الثلاثاء، 12 يناير 2021

المخابرات تضغط لفرملة شراكات اقتصادية مصرية-إسرائيلية في الإمارات


المخابرات تضغط لفرملة شراكات اقتصادية مصرية-إسرائيلية في الإمارات


قالت مصادر مصرية قانونية واقتصادية، لـ"العربي الجديد"، إنّ جهاز المخابرات العامة المصري يبحث تحركات بعض رجال الأعمال المصريين، خلال الفترة الأخيرة، لنقل رؤوس أموال كبيرة من السوق المصري إلى دولة الإمارات، وضخها في شراكات مع مستثمرين ومجموعات إسرائيلية، مستغلين حالة الانفتاح الإسرائيلي على السوق الإماراتي. وأضافت المصادر أنّ ما يزعج النظام المصري هو كون هذه الخطوة تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري تراجعاً ملحوظاً نتيجة تداعيات جائحة كورونا. وبحسب المصادر، فإنّ مسؤولي ملف الاقتصاد في جهاز المخابرات العامة عقدوا سلسلة اجتماعات أخيراً مع عدد من كبار رجال الأعمال المصريين، الذين يرتبطون بشراكات مع مستثمرين إسرائيليين، حذروهم خلالها من الاستمرار في توجههم الرامي إلى إخراج مبالغ كبيرة من السوق المصري، عبر عمليات خروج من مشروعات قائمة بالفعل، لنقلها إلى السوق الإماراتي، داعين إياهم إلى مواصلة الاستثمار في مصر وجذب رؤوس الأموال الإسرائيلية لمشروعات داخل البلاد، نظير تسهيلات كبيرة سيحصلون عليها. ووفق المصادر ذاتها، فإنّ الرسالة التي نقلها مسؤولو الملف الاقتصادي في المخابرات العامة المصرية، تم التأكيد خلال الاجتماعات على أنها تعد بمثابة رسالة شخصية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على أنّ الدولة معنية بتقديم التسهيلات كافة للمستثمرين، وحل جميع المشكلات التي تواجههم.

تحذيرات لرجال الأعمال المصريين من إخراج مبالغ كبيرة من السوق المصري

وكشفت المصادر أنّ الأجهزة المعنية في مصر رصدت أخيراً تأسيس وتسجيل عدد من رجال الأعمال المصريين شركات جديدة في دولة الإمارات، تمهيداً لتدشين استثمارات مع شركات ورجال أعمال إسرائيليين، في مجالات السياحة والطاقة والتصنيع الغذائي والاستثمار العقاري والاتصالات. وأوضحت المصادر أنّ الدراسات المصرية تؤكد أنّ هناك تهديداً كبيراً لقطاع السياحة المصري، جراء اتفاقات التطبيع التي جرت أخيراً بين دول عربية وإسرائيل، في وقت يزيد فيه التخوف من أن تتجه الكتلة الخليجية التي كانت تسافر إلى مصر، نحو إسرائيل خلال الفترة المقبلة.

وكانت رئيسة "مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي" (قيد التأسيس)، فلور حسان ناحوم، قد قالت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنّ "عدد الشركات الإسرائيلية المقرر أن تعمل في دولة الإمارات سيصل إلى 500 شركة قبل نهاية عام 2020"، مشيرةً إلى أنّ "ما يصل إلى 250 شركة يملكها إسرائيليون تعمل في الدولة حالياً (تاريخ التصريح في أكتوبر)". وأضافت ناحوم في تصريحات صحافية، إنّ "المستثمرين الإسرائيليين يتطلعون إلى بناء شراكات استراتيجية مع نظرائهم من دولة الإمارات في قطاعات اقتصادية عدة، في مقدمتها التكنولوجيا المتقدمة والابتكار والزراعة الحيوية والصناعات الحديثة والسياحة والقطاع العقاري"، داعيةً إلى "سرعة تدشين خط الطيران المباشر بين أبوظبي ودبي من جهة، وتل أبيب من جهة أخرى، إلى جانب فتح المجال أمام تبادل السياحة بين الإمارات وإسرائيل". وأوضحت ناحوم أنّ "مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي" يضم 1000 عضو من رجال الأعمال من البلدين.

رصد تأسيس عدد من رجال الأعمال المصريين شركات جديدة في الإمارات

من جانبه، توقّع وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، في سبتمبر/أيلول الماضي، أن يبلغ حجم التجارة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، 5 مليارات دولار، خلال سنوات قليلة، وذلك بما لا يشمل الاستثمارات والسياحة. واعتبر في تصريحات صحافية أنّ "الدول التي تسعى إلى الأمن والاستقرار ورفاهية شعوبها وتحقيق الإمكانيات الاقتصادية، تمرّ لأجل ذلك عبر علاقات مع دولة إسرائيل".

يذكر أنّ الإمارات احتلت المركز الأول في استقبال الصادرات المصرية في الربع الأول من العام الماضي، إذ بلغت قيمة تلك الصادرات في تلك الفترة، 747 مليون دولار، فيما جاءت السعودية في المركز الرابع بقيمة 380 مليون دولار، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة المصرية. كما تحتل الإمارات والسعودية مركزاً متقدماً في تدفق الاستثمارات إلى مصر. 

