التحقيق[20] في 15 فبراير الماضي بسبب ما بدر من المطرب عبر وسائل التواصل الإعلامي حسب القرار.

كان عمر كمال قد ذكر خلال بث مباشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ردًّا على تعليق أحد المتابعين والذي قال فيه: “هاني شاكر هيمرجحك” ليجيب بـ”مفيش حد يقدر يمرجحني يا قلبي، مفيش حد بيعرف يمرجحني، أنا بشتغل وفرقتي في كل حتة جوه وبره وفوق وتحت، يمرجحك إنت يا كوكو[21]“. لتصدر النقابة بعدها مباشرة بيانًا[22] رفضت فيه “أي تجاوز أو تطاول على رمز فني وقيمة أثرت على مدى تاريخها الأغنية المصرية وعاصرت عظماء وظلت رمزًا للعطاء والتفاني مثل الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية وترفض النيل والتلفظ على شخصه من أي طامح أو حالم بالنيل منه حيث تاريخه ممتد ومثمر في الحفاظ على أصالة وريادة الأغنية المصرية”.

كما أضاف البيان رفض وإدانة النقابة “ظهور أي مطرب مصري على وسائل السوشيال ميديا ظهورًا غير لائق حديثًا وحركة والتلفظ بكلمات لها دلالات موحية وغير أخلاقية تحط من قيمة وقدر الفنان المصري” في انحراف واضح لدور النقابة المعني بحماية حقوق العاملين بالمهنة وليس فرض أي وصاية أخلاقية وطريقة للتحدث والتفاعل لأعضائها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تشير الواقعة إلى ما يبدو اتخاذ النقابة ونقيبها مسارات غير مهنية تنم عن عداء واضح وشخصي لهذا النوع من الموسيقى ومقدميها.

وفي نفس السياق رصدت المؤسسة أيضًا إعلان إدارة مسرح الزمالك تراجعها عن إقامة حفل لمطرب المهرجانات “مسلم” والذي كان مقررًا له الجمعة 11 مارس، بعد تصريحات وكيل نقابة المهن الموسيقية بعد الإعلان عن الحفل والذي قال فيها إنه سيُجرى اتخاذ عدد من الإجراءات، منها:  إبلاغ إدارة المسرح، ثم إخطار الشرطة وتحرير محضر رسمي بالمخالفة، بالإضافة إلى احتمالية إصدار النقابة قرارًا بمنع أعضائها من التعامل مع المكان.

وقالت إدارة المسرح إنه فور طرح بوستر الحفل تم التواصل مع نقابة المهن الموسيقية والذين طلبوا إلغاء الحفل لعدم توفيق مسلم لأوضاعه في النقابة[23].

معرض الكتاب، منع دار على الأقل من المشاركة وإنهاء تواجد أخرى

 وفي سياق مختلف انطلقت النسخة الثالثة والخمسون من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في 26 يناير الماضي. ويعد المعرض موسمًا لدور النشر والمكتبات حيث تكثف من إنتاجها الثقافي استغلالًا لحالة الرواج التي يخلقها المعرض، إلا أن مؤسسة حرية الفكر والتعبير قد رصدت منع الهيئة العامة للكتاب: دار عصير الكتب، من المشاركة في المعرض، بينما أنهت تواجد مركز نهر النيل للنشر بعد ستة أيام من انطلاق المعرض دون إبداء أية أسباب.

وأبلغت إدارة المعرض دار النشر “عصير الكتب” رفضها المشاركة في تلك النسخة من المعرض دون أن يسبَّب قرار الحرمان من المشاركة بأية أسباب. يأتي هذا القرار بعد حملة صحفية اتهمت الدار بنشر عدد من الكتب والمطبوعات لعدد من الكتاب المرتبطين بالتوجه الإسلامي، بالرغم من تقديم الدار عدة توضيحات إلى هيئة الكتاب حول هذا الأمر وفقًا لتصريحات مسؤولي الدار لموقع القاهرة 24[24]. والذين أضافوا أن الدار راجعت خلال الفترة الماضية جميع المطبوعات التراثية الدينية التي أصدرتها للتأكد من خلوها من أية توجهات أو أفكار تدعم ما أسمته بـ”التطرف الديني”  وحذفت عددًا كبيرًا من تلك الكتب من منصتها الإلكترونية.

كانت الدار قد أصدرت بيانًا في 25 نوفمبر الماضي طالبت فيه وزارة الداخلية والجهات المسؤولة بالتحقيق في الاتهامات التي وجهت إليها خلال الفترة الماضية. بينما أضاف البيان والذي نشره مدير الدار، محمد شوقي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك[25]، أن عصير الكتب دار نشر مصرية والقائمين عليها ولاؤهم الأول والأخير لمصر ومشروعها الوطني وأن الدار ملتزمة بالخط الوطني المصري واحترام فلسفة الدولة المصرية.

