استبدال الفاشية الدينية بالفاشية العسكرية من بين أهم أسباب فشل مخطط غسيل مخ الشعب المصرى
بلا شك ارتكبت جماعة الاخوان قبل وخلال وبعد توليها السلطة لمدة سنة أخطاء جسيمة أودت بها وأعادت الشعب المصرى مائة سنة الى الوراء، بعد ان استغلت الفاشية العسكرية غضب الشعب المصرى من استبداد الفاشية الدينية وفرض دستور وقوانين وقرارات وإجراءات الفاشية الدينية، فى ركوب الموجة الشعبية بدعوى حماية الشعب من استبداد الفاشية الدينية، ولكن بعد ان قامت الفاشية العسكرية بإزالة الفاشية الدينية عن السلطة لم يعود قائدها الى ثكناته ويسلم السلطة الى الشعب وحل مكان الرئيس الاخوانى المعزول مرسي وفرض دستور وقوانين ومؤسسات وقرارات وإجراءات الفاشية العسكرية، وزاد عليها بشرعنة العسكرة و التمديد والتوريث ومنع التداول السلمى للسلطة وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونشر حكم القمع والارهاب وتكديس السجون بحوالى ستين الف معتقل سياسي على ذمة قضايا وهمية ملفقة، وأعاد الجنرال السيسى بذلك الشعب المصرى مائة سنة الى الوراء، تلك هي الحقيقة الناصعة الموجودة أمام الشعب المصرى الان تدحض كل زيف وبهتان.
وبعد أن تولى قائد الفاشية العسكرية السلطة ابدي ضيقة الاستبدادى عبر تصريحات تلفزيونية شهيرة من الموضوعات وحتى الدراما التى تتناولها وسائل الإعلام المصرية وأنها لا تعجب مزاجه واكد بان هذا الوضع لن يستمر.
ولم تمضى فترة قصيرة حتى اقتحمت المخابرات المصرية مجال الإنتاج الفنى والاعلامى وحشدت الأموال العامة فى إنشاء الكيان المسمى ''المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية"، و استحوذت المجموعة على العديد من وسائل الإعلام المصرية الخاصة، ولم تكتفي بتحديد نوعية الأخبار وموضوعات البرامج المقدمة للناس التى تحول الطاغية الى ملاك وأبناء الشعب المصري الرافضين مروقة ووثانية استبداده الى ارهابيين، بل وامتدت الى اعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر الطاغية وتقديمه للناس عبر كتب وتقارير ومقالات وموضوعات ودراما تلفزيونية في وسائل الإعلام التي تمكنت من الهيمنة عليها، بالاضافة الى افلام دور السينما، بالتزامن مع فرض الجنرال الطاغية سيل من قوانين الهيمنة على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة.
وكان طبيعيا فشل مخطط غسل مخ الشعب المصرى عبر المنظومة الاعلامية الاستخباراتية فشلا ذريعا لأسباب عديدة منها ان قائد الفاشية العسكرية حل مكان قائد الفاشية الدينية، وتضاعف استبداد الفاشية العسكرية عن استبداد الفاشية الدينية، واستنارة الشعب المصرى و معرفته بحقوقه المغتصبة بعد ثورة 25 يناير 2011 وأنه ليس قطيع خراف يساق للجزار لذبحة بل بشر حر لا يمكن تطويعه، في عصر السماوات المفتوحة حول العالم، وقد تكون عدد المواقع الاخبارية حول العالم التى حجبها الجنرال الطاغية عن الشعب المصرى لتجهيلة بحقوقه تبلغ الآف المواقع، إلا أنه عجز عن حجب العالم كله عن الشعب المصرى، كما أن العديد من الأحداث التى يتناولها جستابو السيسى فى فعالياته و مسلسلاتة الرمضانية عاشها الشعب المصرى بنفسه و تابع احداثها عن قرب وأي محاولة لتزوير التاريخ وجعل من لصوص الوطن والدستور والقوانين والمجالس والبرلمانات والمؤسسات والحريات ابطال مكشوفة امامه.