الخميس، 16 سبتمبر 2021

هكذا حول السيسي أحكام الدين الى مادة للمزايدة؟ رغم أن الأزهر فى الدستور "هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية".


 منذ رفض الأزهر الاستجابة الى طلب السيسى بإصدار فتوى تبيح إصدار قانون بحظر الطلاق الشفهي بالمخالفة للشريعة الإسلامية وإرادة الله سبحانه وتعالى . قام بتسليط أبواقه على الأزهر لحمله على عدم الاعتداد بالطلاق الشفهي على خلاف اجماع علماء الاسلام.

هكذا حول السيسي أحكام الدين الى مادة للمزايدة؟ رغم أن الأزهر فى الدستور "هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية".

لذا لم يكن غريبا بالنسبة الى هذا الرجل صاحب الفكر الالحادي القادم من المجهول أن يشكك مؤخرا فى العقيدة الاسلامية تحت دعاوى ما يسميه تجديد الخطاب الدينى.

بالفيديو.. - السادات فى أواخر أيام حياته : لم أشيد استراحة واحدة طوال ١١ سنة هي فترة حكمي ! مصر فيها أكثر من ١٠٠ استراحة ! غير القصور طبعا ! فكيف ابنى المزيد منها.

 


- السادات فى أواخر أيام حياته : لم أشيد استراحة واحدة طوال ١١ سنة هي فترة حكمي ! مصر فيها أكثر من ١٠٠ استراحة ! غير القصور طبعا ! فكيف ابنى المزيد منها.


- السيسي  فى أواخر أيام استبداده : انتو هتخوفونى ولا ايه .. ايوة عملت قصور رئاسية .. وهعمل قصور رئاسية كمان وكمان.

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

لعبة الموت

لعبة الموت


قد يكون من وجهة نظر البعض أنه ليس هناك عيب فى افتقار نفر من قيادات بعض الأحزاب السياسية، ومنها أحزاب كانت معارضة منذ تأسيسها، الى الخبرة السياسية الكافية اللازمة لادارة مناصبهم القيادية بحكمة، بحكم عدم توليهم مناصب سياسية قيادية كبيرة مؤثرة مرتبطة ارتباطا مباشر بالمواطنين فى أحزابهم إلا فى أواخر أعمارهم، او نتيجة عدم انضمامهم الى عضوية احزابهم أصلا إلا فى خريف العمر، وبالتالى عدم ممارسة أى نشاط سياسى مكثف منهم إلا في وقت تخطى فيه أقرانهم سن الإحالة للمعاش قبلها بسنوات، إلا أنه، وايا كانت براعتهم فى مجال المهن التى مارسوها بعيدا عن السياسة وخبرتهم الطويلة فيها وحصولهم على شهادات التقدير فيها و حصدهم مئات الملايين منها. فان سذاجتهم وغفلتهم السياسية تمثل بالنسبة الى احزابهم كارثة و بالنسبة الى الحياة السياسية المصرية مصيبة وبالنسبة الى الوطن وباء فتاك للبشرية لأنهم فى النهاية جهلة و غشماء سياسيا، وغير مؤهلين للحفاظ على المبادئ السياسية لاحزابهم التي تسلقوا مناصبها القيادية فجأة لأنهم لم يتربوا عليها وكانوا بعيدين عنها ولم تتغلغل فى سويداء قلوبهم وهبطوا على مناصبهم القيادية فى أحزابهم بالبراشوت كواجهة اجتماعية ليس الا وليس نتيجة شعبية كاسحة او قيادة جماهيرية او خبرة سياسية، لذا لم يكن غريبا لعبهم بسذاجة سياسية مفرطة لعبة الموت لاحزابهم عبر وقوعهم فى براثن مطامع الجنرال عبدالفتاح السيسى الاستبدادية الشخصية الذى اتخاذهم مع احزابهم مطية للتلاعب فى دستور وقوانين الشعب المصرى وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم للسيسى وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات واستئصال حقوق الإنسان و شرعنة الاستبداد ونشر حكم القمع والإرهاب واستئصال كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان وخارج البرلمان على مدار 8 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وتحويل البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية ونشر حكم القمع والإرهاب وانعدام حقوق الانسان وتكديس السجون بعشرات الآلاف المنتقدين بتهم الإرهاب وجعل الباطل حق والحق باطل، و نتيجة جهلهم السياسي تعاموا عن أمرين هامين الاول على المستوى السياسى عندما توهموا بأن مزاعم الحجج التي رفعوها لمحاولة تبرير بيعهم حقوق الشعب المصرى ومبادئ احزابهم فى الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة ومدنية الدولة والعدالة السياسية والقضائية والاجتماعية والاقتصادية للحاكم الاستبدادى من نوعية مواجهة الأعداء ومحاربة الإرهاب وتكريس الاستقرار وتحقيق الرخاء والتنمية، سوف تخدع الشعب المصرى، وهذا غير صحيح، لأنه لو كان صحيح لتحول العالم الى غابة ولانعدمت الديمقراطية وانتشرت الديكتاتورية فى العالم بحجة مواجهة الأعداء ومحاربة الإرهاب وتكريس الاستقرار وتحقيق الرخاء والتنمية. والثاني على المستوى الشعبى عندما توهموا بأن الشعب المصرى كثير النسيان، وان تواطئهم مع الحاكم ضد حقوق الشعب المصرى ومبادئ احزابهم فى الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة ومدنية الدولة والعدالة السياسية والقضائية والاجتماعية والاقتصادية للحاكم الاستبدادى سوف ينساه الناس فور رحيل نظام الحكم القائم وانهم سوف ينجون لا محالة من حساب الشعب. وهذا غير صحيح أيضا لأنه لن ينجو تجار السياسة الذين أفسدوا الحياة السياسية فى عهد السيسى من حساب الشعب أمام القنوات الشرعية عندما يحين وقت الحساب هذا عدا موت أحزابهم سياسيا وانعدام جماهيريتها تماما وتحولها الى نقمة يطالب الشعب بحلها لافسادها الحياة السياسية المصرية وتواطئهم مع الحاكم لتحقيق مطامعه الاستبدادية الشخصية ضد الشعب، لأنه لو كان مزاعمهم فى النجاة من شرور وسيئات أعمالهم ضد الشعب المصرى صحيحة لتحول العالم كله الى ماخور للدعارة السياسية الاستبدادية على طراز نظام حكم السيسى وأحزاب الهوان الخاضعة الى نواهيه و لتحولت حقوق الشعب ومبادئ الأحزاب السياسية فى الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة ومدنية الدولة والعدالة السياسية والقضائية والاجتماعية والاقتصادية واسمى معانى الانسانية للوطن الى لعنة بشرية يتبرأ الناس منها بعد ان كانوا يضحون بحياتهم فى سبيلها من أجل عزة وحرية ورفعة الوطن.