وحول أسباب منع الدار من المشاركة في المعرض قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين، سعيد عبده، في تصريحات لموقع رصيف 22[26]، إن دار الكتب لم تشارك في الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بناءً على الاتهامات التي وجهتها الدار وصاحبها عبر فيسبوك إلى الهيئة العامة للكتاب والقائمين عليها، والتي ترتب عليها إحالة الدار إلى اللجنة التأديبية في الاتحاد.

وفي نفس السياق وبعد ستة أيام من انطلاق المعرض أصدر مركز نهر النيل للنشر بيانًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أعلن فيه إنهاء تواجد المركز بمعرض الكتاب للعام الحالي 2022 بناءً على قرار شفهي تم إبلاغهم به من قبل إدارة المعرض. وأضاف البيان، أن إدارة المعرض لم تقم بتسليم المركز أية مذكرات رسمية تقدم تبريرًا للقرار، كما لم يطلب توقيع المركز على أية أوراق أو محاضر ولم يتواصل مع المركز أي مسؤول من إدارة المعرض، كما فشلت جميع المحاولات لفهم واستجلاء هذا القرار وفقًا للبيان.

 القضاء الإداري يؤيد قرار شطب المهن التمثيلية لخالد أبو النجا وعمرو واكد، على خلفية تعبيرهم عن آرائهم

في 5 يناير 2022 أصدرت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري قرارًا برفض الطعن المقدم من الفنان خالد  أبو النجا والفنان عمرو واكد  على قرار  نقابة المهن التمثيلية إنهاء عضويتهم بالنقابة[27].

كانت نقابة المهن التمثيلية قد أصدرت بيانًا[28] في 27 مارس 2019 أعلنت فيه إلغاء عضوية الفنانين الاثنين على خلفية مواقفهم المناهضة للنظام الحالي والتي كان آخرها قبيل صدور القرار، حضورهم جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، والتي تناولت أوضاع حقوق الإنسان في مصر. واتهم بيان النقابة آنذاك الفنانين بالخيانة العظمى للمواطن والشعب المصري والاستقواء بالخارج ضد الإرادة الشعبية ودعم أجندة المتآمرين ضد أمن واستقرار مصر حسب وصف البيان.

وجاء هذا القرار دون إجراء أية تحقيقات داخلية قبلها بما يخالف القانون رقم 35 لسنة 1978 بشأن إنشاء النقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والذي يُلزم الجهات الإدارية كافة باتخاذ إجراءات التحقيق اللازمة قبل توقيع أي جزاء على أي عضو بها.

وألزمت المادة 63 و64 من نفس القانون، الجهة الإدارية بتشكيل لجنة لتولي التحقيق قبل إصدار أي جزاء ضد عضو النقابة، كما ألزمت نفس المواد بتشكيل مجلس تأديب يتكون من 5 أعضاء، ويكون من حق الفنان اختيار واحدًا من  الأعضاء داخل اللجنة، كذلك يشترط القانون إعلام العضو بموعد التحقيق ويقر أحقيته في إحضار محامٍ وشهود، مع ضمانة حق الاستئناف على قرارات اللجنة أمام مجلس تأديب استئنافي بأعضاء أكثر خبرة وهو ما لم يتم العمل به.

بالإضافة إلى ذلك فقد جاءت قرارت إنهاء العضوية بالمخالفة للمادة 12 من نفس القانون، حيث حددت حالات إلغاء عضوية الأفراد والتي لم يكن من بينها أي من الوقائع محل القرار. بالإضافة إلى ذلك الاتهامات الجسيمة التي أوردها القرار ضد الفنانين كالخيانة العظمى والاستقواء بالخارج ضد الإرادة الشعبية بسبب رأي الفنانين السياسي المخالف لرأي القائمين على إدارة النقابة.

 القسم الخامس: الحرية الأكاديمية

 وعلى مستوى الحرية الأكاديمية، فقد رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير استمرار التضييق على الأكاديميين المصريين عبر اتخاذ إجراءات جنائية وتأديبية ضدهم على خلفية تعبيرهم عن آرائهم بما في ذلك تلك الموضوعات المتعلقة بمجالاتهم الأكاديمية ولعل أبرز تلك الوقائع، الحكم الصادر عن محكمة جنايات القاهرة[29] “الدائرة 27 جنوب” في 31 مارس الماضي بالحبس لمدة عام مع إيقاف التنفيذ وغرامة 100 ألف جنيه، ضد رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة أيمن منصور ندا وذلك في القضية رقم 9840 لسنة 2021 جنح التجمع الخامس، والمتهم فيها  بالخوض في عرض رانيا هاشم المكلفة بعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، واستخدام حساب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في ارتكاب الجرائم.