خيل الحكومة.. حنفي جبالي رئيساً لمجلس النواب المصري... وعبد العال يغادر منصبه رغم طاعته للسيسي


خيل الحكومة

حنفي جبالي رئيساً لمجلس النواب المصري... وعبد العال يغادر منصبه رغم طاعته للسيسي


"آخر خدمة الغز علقة"، هكذا يقول المثل الشعبي الدارج في مصر، والذي يعود أصله إلى القرى المصرية قديماً، حين كان يدخلها الغزاة لينهبوا خيراتها ويجبروا أهلها على العمل لديهم من دون أجر، ما ينطبق على رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، الذي لم يشفع له تماهيه التام وطاعته بلا مناقشة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدى 5 سنوات، هي مدة الفصل التشريعي المنقضي، ومشاركته في تمرير حزمة كارثية من التشريعات "سيئة السمعة".

وأفادت مصادر برلمانية مطلعة بأن حزب "مستقبل وطن"، الحائز على الأغلبية في مجلس النواب الجديد، قرر ترشيح رئيس المحكمة الدستورية السابق، المستشار حنفي جبالي، لمنصب رئيس المجلس بدلاً من عبد العال، بهدف تسليم السلطة التشريعية، بغرفتيها، لقضاة المحكمة الدستورية، حيث يشغل رئيس المحكمة السابق، ورئيس الحزب عبد الوهاب عبد الرازق، منصب رئيس مجلس الشيوخ.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن قرار الحزب جاء بعد اجتماع مطول استغرق نحو 5 ساعات، برئاسة رئيس مجلس الشيوخ، بحضور كل من الأمين العام للحزب أشرف رشاد، ونواب رئيس الحزب عبد الهادي القصبي، ومحمد منظور، وعلاء عابد، وأعضاء هيئته العليا عماد سعد حمودة، وأشرف عثمان، وكريم درويش، وأحمد السجيني، قبيل ساعات قليلة من انعقاد أولى جلسات البرلمان في الحادية عشرة من ظهر اليوم الثلاثاء، لانتخاب رئيس جديد للمجلس، ووكيلين له.

وأضافت المصادر أن قيادات الحزب توافقت على ترشيح الأمين العام السابق للمجلس، المستشار أحمد سعد الدين، لمنصب الوكيل الأول للمجلس، والقيادي السابق في الحزب الوطني "المنحل"، رجل الأعمال البارز محمد أبو العينين، لمنصب الوكيل الثاني، ما يقطع الطريق على النائبين سليمان وهدان ومصطفى بكري، اللذين أعلنا ترشحهما رسمياً لمنصب الوكيل، لا سيما أن الأخير يعمل كمقدم للبرامج في قناة "صدى البلد" الفضائية المملوكة لأبو العينين.

وتشهد الجلسة الإجرائية لمجلس النواب، والتي تترأسها الكاتبة الثمانينية فريدة الشوباشي، بصفتها أكبر الأعضاء سناً، تلاوة قرار رئيس الجمهورية بدعوة المجلس للانعقاد، فضلاً عن قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن إعلان النتائج النهائية لكل مرحلة، وأداء الأعضاء لليمين الدستورية، ومن ثم إجراء انتخابات رئيس المجلس، والوكيلين، بحيث يتولى الرئيس المنتخب إدارة أعمال الجلسة، ومباشرة دوره.

في حين تشهد جلسة غد الأربعاء إعلان قوائم تشكيل اللجان النوعية، البالغ عددها 25 لجنة، وفتح الباب لتقديم الاقتراحات والاعتراضات كتابة، ويعقب ذلك إعلان قوائم تشكيل اللجان النوعية في صورتها النهائية في جلسة بعد غد الخميس، بعد دراسة الاقتراحات والاعتراضات المقدمة، وإجراء انتخابات هيئات مكاتب اللجان النوعية، وإعلان نتائجها في الجلسة المسائية لليوم نفسه.

كلنا مصريون

إلى ذلك، نشر عدد من قياديي حزب "مستقبل وطن" تدوينة "موحدة" على صفحاتهم الرسمية بموقع "فيسبوك"، رداً على ما نشره "العربي الجديد" بخصوص وجود حالة من الغضب بين أعضاء البرلمان عن محافظات الصعيد، بسبب إصرار "مستقبل وطن" على استبعاد عبد العال وبكري من الترشح، والفائزين بمقعديهما على قائمة الصعيد، بالمخالفة للأعراف البرلمانية المستقرة حيال منح أحد مقعدي الوكالة لكتلة الصعيد، مع منح المقعد الآخر لنواب القاهرة والوجه البحري.

وكتب النائب عماد سعد حمودة، قائلاً: "رداً على محاولات موتورة لزرع تقسيمات فئوية ليس لها وجود... ليس هناك صعيد وبحري تحت قبة البرلمان، فكلنا مصريون... نرحب بكل ممارسات الديمقراطية تحت القبة، وسنعمل جاهدين مع من يختاره نواب مصر". 

وقال النائب يوسف الشاذلي: "رداً على محاولات موتورة لزرع تقسيمات فئوية ليس لها وجود... ليس هناك صعيد وبحري تحت القبة، فكلنا مصريون".

وتكررت الرسالة ذاتها على لسان نواب آخرين، بما يؤكد إرسالها من جهاز الأمن الوطني، الذي "يدير الحزب من وراء ستار"، للنواب بغرض نشرها على نطاق واسع، ومنهم النائبة مايسة عطوة التي قالت: "من غير اللائق افتعال تقسيمات جغرافية لنواب الشعب تحت قبة البرلمان... فكلنا مصريون، وعلينا جميعاً احترام حرية الاختيار تحت القبة".