بعد أكثر من 7 سنوات من الاحتجاز في مصر ، يواجه مهاجران إريتريان الترحيل


بعد أكثر من 7 سنوات من الاحتجاز في مصر ، يواجه مهاجران إريتريان الترحيل


قال عدد من المصادر ومحام لـ``مدى مصر '' إن مواطنين إريتريين يواجهان الترحيل من مصر خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أكثر من سبع سنوات من الاحتجاز في سجن القناطر للرجال.

ألزمت السلطات الرجلين ، ويدعى عالم تسفاي أبراهام وكبروم أدهانوم ، بإجراء فحوصات PCR في مستشفى خارج السجن صباح يوم الخميس ، وإبلاغهما بأنه سيتم ترحيلهما وإجبارهما على التوقيع على وثائق سفر إريترية مؤقتة ، وهو مواطن إريتري في مصر. من يتابع قضيتهم قال لـ مدى مصر بشرط عدم الكشف عن هويته.

قال المحامي ومصادر أخرى إن التهم القانونية تنتظر على الأرجح عالم وكبروم في إريتريا للفرار من البلاد دون وثائق والتهرب من الخدمة العسكرية الإجبارية ، مع خطر التعرض للتعذيب الذي يهدد الحياة في السجن إذا تمت إدانتهما.

قال المصدر الأول ومحام عمل دون مقابل في الدفاع عنهما ، والذي تحدث أيضًا إلى مدى مصر بشرط عدم الكشف عن هويته ، إن عالم تسفاي أبراهام ، 42 عامًا ، اعتقل في مارس / آذار 2012 أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا بالعبور من السودان ، إلى مصر ثم ليبيا. بعد محاولته دخول ليبيا عبر بلدة السلوم الحدودية المصرية ، احتُجز لعدة أيام قبل نقله إلى جناح الأجانب في سجن القناطر للرجال. 

وقالت المصادر إن كيبروم أدهانوم (37 عاما) هو المواطن الإريتري الآخر الذي يواجه الترحيل ، مضيفة أن كيببروم هاجر من إريتريا إلى السودان دون وثائق ، ثم اختطفه تجار البشر في يوليو 2013 ونقلوه إلى شمال سيناء. في ديسمبر 2013 ، اعتقد خاطفو كيببروم أنه توفي متأثرا بجروح نجمت عن التعذيب وتركوه. تم العثور عليه فيما بعد وتسليمه إلى الشرطة. في سبتمبر / أيلول 2014 ، تم نقله بين مختلف مراكز الاحتجاز واحتُجز في نهاية المطاف في جناح الأجانب بالقناطر.

