السبت، 22 يناير 2022

كتاب «في قلب الأحداث» لوزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي: الادارة الأميركية قبل الربيع العربي فضلت عمر سليمان كخليفة لمبارك بالمقارنة مع عمرو موسي وجمال ومبارك؟


كتاب «في قلب الأحداث» لوزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي: الأميركيون بحثوا عن خليفة لمبارك يضمن «المصالح» و{الاستقرار»

الادارة الأميركية قبل الربيع العربي فضلت عمر سليمان كخليفة لمبارك بالمقارنة مع عمرو موسي وجمال ومبارك؟

فهمي يستعرض في كتابه نصف قرن من التطورات الدولية والإقليمية والمصرية


القاهرة: صحيفة «الشرق الأوسط» الدولية

«في قلب الأحداث» كتاب لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي يستعرض فيه نصف قرن من الأحداث الدولية والإقليمية والوطنية، تابعها عن قرب بصفته مواطناً طموحاً وشاهداً مباشراً وممارساً دبلوماسياً ومسؤولاً سياسياً.

«الشرق الأوسط» تنشر فصولاً من الكتاب في ثلاث حلقات؛ تتناول الأولى معايشة فهمي من منصبه كسفير لبلاده في واشنطن، تجارب الإدارات الأميركية في البحث عن خليفة للرئيس المصري حسني مبارك بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ومع تقدمه بالعمر.

ومن قلب الحدث، يسرد فهمي ما لمسه من المسؤولين الأميركيين في تقييمهم للمرشحين المحتملين لخلافة مبارك، وسط تجاذب بين «نشر قيم الديمقراطية» من جهة، والحفاظ على المصالح الأميركية واستقرار النظام المصري من جهة ثانية.

وهكذا يحكي فهمي كيف سقطت أسهم عمرو موسى، إذ كان شخصية قيادية ذات نزعة استقلالية، ما يجعل التعامل معه صعباً. إضافة الى مواقفه القوية المؤيدة للفلسطينيين.

بعده، ارتفعت أسهم اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات، ذي التوجه الوسطي مع نزعة براغماتية قوية، والذي حظي بمكانة جيدة لدى واشنطن، قبل أن تبرد الرغبة الأميركية به.

ثم حاول الأميركيون الرهان على جمال مبارك لخلافة والده، لكن لقاءً مباشراً معه مع الرئيس جورج بوش بدعوة شخصية من الأخير، أسقط هذا الرهان.

ودائماً كانت جماعة «الإخوان المسلمين» ورقة عند الأميركيين منذ بدأوا تقبل «الإسلام السياسي»، فنسجوا علاقات متعددة المستويات معهم، مثيرين حساسية نظام مبارك.

بسبب تشابك العلاقات الاقتصادية والسياسية الكبيرة في الشرق الأوسط في نهاية القرن العشرين، كانت الأطراف العربية والأفريقية والدولية تتابع عن كثب ما يحدث بمصر في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك. وكان هناك اهتمام غربي، خصوصاً من الولايات المتحدة، بالأوضاع السياسية في مصر. وكانت واشنطن تسأل بشكل مباشر، وأحياناً علناً، عن خليفة مبارك المنتظر. وازداد هذا الاهتمام مع تنامي القلق الأميركي من تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

كانت الفكرة السائدة في واشنطن هي أن انتشار الديمقراطية أفضل وسيلة لحماية المصالح الأميركية في الخارج على المدى البعيد. وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، أصبحت التحركات لنشر الديمقراطية في العالم أقوى وأشرس.

مع تقدم مبارك في السن، لم تعد واشنطن تراهن عليه، كجزء من مستقبل الشرق الأوسط. وهي كانت محبطة لعدم وجود خطة واضحة لانتقال السلطة أو لخلافته وفق جدول زمني مقبول. لذا أصبحت حريصة على متابعة كل ما يتردد في مصر من شائعات بشأن ترشح مبارك من عدمه في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في منتصف عام 2011، أو الشخصية المرشحة لخلافته إذا قرر التخلي عن السلطة. وقد رصدتُ لائحة لمرشحين محتملين لدى دوائر صناعة القرار في واشنطن. وأنا لا أستبعد أن يكون الأميركيون دعموا بعضهم، لكني لا أمتلك دليلاً مادياً على ذلك.

وفي أواخر التسعينات من القرن الماضي وأوائل عام 2000، كان عمرو موسى أول اسم مطروح لخلافة لمبارك، إذ كان يحظى بشعبية واضحة لدى مختلف قطاعات المجتمع المصري، لكنه لم يكن يحظى بدعم المؤسسات السياسية في الدولة، مثل الحزب الوطني الحاكم وأجهزة الأمن. ولو أجريت الانتخابات في 2000 و2005 بنزاهة ومن دون مشاركة مبارك، لكانت فرص فوزه كبيرة.

كسفير لمصر في واشنطن، كنت ألمس أن الأميركيين لا يحبون موسى. فقد كانوا يعتبرونه شخصية قيادية ووطنية ذات نزعة استقلالية، ما يجعل التعامل معه صعباً. إضافة إلى مواقفه القوية المؤيدة للفلسطينيين. وظهر هذا الموقف بوضوح في زيارته الأخيرة كوزير خارجية إلى واشنطن، قبيل انتقاله إلى جامعة الدول العربية في مارس (آذار) 2001.

وكان فريق عملية السلام في إدارة الرئيس بيل كلينتون أبلغ فريق خليفته جورج بوش، بأن وزارة الخارجية المصرية تتبنى مواقف متشددة وحماسية في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وتعرقل الضغط على الفلسطينيين للقبول بما يُعرض عليهم لتسوية النزاع. لذلك كان عمرو موسى الأكثر استهدافاً من قبل الأميركيين والإسرائيليين.

بدا تأثير رسالة إدارة كلينتون واضحاً على تعامل مستشارة الأمن القومي الجديدة كونداليزا رايس مع موسى في أول لقاء لهما بعد تنصيب إدارة بوش. فقد تعاملت رايس معه بخشونة واضحة، وألقت عليه محاضرة سخيفة ومتعالية في طبيعة المشهد السياسي والمستقبل في الشرق الأوسط. وفوجئت شخصياً بصبر موسى وهدوئه، وتجنبه الدخول معها فيما يراه جدلاً لا طائل منه، مفضّلاً التركيز على التعاون المستقبلي مع واشنطن كأمين عام للجامعة العربية. وبعد هذا الاجتماع، أبلغت بوريس رايدل، الذي احتفظ بمنصبه كمساعد شخصي للرئيس وكبير مديري إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، بأن لقاء موسى ورايس كان سيئاً وغير مجدٍ، وبأن المستشارة أخطأت بحق مصر وبحق موسى كثيراً.

المرشح الثاني لخلافة مبارك كان اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة، وهو صاحب «خلفية عسكرية» وله خبرة كبيرة في العمل المخابراتي. وبناء على تعليمات مبارك، تواصل سليمان مع كثير من الشخصيات الدولية والأميركية بشكل خاص، من خلال منصبه كمدير للمخابرات.

عمر سليمان، ذو التوجه الوسطي مع نزعة براغماتية قوية، حظي بمكانة جيدة لدى واشنطن. وهو لعب دوراً مهماً في كثير من المواضيع المتصلة بالحرب على الإرهاب والعلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية، وبالتالي كان له دور مهم بالنسبة للعلاقات العربية - الإسرائيلية.

المهم بالنسبة للأميركيين كان إيمان عمر سليمان بأهمية العلاقات المصرية - الأميركية. وكانوا يفضلونه كخليفة لمبارك، مع أنهم لم يصرحوا ولم يوحوا بذلك أبداً في حدود معلوماتي، إلا أنني كنت أشعر بذلك من خلال الطريقة التي كانوا يسألون بها عنه. وعلى الرغم من أنه لم يكن الخيار المفضل من منظور التحول الديمقراطي المنشود في مصر، فإن العقلية الوسطية القادرة على قيادة المجتمع المصري والحفاظ على المصالح كانت أهم لدى الأميركيين من الديمقراطية.

