السبت، 26 ديسمبر 2020

ماذا وراء استمرار مسلسل خفض رسوم المرور بقناة السويس بعد أن بشر السيسي الناس مع افتتاحه التفريعة المنحوسة بمسلسل ارتفاعها وليس مسلسل انخفاضها ؟


لعنة تفريعة السيسي المنحوسة فى قناة السويس

ماذا وراء استمرار مسلسل خفض رسوم المرور بقناة السويس بعد أن بشر السيسي الناس مع افتتاحه التفريعة المنحوسة بمسلسل ارتفاعها وليس مسلسل انخفاضها ؟


موقع عربى 21 / مرفق الرابط

واصلت هيئة قناة السويس المصرية خفض رسوم المرور مرة تلو الأخرى، وسط تساؤلات عن أسباب هذا الخفض المستمر في أهم خط ملاحي في العالم، وأحد أهم مصدر للعملة الصعبة بعد السياحة التي تراجعت خلال هذا العام؛ بسبب وقف الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا.

كان آخرها خفض رسوم مرور ناقلات النفط التي تزيد حمولتها على 250 ألف طن بنسبة 48 بالمئة، والذي بدأ سريانه منذ مطلع الشهر الجاري وحتى 31 أيار/مايو 2021، كما قررت استمرار العمل بالتخفيض الممنوح لناقلات الغاز البترولي المسال.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ أعلنت هيئة قناة السويس خفض رسوم عبور السفن السياحية في القناة بما قد يصل إلى 50 في المئة بشرط توقف السفينة ما لا يقل عن 48 ساعة في ميناءين على الأقل من الموانئ المصرية.

كان تحالف 2M المكون من خط ميرسك الحاويات وخط MSC، أكبر خطين ملاحيين بالعالم، أعلن في أيار/ مايو الماضي، تحويل مسار سفن تابعة له، لرأس الرجاء الصالح كخط بديل لقناة السويس للمرور بين أسيا وأوروبا.

أرجعت الهيئة الهدف من استمرار خفض رسوم السفن العابرة من قناة السويس إلى تقديم "كافة التسهيلات والتيسيرات التي تهدف إلى تشجيع السفن للتوقف في الموانئ المصرية والمرور من القناة وجذب أكبر قد ممكن منها بأنواعها كافة.

إلا أن خبراء وسياسيين مصريين أشاروا في تصريحات لـ"عربي21": إلى وجود أسباب أخرى تهدد مكانة قناة السويس كشريان ملاحي من جهة والأمن القومي المصري من جهة أخرى.

وهو ما حذرت منه أيضا مجلة فورين بوليسي الأمريكية المتخصصة، التي أشارت إلى أن حركة التجارة في قناة السويس مرشحة للتناقص بأكثر من 17%، مع تشغيل أنبوب "إيلات-عسقلان" بموجب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.

وقالت في أيلول/ سبتمبر الماضي إن إسرائيل على وشك أن تلعب دورا أكبر بكثير في تجارة الطاقة وسياسة البترول بالمنطقة، بعد أن عزز اتفاق الإمارات معها خط أنابيب تم بناؤه سرا بين إسرائيل وإيران في عهد الشاه.

في 13 آب/ أغسطس الماضي؛ توصلت الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتاريخي، وانتقده الفلسطينيون بشدة، ولكنه سار بشكل أسرع من المتوقع مع فتح جميع أبواب التعاون في المجالات كافة دفعة واحدة

لم تنتظر الإمارات كثيرا، ففي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقعت شركة خطوط الأنابيب الإسرائيلية "إي أيه بي سي ، " (EAPC)، اتفاقا مبدئيا للمساعدة في نقل النفط من الإمارات إلى أوروبا عبر خط أنابيب يربط مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر، وميناء عسقلان على ساحل البحر المتوسط.

هذه التحركات المستمرة، دفعت رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إلى أخذ الأمور بعين الريبة والحذر بل واعتبره تهديدا للأمن القومي المصري.

جاء ذلك خلال مداخلة على قناة فضائية خاصة، في أيلول / سبتمبر الماضي، محذرا من تلك الأنشطة التي تجري بشكل متسارع، وقال: "إن إنشاء خط أنابيب النفط "إيلات-عسقلان" الإسرائيلي إلى الخليج يهدد الأمن القومي المصري وقناة السويس".

أهداف خطيرة للتطبيع

وهو ما أكد عليه البرلماني المصري السابق، محمد فرج، قائلا: "بالتأكيد إنشاء هذا الخط سيؤثر تأثيرا بالغا على قناة السويس والتطبيع ليس هدفه سياسيا فقط بل الأكثر خطورة هو هدفه الاقتصادي في استغلال دول التطبيع اقتصاديا لصالح إسرائيل".