كما قال النائب حسام العمدة: "رداً على المحاولات المتواترة لزرع تقسيمات فئوية ليس لها وجود داخل مصر... ليس هناك صعيد وبحري تحت قبة البرلمان، فكلنا مصريون... ونرحب بكل الممارسات الديمقراطية تحت القبة، وسنعمل جاهدين مع من يختاره نواب مصر". وقالت بدورها النائبة نيفين حمدي: "رداً على محاولات موتورة لزرع تقسيمات فئوية ليس لها وجود... ليس هناك صعيد وبحري تحت القبة، فكلنا مصريون!".

سقطات متكررة

وكانت مصادر برلمانية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن هناك اتجاهاً قوياً للإطاحة بعبد العال من منصبه، بناءً على توصية من دائرة السيسي المقربة، التي يقودها رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، على خلفية سقطاته الإعلامية المتكررة، وفشله في إدارة الخلافات تحت القبة، لا سيما خلال جلسات تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

وتلقت مؤسسة الرئاسة المصرية تقارير من جهات سيادية توصي بعدم استمرار عبد العال في منصبه، نتيجة الرفض الشعبي الواسع لأداء البرلمان المنتهية ولايته بصفة عامة، ولرئيسه على وجه الخصوص، مبينة أن حالة الرفض امتدت كذلك إلى أعضاء الأغلبية في المجلس، الذين دخلوا في العديد من المشادات الكلامية معه خلال مناقشات المجلس في الفترة الأخيرة، وفقاً للمصادر نفسها.

الرئيس الجديد

والرئيس المرتقب لمجلس النواب الجديد هو المستشار حنفي علي جبالي، الذي تولى رئاسة المحكمة الدستورية العليا في أغسطس/ آب 2018، خلفاً للمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، وهو من مواليد 14 يوليو/ تموز 1949، وتخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1975، ليكمل تعليمه في جامعة عين شمس، ويحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه.

وبدأ جبالي حياته العملية وكيلاً للنائب العام، ثم عُين بمجلس الدولة، المكان الذي تدرج فيه حتى وصل إلى درجة مستشار مساعد، ليُعين بعدها في المحكمة الدستورية العليا كمستشار بهيئة المفوضين، ثم عضواً بهيئة المحكمة ابتداءً من عام 2001. وشغل منصب النائب الأول لرئيس المحكمة، قبل اختياره رئيساً للمحكمة، إلى جانب انتخابه أميناً عاماً لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية في عام 2013.

وفي 3 مارس/ آذار 2018، أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكماً نهائياً برئاسة جبالي، بعدم الاعتداد بجميع الأحكام الصادرة عن مجلس الدولة ببطلان اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي "تيران وصنافير" لصالح المملكة العربية السعودية، وهو ما يدلل بوضوح على مدى موالاته لنظام الحكم القائم، والذي جاء به إلى منصبه في إطار سياسة "سداد الفواتير" التي ينتهجها نظام السيسي.

ومنح السيسي جبالي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عقب تقاعده في 11 يوليو/ تموز 2019، معرباً عن خالص تقديره لرئيس المحكمة الدستورية السابق إزاء "جهوده الكبيرة، وتفانيه في إنفاذ القانون، وحماية العدالة، والحفاظ على حقوق المجتمع والمواطنين"، حسب بيان صادر عن مؤسسة الرئاسة آنذاك.

فساد أبو العينين

أما رجل الأعمال محمد أبو العينين الذي اختير في منصب وكيل مجلس النواب، فهو رئيس مجلس إدارة مجموعة "سيراميكا كليوباترا"، التي أنشأت أول مصنع للسيراميك في الشرق الأوسط، وكذلك شركة "كليوباترا ميديا للقنوات الفضائية"، المالكة لقناة "صدى البلد"، وموقع "صدى البلد" الإخباري.

وشغل أبو العينين رئاسة لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب السابق، وعضوية لجنة السياسات في الحزب "الوطني" المنحل، والتي كان يترأسها نجل الرئيس المخلوع الراحل جمال مبارك. واعتمد في بناء إمبراطوريته الاقتصادية على منظومة الفساد السائدة في جميع قطاعات الدولة، لا سيما القطاع المصرفي، خلال فترة حكم حسني مبارك، التي امتدت إلى نحو 30 عاماً، وفقاً لمراقبين.

واستطاع أبو العينين الحصول على أراض مملوكة للدولة بأسعار زهيدة، وأعاد بيعها محققاً مكاسب كبيرة، إذ حصل على أكثر من 12.4 مليون متر مربع في شمال غربي خليج السويس، منها 4.5 ملايين متر كاملة المرافق والخدمات، بسعر يقل عن دولار واحد للمتر، دفع 20% فقط من قيمتها، وحين تأخر عن السداد، باع جزءاً من الأرض بأربعة أضعاف السعر في عام 2006.