سليمان اعتاد زيارة واشنطن منفرداً مرة كل عام على الأقل، في إطار التعاون مع نظيره في وكالة المخابرات الأميركية، فيلتقي مسؤولين أميركيين يتم تحديدهم حسب التطورات الدولية والاقليمية وتطور العلاقات بين البلدين. وكنتُ أحضر لقاءاته كافة، بما في ذلك مقابلاته مع نائب الرئيس ديك تشيني أو رايس، أو أعضاء الكونغرس، لكن ليس لقاءاته مع مسؤولي أجهزة المخابرات، مكتفياً في هذا الصدد بما يقدمه من ملاحظات لاحقة عن هذه اللقاءات في إطار التعاون العام مع السفارة المصرية في واشنطن.

في زيارة له إلى واشنطن عام 2004 وبعدما استمع مني عن تركيز مراكز البحث الأميركية الحديث عن الاحتمالات المختلفة لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك، في ضوء اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر، مع مرور أكثر من عقدين على تولي مبارك السلطة، قال سليمان إن الأمور غير واضحة وكل شيء قابل للتغيير حتى آخر لحظة في مثل هذه الأمور، قبل أن يختم كلامه بأن الشائعات الخاصة بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية خلقت بلبلة وحساسية، وأن من الأفضل أن يعلن الرئيس قراره في هذا الشأن لتهدأ الأمور بصرف النظر عما سيتقرر لاحقاً بالنسبة لمنصب الرئيس. ومع مرور الوقت، تلاشت فرص سليمان وهدأت الشائعات مثلها مثل الشائعات التي سبقتها حول عمرو موسى.

المرشح الثالث المحتمل والأشد إثارة للجدل لخلافة مبارك، كان نجله جمال، باعتباره شخصية مثالية لـ«الأجندة الديمقراطية» الأميركية. فقد تلقى تعليماً غربياً وهو مؤيد للقطاع الخاص، وأصبح بدءاً من 2002 شخصية بارزة في الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه والده.

ولم يكن الأميركيون، الذين لا يحبون عمرو موسى وغير المتيّمين بعمر سليمان، حددوا موقفهم من فكرة وصول جمال مبارك إلى الحكم خلفاً لوالده. وكسفير لبلادي في واشنطن، كنت على تواصل دائم مع مراكز الأبحاث والمحللين في الولايات المتحدة لمتابعة النقاشات بشأن مصر، بما في ذلك ردود الأفعال على الشائعات بشأن المرشحين المحتملين للرئاسة. وكان المحللون الأميركيون يسألونني باستمرار عن المرشحين الثلاثة. وكما أتذكر، لم يسألني أي مسؤول أميركي حكومي عن جمال، مع أنهم بالتأكيد كانوا يتابعون صعوده السياسي الظاهر للعيان.

جمال مبارك زار الولايات المتحدة في مناسبات عديدة، أولاً كعضو غير رسمي أثناء زيارات والده السنوية، ثم كعضو في وفود غير حكومية خصوصاً تلك التي تمثل مجتمع الأعمال المصري. كما كان يأتي منفرداً في زيارات خاصة، ولكن بشكل نادر. وبمرور الوقت، لاحظت التغير في مزاجه العام ونبرته خلال هذه الزيارات. كان دائماً مهذباً، ومتحفظاً في حديثه عن الأحداث في مصر على مر السنوات. كما لاحظت أنه تحوّل من كونه محفزاً للتغيير، إلى شخص يؤكد الحاجة إلى استقرار نظام الحكم وأمنه. وفي واحد من آخر اللقاءات بيننا في واشنطن، سألته عن زيادة تركيزه على الأمن وما إذا كان ذلك يعكس هاجساً موجوداً في مصر، فلم يرد على السؤال بشكل مباشر، لكنه تحدث عن المخاوف من صعود التيارات الإسلامية وفي مقدمتها الحركات السلفية.

وخلال زياراته للولايات المتحدة، كانت سفارة مصر في واشنطن تراعي أنه نجل رئيس الجمهورية وتجنبه التعرض لمواقف حرجة، وتقدم له الخدمات والمجاملات المعتادة والعادية التي تقدمها السفارة لشخصيات المجتمع المدني المصرية التي تزور واشنطن. ولم يكن يطلب أكثر من ذلك، كما أنه لم يكن يحظى بأي معاملة استثنائية، أو يتم التعامل معه كشخصية رسمية، وأقصى صفة رسمية تم التعامل بها معه كانت باعتباره قيادياً في الحزب الحاكم.

ومع تجنب السؤال رسمياً عن مستقبله، لوحظ تنامي اهتمام المسؤولين الأميركيين بترتيب لقاءات مع جمال مبارك لتقييم توجهاته السياسية، أو لنقل رسائل غير رسمية لوالده.

وفي مايو (أيار) 2006، زار جمال مبارك الولايات المتحدة لتجديد رخصة طيرانه. وكما كان يفعل باستمرار، طار من القاهرة إلى مطار دالاس في واشنطن، ثم استقل طائرة في رحلة طيران داخلية إلى وجهته ثم اتخذ المسار نفسه في طريق عودته إلى مصر. وكان جمال مبارك يتصل بي عادة قبل وصوله إلى واشنطن، في طريق الذهاب والعودة. وفي زيارته تلك، تلقيت اتصالاً هاتفياً من مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي يطلب فيه مقابلة مبارك الابن عندما يصل إلى واشنطن في طريق عودته إلى القاهرة.

ونظراً إلى أن هذه المقابلة اتخذت طابعاً رسمياً، لأنني تلقيت طلباً بها من مسؤول أميركي، وبعد الحصول على إذن من الرئيس مبارك، رتبت الاجتماع، وذهبت مع جمال لمقابلة هادلي. ولم يكن هناك أي شيء سري في اللقاء. وكانت أغلب الأسئلة التي طرحها هادلي تتعلق بتطوير الحزب الوطني ودور القطاع الخاص في مصر. مع ذلك، سبّبت هذه الزيارة مهاترات عديدة وواسعة في القاهرة مع نشر تقارير إعلامية عما وصف بأنها المحادثات السرية التي أجراها جمال خلال وجوده في واشنطن. وزادت حدة الشائعات عندما قال البيان الصادر عن البيت الأبيض إن جمال مبارك كان في أميركا لتجديد رخصة طائرته وليس رخصة طيرانه. وتلقيت اتصالات هاتفية عديدة من وسائل الإعلام المصرية تسأل لماذا لم أصدر بياناً عن الاجتماع كما فعل البيت الأبيض، وكان ردي في ذلك الوقت وكما الحال دائماً: «أنا لا أصدر بيانات عن مقابلات المواطنين المصريين غير الرسميين في أميركا»، وأضفت أن «الأمر متروك لتقدير البيت الأبيض وللطرف المصري الآخر في اللقاء لإصدار بيان من عدمه». حينها أدركت أن الأميركيين باتوا يتعاملون مع جمال مبارك بصورة أكثر جدية، على الرغم من عدم طرح أي أسئلة مباشرة عن مسألة خلافة الرئيس.

وبعد عامين، وفي 2008 تحديداً، تلقيت اتصالاً هاتفياً غاضباً من الرئيس مبارك متحدثاً عن الهواة ومعدومي الخبرة من المسؤولين الأميركيين، الذين يعتبرون جمال خليفة له في الرئاسة. وبحرص، هدأتُ الرئيس لكي أفهم منه سبب غضبه، وأشار إلى وصول دعوة أميركية إلى جمال لزيارة البيت الأبيض ومقابلة الرئيس بوش. وبطريقة مهذبة، لكن صريحة، قلت له إنه لا فكرة لدي أبداً عن الدعوة واقترحت عليه سؤال جمال عنها. وبهدوء غيّر مبارك مجرى الكلام، وقال إن بوش أرسل الدعوة إلى جمال. وسألني عن كيفية التعامل معها. وبعدما تلقيت صورة من الدعوة من الرئيس، أدركت أنها كانت رسالة مكتوبة بخط اليد على أوراق بوش الشخصية.