قال المحامي إن قضيتي كيببروم وعلم عُرضت على إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الداخلية على أساس شهري ، رغم عدم اتخاذ أي إجراء قانوني. وتابع المحامي أنه عندما يتم احتجاز مهاجرين غير شرعيين ، يُعرضون عادة على محكمة عسكرية ، ويصدرون بحقهم حكم يعلق عادة ، وبعد ذلك يمكن للمهاجرين التقدم بطلب للحصول على اللجوء بعد ذلك.

"ومع ذلك ، لم يُحاكم [كيبروم وعلم] حتى أمام محكمة عسكرية. قال المحامي: "لقد اعتقلوا في وقت لم تكن فيه الأمور تحت السيطرة" ، مشيرًا إلى التغييرات في الحكومة التي حدثت بين ثورة 2011 ، وانضمام الإخوان المسلمين إلى الحكومة في 2012 ، والإطاحة العسكرية بالحكومة في 2013 والرئيس. انتخاب عبد الفتاح السيسي في عام 2014. وأضاف المحامي: "كانت السياسة في ذلك الوقت أن يتم حبس المهاجرين قليلاً ثم تركهم ، لكن تم نسيان [كيببروم وعلم]". 

في أغسطس / آب 2020 ، تلقت الحكومة المصرية مذكرة من مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إريتريا تطلب مزيدًا من المعلومات حول المهاجرَين وأي بلاغات أو اتهامات للشرطة موجهة إليهما ، وفقًا للجنة العدل . قال المواطن الإريتري المقيم في القاهرة ، الذي يتابع القضية ، لـ``مدى مصر '' إنه بعد المذكرة تعرض عالم وكبروم للاعتداء الجسدي من قبل سلطات السجن ، حيث مزقوا ملابسهم وقللوا حصصهم الغذائية وأجبرتهم على التوقيع على وثائق لم يفهموا محتوياتها.

وبحسب محاميهما ، لم يتم مساعدة كيبيروم وعلم في التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين طوال فترة احتجازهما. وقال المحامي إنه كان ينبغي على السلطات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السماح لهم بالتسجيل ، مضيفًا أن المكتب كان على علم بأن كيببروم وعلم يرغبان في التسجيل لكنهما لم يسهلا تسجيلهما.

في يوليو من هذا العام ، توجه المحامي ، الذي طُلب منه تولي القضية قبل بضعة أشهر من قبل مجموعة تمثل الجالية الإريترية في مصر ، إلى إدارة الجوازات والهجرة للاستعلام عن الوضع القانوني للمهاجرين ، لكن تم رفض تقديم أي طلب. وقال المحامي إنه من المقرر ترحيل أي محتجز على ذمة التحقيق في إدارة الجوازات والهجرة.

قال المحامي لـ``مدى مصر '' إن هناك قصورًا كبيرًا في الإطار التنظيمي المصري لقضايا اللاجئين والهجرة ، بما في ذلك ، على سبيل المثال ، عدم وجود مسار قانوني للطعن في أوامر الترحيل. وشدد المحامي ، مع ذلك ، على أنه حتى إذا كان المهاجرون لا يحملون صفة لاجئ ، فإن ترحيلهم يعد انتهاكًا للاتفاقيات الدولية الملزمة لمصر ، بما في ذلك توجيهات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ضد الترحيل القسري في الحالات التي قد يتعرض فيها الشخص لتهديده. الحياة أو الحريات ، أو التعرض للتمييز أو التعذيب.

وراجع مدى مصر الرسائل المتبادلة حتى يوم الجمعة بين جبر بهادوري ، الناشط الأمريكي في جماعة بايتو ياكل الحقوقية الإريترية ، ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة ، والتي أبلغ بها بهادوري المكتب بأن كيببروم وعلم يواجهان الترحيل. وردت إدارة الحماية بمكتب القاهرة قائلة إن المكتب يتابع القضية مع الجهات ذات الصلة. حاول مدى مصر الاتصال بأقسام الحماية والمعلومات بالمكتب للتعليق ، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت النشر.

في منتصف أغسطس / آب ، قام اثنان من موظفي السفارة الإريترية بزيارة المهاجرين أثناء زيارة إدارة الهجرة والجوازات العادية وطلبوا منهما التوقيع على أوراق الترحيل. وعندما رفضوا ، اتخذت إدارة السجن إجراءات تأديبية بحقهم لمدة أسبوع ، بحسب المصدر الأول. وأكدت الحادثة أيضًا منظمة غير حكومية مقرها لندن تسمى هيومن رايتس كونسيرن إريتريا ، والتي تتابع قضيتهم أيضًا.

حاول مدى مصر الاتصال بمقرر الأمم المتحدة الحالي لحقوق الإنسان في إريتريا ، محمد عبد السلام بابكر ، لمعرفة آخر المراسلات بينه وبين الحكومة المصرية بشأن القضية ، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت كتابة هذا التقرير.