وأضاف عضو لجنة الطرق والمواصلات، لـ"عربي21": "بالإضافة إلى أن العراق يبحث الآن انشاء مرفأ بحري في ميناء الفاو على الخليج العربى لإنشاء خط بترول عبر الأراضي العراقية إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا".

لكنه اعتبر أن أحد أهم الأسباب في الوقت الراهن هي "شراكة ميرسك وشركة MSC واختيارهما طريق رأس الرجاء الصالح بديلا لانخفاض تكاليف التشغيل بعد انخفاض أسعار البترول مما يستلزم على هيئة قناة السويس اتخاذ هذا التخفيض لكن خط الإمارات -إسرائيل لم يطبق على الأرض بعد".

ليس حلا

اعتبر الخبير الاقتصادي، أحمد ذكر الله، أن التحرك المصري بمواصلة خفض رسوم المرور "ليس حلا عمليا، ولا تنافسيا"، وألقى باللوم "على الحكومات المصرية في عدم استغلال قناة السويس كمنطقة لوجستية يمكن أن تدر عشرات مليارات الدولارات إلى ممر ملاحي فقط".

وأكد في تصريحات لـ"عربي21": "كان من الممكن تحويل قناة السويس إلى منطقة صناعية لوجستية، وهو ما أكد عليه نظام السيسي عند افتتاح التفريعة الجديدة في 2015 بكلفة 8 مليارات دولار، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وأصبح الإيراد الوحيد للقناة هو المرور من خلالها".

وتوقع أستاذ الاقتصاد أن "يكون هذا التخفيض ليس الأول ولن يكون الأخير"، مشيرا إلى أن العالم عانى من تداعيات كورونا وخاصة تجارة النفط وبسبب الإغلاق تراجع الطلب عليه ما أدى إلى تفضيل بعض الشركات إلى المرور عبر رأس الرجاء الصالح ما اضطر هيئة قناة السويس لخفض الرسوم".

وفيما يتعلق بالخط الإماراتي – الإسرائيلي، قال ذكر الله إن "لخط لم يدخل حيز التنفيذ بعد، لذلك هو خارج إطار تخفيض الرسوم حاليا، ولكن حال تشغيله فإن الأمر سيكون كارثيا لأن الإيرادات ستنخفض بشكل كبير وستتحول الأهمية الإستراتيجية من مصر إلى الكيان الصهيوني".

الأردن.. توقيف صحافي على خلفية مقال عن "تلقي المسؤولين لقاح كورونا فايزر سرا"


الأردن.. توقيف صحافي على خلفية مقال عن "تلقي المسؤولين لقاح كورونا فايزر سرا"


موقع الحرة / مرفق الرابط

أكد مصدر قضائي أردني اليوم السبت توقيف مالك موقع إخباري على خلفية نشره مقالا ادعى فيه أن مسؤولين أردنيين تلقوا لقاح كورونا من دون إعلان رسمي.

وقال المصدر إن مدعي عام محكمة أمن الدولة أوقف الخميس الصحفي جمال حداد ناشر موقع "الوقائع" الإخباري على خلفية المقال الذي انتقد فيه أيضا "تضارب التصريحات الحكومية حول اللقاح".

وأوضح أن "المدعي العام وجه لحداد تهم تعريض سلامة المجتمع للخطر، وإحداث فتنة والإخلال بالنظام العام ونشر الرعب بين الناس وقرر توقيفه 15 يوما على ذمة القضية".

ونشر موقع "الوقائع" الإخباري الثلاثاء الماضي مقالا بعنوان "وماذا عن الشعب!! هل وصل مطعوم (لقاح) فايزر سرا ويتم تطعيمه لكبار المسؤولين في الحكومة الأردنية".

وقال مصدر مقرب من عائلة حداد إن "جمال تم نقله الجمعة إلى مستشفى البشير بعد إصابته بارتفاع ضغط الدم وألم في الصدر حيث طلب الأطباء إبقاءه تحت المراقبة في المستشفى".

وأعرب مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين في بيان عن أسفه لتوقيف حداد، مطالبا بالإفراج الفوري عنه.

وقال المجلس في بيانه "هذا التوقيف يؤثر على مكانة الأردن الخارجية وموقعه على مؤشرات الحريات الصحفية الدولية".

وأوضح أن "الصحافة الحرة هي جزء من مقومات الدول، ودعمها وحمايتها تشكل رافعة حقيقية لاستقرار المجتمعات".

ولم يتسلم الأردن الذي سجل حتى الآن أكثر من 285 ألف إصابة و3711 وفاة اللقاحات ضد فيروس كورونا.

وقال مسؤول ملف كورونا في الأردن الأمين العام لوزارة الصحة الأردنية لشؤون الأوبئة وائل الهياجنة الأربعاء إنه يتوقع وصول اللقاح إلى المملكة نهاية شهر يناير المقبل أو بداية فبراير.