وخلال دقائق عاد مبارك واتصل بي مرة أخرى وسألني عن رأيي، فأبلغته بأنها دعوة شخصية من حيث الشكل والمضمون، لذلك فإن قبولها أو رفضها يجب أن يكون من جانب جمال، وإن الزيارة إذا تمت فيجب أن تكون «زيارة شخصية»، حيث يلتقي جمال بمضيفيه من دون مرافقة أي مسؤول مصري من السفارة في واشنطن، فتريث الرئيس في الرد وأبلغني بأنه سيعاود الاتصال لاحقاً.

وبعد يومين، اتصل بي مبارك مجدداً، وقال إن جمال سيأتي إلى أميركا في «زيارة شخصية»، مشدداً على أنه يريد مني تحديد ما أعنيه بإجراءات زيارة شخصية، وبالتحديد التعامل معه بالمطار. وبدا في هذه المكالمة كأب وهو يسأل عن الجوانب اللوجيستية للزيارة. وشرحت له أن المساعدة التي ستقدمها السفارة ستكون فقط في حدود ترتيبات التنقلات بين المطار والفندق، كجزء من إجراءات المجاملة التي تقدمها السفارة لأي شخصية عامة مصرية تأتي لزيارة أميركا. وأوضحت له أن حصول أي مسافر على معاملة دبلوماسية في المطارات الأميركية يحتاج إلى حمله تأشيرة سفر دبلوماسية، أما في غير هذه الحالة فإن الشخص سيتلقى معاملة عادية، وقد يتعرض للتفتيش الذاتي من جانب رجال الأمن في المطارات.

وتمت الزيارة كما كان مخططاً لها من دون مشاركة من السفارة المصرية. وبعد انتهاء اجتماعاته مع بوش ونائبه ديك تشيني، وربما بعض المسؤولين الأميركيين الآخرين، اتصل بي جمال وطلب مقابلتي قبل عودته إلى مصر بعد ظهر اليوم التالي، فدعوته إلى الغداء في أحد مطاعم ميريلاند، ولم أسأله عن الاجتماعات، كما لم يتحدث هو عنها بالتفصيل، واكتفى بالقول إن الأميركيين طرحوا أسئلة عامة عن مستقبل مصر وليس عن أي شيء محدد. بالخبرة أدركت أن الأميركيين كانوا يريدون تقييمه.

وبعد أيام قليلة من الزيارة، تراجع الحديث داخل مجتمع مراكز الأبحاث الأميركية، أو على الأقل داخل المؤسسات البحثية المحترمة، عن خلافة جمال مبارك المحتملة لوالده. بالنسبة لي، كان الأمر بمثابة إشارة إلى أنه في حين كان الأميركيون يميلون إليه باعتباره شخصية ليبرالية مدنية، فإنهم بعد اللقاء أدركوا أنه لن يكون قادراً على إدارة دولة معقدة مثل مصر، في بيئة مضطربة مثل الشرق الأوسط، وأن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط أكبر من أن تتم المخاطرة بها من أجل القيم الليبرالية. وأصبحوا يميلون إلى وجود مرشح قوى لخلافة مبارك يمكنه حماية مصالحهم في المنطقة، أياً كانت توجهاته.

وكان آخر الاحتمالات لخلافة مبارك بالنسبة للأميركيين يتمثل في جماعة «الإخوان المسلمون» وليس شخصاً محدداً. فقد أصبحت الإدارة الأميركية في عهد بوش، وبعده باراك أوباما، متقبلة لفكرة الإسلام السياسي، باعتباره مكوناً لا غنى عنه في المشهد السياسي بالشرق الأوسط. وباستثناء المحافظين الجدد، فإن كل أميركا في تلك اللحظة كانت مستعدة لاستيعاب الإسلاميين من دون دعمهم بشكل كامل. وازداد عدد أعضاء «الإخوان المسلمين» الذين يترددون على مراكز الأبحاث الأميركية ويشاركون في مؤتمرات حول أوضاع الشرق الأوسط، وأغلبها كان يعقد في قطر.

وتطورت علاقة السفارة الأميركية في القاهرة مع «جماعة الإخوان». فمنذ أوائل الثمانينات، ومع بداية حكم مبارك، بدأ اتصال السفارة بالجماعة عبر عناصر المخابرات، وبعد ذلك بدأت تختبر الموقف بشكل عرضي من خلال الدبلوماسيين التقليديين. وبمجرد قبول أوراق مرشحي الجماعة في انتخابات البرلمان المصري عام 2000، تغير الوضع وبدأ توجيه الدعوات للإخوان لحضور لقاءات في السفارة بشكل رسمي. المفارقة أن الحكومة المصرية التي تجاهلت الاتصالات الأولية بين السفارة والجماعة، بدأت تشكو منها عندما ازدادت اتصالات أعضاء البرلمان المرتبطين بالجماعة بالسفارة.

هذا التطور الجديد عزز نظريات المؤامرة لدى القيادة المصرية الأشد حساسية، في ظل تنامي حضور الإخوان السياسي. وأصبحت علاقة أميركا بالجماعة مصدر غضب للرئيس مبارك الذي أصبح أكثر تشككاً في نوايا الأميركيين. وازدادت الشكوك المصرية مع تصاعد دعوات الرئيس بوش إلى الإصلاح السياسي في مصر، وضرورة تغيير أنظمة الحكم في أماكن أخرى. وخلال سنواتي الأخيرة كسفير في واشنطن، زار مسؤولون مصريون كبار واشنطن بشكل متكرر، لسؤال الأميركيين مباشرة عن علاقاتهم بالإخوان. وعندما استقبل بوش رئيس الوزراء أحمد نظيف في المكتب البيضاوي في مايو (أيار) 2005، سأل الأخير الرئيس الأميركي عن الاتصالات مع الإخوان. وكان الأميركيون يراوغون وينفون وجود أي تقارب مع الجماعة، وهو أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة.

بعد ذلك أصبح ملف الإخوان حاضراً على جدول أعمال أي مسؤول مصري يزور أميركا. وكانت برقياتي للقاهرة تؤكد باستمرار أن واشنطن في الواقع لديها قنوات اتصال مع الإخوان. وأعدت تأكيد أن أميركا غيّرت طريقة تعاملها مع الدول الصديقة بعد الإطاحة المفاجئة بحكم الشاه في إيران عام 1979، فبدأت تتواصل مع الجميع. ونتيجة ذلك وبعد وقت قصير من زيارة نظيف لواشنطن عام 2005، عقد مبارك اجتماعاً رفيع المستوى مع المسؤولين المصريين، الذين زاروا الولايات المتحدة لمناقشة علاقة أميركا بالإخوان. كان مبارك منزعجاً جداً من التناقض بين الموقف الأميركي المعلن بعدم التواصل مع الإخوان، والاتصالات القوية السرية بينهما. وأمر مبارك السفير سليمان عواد الذي كان يشغل منصب المتحدث باسم الرئاسة، أن يتصل بي بشكل عاجل ويطلب مني إرسال مذكرتين؛ الأولى بشأن العلاقات بين أميركا والإخوان، والثانية كانت خاصة بالتعاون العسكري. وعندما سألته عن سبب العجلة في هذا الطلب، قال إن الرئيس يريد أن يناقش مع المسؤولين المصريين تقييمي لهذه العلاقة إلى جانب معلومات أجهزة المخابرات المصرية حولها.