قال المحامي إنه إذا عاد عالم وكبروم إلى إريتريا بعد فراره من البلاد دون وثائق وتجنب التجنيد الإجباري لإريتريا للخدمة العسكرية ، فمن المحتمل أن يواجهوا اتهامات قانونية. كما قال بهادوري وسابا هيريتيج ، ناشط آخر مقيم في الولايات المتحدة في بيتو ياكل ، لـ مدى مصر إن عالم وكبروم سيواجهان على الأرجح اتهامات قانونية إذا أعيدا إلى بلدهما الأصلي. قال هيريتيج وباهادوري والمحامي جميعهم إن الرجلين قد يواجهان السجن وقد يتعرضان لخطر التعذيب في إريتريا. تم تسجيل معدلات عالية من الهجر أو تجنب التجنيد الإجباري

بين الإريتريين الذين يسعون إلى الهجرة غير الشرعية إلى البلدان المجاورة أو إلى أوروبا. تفرض البلاد أحكامًا قاسية بالسجن وحتى الإعدام على الفرار من الخدمة العسكرية في أوقات الحرب. الحرب بين إريتريا وإثيوبيا التي بدأت في عام 1998 انتهت رسميًا فقط في عام 2018.

يوم السبت ، دعا مكتب شرق أفريقيا بمنظمة العفو الدولية مصر إلى "وقف الترحيل الوشيك لكبروم وعلم" ، والإفراج عنهما والسماح لهما بتقديم طلب لجوء. من المحتمل أن يكون الترحيل قد تم بالفعل يوم السبت.

الذكرى المئوية السابعة لوفاة دانتي... أبو اللغة الإيطالية وشاعرها الأعلى


الذكرى المئوية السابعة لوفاة دانتي... أبو اللغة الإيطالية وشاعرها الأعلى


تحتفل إيطاليا هذا العام بالذكرى المئوية السابعة لوفاة دانتي أليغييري (1265 ــ 1321)، مؤلف "الكوميديا الإلهية" والكاتب الفلورنسي الملقب بـ"أبو اللغة الإيطالية"، من خلال سلسلة فعاليات متنوعة. أدناه خمسة أمور يجب معرفتها عن هذا العلم الكبير في الأدب العالمي الذي توفي ليل 13 - 14 سبتمبر/ أيلول 1321:

"أبو اللغة الإيطالية"

ساهم دانتي في ولادة اللغة الإيطالية، بعدما فضّل كتابة تحفته الفنية بلهجة توسكانا بدل اللاتينية. وتشكّل "الكوميديا الإلهية" التي نُشرت في بداية القرن الرابع عشر، رحلة خيالية إلى الجحيم والمطهر والجنة. وقاد نجاحُها مؤلفين آخرين من القرون الوسطى، مثل بترارك وبوكاتشيو، إلى الكتابة أيضا باللهجة المحلية، ووضع أسس اللغة الإيطالية الحديثة. كما أن المؤسسة التي تتمثل مهمتها في نشر اللغة والثقافة الإيطالية في أنحاء العالم كافة تسمى "مؤسسة دانتي أليغييري". كذلك، تخطط إيطاليا لافتتاح "متحف اللغة الإيطالية" في مجمع كنيسة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا، مسقط رأس الشاعر.

نظير شكسبير

تُعتبر "الكوميديا الإلهية" قصيدة وحكاية شخصية عن الفداء، وقصيدة ملحمية عن الفضائل الإنسانية، وأيضاً عملاً مؤثراً جداً في الخيال. ولا يزال الجزء المرتبط بـ"الجحيم" في "الكوميديا الإلهية، بدوائره المختلفة المرتبطة بالخطايا السبع المميتة، يشارك في صوغ الصورة الموجودة حالياً عن الحياة بعد الموت، في الخيال المسيحي اليوم.

من هنا، قال الشاعر البريطاني تي.إس. إيليوت إن "دانتي وشكسبير يتشاركان العالم الحديث، ولا يوجد رجل ثالث". من جانبه، وصف الكاتب الأرجنتيني الكبير خورخي لويس بورخيس "الكوميديا الإلهية" بأنها "أفضل كتاب أنتجه الأدب على الإطلاق".

دانتي في الثقافة الشعبية

ألهمت "الكوميديا الإلهية" أجيالاً من الكتّاب والرسامين والنحاتين والموسيقيين والمخرجين ومؤلفي الكتب المصورة، ومن بينهم رسام عصر النهضة الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي، والرسام الإسباني سلفادور دالي، والمؤلف الموسيقي الروسي تشايكوفسكي، ومؤلفو سلسلة "إكس مِن"، والكاتب الأميركي دان براون. كذلك تجسد "القبلة"، التمثال الشهير للنحات الفرنسي أوغست رودان، شخصيتي باولو وفرانشيسكا، الزانيين العاشقين اللذين يلتقي بهما دانتي في الدائرة الثانية من الجحيم. وألهمت "الكوميديا الإلهية" لعبة فيديو شهيرة، اسمها "جحيم دانتي"، فيما يبدأ بريت إيستون إليس روايته الشهيرة "أميركان سايكو" بهذا الاقتباس من "الجحيم": "أيها الداخل إلى هنا، أترك وراءك كل أمل".