وأطلقت وزارة الصحة الخميس موقعا إلكترونيا لتسجيل أسماء الراغبين بتلقي اللقاح شرط أن يكونوا من العاملين في الكوادر الصحية أو يعانون من أمراض مزمنة أو ممن تجاوزت أعمارهم الستين عاما.

وكانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن منحت منتصف الشهر الحالي ترخيصا طارئا لاستعمال لقاح فايزر بيونتيك.

فرانس برس

حبس الصحقى جمال حداد 15 يوم على ذمة التحقيق بتهم تعريض سلامة المجتمع للخطر واحداث الفتنة والإخلال بالنظام العام والقاء الرعب بين الناس


وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين الأردنية عن القبض على الصحفي جمال حداد بعد ان كشف في مقال عن استيراد الحكومة الأردنية سرا عدد محدود من اللقاح الامريكى/الالمانى ''فايزر'' باهظ الثمن وتطعيم أعضاء الحكومة أنفسهم بة سرا وتوفير اللقاح الصينى الإماراتي ''سينوفارم'' رخيص الثمن للشعب الاردنى

حبس الصحقى جمال حداد 15 يوم على ذمة التحقيق بتهم تعريض سلامة المجتمع للخطر واحداث الفتنة والإخلال بالنظام العام والقاء الرعب بين الناس


موقع عمان نت / مرفق الرابط

اعتصم عدد من الصحفيين أمام نقابة الصحفيين، احتجاجاً على توقيف الزميل جمال حداد.

واحتج الصحفيون على توقيف الزميل حداد، واستمرار اللجوء الى التوقيف على خلفية قضايا النشر.

وطالب المحتجون بالإفراج عن الزميل جمال حداد.

ويذكر أن مدعي عام محكمة أمن الدولة قرر توقيف الصحفي جمال حداد لمدة 15 يوماً، عن تهم تعريض سلامة المجتمع للخطر واحداث الفتنة والاخلال بالنظام العام والقاء الرعب بين الناس.

المقال الذي تسبب فى اعتقال الصحفى جمال حداد في الأردن كشف فيه عن استيراد الحكومة الأردنية سرا عدد محدود من اللقاح الامريكى/الالمانى ''فايزر'' باهظ الثمن وتطعيم أعضاء الحكومة انفسهم بة سرا وتوفير اللقاح الصينى الإماراتي ''سينوفارم'' رخيص الثمن للشعب الاردنى

 


المقال الذي تسبب فى اعتقال الصحفى جمال حداد في الأردن فور نشره أول أمس الخميس وتحويله لأمن الدولة وليس للقضاء المدني

كشف فيه عن استيراد الحكومة الأردنية سرا عدد محدود من اللقاح الامريكى/الالمانى ''فايزر'' باهظ الثمن وتطعيم أعضاء الحكومة انفسهم بة سرا وتوفير اللقاح الصينى الإماراتي ''سينوفارم'' رخيص الثمن للشعب الاردنى


موقع وكالة شمس نيوز / مرفق الرابط

تى اللحظة ما زلنا ( كشعب ) أسرى تضارب معلومات، حول لقاحات كورونا او مطاعيمها، وان كنا ضمن حسبة الدولة بمكوناتها في الحصول عليها، أم أن الأمر مقتصر على علية القوم من كبار المسؤولين في الحكومة الأردنية، كما هو السياق العام، بكل ما هو مفيد، نكون نحن آخر حساباته.

حيث أشهرت صباح اليوم "عطوفة أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات عبر صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تلقيها الجرعة الأولى من المطعوم يوم أمس، وستكون الجرعة الثانية بعد 21 يوم أي يوم 10 كانون الثاني".

الأمر الذي يقودنا لقراءة المشهد بإطلالة عنوانها أن مطعوم " فايزر" وصل إلى الأردن دون إعلان رسمي ويتوفر لكبار المسؤولين في الحكومة الأردنية "علية القوم" وما ملكة أياديهم بإسناد من نافذين او متمكنين الوصول إليه، وعليه فإن المطعوم بين يدي الخاصة، فيما هو محجوب عن العامة، بمشهد يذكرنا بحقنة الأنفلونزا، التي استوردت الصحة منها، مئات الآلاف، لكن لم نعثر على شخص "يشبهنا" تمكن منها، او تمكنت منه.

وفي غمرة ملاخمة التصريحات، والمشاهد الاستعراضية الماثلة أمامنا، من نواحي تطعيم العلية، وتلاعب بألفاظ متصلة بتطعيم مفترض ومستقبلي للعامة، نحن بحاجة لتوضيحات، متماسكة الرواية توضح ما هو المطعوم الذي يأخذه كبار المسؤولين الأردنيين خاصة وان المطعوم الوحيد الذي تم إجازته من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء هو " فايزر" فقط بعد دراسة مأمونيته من خلال الوثائق المتعلقة بالمطعوم.