كما قررت المحكمة براءة ندا من جميع الاتهامات الأخرى التي شملت نشر أخبار كاذبة حول الإعلام المصري وسب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وعدد من أعضائه، وكذلك رفضت المحكمة الدعوى المدنية المُقامة من كرم كامل إبراهيم جبر المكلف برئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد ندا.

تأتي تلك الاتهامات على خلفية عدة مقالات نشرها ندا على حسابه على موقع فيسبوك ينتقد فيها وضع الإعلام المصري خلال السنوات الأخيرة وطريقة إدارة هذا الملف من قبل الجهات الرسمية، وهو الأمر الذي أطلق معه عددًا من الإجراءات القمعية ضد ندا، منها: إلقاء القبض عليه في سبتمبر من 2021، قبل أن تخلي نيابة استئناف القاهرة سبيله في 17 نوفمبر من نفس العام على ذمة التحقيقات في القضية رقم 23 لسنة 2021 حصر استئناف القاهرة، والمتهم فيها بسبِّ وقذف عدد من قيادات جامعة القاهرة، على خلفية نشره عدة مقالات على حسابه على “فيسبوك” يتهم فيها إدارة الجامعة بالفساد، بالإضافة إلى إحالته بقرار من إدارة الجامعة إلى عدة مجالس تأديبية حملت أرقام: 14، 15، 17، 18، 19، 20، 21 لسنة 2021، على خلفية نفس الاتهامات.

وعلى جانب آخر أحيلت أستاذتان بإحدى الأكاديميات المصرية[30]، نتحفظ على ذكر اسميهما بناءً على طلبهما إلى التحقيق والذي بدأت إجراءاته في 17 مارس الماضي على خلفية اتهامات، منها: استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر عبارات تفيد التشكيك في مؤسسات الدولة والمشروعات القومية، واتهام الدولة بالفشل في مواجهة المشكلات الراهنة وإظهارها بمظهر المتستر على الفساد، واتهام الأجهزة الأمنية بارتكاب جرائم الإخفاء القسري لمواطنين، في تعدٍّ واضح على حقهم في التعبير.

خاتمة وتوصيات

تستمر السلطات المصرية المختلفة في الاعتداء على حق المواطنين في التعبير وحرية تداول المعلومات بطرق مختلفة، بينما تعطي تلك السلطات تركيزًا أكبر خلال السنوات القليلة الماضية في استهداف المواطنين على خلفية تعبيرهم عن رأيهم أو أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يعد آخر المنافذ المتاحة للتعبير أمام المواطنين وعليه:

تدعو مؤسسة حرية الفكر والتعبير إلى ضرورة إلغاء قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018.

كما تدعو المؤسسة النائب العام إلى ضرورة الإفراج الفوري عن المحبوسين احتياطيًّا على خلفية تعبيرهم عن آرائهم بكافة الصور، ووقف عمليات استهداف المواطنين لنفس السبب.

إلغاء الأحكام القضائية الصادرة على مستخدمات تطبيقات التواصل الاجتماعي لاتهامات تتعلق بنشر الفسق والفجور وحماية قيم وأخلاق المجتمع.

كما تدعو المؤسسة مجلس النواب إلى رفض مقترح التعديلات على قرار رئيس الجمهورية بقانون رقم 51 لسنة 2014 بشأن تنظيم الخطابة والدروس الدينية في المساجد وما في حكمها.

مخاطر اصطناع جلسات حوار سياسى وطنى للسيسى مع نفسه كما حدث في جلسات الحوار الوطني للسيسي في مؤتمر مناهضة التعذيب ومؤتمر الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وجلسات الحوار الوطني حول دستور السيسى

مخاطر اصطناع جلسات حوار سياسى وطنى للسيسى مع نفسه كما حدث في جلسات الحوار الوطني للسيسي في مؤتمر مناهضة التعذيب ومؤتمر الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وجلسات الحوار الوطني حول دستور السيسى


قد يستطيع جبار أن يفعل ما يريد من بيانات وتوصيات وتصريحات في جلسات للحوار السياسي الوطني المصري ويترجمها الى أفلام ومسرحيات وكتب ومسلسلات، مع كون اصطناع جلسات حوار وطني مزعوم مع أحزاب هتيفة موالية للحاكم الفرد الاستبدادى ساعدته بمواقفها التشريعية والسياسية على تمديد وتوريث الحكم الية ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ومواد وقوانين القمع والاستبداد وساندته على تكبيل مصر وارهاق شعبها بتداعيات تلال من القروض والمشروعات الكبرى الفاشلة. أمر سهل. كما حدث فى تجميع وحشد هؤلاء فى مؤتمر الحوار الوطني للسيسى لمناهضة التعذيب، وفى مؤتمر الحوار الوطني للسيسي للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وفي جلسات الحوار الوطني للسيسي حول دستور السيسى.