كما حصل على 5 آلاف فدان في منطقة سهل الطينة عام 2002، بسعر 300 جنيه فقط للفدان الواحد، وبتسهيلات في السداد على 5 سنوات، بخلاف 1500 فدان حصل عليها في منطقة "مرسى علم" الواقعة على البحر الأحمر، وما يُعادل 20 كيلومتراً على طريق (القاهرة - السويس) الصحراوي، حصل عليها بالأمر المباشر من وزير الإسكان السابق، محمد إبراهيم سليمان.

ما رسائل نظام السيسي من الكشف عن رفاهية رجال مبارك بالسجون؟


ما رسائل نظام السيسي من الكشف عن رفاهية رجال مبارك بالسجون؟
حديث إذاعي للموسيقار المصري هاني مهنا مع الإعلامي يوسف الحسيني، أثار الجدل حول أوضاع كبار رجال الأعمال والسياسيين والوزراء في السجون المصرية بداية حكم السيسي عام 2014، خاصة وأنه في المقابل يحرم نحو 100 ألف معتقل سياسي من أبسط حقوقهم القانونية، وفق نشطاء وحقوقيين.
ذلك الحديث جاء الثلاثاء الماضي، عبر راديو "نجوم إف إم"، وعرض فيه مهنا حقائق صادمة عن حياة رموز نظام حسني مبارك وأبنائه الذين سجنوا بسجن "المزرعة" بمجمع سجون طرة جنوب القاهرة، إبان ثورة يناير 2011، وكيف تم تحويل السجن لمكان ترفيهي ورياضي، بمعاونة السلطات الأمنية المصرية.
وسُجن مهنا، لمدة 6 أشهر عام 2014، إثر حكم بحبسه 5 سنوات 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، في أزمة مع بنك الإسكندرية، لكنه غادر السجن بعد إجراء تسوية مع البنك في 23 نيسان/ أبريل 2015.
مهنا، تحدث عن ظروف سجنه التي جمعته لأول مرة بنجلي مبارك علاء وجمال، و14 من رموز عهده وزير داخليته حبيب العادلي، ورجلا الأعمال أحمد عز، وهشام طلعت مصطفى، الذين تم سجن أغلبهم إبان ثورة يناير على ذمة قضايا تربح وفساد مالي ووقائع جنائية كقتل المتظاهرين؛ وذلك في مبنى يتسع لأكثر من 3 آلاف سجين.
وأشار مهنا لحجم ما كان ينعم به رموز عهد مبارك ونجلاه من ترف بسجن المزرعة، مبينا أن علاء أهداه تليفزيونا، وجمال أحضر له ثلاجة وضعها بمحبسه، لافتا لوجود جميع الأجهزة والكماليات لدى نجلي مبارك ومن معهما.
وقال إن هشام طلعت -سجن بقضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم 2008- بنى مسجدا كبيرا بالسجن، وأن أحمد عز جهز "جيم" و"سبا" بأحدث الأجهزة، بجانب ترابيزة "بينج" و"بلياردو"، فيما ألمح إلى أنهم اعتادوا لعب كرة القدم عبر فريقين أحدهما يقوده علاء والثاني يقوده جمال، وأن العادلي كان الحكم.
 تلك الصورة التي رسمها الموسيقار مهنا لحياة رجال مبارك بالسجون؛ تقابلها صورة أخرى مؤلمة لأوضاع المعتقلين طالما انتقدتها منظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية وبينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" وأهمها "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة، في 13 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
"احتمالات أربعة"
وحول الرسالة المطلوب ترويجها من حديث مهنا عن مباهج السجن لرجالات مبارك، قال الناشط والأكاديمي الدكتور هاني سليمان لـ"عربي21": "حديث مهنا والحسيني يحمل أكثر من معنى، خصوصا مع الذكرى العاشرة لثورة يناير 2011؛ أولها: رسالة لشعب ثار على مبارك، مفادها أن الثورة فشلت، ورجال مبارك ورموز عهده لم تتم معاقبتهم".
وأضاف: "والدليل على هذا أنهم حتى في الوقت الذي كان يجب فيه أن يكونوا بأحلك أيام حياتهم، كانوا منعمين مرفهين يعيشون برغد يحسدهم عليه شعب ثار عليهم، مقارنة بثوار يعانون الأمرين بالمعتقلات من تعذيب وترويع وإهمال طبي، بل والقتل بالمعتقلات".
وأوضح أنه وبالتالي فالرسالة هي أن "أي ثورة جديدة مصيرها الفشل التام كما حدث مع 25 يناير، ومصير الثوار الجدد نفس مصير الثوار القدامى".