من دورانتي إلى دانتي

على غرار الكثير من الفنانين العظماء في التاريخ الإيطالي، يُعرف دانتي باسمه الأول الذي يشكل تصغيراً لاسم دورانتي. وُلد دانتي في فلورنسا عام 1265، ونُفي عام 1302، وتوفي في رافينا، شمال شرق إيطاليا، على ساحل البحر الأدرياتيكي.

يتحدر دانتي من عائلة ثرية، ولم يُضطر مطلقا إلى العمل للعيش. وهو تميز في السياسة والأدب والفلسفة وعلم الكونيات. وكان لديه ما لا يقل عن ثلاثة أطفال من زوجته جيما دوناتي، لكن مصدر إلهامه كانت امرأة أخرى، هي بياتريس، التي ظهرت في "الكوميديا الإلهية" كمرشدته إلى الجنة.

دانتي السياسي

إضافة إلى نتاجه الأدبي، كان دانتي منخرطاً جداً في الحياة السياسية في فلورنسا. وعام 1300، انتُخب ليكون واحداً من الأعضاء التسعة في السلطة التنفيذية المحلية، في ولاية لمدة شهرين. وقد عجّل هذا المنصب المرموق في سقوطه. في ذلك الوقت، كانت المدن الإيطالية دائما على شفا حرب أهلية، مقسمة بين الغويلفيين المقربين من البابا، والغيبلينيين المؤيدين للإمبراطورية الرومانية المقدسة.

وفي فلورنسا، انتهى المطاف بالغويلفيين إلى الانقسام بين "السود"، الذين كانوا مستعدين لقبول التأثير البابوي على شؤون المدينة، و"البيض" الذين كانوا يطالبون بحصر صلاحيات البابا بالمجال الروحي.

نُفي دانتي، "الأبيض"، بمساعدة غير مباشرة من البابا بونيفاس الثامن، وأصبح ينتقد بشكل متزايد السلطة البابوية. وحوكم ونُفي من فلورنسا بعد وصول نظام جديد إلى السلطة اضطهد الطبقة الحاكمة القديمة، ولم يتمكن من العودة يوماً إلى مسقط رأسه.

وعام 1302، أمر قاض بإحراق دانتي وحلفائه أحياء في حال محاولتهم العودة إلى فلورنسا. بعدها خُففت هذه العقوبة إلى قطع الرأس. وأفاد دانتي من "الكوميديا الإلهية" لتسوية الحسابات مع الكثير من أعدائه، في مقدمتهم بونيفاس الثامن، الذي أفرد له مكاناً في "الجحيم".

نتنياهو : التقيت السيسي 6 مرات سرا في سيناء منذ 2011


نتنياهو : التقيت السيسي 6 مرات سرا في سيناء منذ 2011


كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو” عن لقائه الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، 6 مرات سرا في سيناء، شمال شرقي مصر.

وجاء تصريح “نتنياهو” لقناة “كان” الإسرائيلية؛ كمحاولة لإثبات تفوقه على رئيس الوزراء الحالي “نفتالي بينيت” الذي التقى “السيسي” في شرم الشيخ، الإثنين الماضي.

ويعد اللقاء هو الأول بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ أن تولى الأخير مهام منصبه في يونيو/حزيران الماضي.

ولم يكشف “نتنياهو” عن مواعيد تلك اللقاءات، لكن “السيسي” لم يصبح رئيسا للبلاد سوى في يونيو/حزيران 2014، ما يعني أنه ربما التقاه حينما كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الراحل “محمد مرسي”.

وعلق على ذلك الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، الدكتور “صالح النعامي”، قائلا عبر “تويتر”: “من كلام نتنياهو يتضح أن السيسي التقاه منذ أن كان قائدا للاستخبارات العسكرية وضمن ذلك لقاءات من خلف ظهر مرسي”.

وأضاف: “وإذا أخذنا بالاعتبار لقاءين سريين في القاهرة والعقبة ولقاء علني في نيويورك، يتضح أن السيسي التقى نتنياهو 9 مرات على الأقل”.

وقبل سنوات، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن وصول طائرة خاصة من إسرائيل، إلى القاهرة، في أبريل/نيسان 2016، وكان على متنها “نتنياهو” وبعض المستشارين، وتم استقبالهم في القصر الجمهوري، حيث التقوا “السيسى”.

وتعد زيارة “بينت” الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية إلى مصر منذ 10 سنوات، إذ كانت آخر زيارة رسمية أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو” لمصر في يناير/كانون الثاني قبل أيام من اندلاع ثورة 2011.

وكان المتحدث باسم “بينيت”، “متان سيدي”، قد صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري كان “دافئا”.