وبغض النظر عن دواعي قيام الجنرال الحاكم عبدالفتاح السيسى، يوم الخميس 21 أبريل 2022، مع تصاعد الغضب الشعبي من جراء تداعيات فشله واستبداده على المستوى السياسى والاقتصادى المحلى والدولى، إجراء ما اسماه ''حوار سياسي شامل''.

إلا أنه هذه المرة هناك خطورة سياسية كبرى على الحاكم من هذا ''الحوار السياسي الشامل''. فى حالة شروعه فى اصطناع حوار سياسى وطنى مزعوم على طراز حواراته السياسية الوطنية السابقة، بعد أن زهق الناس من مزاعم حواراته السياسية التى تزيد من استبداده وتدهور أحوال البلاد والناس السياسية والاقتصادية بصورة متصاعدة وتنامي  سخط الناس مع تفاقم أحوالهم السياسية والاقتصادية وأصبح لا ينفع معهم المزيد من جلسات الحوار الوطني الوهمية للحاكم مع نفسه وهم يشاهدون أنفسهم على أرض الواقع فى تراجع سياسى واقتصادى كل يوم على مدار حوالى 8 سنوات متتالية حتى الآن، والناس تريد من السيسى أن يثبت أولا حسن النية ويرسي أسس الحوار السياسى الوطنى الحقيقى، عبر إطلاق سراح عشرات آلاف النشطاء والسياسيين المعارضين المعتقلين فى قضايا ملفقة ورفع الحجب عن حوالى 700 موقع سياسى على الإنترنت وإلغاء تمديد وتوريث الحكم للسيسي وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ومواد وقوانين حكم القمع والاستبداد التي قام بفرضها على الشعب المصرى بدعوى تقويم الأخلاق ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء والتنمية.

وخلال فترة تسويق تعديلات دستور السيسي لتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد و شرعنة الاستبداد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات وتقويض الديمقراطية وإرساء حكم القمع والاستبداد، وبالتحديد يوم السبت 22 مارس 2019، نشرت على هذه الصفحة مقال استعرضت فيه جلسات الحوار الوطني للسيسي حول دستور السيسى، وجاء المقال على الوجة التالى: ''[ بلا شك يهم شعب مصر فى المقام الاول. كما يهم في الوقت ذاته العالم أجمع. تحقيق الاستقرار فى مصر من أجل الشروع فى تنميتها بمشروعات حقيقية تعود بالنفع على شعب مصر. وليس من أجل تحقيق دعاوى فارغة لرئيس مصر. حتى لا تتأثر مصر وشعبها. والعالم أجمع. بالسلب بسبب عدم استقرار مصر. نتيجة فرض الرئيس عبدالفتاح السيسي. بالسطوة والنفوذ والقوة والزور و الباطل والبهتان. دستوره الوراثى العسكرى الطاغوتي الذي يتضمن حوالى عشرين مادة فرعونية استبدادية تعتبر دستور مكمل للدستور الأصلي وتهدم دستور الشعب الاصلى من أجل تحقيق مصالح شخصية لرئيس الجمهورية لتمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة مصر ونشر الديكتاتورية وتقويض الديمقراطية وتقنين انتهاك استقلال القضاء والجمع بين السلطات ومنع التداول السلمى للسلطة واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات. رغم أن مصر دولة كبيرة وليست عزبة لرئيس الجمهورية يتوارثها ويتحكم ويفرض ارهاصاته فيها كما يريد مزاجه. وقيام السيسي بعقد ما اسماه ''جلسات حوار مجتمعى'' من أذنابه و بطانته حول دستورة. للإيهام بأنه خرج من رحم الشعب. وجاءت تلك الخطوة التهريجية عن الحوار المجتمعى المزعوم متأخرة كثيرا وأصبحت معها عديمة القيمة بعد أن جاءت عقب وضع لجنة استخباراتية برئاسة نجل السيسى دستور السيسى فى السر داخل القصر الجمهورى. و مفاجأة السيسى الشعب المصرى بموادة دون سابق إنذار. وموافقة مجلس النواب مبدئيا بصفة قاطعة على موادة بأغلبية 485 نائب. بعد 48 ساعة من تقديم الحزب المحسوب على السيسي. دستور السيسى أمام مجلس النواب. واضطرار السيسي الى طرح مشروع دستوره فيما اسماه جلسات حوار مجتمعى حوله بعد 45 يوم من موافقة مجلس النواب عليه. وحشد السيسي في جلسات حوارة مع نفسه حول دستورة اتباعه و درويشة ورؤساء وأعضاء الجهات المعينين منه وفلول الرئيس المخلوع مبارك و الانتهازيين وتجار السياسة الذين لم يشاركوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو لتحقيق الديمقراطية وتبعوا احداثهما عبر الفضائيات من قصورهم وشققهم المشيدة. تمهيدا لطرحه فى استفتاء صوري. رغم ان دساتير الشعوب الحرة. إذا كان لابد من وضعها وهو لم يكن يحتاجه دستور الشعب المصرى الديمقراطى الصادر عام 2014. لا يصدرها رئيس الجمهورية لتحقيق مطامعه الشخصية مع عصابتة. بل تقوم بوضعها جمعية وطنية تأسيسية محايدة يختار اعضائها الشعب بنفسه فى انتخابات نيابية تحت إشراف قضائي شامل ومراقبة شاملة من مراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الحقيقة الدولية والمحلية. وتتلقى الجمعية التأسيسية بعد انتخابها رسائل مقترحات الشعب حول مواد الدستور و تطوف أرجاء البلاد لتدوين مقترحات الناس وتعقد جلساتها لوضع مواد الدستور خلال فترة من 6 الى 12 شهر. كما تضع قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية ولا تترك لرئيس الجمهورية حتى لا يفصلها على مقاس الحزب المحسوب عليه كما حدث فى الانتخابات النيابية 2015. تحل بعدها الجمعية التأسيسية وتجري انتخابات نيابية جديدة. وكل ذلك لم يحدث وفرض السيسى دستورة المسخرة ووافق عليه 485 عضو بمجلس النواب بعد 48 ساعة من قيام السيسى بتقديمه عبر الحزب المحسوب عليه. انها كارثة طاغوتية قبل ان تكون مصيبة. تهدد استقرار مصر ووضعها السياسى والاقتصادى وتسببت فى احتقان الشعب. ]''.