ويعتقد سليمان أن "هذا الأمر قد يكون له مصدران، الأول: هو النظام الحاكم خوفا من قيام انتفاضة أو ثورة بـ25 يناير 2021، أو بعدها، والمصدر الآخر: قد يكون رجال الدولة العميقة من أنصار مبارك، وعلى رأسهم جمال وعلاء شخصيا؛ ربما محاولة تمهيدية منهما ومن رجالهما لعودتهما للحياة السياسية".
ويرى أنه "رغم أنهما دستوريا لا يجوز لهما العمل بالسياسة بعد إدانتهما بقضية (القصور الرئاسية) المخلة بالشرف؛ لكن الدستور المصري يمكن اختراقه والتحايل عليه وحتى تغييره بأي وقت حسب الحاجة، كما حدث مثلا مع جنازة مبارك العسكرية، بمخالفتها للدستور".
تفسير آخر عكس التفسير الأول تماما، يعتقد به الناشط المصري، لافتا إلى أن "ظهور هذا الحديث الآن قد يكون رسالة تحذيرية من النظام لجمال وعلاء اللذين زاد نشاطهما مؤخرا بالظهور والتواجد بالمجتمع المصري، وانتشارهما بوسائل التواصل الاجتماعي، وإبداء الآراء بمستجدات السياسة الداخلية والخارجية".
ويرى أن هذا "يوحي للنظام بأنهما يحاولان العودة لتصدر المشهد مجددا سياسيا واقتصاديا، وربما يكون معهما أيضا رجال أبيهما مثل عز، وهشام طلعت وغيرهما؛ وأراد النظام تذكيرهما ورجالهما أن المعتقل موجود دائما، ويسهل إحياء التهم القديمة، وإقامة قضية جديدة يعاقبان فيها عقابا رادعا، يمنعهما تماما من التواجد والكلام".
سليمان قال إن التفسير الثالث لديه هو أن "يكون الحديث الإذاعي وسيلة من وسائل الصراع الداخلي بين القابضين على الحكم والسلطة والقرار من رجال ومؤسسات، وربما قد تكون هناك جهة ما أرادت تهديد وإحراج جهة أخرى، ووجدتها فرصة مع ذكرى 25 يناير".
أما التفسير الرابع والأخير وفق الناشط المصري، فهو أن يكون الموضوع مصادفة تزامنت مع ذكرى الثورة، مضيفا: "لكنني لا أؤمن كثيرا بمصادفات هذه الأيام التي تمر فيها مصر بمنعطف مهم وربما يكون خطيرا، داخليا وخارجيا مع التغيرات العالمية والتي ربما يكون لها تأثير كبير على أوضاع مصر".
"مخالفة للدستور"
"الدستور المصري نص بمادته الرابعة، على أن "السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها، وهو مصدر السلطات، ويصون وحدته الوطنية التي تقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، وذلك على الوجه المبين في الدستور"، كانت تلك بداية تعليق الحقوقي المصري أحمد العطار على القصة.
العطار أكد بحديثه لـ"عربي21" أن "مبادئ المساواة والعدل بين المواطنين المصريين من أصول الدستور المصري، ولذا فإنه من الأولى تطبيق العدل والمساواة بين السجناء مسلوبي الحرية".
وجزم بأن "جميع السجناء متساوون بالحقوق والواجبات، وعلى السلطات الأمنية المتمثلة بمصلحة السجون ووزارة الداخلية تطبيق مواد الدستور والقانون، وعلى النائب العام مسؤولية دستورية وقانونية، والقيام بدور الرقيب والمحاسب على تطبيق مواد الدستور والقانون، وإحالة المخالفين للتحقيق".
الباحث الحقوقي يرى أن "ما ذكره المسجون سابقا هاني مهنا، من أحداث ومعلومات؛ صدمت المصريين والحقوقيين والمعتقلين، وأظهرت رفاهية المسجونين علاء، وجمال، والعادلي، وعز، وغيرهم من أركان نظام قامت ضده ثورة دفع ثمنها المصريون".
وقال: "تلك الرفاهية والتجاوزات والإخلال بمبدأ المساواة بين السجناء تستوجب تحرك النائب العام ومحاسبة القائمين على سجن طرة هذه الفترة ومحاسبتهم".
وأكد أنه "بتلك الفترة وقعت انتهاكات جسيمة بسجن طرة وتعذيب لآلاف المعتقلين السياسيين أسفرت عن وفاة بعضهم بسبب عدم إدخال العلاج ومنع الرعاية الصحية، وتعنت السلطات الأمنية بسجن طرة ومسؤولها الأول عن الانتهاكات رئيس قطاع السجون اللواء حسن السوهاجي".
نشطاء قارنوا بين حياة المعتقلين بالسجون ومراكز الاحتجاز في مساحة نصف متر بطول متر ونصف لكل معتقل، وبين ما قاله مهنا، بإقامة 14 منهم بمبنى يكفي 3 آلاف نزيل.