حيث أكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات في تصريحات صحفية صباح اليوم الثلاثاء تسلم المؤسسة قبل خمسة أيام ملفّا من شركة جونسون اند جونسون تطلب فيه تسجيل اللقاح الخاص بها، وتسلمها أيضا قبل يومين طلبا لترخيص المطعوم الصيني الإماراتي، مؤكدا ان دراسة أي ملفّ تستغرق (14) يوما.

ليبقى السؤال الذي نطالب به رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة بالكشف عن إجابته لعامة الشعب، ما هو المطعوم الذي يتم تطعيمه لشجعان التواصل الاجتماعي من المسؤولين الكبار في الحكومة الأردنية، ممن تلقحوا او تطعموا به ؟؟ مؤكدين ان دولته ووزير الصحة كانا قد تلقيا "اللقاح البحثي التجريبي" الاماراتي الصيني لكورونا قبل اشهر واظهر النتيجة قبل ايام تشكل اجسام مضادة للفيروس.

وكالة فرانس برس صحفي مغربي يمثل أمام قاض بتهمة التجسس


وكالة فرانس برس

صحفي مغربي يمثل أمام قاض بتهمة التجسس


 موقع وكالة فرانس برس / مرفق الرابط

الرباط ، المغرب (أ ف ب) - مثُل صحفي وناشط مغربي بارز أمام قاضي تحقيق في الدار البيضاء يوم الخميس لمواجهة اتهامات بالتجسس في قضية أثارت مخاوف بشأن حريات الصحافة في المملكة الشمال إفريقية.

عمر الراضي ، الصحفي الاستقصائي والناشط الحقوقي البالغ من العمر 34 عامًا ، يواجه تهماً بـ "تقويض أمن الدولة ، وتلقي تمويل أجنبي ، والتعاون مع المخابرات الأجنبية".

الراضي محتجز في الدار البيضاء منذ اعتقاله في يوليو الماضي بتهم التجسس والاغتصاب. وتقول جماعات حقوقية إن الاتهامات لها دوافع سياسية

واستغرقت جلسة الخميس حوالي 15 دقيقة ، بحسب والد راضي ، إدريس الراضي ، الذي يؤكد أن التهم الموجهة إلى نجله "فارغة".

وأضاف "لا يزال في حالة معنوية جيدة خاصة بعد أن أتيحت له الفرصة لرؤية والدته لأول مرة منذ خمسة أشهر" في قاعة المحكمة.

في مارس / آذار ، حُكم على راضي بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 500 درهم مغربي (52 دولارًا) لانتقاده قاضٍ على تويتر لتأييده أحكام سجن قاسية ضد متظاهرين مناهضين للحكومة.

تعتبر تهم التجسس أكثر خطورة ويمكن أن تحمل عقوبة أشد بكثير إذا أدين عندما تصل القضية إلى محاكمة كاملة. كما يواجه اتهامات منفصلة بالاغتصاب يقول مؤيدوه إنها لا أساس لها.

في يونيو / حزيران ، كان الراضي موضوع تقرير لمنظمة العفو الدولية قال إن السلطات المغربية تجسست بشكل غير قانوني على الصحفي عبر هاتفه باستخدام برامج مراقبة متطورة. عارضت الحكومة المغربية ذلك

إعادة تسويق العائلة بعد عاصفة محمد علي.. ما لم يخبرك به أحد عن الظهور الأول لانتصار السيسي


إعادة تسويق العائلة بعد عاصفة محمد علي.. ما لم يخبرك به أحد عن الظهور الأول لانتصار السيسي


موقع عربى بوست / مرفق الرابط

في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي، أطلَت علينا السيدة انتصار عامر، حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأول مرة، عبر قناة "DMC"، في ضيافة الإعلامية إسعاد يونس.

بينما ركزتِ المقاربات التالية للقاء مباشرةً على محاولة استشراف الدور الاجتماعي، والسياسي، الذي تصبو السيدة انتصار لأدائه، قياساً على تجارب زوجات الرؤساء السابقين لمصر؛ فإنني أحاول، هنا، مقاربة اللقاء من زاوية مختلفة، وهي: الغرض من تصويره، في هذا التوقيت، وحقيقة ما تضمنه اللقاء من رسائل.

ليس عفوياً

الافتراض الرئيس الذي أنطلق منه في محاولة الإجابة عن الأسئلة السابقة، هو أن هذا اللقاء، استناداً إلى العرف السائد في مثل هذه اللقاءات، وباستقراء سلوك السيسي نفسه، في معظم تحركاته، لم يكن مجرد لقاء عفوي باقتراح من السيدة الأولى نفسها أو من شخص مقرب، وإنما كان جزءاً من مجهود رسمي مترابط أكثر شمولاً لإعادة تقديم عائلة الرئيس للجمهور.