الأربعاء، 27 أبريل 2022

ضغوط داخلية وخارجية.. ما سر دعوة الرئيس المصري لحوار سياسي في هذا التوقيت؟

رابط التقريرعلى موقع عربى بوست

ضغوط داخلية وخارجية.. ما سر دعوة الرئيس المصري لحوار سياسي في هذا التوقيت؟


بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن دعوته لعقد حوار وطني خلال إفطار الأسرة المصرية يوم الثلاثاء 26 أبريل/نيسان، تدور التساؤلات حول السر وراء هذه الدعوة والغرض منها في هذا التوقيت بالتحديد.

كان السيسي كلّف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة ورفع نتائج هذا الحوار إليه شخصياً، مع وعده بحضور المراحل النهائية منه.

كما أعرب الرئيس المصري عن سعادته بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال الأيام الماضية، قائلاً: "إن الوطن يتسع لنا جميعاً وإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية".

يأتي هذا في وقت تتباين فيه الآراء حول جدية هذه الدعوة وأهدافها وإمكانية وصول الحوار إلى النتائج المرجوة من تحقيق انفراجة حقيقية في ملفات حقوق الإنسان وحرية الإعلام والتعددية السياسية.

"عربي بوست" استطاع الوصول إلى بعض التفاصيل حول السبب وراء الإعلان عن هذه الدعوة إلى الحوار السياسي في هذا التوقيت بالذات.

محاولة لطمأنة المؤسسات الدولية للموافقة على قروض جديدة

قال مصدر في مجلس الوزراء المصري في اتصال هاتفي مع "عربي بوست" إن المجلس لا يملك معلومات رسمية عن تفاصيل الدعوة التي أطلقها الرئيس للحوار السياسي، مشيراً إلى أن الدعوة تخص مكتب الرئاسة وبعض الأجهزة الأخرى التي تدير المشهد السياسي في مصر في السنوات الأخيرة، بينما تركز الحكومة على أداء الأدوار التنفيذية دون المشاركة في رسم السياسات.

لكن المصدر أضاف أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن هذه الدعوة هي  محاولة من الدولة لطمأنة المؤسسات الدولية التي أبدت انزعاجها في الأسبوعين الماضيين من أداء النظام الحالي السياسي والاقتصادي، وانعدام الشفافية وانتشار الفساد في مؤسسات الدولة، خصوصاً المؤسسة العسكرية التي تزاحم القطاع الخاص في مجال الاستثمار بشكل غير عادل.