والحقيقة أن قراءتي العامة للموقف الأميركي أثناء حكم الرئيس بوش الابن تجاه القيادة المصرية، وقبل عشر سنوات من خروج مبارك من الحكم، كانت تشير إلى أن الأميركيين كما هم دائماً نفعيون للغاية. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، ووصول مبارك إلى سن 72 عاماً، كانت أميركا تستعد لمرحلة ما بعد مبارك. ولإنجاز هذه المهمة، بدأ الأميركيون يتابعون أي مرشح محتمل لخلافة مبارك ويمكنه حماية مصالحهم، بغض النظر عما إذا كان ديمقراطياً أم لا. وكان هذا هو سبب تفضيلهم لعمر سليمان على كل من عمرو موسى وجمال مبارك.

وكانوا يرون أنه في حال عدم وجود مرشح من المؤسسة الأمنية، سواء من الجيش أو الشرطة، فستكون أمام جماعة الإخوان فرصة جيدة للوصول إلى السلطة بفضل قدرتها على الحشد وقاعدتها الشعبية الواسعة. وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الرئيسين كلينتون وبوش يتابعان ثم يتقربان بحذر من الجماعة.

لعنة العسكر فى التمديد والتوريث تطارد الشعب المصرى!! هل يفلح محمود السيسى فيما فشل فيه جمال مبارك؟! هل يطلُ مخطط التوريث برأسه مرة أخرى؟!


لعنة العسكر فى التمديد والتوريث تطارد الشعب المصرى
!!
هل يفلح محمود السيسى فيما فشل فيه جمال مبارك؟!

هل يطلُ مخطط التوريث برأسه مرة أخرى؟!


استوقفنى شاب فى نهاية الثلاثينيات من العمر:

هل انت د. القزاز؟

 نعم.

لكن شكلك تغير.

السن وحكمه.

لا.. بل الظلم وعمايله..

عقدت الدهشة لسانى. تسمرت فى مكانى. توقف عقلى عن التفكير والرد. يبدو انه لاحظ اندهاشى. انفجر مستغلا صمتى: مش حرام عليك اللى عملته فى الرئيس د. محمد مرسى، دم رابعة فى رقبتك.. اللى وقفت معاه مارحمكش.. وحسنته الوحيدة معاك وامثالك انه سجنكم.. يا اللا.. دوقوا.. اديكم مارضيتوش بمرسى ولا جمال مبارك.. أهو جاى لكم محمود ابن عبدالفتاح السيسى يشكمكم.. ويعلمكم الأدب اكتر واكتر.. المرة دى مش هتقدروا تقولوا "كفاية" ولا "لا للتمديد لا للتوريث" ولا ارحل يامرسى. الرئيس مرسى اعتمد على الاخوان مانفعهوش.. جمال مبارك اعتمد على الامريكان مانفعهوش.. ده بيعتمد على الأقوى.. على اسرائيل، كل شويه عنديهم بترتيبات.

 كلماته طلقات رصاص سريعة كسرعة طلقات البندقية الآلى، لم استطع ايقافها والرد عليها. أنهى كلامه" تقدر تعمل حاليا اللى كنت بتعمله ايام مبارك والدكتور مرسى!!  أجبت بسرعة دون أن أدرى: لا. تركنى وانصرف وهو يدعو لى باتقاء الله فى أيامى الأخيرة، ولا أعرف ان كان يواسينى او يشمت فى وهو يشد انتباهى لضعف بصرى.

لا أنكر ان المفاجأة قيدت خطواتى، وجعلتنى اتكأ على سور حجرى، عليه بقعة شمس مسروقة من ضباب الشتاء القارس وظلمة النهار. حاولت استعادة ذهنى وترتيب افكارى. النتيجة ان البدايات متشابهة للواء محمود عبدالفتاح السيسى والسيد جمال مبارك، الفارق ان محمود السيسى توجه للخارج مباشرة وجمال مبارك توجه للداخل. كون جمال مبارك شلة من أصدقائه معاونين له، عمدت على اقصاء والده وإدارته إقصاءً ناعما، وحكمت باسمه الدولة. بات مبارك الرئيس الصورى وأصبح ابنه جمال الرئيس الفعلى، بعدما توسعت سلطات جمال مبارك وتغلغل نفوذه في مفاصل الدولة صار هدفا سهلا لنيل المعارضة منه نكاية فى والده. توالى الخراب، ثم كانت ثورة  25 يناير 2011 ، بعد ثلاثين عاما زال ملكهم، وأدينوا في قضية مخلة بالشرف بحكم قضائى.

فى هذه الأوضاع البائسة مصر لا تحتمل ثورة ولا تحتمل سياسات النظام الحاكم. ولأننى من المؤمنين بأن التاريخ يكرر نفسه مهما تغيرت الأزمنة إذا تشابهت الظروف فى الظلم، أرى أن الانفجار قادم سواء فى ثورة أو انقلاب أو انتفاضة شعبية أو انفلات أمنى وفوضى.

شواهد الانفجار كالبركان لايُعرف موعده، وشواهده؛ ارتفاع الأسعار وزيادة الفقر، عسكرة الحياة المدنية وتحميل الجيش ما لا يطيق، مما قد يؤدى إلى قطيعة ومواجهة -لا قدر الله- بينه وبين الشعب، بالرغم من أن الجيش جيش الشعب، والشرطة شرطة الشعب والقضاء قضاء الشعب، بعبارة أخرى كلهم أبناء هذا الشعب، يعملون لصالحه ولم يأتوا من خارجه. زيادة مستنقع الديون الخارجية والداخلية لدرجة تغرق مصر فيه، فتخسر استقلالها وحرية قرارها. التفريط فى الأرض والنهر. تجريد المصريين من ممتلكاتهم الخاصة والعامة، وفرض الأتاوات تحت مسمى المصالحات، ونقص الخدمات، وصفحات التواصل الاجتماعى تعج بالكثير ألما وشكوى. والأخطر أو المعجل بالانشطار النووي والانفجار الشعبى، هو ولوج اللواء محمود عبدالفتاح السيسى من ثقب الباب خلسة لصدارة المسرح السياسى وتوليه أو الاستيلاء على الملف الأمنى مع العدو الإسرائيلى لمصر (اتمنى ان ينفى او يوضح متحدث رئاسة الجمهورية ما ينشر). قد يكون محمود السيسى مؤهلا مهنيا لما يقوم به لكن فى النظام الحمهورى ظهور ابناء الرؤساء بخطى واسعة عن احجامهم غير وارد، ونذير شؤم على ابائهم وعلى استقرار دولهم، فابن الرئيس ليس بوريث ولا ولى عهد الرئيس يقوم بمهام نيابة عنه كما في النظام الملكى. فى الجمهوريات الغربية التوريث غير موجود، ونحن نرفضه، وكما قال احمد عرابى زعيم الثورة العرابية -أو لم يقلها كما يدعى البعض- للخديوى توفيق، فها نحن أحفاده نقولها، ونضيف عليها بملء الفم عن رضا وقناعة وتحمل النتائج مهما كانت: "نحن لسنا تراثا ولا عقارا ولن نورث بعد اليوم حتى لو كنا فى السجون أو داخل القبور، وما الحياة إلا لحظة حرية بكرامة".

لماذا لم يتعلم الحكام العرب الدرس ممن سبقوهم مباشرة ويصرون على تكرار نفس الخطايا وأكثر؟! هل هو غرور فرعون أم غباء وجهل هتلر؟! هل يستعين محمود السيسى بإسرائيل كما يستعين بها أمراء الخليج لتثبيت نفوذ اسرهم وتوريثهم الحكم؟

 قد لا ينجح الشعب المصرى في حكم نفسه مدنيا ديمقراطيا لكنه ينجح في الإطاحة بمستبديه. مصر ليست مملكة ولا مشيخة صنعتها الامبرياليات الغربية في غفلة من الزمن تتحكم فيها وتغير عاداتها وتقاليدها ودينها، مصر أقدم دولة وأعرق حضارة في التاريخ وان عانت. مصر هِبِة المصريين وليست هبة بريطانيا ولا أمريكا ولا فرنسا.