وبحث الجانبان، تطورات العلاقات في مختلف المجالات، كما بحث اللقاء، مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفق بيان الرئاسة المصرية.

الحلقة الثانية عشر من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياطي التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. "الثقب الأسود" .. الحلقة الثانية عشر (12)


الحلقة الثانية عشر من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياطي التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. "الثقب الأسود" .. الحلقة الثانية عشر (12)


انتابتني حالة من الغضب العارم حين علمت بتجديد حبسي لمدة 45 يومًا بعد ظهر يوم 20 فبراير/ شباط 2020. لسبب لا أتذكره، تأخرت في الخروج للتريض ذلك اليوم، بعد أن توقع الزملاء، وشعوري الخفي بالتمني، أن تقضي غرفة المشورة في جلستها الأولى بإخلاء سبيلي.

كنا في فصل الشتاء والسماء تملؤها سحب داكنة تقترب من الأرض. كان الجو النمطي لتلقي أخبار سيئة كما في أفلام السينما. قمت بدورات المشي المعتادة في ساحة التريض. جاءني "المسير" الذي كان ينتمي هذه المرة لجماعة الإخوان المسلمين ويقضي حكما بالسجن 15 سنةً ليقول لي بصوت هادئ ممسكًا بكتفي "عايزك تاخد نفس عميق، وتقوي إيمانك. القرار 45 يوم".

هل بكيت؟ نعم. تساقطت عدة دموع من عيني، ولكن قمت بتجفيفها جيدا قبل رجوعي للزنزانة لكي أخطر رفاق الحبس بالخبر، وأن الحال زي بعضه وكله 45 يوم حبس إضافي.

كنت أفتقد أبي كثيرًا وأشعر بالذنب أنني لست بجواره في سنه المتقدم، خاصة بعد أن أطلعني طبيب الأورام قبل دخول السجن بشهر أن سرطان البروستاتا الذي أصابه بدأ في الانتقال لمناطق أخرى، مما يعني أن حياته قد لا تمتد لأكثر من سنة إلا بعدة أشهر. وكنت أفتقد حريتي وعملي في الجريدة والجامعة والحزب، وأكره حياتي داخل السجن داخل الزنزانة الصغيرة المغلقة.

انتابني يقين بأني سأظل في السجن لفترة طويلة، فقررت أن أحلق شعري على الزيرو بالمكنة. الغالبية العظمى من الزملاء المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا سياسية مثلي كانوا يحلقون لهم رؤوسهم زيرو بالمكنة فور وصولهم السجن ولكننا فلتنا. ربما رغبة في عدم الإفراط في إهانتنا، جنبنا الأمن الوطني ذلك الإجراء يوم وصولنا ليمان طرة أنا والدكاترة حسن نافعة وحازم حسني.

ترسخ لديَّ شعور أن مظهري ليس له أهمية، وأنه طالما سأقضي عدة شهور في السجن، فلماذا احتفظ بشعري؟ أنا أصلًا لا يمكنني مشاهدة وجهي في المرآة. الزجاج مادة ممنوعة تماما في السجن خشية استخدامه في المشاجرات. والحصول على كوب من الزجاج لشرب القهوة أو الشاي، أو حتى قطعة صغيرة من مرآة عن طريق التهريب من أحد الجنائيين يعتبر من المميزات الكبرى التي لم أحظى بها.

طلبت الحلاق. كان يعاملني باحترام ويقدم لي عناية خاصة عند حلاقة شعري في المرات السابقة. هذه المرة رفض طلبي متسائلا "ليه يا أستاذ خالد؟ طب خليه نمرة 2 أو 3". أصريت أن يحلق شعري تمامًا "زيرو".

أصيبت شقيقتي منال بالصدمة وأصفر وجهها حين رأتني حليق الرأس للمرة الأولى في حياتي. كانت أول زيارة أتلقاها بعد صدور قرار حبسي 45 يومًا. ظنت أنني تعرضت لعقوبة تأديبية داخل السجن.

ولكنني كنت ما زلت غاضبًا جدًا. وتعمدت، في وجود ضابط الأمن الوطني الذي يقوم بتسجيل كل ما أقوله في الزيارة، قول كلامٍ متشددٍ جدًا ومهينٍ بحق نقابة الصحفيين والنقيب الحالي، خاصة وأنه قبل شهر واحد من صدور قرار حبسي لمدة 45 يومًا كان النقيب متواجدًا على بعد عشرات الأمتار من العنبر الذي أقيم فيه أنا وصحفيين آخرين، وبصحبته مجموعة من الصحفيين الأجانب يؤكد لهم أن ظروف الاحتجاز في مصر آدمية ومطابقة للمعايير الدولية. كان وقتها يرتدي قبعة رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ربما نسي قبعة نقيب الصحفيين في ذلك اليوم، فلم يطلب لقاء زملائه المحبوسين على بعد خطوات.