هذا الانزعاج- بحسب المصدر- يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على استجابة صندوق النقد الدولي لطلب مصر الحصول على قرض جديد لمواجهة تداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

كانت 7 منظمات حقوقية دولية طالبت يوم 4 أبريل/نيسان الحالي صندوق النقد الدولي بأن يتضمن أي قرض جديد لمصر شروطاً تتعلق بالشفافية فيما يتعلق بشركات الجيش التي لا تخضع لأي إشراف مستقل أو مدني، معتبرة أن شركات الجيش المصري تعمل في سرية تامة تقريباً، وتخفي "أوجه القصور والخسائر الخفية".

كما ترافق التوسع الاقتصادي الشرس- بحسب تعبيرها- للجيش مع القمع السياسي المتزايد، بما فيه قمع نخبة رجال الأعمال الذين يُعتبرون معارضين سياسيين، مشيرة إلى اعتقال صفوان ثابت ونجله سيف صاحبَي "شركة جهينة للألبان"، بعد أن رفضا تسليم أسهم في شركتهما إلى شركة تملكها الدولة. 

كما أكدت المنظمات ضرورة أن يطالب صندوق النقد السلطات المصرية بوقف قمع حرية التعبير وتكوين الجمعيات بإطلاق سراح الصحفيين والبرلمانيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

الإفراج عن سياسيين وعودة لجنة العفو

ويشير المصدر إلى أن النظام السياسي وأذرعه كانوا مطالبين بتحسين الصورة أولاً وتأكيد الجدية وحسن النوايا قبل الحوار؛ وهو ما يفسر ما شهده مساء الأحد 24 أبريل/نيسان الجاري بعد يومين فقط من حديث السيسي من الإعلان عن إخلاء سبيل 41 شخصاً من المسجونين احتياطياً في قضايا بعضها ذات خلفية سياسية في مصر.

ويتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن عودة لجنة العفو الرئاسي بشكل رسمي لممارسة عملها بعد أن توقفت عام 2018، لتشهد الفترة القادمة العفو عن أعداد أخرى من المحكوم عليهم أحكاماً نهائية وباتة.

هذا فضلاً عن الدعوة لمشاركة كافة التيارات في الحوار السياسي بما فيها التيار الإسلامي، لكن سيقتصر في الوقت الحالي على السلفيين أو الصوفيين، حسب ما ذكره المصدر.

احتقان الشارع بسبب التضييق الأمني والضغوط المعيشية 

مسؤول مطلع في جهاز الأمن الوطني المصري، قال لـ"عربي بوست" إن دعوة الرئيس جاءت مبكرة عما كان مخططاً له.

وأوضح أنه كان من المفترض أن يتم الدعوة لهذا الحوار بعد الانتهاء من المشروعات التي دشنتها الدولة، لكن تغيير التوقيت وتبكيره وراءه ضغوط خارجية يعرفها الجميع.

لكن المسؤول أشار أيضاً إلى وجود ضغوط داخلية شديدة كان لها دور في تبكير موعد الحوار السياسي. تتمثل هذه الضغوط في تقارير سرية قدمتها قيادات الأمن الوطني للرئيس خلال الأسابيع الماضية تفيد بوجود حالة احتقان كبيرة لدى المواطنين من استمرار التضييق الأمني والسياسي والقبض على أشخاص غير مسيسين.

واستشهد المسؤول بالتضييق على بعض العاملين في مبنى ماسبيرو للإذاعة والتليفزيون بسبب المظاهرات المندلعة بين موظفي المبنى منذ أسابيع ولم تخمد حتى الآن احتجاجاً على سوء أوضاعهم الوظيفية والمالية. 

كما زاد الاحتقان مؤخراً بسبب غلاء الأسعار وحادثة مقتل الباحث الاقتصادي أيمن هدهود في ظروف غامضة. وأخيراً إقدام وزير الأوقاف على منع صلاة التهجد وكذلك الاعتكاف في المساجد وهما من العادات الرمضانية الراسخة عند المصريين.

كما دشن مصريون هاشتاج #العيد_ثورة على تويتر ليصبح الأعلى تداولاً، رفضاً لقرارات وزير الأوقاف بجعل تكبيرات صلاة العيد الفطر، لمدة سبعة دقائق.

واعتبرها البعض خوفاً من الدعوة بشكل واضح وصريح لأن ينزل الشعب في صلاة العيد ويعلن عن احتجاجه، وعدم قدرة الحكومة على تطويق تلك الاحتجاجات.