نلاحظ هنا أن مقدمة الحلقة نفسها، إسعاد يونس، نظراً لعدم إمكان التصريح المباشر بهذا الغرض، أن اللقاء جزء من جهود إعلامية لإعادة تقديم عائلة الرئيس، لم تستطع تبرير سبب الظهور المفاجئ للسيدة انتصار في بداية اللقاء؛ فحاولت الالتفاف على هذا المدخل، بالادعاء تارة أننا في فصل الخريف، وهو فصل يحب "الحكي"، والحديث تارة أخرى عن أن السيدة انتصار محملة برسائل إلى نساء مصر، مع تلميح بأن هذا اللقاء نافذة للتعرف على شخصية "السيسي"، بشكل غير مباشر، عبر حرمه، في شهر ميلاده: نوفمبر.

أمام هذا العجز عن تبرير الظهور، والافتراض الذي ننطلق منه؛ لنسأل سؤالاً: هل هناك أي سابقةٍ لتقديم أحد أفراد أسرة السيسي، عبر نافذةٍ إعلامية محلية، بشكل يوحي بأن الأجهزة الأمنية المُسيِرة لشؤون البلاد، تعمل على إعادة تقديم أسرة الرئيس، لتصحيح أخطاء شائعة عن حياتهم، أو رسم صورة ذهنية جديدة، في أوقات محددة؟

في الـ30 من يونيو/حزيران الماضي، أي قبل لقاء السيدة انتصار بأربعة أشهر فقط، نشر الصحفي تامر إبراهيم تحقيقاً خطيراً عن محمود السيسي، لا يمكن تصور إمكان الحصول على تفاصيله أو السماح بنشره، دون موافقة مباشرة من الأجهزة الأمنية، ومن نجل الرئيس نفسه، مع العلم بأن هذا الموقع كانت صلته بالمخابرات، كأحد "الأذرع الإعلامية" الجديدة معروفةً من قبل نشر التحقيق.

حاولتِ الأجهزة الأمنية من خلال المادة التي يبدو أن الكاتب اجتهد فعلاً في صياغتها، تبديد أشهر السرديات المعروفة عن نجل الرئيس: ترقيه إلى رتبة عميد، استفادته من منصب السيسي، عمله نائباً لمكتب عباس كامل، نفوذه في إدارة البلاد، سفره إلى روسيا، مسؤوليته عن التهريب في سيناء.

فبحسب المادة المُطعَمة بقدر جيد من الأدلة، لا يزال محمود السيسي على رتبة "مقدم" التي تقتضيها سنة تخرجه في الكلية الحربية 2003، ولم يصل بعد إلى رتبة عميد كما أشيع، ولم يقم بتولي منصب نائب مدير الجهاز؛ لأن من يشغل هذا المنصب فعلياً منذ يونيو/حزيران 2018، هو اللواء ناصر فهمي. ولم يستفد كثيراً من منصب والده في الجيش، لأنه بدأ حياته العسكرية في مكان صعب، هو الجيش الثاني الميداني، بعيداً عن نفوذ والده الذي كان يشغل منصب رئيس أركان المنطقة الشمالية. وقد رُفض في المحاولة الأولى للانضمام إلى جهاز المخابرات العامة، بينما كان والده يشغل منصب نائب مدير المخابرات الحربية.

ولكن بعد قَبوله في الدفعة التالية، استطاع نجل السيسي أن يحظى بثقة رؤسائه عبر نجاحه، مع زملائه، في كشف الجاسوس "الإسرائيلي" إيلان تشايم جرابيل إبان الثورة، حيث كان يعمل محمود ضابطاً في قسم مكافحة التجسس الأجنبي بالمخابرات العامة، ثم اختير لاحقاً، بعد الثورة للعمل في قسم مكافحة التنظيمات الإرهابية بسيناء، وقد عمل مع كل مديري الجهاز بدايةً من عمر سليمان وصولاً إلى عباس كامل على مدار أكثر من عشرة أعوام حتى الآن.

كان هذا مضمون التحقيق الخطير، ولكن ما يهمنا، هنا والآن، أن الأجهزة الأمنية تبذل مجهوداً بالفعل لإعادة تقديم عائلة الرئيس للجمهور، عبر نوافذ إعلامية محددة، في أوقات معينة؛ وذلك بعد "القصف" الذي تعرض له بيتُ العائلة، إبان أحداث سبتمبر/أيلول الأولى التي قادها المقاول المنشق محمد علي، وهو ما أكده نصاً كاتب التحقيق.