الوضع أخطر مما يتصوره عاقل، والمجتمعات المنقسمة على نفسها لا تعرف الثورات الهادفة، بل تعرف معارك الثأر والانتقام وتصفية الحسابات. ولخطورة الوضع يرى د. حسن نافعة أن الحل الآمن يأتي بالتغيير من داخل النظام تجنبا للفوضى، وقد يكون بنى موقفه (افتراضية منى؟) على مبادرة المشير السيسى في الاحتفالية الرابعة (يناير 2022) لشباب العالم بعمل حوار داخلى مع القوى المدنية. الحوار الجاد مطلوب بين مكونات الشعب، لتشخيص الوضع والاعتراف بالأخطاء، وصياغة عقد اجتماعى جديد، يحدد طريقة الحكم، يكون الجيش جزءً منه لا مسيطرا عليه. هذا الطرح لن تقبله السلطة لثلاثة أسباب: الأول أنها تحتكر الحقيقة والصواب وتعشق العناد ولديها غرور القوة، والثانى وجود الانقسامات الحادة في المجتمع بل وفى الحزب الواحد، ثالثا النخب المضَلِلة أصحاب المصالح في كل زمان ومكان. السببان الثانى والثالث يمكن تخطى عقبتهما لو كانت السلطة جادة في حوار منقذ، وعقد اجتماعى جديد، وديمقراطية حقيقية محدودة المدة ومحددة الفترة تسمح لأى مواطن بالترشح للرئاسة سواء ابن العامل البسيط في الأرض أو ابن الرئيس الأجير عند الشعب.

أعرف أنه نظام عنيد لا يستجيب إلا لوحيه، وهو المسؤول الأول والأخير عن الخنقة التى ستفجر الدولة عاجلا أو آجلا، وله في مصير مبارك عظة وعبرة.. ينتفض الشعب وإن أخفق يستلم الجيش.. تغيير رأس برأس. الجيش عرفناه وطنيا لاينحاز لأفراد حتى وان كان القائد الأعلى للقوات المسلحة. اللهم احفظ مصر وشعبها، واهدنا جميعا سواء السبيل.

 #المقاومة_هى_الحل

د. يحيى القزاز

رابط الموضوع

https://www.masafapress.com/2022/01/blog-post_601.html

محور الشر .. التحالف المتنامي بين القاهرة وباريس الذى وصل الى العملية سيرلى لقتل المدنيين فى صحراء مصر الغربية بزعم انهم ارهابيين وفرض منظومة تجسس واسعة النطاق ضد المصريين أدى إلى تنسيق كبير في السياسة الخارجية وتداعيات سياسية واقتصادية خطيرة في كل من مصر وفرنسا

رابط التقرير

مركز كارنيغي للشرق الأوسط - مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي '- 'الأمريكي'':

محور الشر .. التحالف المتنامي بين القاهرة وباريس الذى وصل الى العملية سيرلى لقتل المدنيين فى صحراء مصر الغربية بزعم انهم ارهابيين وفرض منظومة تجسس واسعة النطاق ضد المصريين أدى إلى تنسيق كبير في السياسة الخارجية وتداعيات سياسية واقتصادية خطيرة في كل من مصر وفرنسا


في الحادي والعشرين من نوفمبر ، قامت المنظمة الفرنسية غير الحكومية Disclose بتسريب مجموعة من الوثائق الاستخبارية والعسكرية الفرنسية السرية ، والتي كشفت عن تحالف واسع بين الدولة الفرنسية والحكومة المصرية. كشف التسريب ، الذي أطلق عليه اسم " جريدة مصر " ، عن كشفين رئيسيين: الأول يتعلق بعملية سيرلي ، التي بدأت في 13 فبراير 2016 ، في الصحراء الغربية بالقرب من الحدود الليبية. وبحسب الوثائق ، فإن ضباط المخابرات والطيارين والفنيين الفرنسيين اندمجوا في صفوف القوات المسلحة المصرية بهدف معلن هو محاربة المسلحين المشتبه بهم الذين تسللوا إلى حدود 1200 كيلومتر مع ليبيا. 

وفقًا للوثائق الفرنسية المسربة ، أدت العملية أيضًا إلى انتهاكات لحقوق الإنسان ، والتي أكدتها أيضًا تقارير وسائل الإعلام المحلية التي وثقت حالة قتل فيها ثلاثة مدنيين في غارة جوية في الصحراء الغربية في يوليو 2017 وكذلك مقتل 21 مكسيكيًا . سائح في عام 2015 ، أيضًا في غارة جوية في الصحراء الغربية. يدور الكشف الثاني حول نشر أنظمة المراقبة الإلكترونية المتقدمة للغاية Nexa Technologies و Ercom و Suneris و Dassault Systèmes - وكلها شركات فرنسية. تمت الموافقة على البيع ، في عام 2014 ، من قبل وزارة الاقتصاد الفرنسية ، برئاسة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في ذلك الوقت. 

يقوم التحالف بين الدولة الفرنسية والحكومة المصرية على مجموعة معقدة من المصالح المالية ، وأهداف السياسة الخارجية الموازية ، والصلات الأيديولوجية. وعلى وجه الخصوص ، تشمل هذه المصالح المالية المشتركة صفقات أسلحة ضخمة بين القاهرة وباريس. بين عامي 2016 و 2020 ، زادت صادرات الأسلحة الفرنسية بنسبة 44 في المائة مقارنة بالفترة 2011-2015 ، حيث حصلت مصر على 20 في المائة من صادرات الأسلحة الفرنسية - مما يجعلها ثاني أكبر عميل للأسلحة الفرنسية بعد الهند. كانت أغلى عمليات الشراء حتى الآن هي طائرات رافال الفرنسية ، التي تم شراؤها في صفقتين كبيرتين للأسلحة في عامي 2015 و 2021 ، بقيمة 5.2 مليار يورو .و 4.5 مليار يورو على التوالي. وتجدر الإشارة أيضًا إلى هيكل صفقات الأسلحة هذه: يتم تمويل بعض أكبر عمليات نقل الأسلحة من خلال قروض فرنسية ، بما في ذلك قرض بقيمة 3.2 مليار يورو في عام 2015 بالإضافة إلى قرض لم يتم الإفصاح عنه لتمويل آخر صفقة بقيمة 4.5 مليار يورو في عام 2021 . طبيعة النظام الضريبي المصري ، حيث تتحمل الطبقات الدنيا والمتوسطة العبء الضريبي ، يعني أن هذا الترتيب ينقل بشكل فعال الثروة من الطبقات الدنيا والمتوسطة إلى صناعة الأسلحة الفرنسية.

وهذا يعني أيضًا أنه إلى جانب الأرباح من صفقات الأسلحة ، فإن مدفوعات الفائدة توفر وسيلة أخرى للربح للدائنين الفرنسيين ، بما في ذلك الدولة الفرنسية. انعكست أهمية صفقات السلاح هذه للدولة الفرنسية في هيمنة الجيش الفرنسي ، وليس وزارة الخارجية الفرنسية ، في إدارة علاقة الدولة بالحكومة المصرية.   

لا يقتصر هذا النمط من التمويل على صفقات الأسلحة ، حيث استثمرت فرنسا 4.6 مليار يورو في مشاريع البنية التحتية للحكومة المصرية. تم التوقيع على الصفقة في 14 يونيو ، وتشمل 800 مليون يورو في شكل قروض حكومية ، و 1 مليار من الوكالة الفرنسية للتنمية ، ووكالة التنمية الفرنسية ، و 2 مليار يورو في شكل قروض بنكية بضمان الدولة الفرنسية. سيتم تنفيذ المشاريع من قبل شركات فرنسية.