ودعا مغردون للدعوة إلى المشاركة في الاحتجاج بكتابة هاشتاج "العيد ثورة" على الأوراق النقدية، لتنتشر الفكرة بين أكبر عدد من الناس وليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف المسؤول السابق أن تلك التقارير استشهدت أيضاً بعدة وقائع حتى تثبت للرئيس خطورة الوضع ليتعامل مع الأمر بجدية وليس بالتجاهل، مثلما تم مع تقارير سابقة من الأمن الوطني.

من بين هذه الشواهد وقائع سقوط هاني ضاحي في انتخابات نقيب المهندسين وهو المرشح الذي كانت الدولة تدعمه في مواجهة طارق النبراوي المرشح عن تيار اليسار.

وتزامن ذلك مع سقوط بهاء الدين أبو شقة وكيل مجلس الشيوخ والمقرب من النظام الحالي في انتخابات رئيس حزب الوفد المعارض أمام منافسه عبد السند يمامة.

وقد كشفت الواقعتان- بحسب المسؤول- عن تزايد الرغبة لدى المصريين في السير عكس الاتجاه الرسمي للدولة. وأخيراً الواقعة التي هزت أرجاء الرئاسة بشدة وهي انتشار استمارات لسحب الثقة من رئيس الجمهورية، بحسب تعبير المصدر. 

وكانت هذه الاستمارات سبباً في القبض على الإعلامية هالة فهمي، بعدما نشرت الاستمارة على صفحتها على فيسبوك بهدف الترويج لها. 

ولفت المسؤول السابق إلى تغير نبرة وطريقة الرئيس المصري في الرد على الانتقادات الموجهة لطريقة إدارته للمال العام في الفترة الأخيرة، فبعد أن كان يتصدى للرد على الانتقادات بعنف مثلما حدث عام 2019، حين اتهمه المقاول الهارب محمد علي وقتها ببناء قصور رئاسية فاخرة بأموال الشعب، اتسمت ردوده في لقائه الأخير مع الإعلاميين في توشكى باللين والهدوء.

فقد رد السيسي على الانتقادات الموجهة له بالإسراف في الإنفاق على مشروعات غير منتجة، أو مبادرة حياة كريمة، بقوله إنه لا يتصور أن أحداً يقبل أن "أختك أو أخوك الذين يعيشون في الريف لا يكون عندهم صرف صحي". 

الأجهزة السيادية لم تتلقَّ تفاصيل عن الحوار السياسي

مسؤول بأحد الأجهزة السيادية المصرية كشف لـ"عربي بوست" حقيقة اضطلاع الأجهزة السيادية بالتجهيز للحوار السياسي الذي أشار إليه الرئيس، فقال إنهم لم تصلهم أية تفاصيل عن شكل هذا الحوار والمشاركين فيه.

كما لم يطلب من الجهاز حتى هذه اللحظة تجهيز تصورات بخصوص المدعوين للمشاركة في الحوار أو أجندة عمل له تحدد الموضوعات التي سوف تجري مناقشتها خلال الحوار، وبالتالي موعد انعقاد هذا الحوار أو مكانه.

من جهته، رجح الإعلامي مصطفى بكري أن يكون الحوار السياسي ممثلاً لكل قوى المجتمع المدني من أحزاب ونقابات وبرلمان وصحافة وإعلام، فيما سوف تتضمن أجندة عمله مناقشة قضايا مهمة وملحة داخل المجتمع المصري، من بينها كيفية تطوير أداء الأحزاب وقوى المجتمع المدني وتوفير البيئة المناسبة لها، ومناقشة مستقبل الصحافة والإعلام وضمان حريتها واستقلاليتها في إطار من المسؤولية المجتمعية، إضافة إلى تنظيم الانتخابات المحلية والنيابية، بحيث تضمن تمثيلاً مناسباً للقوى والتيارات المختلفة في المجتمع، وربما يتطرق إلى تعديل بعض بنود ومواد دستور البلاد بما يتناسب ومتطلبات الجمهورية الجديدة، دون أن يكشف عن طبيعة تلك التعديلات.

هل تواجه دعوة الحوار السياسي مصير دعوات سابقة أطلقها عبد الناصر وحسني مبارك؟!

باحث سياسي في مركز حكومي للدراسات قدّر في اتصال مع "عربي بوست" دعوة السيسي للحوار السياسي أنها بمثابة "هروب للأمام" مستدلاً على تقديره هذا بعبارة قالها الرئيس المصري في معرض حديثه مع الإعلاميين بأن مشاكل مصر أكبر من أي رئيس وأي حكومة، وهو ما يعد أول اعتراف منه بالفشل في إدارة الدولة وملفاتها السياسية والاقتصادية.