عربى 21

الاثنين، 11 يناير 2021

رئيس هيئة الأركان الروسية يبحث مع نظيره الأمريكي الوضع تحت مسمى بحث قضايا الأمن في العالم


شمشون امريكا

بسبب المخاوف من استخدام ترامب الأسلحة النووية فى ظل إجراءات عزلة بتهمة فقد الاهلية

رئيس هيئة الأركان الروسية يبحث مع نظيره الأمريكي الوضع تحت مسمى بحث قضايا الأمن في العالم


أجرى رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، اتصالا هاتفيا مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، ناقشا خلاله ما سماة بيان وزارة الدفاع الروسية قضايا الأمن في العالم.


وكانت نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب الأمريكي قد اجتمعت قبل يومين مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، وأعلنت رسميا عقب الاجتماع انها بحثت مع رئيس الأركان الأمريكية منع استخدام ترامب الحقيبة النووية بغرض الانتقام خلال الأيام الباقية له فى السلطة.

كما تقدم الحزب الديمقراطي الأمريكي بمشروع قانون لعزل ترامب بتهمة فقدة الاهلية وارتكابه جرائم ضد الولايات المتحدة وخشية ارتكابة حماقات مدمرة فى الايام الاخيرة من سلطتة بعد ان سبق قيامه بتحريض أنصاره من اليمين المتطرف على اقتحام الكونجرس والعبث فيه فسادا انتقاما على هزيمته فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

مقتل مواطن نتيجة انفجار عبوة ناسفة فى شمال سيناء


مصر: وثقت نحن نسجل مقتل المواطن "ناجي علي نصر" 42 عاماً اليوم الاثنين 11 يناير 2021 نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء قيامه بمساعدة دورية راجلة للجيش في تطهير منطقة تفاحة بمركز بئر العبد محافظة شمال سيناء.

هروب 3 سفاحين مسجلين خطر محكوم عليهم بالإعدام والمؤبد من سجن محافظة الغربية


ابحث مع الشرطة

هروب 3 سفاحين مسجلين خطر محكوم عليهم بالإعدام والمؤبد من سجن محافظة الغربية


 تمكن 3 سفاحين مسجلين خطر محكوم عليهم بالإعدام والمؤبد من الغرار بسجن محافظة الغربية. وتبين أن المتهمين الثلاثة من "المسجلين خطر" في قضايا قتل وإتجار في المواد المخدرة والسلاح، وتمكنوا من تنقيب جدران السجن طوال 3 أشهر ماضية، بعدما عطلوا كاميرا المراقبة وفروا هاربين عبر أسوار وأسطح المنازل المجاورة للسجن.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أن توقيت الهروب كان في الساعة الثانية صباحا حتى الرابعة فجر اليوم الاثنين، في فترة التراخي الأمني لأفراد وقوات الشرطة، مشيرة إلى أن السجن يبعد نحو 200 متر من مقر مبنى مساعد وزير الداخلية لقطاع وسط الدلتا.

وتكثف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية جهودها لملاحقة الجناة الهاربين

علامَ سيتركّز اهتمام الخبراء الباحثين في مؤسسة كارنيغي حول قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2021؟


مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط..

علامَ سيتركّز اهتمام الخبراء الباحثين في مؤسسة كارنيغي حول قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2021؟

الخبراء الباحثين فى مؤسسة كارنيغي يجيبون


موقع مؤسسة كارنيغي / نشر التقرير بتاريخ اليوم الاثنين 11 يناير 2021 / مرفق الرابط


ميشيل دنّ | باحثة أولى ومديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.


سيتمحور جُلّ اهتمامي في العام 2021 حول الطريقة الفضلى لتحدّ الولايات المتحدة من انخراطها العسكري في الشرق الأوسط من دون التضحية بمصالح الأمن القومي الأساسية. سيعتزم الرئيس المنتخب جو بايدن، على غرار سلفيه الرئيسين دونالد ترامب وباراك أوباما، تخفيض التكاليف المالية والبشرية التي تتكبّدها الولايات المتحدة على انخراطها في منطقة تتراجع أهميتها الاستراتيجية باطّراد، والتركيز على ترقية مصالح أخرى على المستويين الوطني والدولي.

يرى البعض أن على الولايات المتحدة بيع أو منح كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة إلى حلفائها في الشرق الأوسط، مثلًا من خلال الصفقة المقترحة لبيع الإمارات العربية المتحدة طائرات مقاتلة من طراز إف 35، انطلاقًا من فرضية أن المنطقة ستصبح أكثر استقرارًا وستتمكن واشنطن من الانسحاب منها حين يصبح حلفاؤها قادرين على حماية أنفسهم. لكن، هل هذا واقع الحال فعلًا؟ ماذا فعلت الدول الحليفة بالأسلحة التي تلقّتها أو اشترتها من الولايات المتحدة (التي هي أكبر مورِّد للأسلحة في الشرق الأوسط)؟ وكيف أثّرت هذه الأسلحة في مسار النزاعات الإقليمية والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الدول؟ تَرِثُ إدارة بايدن إذًا سلسلةً من العلاقات الأمنية الطابع في الشرق الأوسط، لكن أمامها فرصة للتفكير في جدوى تعزيز هذا النهج أم لا.


أتش.آي. هيلير | باحث غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي


سيتمحور جُلّ الاهتمام على أربعة محاور في العام 2021.

أولًا، بعد مرور عقد على اندلاع انتفاضات العام 2011 الثورية في العالم العربي عَقِب الانتفاضة الأولى التي شهدتها تونس في أواخر العام 2010، سأتابع آفاق حدوث اضطرابات، وليس بالضرورة انتفاضات، في المنطقة. فالسكان يعانون الكثير من التظلّمات المشروعة، لذا لا بدّ من التفكير في احتمال وقوع ردود فعل معروفة الدوافع.

يتعلّق المحور الثاني بحقبة ما بعد توقيع اتفاقيات السلام الأخيرة (المعروفة بـ"اتفاقيات إبراهيم"). فحين يغادر دونالد ترامب البيت الأبيض سيتم تعليق أي اتفاقيات تطبيع جديدة بين الدول العربية وإسرائيل، لكن القضية الفلسطينية ستبقى على جدول الأعمال. كيف ستتعامل إدارة بايدن مع هذه المسألة؟ وما الأحداث التي قد تطرأ وتفضي إلى تعزيز هذا الالتزام أو إحباطه؟

أما الجانب الثالث فمرتبطٌ بأحداث قد تطرأ على حين غرّة وتظهر مدى جديّة المنطقة في التعامل مع أفول حقبة التساهل وتجاهل القانون الدولي التي أرستها إدارة ترامب. يبقى أن ننتظر لنرى إذا ستتّخذ إدارة بايدن خطوات لإحداث انطلاقة جديدة في هذا الصدد، وستتعدّد على الأرجح المواقف التي تضعها قيد الاختبار.