انتصار عامر

كيف تؤثر هذه المعلومة؟ إن جروح النظام من ضربات المقاول الأولى لم تندمل بعد وأنه تجري محاولاتٌ حثيثة لتطهيرها، على قراءتنا للقاء السيدة انتصار عامر؟

عندما نتذكر أحداث سبتمبر/أيلول 2019، سنجد أن أكثر شخصيتين في عائلة الرئيس تعرضتا للهجوم من جانب المقاول، هما محمود وانتصار السيسي، وربما كان للأخيرة نصيبُ الأسد من الهجوم والانكشاف. السردية التي روجها المقاول حينئذ، أن حرم الرئيس توحشت، بالتزامن مع التحولات المهنية الأخيرة في حياة زوجها، منذ صعوده لمنصب وزير الدفاع على الأقل، فصار لديها شرهٌ نحو القصور والفيلات والإكسسوارات، مع بعض الطموح للظهور السياسي البسيط، الذي قد يعيقه ضعف قدراتها التواصلية.


دون أي تكلف أو عناء، سنلاحظ، بوضوح، أن إحدى أهم "الرسائل"، إن لم تكن أهمها، التي تضمنها اللقاء، كانت محاولة نقض هذه السردية التي روجها المقاول، وكأننا أمام محاولة إصلاحٍ لما فات وتدارك لما تبقى من الصورة الذهنية لحرم الرئيس.

اختار معدو اللقاء إسعاد يونس تحديداً لإدارته لأنها كما يقال "بنت بلد" وتشبه، في أسلوبها ولغتها المزاج المصري، وتجنبوا لميس الحديدي ذات النكهة السياسية، التي حاورت زوجها الرئيس من قبل في أول ظهور إعلامي له مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية، ومنى الشاذلي، التي تبدو أزياؤها ولغتها وطريقتها أقرب لسيدات الطبقة الراقية.

من جانبها، حرصِت السيدة الأولى بشكل واضح على إبراز كل مظاهر "البساطة" في عرضها البانورامي السريع لقصة حياتها، فالنشأة كانت في شارع الجيش، والخطوبة كانت من قريبها، الذي لم يأت ليحب بل ليحمل المسؤولية، في أسرة ممتدة، والتعليم الجامعي كان في كلية الشعب (التجارة)، وحياتها بعد الزواج صارت مرتبطة، ومعلقة كلياً بالرئيس، فهي امرأة لا تعمل، ولكنها زوجة، وأم، وجدة.

كل شيء في حياة السيدة انتصار، كما أرادها معدو اللقاء، بسيط، ومعظم الإجابات مذيلة بعبارة "زي كل المصريين". الملابس التي ترتديها في اللقاء مصرية بالكامل، من صناعة العاملات في الحرف اليدوية، والوجبة المفضلة عندها هي الطواجن والحلويات الشرقية، والرياضة المفضلة هي أبسط الرياضات في الوجود: المشي، ووسيلة الترفيه المثالية الجلوس في "البلكونة" وتناول "اللب"، والتعليم والسفر كانا أمل الأسرة المتوسطة في مزيد من الاستقرار الاجتماعي. وعلى نفس هذا المنوال، في التدين والثقافة والأغاني، كل شيء في حياتها بسيط يشبه مزاج المصريين، بشكل مغاير لما صدره المقاول الذي تعامل معها عن قرب.

حتى تحولات الأسرة المكانية، كما صدرها معدو اللقاء، كانت قريبة ومفهومة، من القاهرة القديمة لمدينة نصر. والشخصية الوحيدة التي سئلت عنها من خارج العائلة، كانت أكثر الشخصيات المقبولة لدى كل المصريين، محمد صلاح. بهذا "الإسكربت" الذي كان من الممكن أن يعج بالأسئلة الجدلية إذا كان اللقاء مع وسيلة إعلام تمتلك الحد الأدنى من المهنية، أو بـ"رتمٍ" مختلف على الأقل إذا كان مع وسيلة إعلام رسمية في سياق آخر، يعتقد معدو اللقاء، أنهم دفنوا الصورة التي حاول المقاول تصديرها عن حرم الرئيس، للأبد، وذلك بعد إعادة تقديم نجل السيسي، بشكل يليق بضابط استخبارات قبل ذلك.

كيف قدمت السيسي؟

في خضم رسائل "البساطة" المباشرة التي اتفق على نثرها أطراف اللقاء لمدة تقارب الساعة، وبالرغم من خلو الحلقة من أي نقاشات سياسية بالمعنى المعروف، إلا أنه من الملاحَظ أن السيدة انتصار نجحت في تقديم زوجها – والدولة والمجتمع – بالشكل الذي يحاول السيسي أن يرسمه منذ قدومه إلى السلطة، بدقةٍ متناهية، كما لو كان السيسي نفسه هو من يتحدث.

فعندما أرادت أن تتحدث عن أصعب لحظةٍ مرت عليها خلال الفترة الأخيرة، أشارت إلى يوم الثلاثين من يونيو/حزيران قبل سبعة أعوام، نظراً لخوفها على أسرتها. هذه مشاعر غريزية، وقد تكون الإجابة حقيقية؛ ولكن المفارقة، أن هذه اللافتة، بالضبط، أشار إليها السيسي، خلال لقائه العاجل في أحداث سبتمبر/أيلول الأولى، حينما حاول استجداء المصريين وابتزازهم عاطفياً:"بقى ابن مصر، اللي حط روحه على كفه هو وعيلته في تلاتة سبعة، يتعمل فيه كده؟".