بالإضافة إلى تسهيل تدفقات رأس المال وتحويل الثروة إلى فرنسا ، تمتلك فرنسا ومصر أهدافًا متشابهة في السياسة الخارجية ، وعلى الأخص في ليبيا. قدم كلا الحزبين الدعم للجنرال الليبي ، والمرشح الرئاسي الآن ، خليفة حفتر في جهوده لانتزاع السلطة من حكومة الوفاق الوطني في طرابلس ، التي كانت في ذلك الوقت الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس (بين 2019- 2020). أدت هذه السياسة ، من بين عوامل أخرى ، إلى تفاقم الحرب الأهلية في البلاد وشجعت الجنرال على محاولة الاستيلاء على طرابلس بالقوة ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى نتائج عكسية .نتيجة للتدخل التركي المكثف في يناير 2020. كما يعارض الحليفان بشدة الوجود التركي في ليبيا ؛ بعد هزيمة حفتر في طرابلس ، هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري المباشر وأعلن أن أي محاولة من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا للسيطرة على مدينة سرت ستكون بمثابة تجاوز للخط الأحمر بالنسبة للأمن القومي المصري. وردد ماكرون هذا الشعور ، حيث صرح في يونيو 2020 أن فرنسا "لن تتسامح مع دور تركيا في ليبيا" ، ودعا تركيا إلى سحب قواتها. وتجدر الإشارة ، مع ذلك ، إلى أن العلاقات المصرية التركية أظهرت منذ ذلك الحين بوادر تحسن. على الرغم من تهدئة التوترات هذه ، إلا أن تركيا رفضت ذلك دعوات السيسي وماكرون لسحب القوات الأجنبية من ليبيا. نتائج التقارب لا تزال غير واضحة ، وتخفيف المواقف لا يزال يلوح في الأفق.

أخيرًا ، أظهر كل من ماكرون والسيسي تشابهًا أيديولوجيًا ملحوظًا فيما يتعلق برغبتهم في "إصلاح" الإسلام ، وبالتالي ، معارضتهم الشديدة للإسلام السياسي. ومن المثير للاهتمام أن كلاهما يهدف ، في سياقات مختلفة ، إلى ملاءمة الخطاب الإسلامي المُسيَّس وإخضاعه لسيطرة الدولة. على سبيل المثال ، في أكتوبر 2020 ، وصف الرئيس ماكرون الإسلام بأنه "دين في أزمة" ، بينما أعلن نية حكومته إصدار قانون لمكافحة "الانفصالية الإسلامية". تلا ذلك صدور قانون في كانون الأول (ديسمبر) ، عزز ذلك إشراف الدولة على المدارس والمساجد والأندية الرياضية ، مما سمح للمسؤولين الحكوميين بإغلاق المساجد وحل المنظمات الدينية دون أمر من المحكمة. على الرغم من أن الإسلام لم يذكر صراحةً في القانون ، فليس هناك شك في أنه يستهدف المسلمين الفرنسيين. يجب النظر إلى هذا التغيير في السياسة في سياق المنافسة المتزايدة بين ماكرون واليمين المتطرف في مجال السياسات النووية - وبشكل أكثر تحديدًا تلك التي تتعلق بالهجرة والأقليات ومكان الإسلام والمسلمين في فرنسا. من ناحية أخرى ، قام الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًادعا إلى التجديد الإسلامي في محاولة لترسيخ سيطرة الحكومة على الخطاب الديني والقضاء على المراكز الاجتماعية المتنافسة: الأزهر ، المؤسسة الدينية الرائدة في البلاد. يمكن فهم محاولات الحكومة لفرض سيطرتها على الخطاب الديني في سياق محاولتها لمركزية السلطة الاجتماعية وخلق نسخة من الإسلام ترعاها الدولة وترسخ في روح اجتماعية محافظة بشدة. على الرغم من اختلاف السياق ، فإن هذا التطابق الأيديولوجي لافت للنظر ، لأنه يوضح جزئيًا التبرير الأيديولوجي للدعم الفرنسي لحكومة ذات سجل فظيع من انتهاكات حقوق الإنسان.

قد تهدد تداعيات التحالف بين ماكرون والسيسي الاستقرار الإقليمي طويل المدى لكل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا. إن الدعم الفرنسي للحكومة المصرية لا يقلل من القمع ويساهم في إفقار الطبقات المتوسطة والفقيرة في مصر. من المهم أيضًا ملاحظة أن التحالف بين السيسي وماكرون جزء من سياسة أوروبية أوسع، مع دول مثل إيطاليا وألمانيا تتبع إجراءات متشابهة جدًا من حيث صادرات الأسلحة والمعاملات المالية ، وإن كان ذلك بطريقة أقل وضوحًا. إذا استندت هذه العلاقات إلى سياسة تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان والضغوط الاقتصادية ، فلن تؤدي إلا إلى زيادة الاضطرابات الاجتماعية والتطرف العنيف وربما تشجع تدفق اللاجئين بسبب تفاقم القمع وتدهور الظروف المعيشية.

مؤامرة اوروبية لمحاولة تحسين صورة الديكتاتور عبدالفتاح السيسى يقودها الرئيس الفرنسى ماكرون التي تترأس بلادة حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ مع الاتحاد الأوروبي الذي صدع رؤوس شعوب العالم ببياناته التهريجية التي ينتقد فيها استبداد السيسى

رابط تقرير الصحيفة

مؤامرة اوروبية لمحاولة تحسين صورة الديكتاتور عبدالفتاح السيسى يقودها الرئيس الفرنسى ماكرون التي تترأس بلادة حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ مع الاتحاد الأوروبي الذي صدع رؤوس شعوب العالم ببياناته التهريجية التي ينتقد فيها استبداد السيسى

قدم مقترح عرض مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومصر لرئاسة منظمة دولية مؤثرة تعمل على صياغة السياسات العالمية لمكافحة الإرهاب ''المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب'' (GCTF) بعد ان وضع الاتحاد الأوروبي التعاون الأمني مع نظام استبدادي ذي مصلحة جيوسياسية في الحرب العالمية على الإرهاب على أنه أكثر أهمية من الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية وسيادة القانون

حكومة السيسي استخدمت ذريعة مكافحة الإرهاب لمنح قوات الأمن العنان لقمع كل المعارضة بما في ذلك المعارضة السلمية مع إفلات شبه مطلق من العقاب على الانتهاكات الجسيمة فكيف تتولي دور قيادي في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب فى خطوة سياسية خطيرة للغاية ومحفوفة بالمخاطر بالسماح لدولة لها تاريخ مشين في انتهاك قانون مكافحة الإرهاب محليًا بتشكيل قانون مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي


يخطط الاتحاد الأوروبي لتقديم عرض مشترك مع مصر لقيادة منظمة دولية مؤثرة تعمل على صياغة السياسات العالمية لمكافحة الإرهاب.

وافق المسؤولون في بروكسل الأسبوع الماضي على محاولة الاتحاد الأوروبي ومصر للمشاركة في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) ، على الرغم من الأدلة الموثقة على نطاق واسع على انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر واستخدام سلطات مكافحة الإرهاب في البلاد منذ احتجاز الرئيس عبد الفتاح السيسي. السلطة في عام 2013.

اقترحت فرنسا ، التي تترأس حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي ، هذا العرض ، في 11 يناير ، بعد يوم واحد من إعلان الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومقرها القاهرة أنها أُجبرت على الإغلاق بسبب اضطهاد الحكومة.

قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وهي إحدى آخر مجموعات حقوق الإنسان المستقلة العاملة في مصر ، إنها علقت أنشطتها بسبب "غياب الحد الأدنى من سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان".

وقالت إن عمالها تعرضوا للاعتقال والترهيب والاعتداء الجسدي من قبل قوات الأمن.