رابعًا وأخيرًا، سأتوقّف عند محورَي قوة أساسيين هما التحالف السعودي-الإماراتي-المصري والشراكة التركية-القَطَرية. وقعت بعض الأحداث في الأعوام القليلة الماضية التي جمعت بعض عناصر التحالفين. يُشار إلى أن أنباء المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي قد تُحدث ترتيبات جديدة في هذا الصدد، حتى إن استمرّت التوترات. لذا، سأراقب عن كثب مسار تطوّر الوضع الجيوسياسي الإقليمي.

على ضوء تفشّي وباء فيروس كوفيد 19 في أنحاء العالم كافة العام الماضي، أشاحت الدول نظرها عن المشاكل السياسية والاقتصادية المتجذّرة فيها. بدا ذلك جليًّا في الشرق الأوسط حيث خمدت مؤقتًا جذوة الاحتجاجات التي اندلعت في العامين 2018 و2019 فيما انصبّ اهتمام الدول على مكافحة الوباء.

خلال العام 2021، وما يحمله من أمل بأن تحل اللقاحات الأزمة الصحية الراهنة، سأترقّب آفاق عودة زخم التظاهرات في كلٍّ من لبنان والأردن والعراق. ثمة مؤشرات عدة تُنبئ بأن المواطنين سينزلون إلى الشوارع مجدّدًا، لأن جُلّ ما فعله وباء كوفيد 19 هو مفاقمة التظلّمات الكثيرة التي أشعلت أصلًا جذوة الاحتجاجات، ولا سيما التفاوت الاقتصادي.

من المسائل الأخرى التي يجب متابعتها هي التركيبة الديمغرافية للتظاهرات. فقبل تفشّي الوباء، لمّت الهموم الاقتصادية شمل متظاهرين متنوّعي الانتماءات، إذ أدرك مواطنو الطبقة الفقيرة – سواء أكانوا سنّة أو شيعة، مسيحيين أو مسلمين، قبليين أو غير قبليين – أن ما يوحّدهم مع بعضهم البعض يفوق بأشواط ما يجمعهم بنخب طائفتهم. فهل ستتجلّى هذه الظاهرة مجدّدًا بعد انحسار وباء كوفيد 19؟

في الختام، كيف ستدير الدول المانحة المعونات المخصّصة لمساعدة دول الشرق الأوسط على معالجة التداعيات الاقتصادية للوباء؟ وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة الباروميتر العربي في المنطقة في العام 2018، تراوحت نسبة المواطنين الذين عبّروا عن بؤر فساد في دولتهم بين 71 في المئة و93 في المئة في كل دولة. لذا، أي مساعدة تبدو أنها تصبّ بشكل غير متكافئ في مصلحة النخب ستفاقم على الأرجح التشنجات الاجتماعية.


آرون ديفيد ميلر | باحث أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تتركّز أبحاثه على السياسة الخارجية الأميركية


لن أصبّ اهتمامي في العام 2021 على قضية أساسية واحدة في الشرق الأوسط، بل سأركّز على منحى يتمثّل في مدى الاهتمام الذي ستكون إدارة بايدن مستعدّة أو قادرة على تخصيصه للشرق الأوسط.

سيرغب الرئيس جو بايدن في العمل مع إيران، خصوصًا حول الاتفاق النووي، لأنه القضية الأساسية التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير وإطلاق شرارة الحرب، وحتى صرف انتباهه عن أولوياته الرئيسة المتمثّلة في إعادة إنعاش الاقتصاد الأميركي.

لكن هنا لا بدّ من التساؤل: ماذا عن القضايا الأخرى؟ هل سيعير بايدن أي اهتمام جاد، أو سيعمل حتى مع جهات أخرى، للمساعدة على وضع حدّ للحروب الأهلية المندلعة في ليبيا واليمن وسورية؟ وهل سيبذل المزيد من الجهود لإرساء الاستقرار في العراق؟ وهل ستشجّع إدارة بايدن بصورة نشطة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية أم أنها ستركّز إلى حدٍّ كبير على محاولة إحراز تقدّم، ولو كان متواضعًا، في عملية السلام المعطّلة بين إسرائيل والفلسطينيين، أم ستفعل الأمرين معًا؟ وهل ستتعثّر مساعي بايدن للوفاء بتعهداته المُعلنة خلال حملته الانتخابية، والمتعلقة بالتركيز على الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان خلال تعامله مع شركاء مشاكسين مثل السعودية ومصر، أم سينجح في تعزيز المساءلة – أو حتى فرض شروط – في إطار هذه العلاقات؟ وهل سيكمل بايدن خطوات سلفه في الانسحاب من أفغانستان أم سيحافظ على المنحى السائد حاليًا لمعرفة إن كان اتفاق شباط/فبراير 2020 مع حركة طالبان قابلًا للتنفيذ، فيما يعمل مع جهات أخرى لإرساء الاستقرار في البلاد؟

باختصار، لا تستطيع واشنطن سحب يدها من الشرق الأوسط الأوسع، إذ لديها مصالح حيوية فيه، وحلفاء وشركاء لا بدّ من دعمهم، وخصوم لا بدّ من مواجهتهم. إضافةً إلى ذلك، قد تحدث في أي وقت أزمة غير متوقعة تدفعها إلى التدخل في الشرق الأوسط. لكن نظرًا إلى تبدّل أولويات سياسة واشنطن الخارجية، ووضعها التعافي المحلي في صدارة اهتماماتها، وعدم اعتمادها على الموارد الهيدروكربونية العربية، وازدياد مشاكل الشرق الأوسط التي تعجز عن حلّها، قد تُدرك الإدارة الأميركية أن المنطقة، على الرغم من أنها لا تزال مهمة، قد فقدت بالتأكيد مكانتها السابقة.