وأضاف قائلاً إن الدعوة تبدو في توقيتها مغازلة للغرب الذي بدأ يشدد ضغوطه على النظام المصري في الأسابيع الأخيرة بسبب تجاوزاته في ملفات حقوق الإنسان والحبس العشوائي ليس فقط للمعارضين، ولكن لكل من يتحدث عن الحقوق وآخرهم الإعلامية هالة فهمي التي تم اعتقالها قبل يومين بسبب تجرئها على نشر فيديوهات تندد فيها بتعامل الدولة وأجهزتها الأمنية مع الإعلاميين خصوصاً العاملين في ماسبيرو.

الباحث لم يبدِ متفائلاً بنتائج الحوار السياسي إذا انعقد، قائلاً إنه من المعتاد في مصر أن يلجأ الرئيس إلى المناورة بالحديث عن حوار سياسي وانفتاح على المعارضة كلما تورط في أزمة تفوق قدراته، على حد تعبيره، مثلما فعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب نكسة 67، التي تسببت في إصابة قطاعات كبيرة من المثقفين وأبناء الشعب العاديين بالاكتئاب وأطلقت مظاهرات الطلبة في مناسبة نادرة للتظاهر ضد عبد الناصر.

كما لجأ الرئيس الراحل حسني مبارك لإطلاق نفس الدعوة لحوار سياسي عقب الأزمة الاقتصادية العنيفة التي مرت بها مصر عام 1988، لكن في الحالتين لم يسفر الحوار عن شيء ولم يكتمل من الأساس؛ لأن هدف الرئيس من إطلاق الحوار لم يكن الإصلاح وإنما كان بمثابة المسكّن.

حوار سياسي بلا الإخوان المسلمين

ناشط سياسي قضى عدة سنوات في السجن خلال فترة حكم السيسي قال لـ"عربي بوست" إن الدعوة لحوار سياسي تحتاج إلى مجموعة مقومات حتى تكون جادة وحقيقية وليست مجرد أداة لتجميل وجه النظام أمام الغرب.

أول هذه المقومات- حسب الناشط- تحديد الهدف من الحوار، والذي يجب أن يكون إصلاح هياكل الدولة ومؤسساتها عبر بناء نظام تعددي يضمن مشاركة الجميع في رسم السياسات الكفيلة بتحقيق الحاجات العامة للمصريين مثل تحسين مستوى معيشتهم، وضمان حفظ أمنهم الإنساني وأمن الدولة القومي. 

وأضاف أن هناك شكوكاً عميقة في أن يوافق الرئيس على أهداف كهذه في ضوء ممارساته منذ توليه السلطة قبل 8 سنوات التي يتضح منها تحفظه الشديد والعنيف ضد الحديث عن إصلاح في إدارة الدولة، وكذلك ضيقه الواضح من الآراء التي تنتقد سياساته.

المقوم الثاني هو تحديد المشاركين في هذا الحوار، فلا يجب إقصاء أي فصيل سياسي من المشاركة في هذا الحوار، وأولهم جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل- شئنا أم أبينا- المؤسسة السياسية الوحيدة في مصر التي تملك تواجداً مؤثراً في الشارع المصري.

وأضاف: "لا أظن بحسب معلوماتي أن الدولة سوف تقبل مشاركة الإخوان في الحوار السياسي سواء كجماعة- وهذا أمر يمنعه القانون الذي صنفها جماعة إرهابية وبالتالي لا يحق لها العمل السياسي ناهيك عن الجلوس على مائدة واحدة مع رئيس الجمهورية- أو حتى كأفراد يمثلون تيار الإسلام السياسي".

وفي غياب الإخوان ستكون قائمة المشاركين في الحوار السياسي المنتظر مثيرة غالباً لسخرية الشارع المصري، لأن الجميع في مصر يعرفون أن الأحزاب السياسية الموجودة والتي يصل عددها إلى 84 حزباً مجرد كيانات كارتونية لا تمثل إلا نفسها ومصالح مؤسسيها، على حد تعبيره.

أما الحزب الذي يمثل الأغلبية في البرلمان وهو حزب مستقبل وطن فلا يحظى بثقة ولا احترام الشعب أو النشطاء والمعارضين. 

وختم الناشط تصريحه بالإشارة الساخرة إلى أنه شخصياً قضى 3 سنوات في السجن بسبب مشاركته في وثيقة تدعو لحوار سياسي يساعد على تجنب الاستقطاب السياسي، كما تعرض أشخاص معروفون للاعتقال بسبب دعوات مشابهة مثل السفير السابق معصوم مرزوق وغيره.

عربى بوست