المأساة هي أننا لم نشكُ يوما من ظروف الحبس، مهما بلغت درجة سوئها أو عدم آدميتها. ولكن السؤال الملح كان لماذا تم حبسنا في الأساس، وهل يستحق التعبير عن الرأي بشكل سلمي احتجازنا في الزنازين كل تلك الشهور؟

اضطر الضابط المعني لمقاطعتي أثناء حديثي مع أشقائي بالقول "مش كده يا أستاذ خالد" وذلك عندما دخلت في مرحلة السباب الذي شمل كثيرين. وكان ردي أن هذا هو ما أشعر به وأنني لم أطلب منه حضور اللقاء، وأن كل ما هو مطلوب منه أن يسجل ما أقوله في الزيارة وليس أن يحدد لي ما أقوله.

طلبت شقيقتي من الضابط بلهجة اعتذارية أن يقدر غضبي بعد تمديد حبسي. قاطعتها وطلبت منها ألا توجه له أي كلام، لأنني سأقول ما أرغب به في كل الأحوال.

كانت أسوأ زيارة على الإطلاق طوال فترة سجني، وعدت إلى زنزانتي نادمًا أنني تسببت في إصابة أشقائي بهمٍّ وغمٍّ كبيرين بعد أن رأوني في أسوأ أحوالي.

قررت بعد تلك الزيارة العصيبة في أواخر فبراير أن أكون مرحًا وطبيعيًا مع أشقائي في الزيارات التالية، وأن أظهر لهم أنني قبلت بقضاء الله وقدره واعتدت على حياة السجن. لم أكن أعرف أن الزيارات التالية إلى زوال.

قبل قرار تمديد حبسنا بشهر أو أكثر قليلا، كانت بدأت تتسرب لنا على مهل أخبار عن فيروس جديد اسمه "كورونا". قرب نهاية العام 2019، سمعت في الراديو خبرا عابرا عن اكتشاف فيروس كورونا في الصين، وكيف أنه فيروس قاتل يخشى العلماء من انتشاره بسهولة في العالم. كنت مشغولًا بشكل أكبر في تلك الفترة بموجة جديدة من الربيع العربي اجتاحت لبنان والعراق والجزائر، واقتصرت كل معلوماتي عن الفيروس الجديد على ما أسمعه في إذاعة بي بي سي.

أما الإذاعات الرسمية، وربما حتى بداية شهر مارس، كانت تتمسك كالمعتاد بالتأكيد على أن فيروس كورونا لم يصل مصر، وأن مصر في أمان، كما أن المصريين دائمًا بخير في كل الدول التي تضربها الزلازل والبراكين بعد ساعات فقط من وقوعها وفقا للإعلام الرسمي، مع إصرار شديد من وزير التعليم على استكمال العام الدراسي.

ولكن الوضع تغير تماما مع بداية شهر مارس/ آذار من العام 2020، وبدأت استمع في برنامج وائل الإبراشي من جهاز تلفزيون في الزنزانة المقابلة كيف أنه تم اكتشاف حالة إصابة بالفيروس في أحد المدارس، وكذلك اكتشاف حالات إيجابية لسائحين أجانب وعاملين مصريين على متن إحدى البواخر السياحية في الأقصر. وبدأت تنتشر شائعات داخل السجن بأن الزيارات قد تُمنع بسبب الخوف من انتشار العدوى.

كانت الزيارات هي المصدر الوحيد لسعادتي في الشهور الأولى من السجن. وبجانب الاطمئنان على أوضاع الأسرة وكل ما يجري في الخارج، قلَّ أو كثر، كان مجرد الخروج من الزنزانة لساعة إضافية أو أقل، بجانب التريض اليومي، يكسران الروتين المعتاد. كنا جميعًا ننتظر يوم الزيارة بكل ما يسبقه من استعدادات، سواء بتجهيز ما سنقوم بتسليمه لأسرنا أو انتظارا لما سيأتون لنا به من الخارج، وخاصة الكتب.

في أحد كتب التصوف التي قرأتها، أعجبتني أبيات منسوبة للإمام الشافعي فكتبتها على حائط الزنزانة بخط اليد "دع الأيام تفعل ما تشاء، وطب نفسًا إذا حكم القضاء. ولا تجزع لحادثة الليالي، فما لحوادث الدنيا بقاء". لم أكن أعرف ما يخبئه لي القدر، وأن الزيارة التي رأيت فيها شقيقتي منال في الثامن من مارس 2020 ستكون آخر مرة أراها للأبد.

في العاشر من مارس 2020 استمعنا بحزن وصدمة كبيرين لبيان صادر من وزارة الداخلية يعلن منع الزيارات للسجون في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا على أن يتم مراجعة تمديد القرار بعد شهر.