جايك والاس | باحث أول غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي


سأتابع ما إذا سيحمل العام 2021 معه أخيرًا نهاية عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الطويل الأمد. فإسرائيل ستجري في آذار/مارس انتخابات هي الرابعة في غضون العامين الماضيين. وقد تفوّق نتنياهو ببراعة على خصومه خلال الجولات السابقة، لكنه يواجه هذه المرة تحديًا أشدّ خطورة. فقد ظهرت انشقاقات في صفوف مجموعته الخاصة داخل حزب الليكود، فيما أعلن عضو الكنيست السابق جدعون ساعر تأسيس حزب يميني جديد، لينضم بذلك إلى نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، وهما عضوان سابقان في حزب الليكود يقودان أيضًا حزبين يمينيين معارضين لنتنياهو. تزداد كذلك الانشقاقات داخل حزب يسار الوسط "أزرق أبيض"، بيد أن المجموعات المتبقية لا تزال عازمة على إنهاء عهد نتنياهو. دعونا لا ننسى أيضًا أن رئيس الوزراء سيخسر حليفه في البيت الأبيض عند انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/يناير.

في الوقت الراهن، لم تعد السياسات الإسرائيلية تدور في فلك الحرب والسلم وشكل العلاقة المستقبلية مع الفلسطينيين. فالقضية الرئيسة التي ستحدّد نتيجة الانتخابات تتمثّل في نظرة الشعب إلى نتنياهو شخصيًا. ومع أنه صمد أمام الهجوم الذي شُن ضدّ قيادته خلال الانتخابات الثلاث السابقة، قد تشكّل إدارته لأزمة كوفيد 19 الضربة القاضية هذه المرة، إذ إن الإسرائيليين غير راضين عن طريقة تعامله مع تفشّي الوباء. يحاول نتنياهو من جهته التصدّي لهذه النظرة السلبية عبر تنفيذ حملة تطعيم عامة واسعة، إذ إن تقييم الناخبين لوضع كوفيد 19 قد يحدّد مصير نتنياهو، تمامًا كما فعل الناخبون الأميركيون مع صديقه في البيت الأبيض. لكن نتنياهو صمد في وجه رياح عاتية وتحدّيات كثيرة من قبل، لذا ستبقى نتائج الانتخابات مجهولة إلى حين فرز الأصوات في آذار/مارس وبدء مفاوضات الائتلاف.


سارة يركيس | باحثة أولى في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي


سأتابع عن كثب كيفية إحياء الذكرى السنوية العاشرة للربيع العربي في المنطقة. فمن المرجّح أن تُعيد ذكريات هذه الأحداث المتسلسلة الضخمة إحياء الشعور بالفخر لما أُنجِز في العام 2011، إنما أيضًا مشاعر الإحباط عند التفكير في ما لم يُحقَّق. فبينما شهدت تونس انتقالًا سياسيًا جذريًا كان بمثابة إيذان ببدء عهد جديد من حرية التعبير والرأي وبناء مجتمع مدني قوي ونشِط، تعيش اليوم، مثلها مثل معظم الدول التي شهدت شكلًا من أشكال الانتفاضة، مشاكل اقتصادية أسوأ من تلك التي عانتها قبل عقد من الزمن.

وفيما يُمعن الناشطون والسياسيون النظر في أحداث العقد الماضي، يواجهون أيضًا تداعيات اقتصادية هائلة جرّاء استمرار تفشّي وباء كوفيد 19 في العالم أجمع. فقد وجّه هذا الوباء صفعة قوية للتقدّم الذي أُحرِز على المستوى الاقتصادي، ما أدّى إلى ارتفاع نسب البطالة وعجز الكثير من الأفراد عن إعالة أسرهم. باختصار، لا أتوقّع اندلاع موجة ثانية من الربيع العربي في العام 2021، إلا أنني أرجّح استمرار التعبير الشعبي عن مشاعر الإحباط واليأس من خلال احتجاجات كبرى، وتنامي حركة الهجرة النظامية وغير النظامية، وارتفاع معدلات الانتحار، وازدياد عدد المنخرطين في صفوف الجماعات العنيفة المتطرفة.

آمل في الختام أن تنكبّ حكومات المنطقة والمجتمع الدولي بشكل جدّي على معالجة الأسباب الأساسية الكامنة وراء اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية، والتهميش، وغياب المساءلة، والفساد، وهذه مشاكل لم يتم حلّها بعد مرور عقد على إضرام محمد البوعزيزي بشجاعة النار في نفسه، مُشعلًا بذلك حرائق في طول العالم العربي وعرضه.