وفي إجابتها عن أقسى اللحظات التي تمر بها بين الحين والآخر، وتتسبب في بكائها، عاودتِ انتصار تعريف الوطنية، وفق معيارها الجديد في عهد السيسي. فما يبكيها هم شهداء الوطن، وشهداء الوطن هم ضباط الجيش والشرطة الذين يدينون بالولاء لزوجها، ويحاربون أعداءه، ويهادنون أصدقاءه. وما عدا ذلك، حتى لو كان منتمياً لنفس المؤسسة في وقت ما، لا يعد، أبداً، من شهداء الوطن. وهو نفس ما يقوله السيسي بالضبط. وقد استعارتِ انتصار أكثر من مرة للتعبير عن هذا المفهوم، أحدث صوره الفنية ذات البعد الاجتماعي، مسلسل الاختيار، الذي يحدد بدقة كيف يمكن أن تكون جندياً موالياً للوطن، وكيف يمكن أن تكون مارقا، وفق تعريفهم.

والملهم في تجربة محمد صلاح، كما أجابت انتصار، ليست الصورة النهائية للإنجاز، ولكن حجم الجهد المبذول، غير المرئي، خلف الصورة النهائية، وهي لافتة حقيقية وذكية، ولكن، بالمثل، تكمن وراءها رسالة شبه سياسية أيضاً، طالما رددها السيسي منذ أن خلع البدلة العسكرية، وهي أن هذا التقشف الذي يعيشه المصريون سيعقبه انفراجة في وقت ما، وأن التضحيات التي يضجر بها البعض سيجني ثمارها أبناؤهم مستقبلاً.

أما القيم، كما تراها انتصار، والسيسي طبعاً، ليست قيماً دينية بحتة، حتى لا ينازعهما فيها الإسلام السياسي، فالمجتمع الذي نشأت فيه انتصار، على حد قولها، كان يعرف الصواب والخطأ، دون الحاجة إلى توجيهات دينية مباشرة، وهو ما قاله السيسي نصاً في لقائه الأول مع إبراهيم عيسى، عن أن إزاحة الإسلام السياسي، تنظيمياً، ليست كافية، ولكن ما نحتاجه أيضاً، هو التخلص من هذا "الفكر"، لذلك كان السيسي، كما ذكر في لقاء آخر، يتحفظ على الجلوس في المسجد بعد أوقات الصلاة، وكان يحذر أبناءه الذكور من هذه التجمعات. وبحسب ما ذُكر في التحقيق المشار إليه عن نجل السيسي، فقد تلقى محمود تعليماً أزهرياً حتى مرحلة قبل التحاقه بالكلية الحربية، وكانت الأسرة تجلب شيخاً للمنزل لتحفيظ الأبناء القرآن. هذا هو مخيال التدين في ذهن السيسي، ومن بعده انتصار.

وكما يفعل السيسي دائماً، حاولت انتصار دفع كثير من الإجابات عن الأسئلة التي تخص الجوانب الإنسانية، أو شخصية السيسي، إلى ناحية موقفه مفرط الحساسية تجاه المرأة. وهو ما حرص السيسي على إيضاحه من قبل، فقد كان يعامل الإناث معاملةً استثنائية تكسب ودهن، عكس علاقته الجامدة بالذكور. وتندرج هذه "الثيمة" ضمن مساعي السيسي المستمرة لإظهار أدب جم في معاملاته مع الآخرين بشكل عام، وذلك حتى يبرر أنه لا يستعمل القوة إلا ضد من يستحقها حصراً، أهل الشر. وفيما يخص المرأة تحديداً، فإنها "ثيمة" مثالية، إلى جانب ثيمات أخرى، لتجميل صورته أمام المجتمع الغربي، وبناء خطٍ اتصال خطابي مخصص مع هذه الفئة الكبيرة عددياً، لأغراض سياسية، تتعلق بمواسم الانتخابات.

تبدو انتصار في هذا اللقاء منصهرة تماما في شخصية زوجها، بلا أي مهارات نقدية أو قدرة على الخروج عن النص. وفي مفارقات طريفة، تكشف لنا كيف أُعد هذا اللقاء، تعجلت إسعاد يونس الإشارة إلى موضوع ملابس انتصار، وقد كانت مسألة أزيائها الباهظة محل جدل قبل هذا اللقاء، فبادرت نصاً وقالت: "ملاحظة إن حضرتك لابسة أزياء مصرية بالكامل" – وكأن هذا شيء يمكن التأكد منه بالملاحظة العبارة دون تلقين قبل اللقاء. وحينما عرجت يونس على دور الدولة في دعم المرأة، أخذت انتصار ترتب وتستذكر الأرقام الرئيسية الخاصة بالفكرة: أعداد النساء في المجتمع، وأعداد الوزيرات في الحكومة ومجلس النواب، وكلها "كليشيهات" مستعارة من ردود السيسي على نفس الأسئلة.