بعد ذلك القرار بعدة أيام، صدر قرار آخر بمنع التردد على المحاكم وتأجيل الجلسات. دخلنا في مرحلة الثقب الأسود الكبير، وانقطعت صلتنا تماما بالعالم الخارجي. فمن دون زيارات أو جلسات تجديد، لن يمكننا معرفة أي شيء عما يجري خارج أسوار السجن.

ارتبكت حساباتنا وترتيباتنا جميعًا. كيف سنتواصل مع أسرنا في الخارج؟ هل سيسمحون بإدخال أطعمة من خارج السجن، أم سيمنعونها كذلك؟ هل ستنعقد جلسات للتجديد داخل السجن، كما كان يحدث مع وكلاء النيابة عند التجديد 15 يوما، أم سيكتفون بالتجديد على الورق من دون حضور المتهمين؟ هل سيسمحون للمحامين بزيارتنا؟

لائحة السجن تنص على أنه من حق السجين إجراء مكالمات هاتفية، وأعلنت الداخلية قبل سنوات أنها ستركِّب كبائن للهواتف داخل السجن. ولكن هذا الإجراء لم ينفذ إلى اليوم، كانت هناك فقط صناديق خشبية أكلها السوس مكتوب عليها "صندوق الشكاوى". كانت هذه الصناديق مفتوحة ومتهالكة، ولم يقم أي سجين بوضع أي شكوى بداخلها.

كان الحدث الأكثر إثارة قبل أن ندخل في مرحلة السبات العظيم هو خروج الدكتور حسن نافعة من السجن يوم الخميس 20 مارس 2020، ومعه مجموعة من السجناء السياسين الآخرين من ضمنهم الأستاذ عبد العزيز الحسيني نائب رئيس حزب الكرامة، والذي تم القبض عليه قبلي بيومين فقط، وكذلك الصديق شادي الغزالي حرب وحازم عبد العظيم واللذان كان مضى على سجنهما سنتان تقريبًا.

كنت مستلقيًا على سريري أتأمل السقف وأستمع للراديو عندما حانت نشرة أخبار الخامسة بعد الظهر. استغرق الأمر عدة ثوانٍ لكي أصدق ما تسمعه أذناي عبر السماعات التي أتى لي بها شقيقي في آخر زيارة: قرر النائب العام إخلاء سبيل 15 من المحبوسين احتياطيا من ضمنهم نافعة وحرب وعبد العظيم والحسيني و11 آخرين.

قلت سريعا للدكتور نافعة أن النائب العام قرر إخلاء سبيله. قام الرجل منتفضا من على سريره ينظر حوله ويقول "مين اللي بيقول؟ فين؟" قلت له ما سمعته وطمأنته بأن هناك إذاعات أخرى ستذيع نشرة أخبار بعد نصف ساعة فقط.

بعد أن تأكد الدكتور نافعة من الخبر في نشرة الخامسة والنصف، سادت حالة من التخبط الشديد بيننا لمعرفة من هم الـ 11 الآخرين الذين قرر النائب العام إخلاء سبيلهم؟ هل سنكون من بينهم؟

صيحات التهنئة انهالت على زنزانتنا من الزنازين المجاورة، واعتقد البعض خطأ أن الدكتور حازم حسني سيتم الافراج عنه كذلك، عندما سمعوا اسم الدكتور حازم عبد العظيم.

شخصيًا، كانت لدي قناعة أنني والدكتور حازم حسني لم نكن من ضمن قائمة المفرج عنهم لأن أسماءنا لم تذكر في البيان الرسمي. استمعنا لكل نشرات الأخبار التي تلت نشرة الخامسة على كافة القنوات، بما في ذلك بي بي سي في الثامنة مساءً، ولاحقًا نشرة الأخبار الرسمية في القناة الأولى في التاسعة مساءً. نفس نص الخبر ونفس البيان: الأسماء الأربعة و11 آخرين.

قضيت ليلة صعبة جدًا لم أنم خلالها ولو لدقائق. نعم كان الأمل ضئيلًا جدًا داخلي، ولكنَّ السجين يتعلق بالأمل ولو بنسبة 1 في المائة. صباح الجمعة وفور أن جاء الشاويش السجان بصحبة السجناء المسؤولين عن توزيع "العيش"، ترجيته أن يبذل كل جهد ممكن لكي يحصل على نسخة الجريدة الصادرة صباح الجمعة لكي نعرف أسماء كل الخمسة عشر الذين تقرر إخلاء سبيلهم بقرار النائب العام.

وعدنا الشاويش بفعل ما في وسعه. ولكن انتظارنا لم يطُل كثيرًا. أتانا المسير المسؤول عن السجناء السياسيين ليطلب من الدكتور حسن فقط الاستعداد للخروج. أما نحن فكانت نصيحته أن ندعو الله أن يكون الفرج قريبًا، وأنه سمع أنه قد تكون هناك إفراجات أخرى قريبًا مع الخشية من انتشار الكورونا داخل السجون.

ولكن فرج الله لم يكن اقترب بعد.