قال أحمد مفرح ، محامي حقوق الإنسان المصري ومدير لجنة العدل ومقرها جنيف ، لموقع Middle East Eye إن العرض المقترح يبدو وكأنه محاولة من الاتحاد الأوروبي "لمساعدة نظام السيسي في تجميل صورته".

وقال إنه يشير إلى استعداد بعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي لغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان على الرغم من المخاوف التي أثيرت في الأمم المتحدة  بشأن انتهاك مصر لقوانين مكافحة الإرهاب.

وقال مفرح: "إن ترشيح مصر لرئاسة أي منتدى دولي لمكافحة الإرهاب هو استهزاء بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر المرتكبة تحت ستار الحرب على الإرهاب".

وفقًا لمذكرة مجلس الاتحاد الأوروبي المؤرخة 11 يناير والتي نشرتها Statewatch ، تم طرح العرض المشترك المقترح لأول مرة من قبل أعضاء السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ، خدمة العمل الخارجي الأوروبي (EEAS) ، في اجتماعات فريق عمل الاتحاد الأوروبي حول الإرهاب في أكتوبر و شهر نوفمبر.

"شريك منذ فترة طويلة"

وقالت المذكرة: "بصفته رئيسًا مشاركًا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ، يمكن للاتحاد الأوروبي المساعدة في تشكيل جدول أعمال السياسة والممارسات الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز قيم الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب".

وقال إن مصر أعربت عن اهتمامها بتقديم عرض مشترك وكانت "شريكًا منذ فترة طويلة للاتحاد الأوروبي والرئيس المشارك لمجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول بناء القدرات في شرق إفريقيا".

وقالت إن مسؤوليات الرؤساء المشاركين ستشمل "توفير التوجيه الاستراتيجي الشامل وإدارة أنشطة المنتدى".

تم وضع علامة "محدود" على المذكرة ، مما يعني أن المستند يعتبر حساسًا وليس للنشر.

تمت الموافقة على العرض في 12 يناير من قبل لجنة مجلس الاتحاد الأوروبي المكونة من ممثلين دائمين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.

أكد بيتر ستانو ، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي ، يوم الجمعة لميدل إيست آي أن الاتحاد الأوروبي ومصر قدما عرضًا مشتركًا لرئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن يسجل المرشحون المحتملون لهذا الدور اهتمامهم بنهاية هذا الأسبوع.

سيختار أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الرؤساء المشاركين التاليين في اجتماع في شهر مارس مع بدء المرشحين المختارين فترة عملهم في سبتمبر. الرئيسان المشاركان الحاليان هما كندا والمغرب.

تأسس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في نيويورك في سبتمبر 2011 واشترك في رئاسته في البداية الولايات المتحدة وتركيا. لقد لعبت دورًا مؤثرًا في تشكيل اتجاه وتطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم على مدار العقد الماضي.

تضم الدول الأعضاء الثلاثين أيضًا روسيا والصين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن والجزائر ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا والعديد من الدول الأوروبية الفردية.

قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي ستانو: "يولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة لاتخاذ إجراءات متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب. وتستند هذه المبادرة إلى تعاون الاتحاد الأوروبي السابق مع مصر في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب كرؤساء مشاركين لمجموعة عمل بناء القدرات في شرق إفريقيا خلال الفترة الماضية. أربع سنوات.

"الإرهاب تحدٍ مشترك على جانبي البحر الأبيض المتوسط. إن مكافحة هذا التهديد مع الاحترام الواجب لحقوق الإنسان والقانون الدولي هو التزام مشترك منصوص عليه في أولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر".

وهي تعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة لتعزيز استراتيجية المنظمة العالمية لمكافحة الإرهاب.

قال جافين سوليفان ، قارئ في القانون الدولي لحقوق الإنسان في كلية إدنبرة للحقوق وخبير قانوني في قضايا مكافحة الإرهاب العالمية ، لموقع ميدل إيست آي إن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب قد لعب دورًا متزايد الأهمية في تشكيل القانون الدولي لمكافحة الإرهاب مع القليل من المساءلة أو النقاش.

"إن السماح لمصر بتولي دور قيادي في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب هو خطوة سياسية خطيرة للغاية ومحفوفة بالمخاطر. وقال سوليفان: "سيسمح لدولة لها تاريخ مثبت في انتهاك قانون مكافحة الإرهاب محليًا بتشكيل قانون مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي".

إنه يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يضع التعاون الأمني مع نظام استبدادي ذي مصلحة جيوسياسية في الحرب العالمية على الإرهاب على أنه أكثر أهمية من الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية وسيادة القانون - وكلاهما من القيم الدستورية الأساسية للاتحاد الأوروبي. "

تشارك مصر والاتحاد الأوروبي حاليًا في رئاسة مجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بشأن بناء القدرات في شرق إفريقيا ، والتي شمل عملها "تشجيع تنفيذ الممارسات الجيدة لممارسة فعالة لمكافحة الإرهاب في قطاع العدالة الجنائية".

كما كانت مصر في السابق رئيسًا مشاركًا مع الولايات المتحدة لمجموعة عمل معنية بالعدالة الجنائية وسيادة القانون.

قال محمد فؤاد أحمد ، مدير وحدة مكافحة الإرهاب في مصر ، في كلمته أمام اجتماع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في أكتوبر: "تعتقد مصر اعتقادًا راسخًا أنه لكي تنجح جهودنا في مكافحة الإرهاب ، يجب علينا اتباع نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف الذي يفضي إلى للإرهاب.

"لا يقتصر ذلك على الإجراءات الأمنية ، بل يمتد أيضًا إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودحض الإيديولوجيات المنحرفة للجماعات الإرهابية".

"العنان لقمع المعارضة"

لكن استخدام الحكومة المصرية لقوانين مكافحة الإرهاب لقمع المعارضة في عهد السيسي تعرض لانتقادات على نطاق واسع.

تم إدراجه في أحدث تقرير عن الإرهاب لوزارة الخارجية الأمريكية من بين الدول التي "أثرت فيها قضايا حقوق الإنسان المهمة على حالة النشاط الإرهابي في البلاد وربما أعاقت سياسات مكافحة الإرهاب الفعالة".

في سبتمبر / أيلول ، قالت هيومن رايتس ووتش إن حكومة السيسي استخدمت ذريعة مكافحة الإرهاب لمنح قوات الأمن "العنان لقمع كل المعارضة ، بما في ذلك المعارضة السلمية ، مع إفلات شبه مطلق من العقاب على الانتهاكات الجسيمة".

كما اشتكى معارضون مصريون يعيشون في أوروبا من تعرضهم للتهديد والتجسس من قبل المخابرات المصرية.

قال معارضون يعيشون في ألمانيا الشهر الماضي لموقع Middle East Eye إن وضعهم ساء منذ أن وقعت الحكومة الألمانية اتفاقية أمنية مع مصر في عام 2017.

في ديسمبر 2020 ، أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا يدعو إلى "مراجعة عميقة وشاملة" لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر ، واستنكر استخدام السلطات المصرية لتشريعات مكافحة الإرهاب ضد نشطاء حقوق الإنسان وخصوم السيسي السياسيين.

أدان أوزليم ديميريل ، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار الألماني ، محاولة الاتحاد الأوروبي مع مصر لقيادة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.

واستشهد ديميريل بالقضية الأخيرة للناشط المصري  حسام منوفي محمود سلام الذي ألقي القبض عليه بعد أن اضطرت الطائرة التي كان يستقلها من السودان إلى اسطنبول للهبوط اضطراريا في الأقصر.

قال ديميريل لموقع Middle East Eye: "نظام السيسي معروف بانتهاكاته لحقوق الإنسان. التعاون مع زعيم الانقلاب والأوليغارشية السيسي هو خيانة لكل أولئك الذين يناضلون من أجل الحقوق الاجتماعية والديمقراطية في مصر".