أين الحقيقة؟

قد يكون ما ذكر في تحقيق "القاهرة 24″، بخصوص نفي أهم الوحدات المعرفية الشائعة عن محمود السيسي صحيحاً؛ لأن محمود ضابط في المخابرات، وضباط المخابرات – بطبيعة الحال – تغلف أعمالهم كثير من السرية.

وإلى الآن ليس لدينا صورةٌ واحدة رسمية موثقة لنجل الرئيس، كما أن هذه المسألة، التحري من المعلومات الأمنية، ما زالت بعيدة المنال عن الصحف العربيَة، لأسباب منها الطبيعة المغلقة لهذه المؤسسات، وغياب الكفاءات البشرية القادرة على التعامل مع هذا المجال. أشهر الأسماء الرسمية التي عملت في هذا المجال، مراسلين عسكريين، ياسر رزق وسامية زين العابدين، كان دورهما يقتصر على نقل بيانات "الشؤون المعنوية" إلى الصحف.

أما محاولات نقض ما نعرفه عن انتصار عامر، معرفياً، لم تتم بالشكل المنشود، أو بالشكل الأمثل. فمن جهة، كل ما ورد في اللقاء – كما أوضحت – كان معداً سلفاً بعناية. قالت انتصار إنها تطهو، عادة، طاجن "البامية"، لأن الاتفاق كان على هذا الصنف، وغير مسموح، مثلاً، الحديث عن طاجن "البطاطس بالجمبري"، لأنه في نظر المعدين، كان ليخل بالصورة الذهنية المراد إعادة رسمها لحرم الرئيس كسيدة من الطبقة الوسطى "زي كل المصريين". ومن جهة أخرى، وخلافا لما قيل عن نجل السيسي، فإن ما حكاه المقاول عن انتصار عامر كان موثقاً، بالموقع والأسعار القديمة والجديدة، لأن المقاول كان طرفاً فاعلاً في الأحداث وأدق التفاصيل. وهو ما ينطبق على "إكسسواراتها" التي أعاد المدونون رصد ثمنها بعد تصويرها في زيارات رسمية، بمبالغ باهظة.

يحيلنا ذلك مباشرة، إلى استمراء الكذب، من جانب قادة الدول بشكل عام، ومن جانب أسرة السيسي بشكل فج. فهذا اللقاء المسجل مع انتصار مؤخراً، يشبه من إحدى الزوايا، لقاء السيسي بساندرا نشأت، منذ أكثر من عامين. مذيعة مختلفة، وديكور مميز، وأسئلة مرتبة بدقة، لتخلو من أي عفوية ممكنة، تلافياً للأخطاء السابقة. في هذا اللقاء، الذي سبق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، أجاب السيسي عن سؤال نزوله الانتخابات بمفرده تقريباً، بأنه، بعد الأيمان المغلظة، كان يتمنى أن ينافسه عشرات المرشحين، لكن تجربتنا الوليد ما زالت فقيرة حزبياً. هذا الرد، لمن لا يتذكر، بعد أن قبض السيسي على قائد أركان الجيش ورئيسه السابق مهنياً، سامي عنان، وزميله أحمد قنصوة، ورحل أحمد شفيق. وللمفارقة، جاء لقاء انتصار، الذي ينضح بالبساطة، بعد ساعات من استضافة السيسي فنانة غربية، بمبلغ وقدره، بالعملة الصعبة، للاحتفال بعيد ميلاده.

اختار المقربون من دوائر صنع القرار هذا التوقيت لبث اللقاء، لأنه توقيت هادئ، يصلح لمثل هذه الأغراض، ترسيخ صورة ذهنية منشودة عن عائلة الرئيس، وطمس أخرى غير مرغوبة، يجني النظام خلاله ثمار عمله طيلة الأعوام السابقة، عبر استقرار نسبي في سيناء، وبالغرب المجاور، ومؤشرات ظاهرية على تحسن الاقتصاد، واقتراب الانتقال إلى قلعة الأمن التكنولوجيا والبيانات: العاصمة الإدارية الجديدة. ومحمد علي نفسه، مفجر هذه الأزمات، قد انطفى بريقه، وصار أقرب إلى التشرد خارجياً، إن لم يكن تسليمه للنظام. وقت مثالي لهذه المهمة، وبحسب الأرقام المتعلقة باللقاء فقد أدى غرضه إلى حد كبير.. ولكن السؤال: إلى متى ستستمر هذه الصورة المصنوعة إذا كانت السلوكيات لم تتغير، والمنطق الحاكم هو: طمس الأتربة بدلاً من كنسها؟ هل ستسلم الجرة المرة القادمة؟