''يا محاسن الصدف'' .. التاريخ يعيد نفسه

 ''يا محاسن الصدف'' .. التاريخ يعيد نفسه


عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة كانت يوم ''الثلاثاء'' 25 يناير 2011.

وعندما اندلعت جمعة الغضب الحاسمة فى الثورة التى مثلت نهاية نظام الرئيس المخلوع مبارك كانت يوم ''الجمعة'' 28 يناير 2011.

والآن بعد مرور 11 سنة على الثورة يأتي يوم ذكرى ثورة 25 يناير 2011 فى نفس يوم انطلاقها يوم ''الثلاثاء'' 25 يناير 2022.

وتأتي ذكرى جمعة الغضب فى نفس يوم انطلاقها يوم ''الجمعة'' 28 يناير 2022.

توسّع السيسي في هدم المنازل في مصر

رابط تقرير الصحيفة فى حالة تجاوز حجب السلطات


توسّع السيسي في هدم المنازل في مصر


تزامناً مع تنفيذ محافظة القاهرة حملة إزالات موسعة للعقارات في شارع حسين كامل سليم الرئيسي في منطقة ألماظة في حي مصر الجديدة (أحد أحياء العاصمة القاهرة)، وإعلام السكان في الحيين السادس والسابع بمدينة نصر في القاهرة، بإزالة منازلهم المعروفة بـ "البلوكات"، وبناء أبراج جديدة محلها ضمن مخطط لتطوير المنطقة، حان دور أهالي منطقتي المرج وعزبة النخل شرقي العاصمة القاهرة، الذين تبلغوا بشكل غير رسمي من المحافظة البدء في أعمال إزالة منازلهم خلال أسابيع قليلة.

ويقول مصدر مطلع في محافظة القاهرة لـ "العربي الجديد" إن الإزالات المقررة ستطاول عشرات العقارات في منطقتي المرج وعزبة النخل، المطلة على شوارع الشيخ منصور والتروللي وترعة الجبل (غرب السكة الحديد)، ومؤسسة الزكاة، والشهيد، ومحمد نجيب، وعبدالله رفاعي، والمشروع، من أجل البدء في إنشاء محور مروري جديد يربط بين منطقة المرج وميدان رمسيس في وسط القاهرة، بمحاذاة مسار الخط الأول من مترو الأنفاق.

يضيف أنّ حي المرج سيشهد خلال أيام البدء في تنفيذ مخطط تطويري، يتضمن الرصف والتوسعة والإنارة، وفي مقدمتها ترعة الجبل بدءاً من حي المطرية وحتى الطريق الدائري، والشيخ منصور من سور المحطة الغربي وحتى شارع الشهيد، مشيراً إلى أن خطة التطوير تشمل إزالة كوبري محمد نجيب في المرج وعدد من العقارات المجاورة له.

ويكشف أنه من المقرر هدم القصر التاريخي للأميرة نعمة الله توفيق ابنة الخديوي توفيق، وحفيدة محمد علي باشا، الذي يمتد على مساحة كبيرة في المرج تبلغ 16 فداناً تقريباً، وكان ضمن استراحات الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ومنفى للرئيس محمد نجيب بعد فرض الإقامة الجبرية عليه عام 1954، إلا أنه "تحول مع الوقت إلى مكب للقمامة إثر تعرضه للنهب والهدم والحرق مرتين"، بحسب المصدر.

وأرسل أهالي شارع الشيخ منصور بعزبة النخل استغاثة إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أشاروا فيها إلى أن "الشارع يبلغ عرضه حوالي 8 أمتار، ولا يشهد أي نوع من الكثافة المرورية. إلا أن السكان فوجئوا بوضع موظفي حي المرج علامات خضراء على عدد كبير من العمارات في الشارع". أضاف الأهالي: "بعد سؤال الموظفين، علمنا أن حي المرج وضع علامات على المرحلة الأولى من العمارات المقرر إزالتها لتوسعة الشارع، وخدمة المناطق المحيطة بعزبة النخل. وعلمنا بعدها أن الهدف من الإزالات إنشاء محور جديد هو المرج - رمسيس، ما يعني إزالة كل العقارات في خط التنظيم للمنفعة العامة، وتعويض الأهالي على امتداد الشارع". وتابعوا في الاستغاثة: "حاولنا التأكد من قرار الإزالة، لأن العمارات التي نُقيم فيها مرخصة. وحتى العمارات التي كانت غير مُرخصة تم التصالح فيها، وسدد الأهالي مبالغ مالية كبيرة في المقابل.

المشكلة أن الموظفين في الحي ردوا علينا بأنه سيتم صرف تعويضات مالية لنا. وبالاستعلام عن قيمتها، وجدنا أنها لن تساعدنا في الحصول على مسكن ملائم".

وفي موازاة ذلك، سأل أهالي منطقة عزبة النخل على صفحتهم على "فيسبوك": "ما هو سر هذه العلامات على المنازل؟ يتساءل الكثير من سكان الشيخ منصور بعزبة النخل، وشارع عبد الله رفاعي، وشوارع أخرى في حي المرج عن سر وضع هذه العلامات على بيوتهم؟ ولم تُعلن أي جهة مسؤولة حتى الآن عن أصل هذه العلامات، وماذا تعني؟!".

وعلق أحد السكان: "قيل لنا إن البيوت التي عليها علامة خضراء سيتم إزالتها نهائياً. أما المنازل التي عليها علامة حمراء، ومكتوب تحتها رقم 4، فسيتم أخذ 4 أمتار منها فقط. وأنا أحد المتضررين من هذا للأسف". من جهتها، نشرت صفحة "خدمات المرج" على موقع "فيسبوك" خريطة بأسماء الشوارع التي ستشهد إزالات للعقارات فيها بمنطقة المرج.

وكان وزير النقل المصري كامل الوزير، قد قال على هامش جولة تفقدية في 16 أغسطس/ آب الماضي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بالبدء الفوري في تنفيذ محور المرج - رمسيس، بعد اعتماد مسار المحور من قبل القيادة السياسية، وإزالة العقارات اللازمة للمنفعة العامة مع تعويض قاطنيها، بذريعة تسهيل حركة وصول المواطنين إلى الطريق الدائري، نظراً لما تشهده هذه المناطق من كثافات سكانية عالية.

وأقر مجلس النواب تعديلاً على قانون نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة في 24 أغسطس/ آب 2020، يقضي بمنح رئيس الجمهورية أو من يفوضه، سلطة تقرير المنفعة العامة، تسريعاً لوتيرة إجراءات نزع الملكية من المواطنين بشكل جبري، للانتهاء من مشاريع الطرقات والجسور الجاري تنفيذها في بعض المحافظات. ومنح المحافظ المختص سلطة إصدار قرارات الاستيلاء المؤقت على بعض العقارات المملوكة للمواطنين في حالات الضرورة.

وأزالت مصر مئات من العقارات المأهولة بالسكان من أجل توسعة الطريق الدائري الذي يربط بين محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، في مقابل منح المواطنين تعويضات هزيلة تبلغ 40 ألف جنيه للغرفة الواحدة، مع اعتبار صالة الاستقبال والمطبخ غرفة واحدة، أي ما يصل إلى 160 ألف جنيه عن الوحدة السكنية المكونة من ثلاث غرف، وهو ما لا يتجاوز نسبة 30 في المائة من سعر الوحدة السوقي في أفضل الأحوال.

ماذا يجري بسوق دور النشر في مصر؟ تضييقات أمنية تطارد الناشرين أصحاب كتب الاصدارات الجادة التى تحترم عقلية وانسانية البشر وتترك الناشرين أصحاب اصدارات كتب التسالي و قزقزة اللب

رابط تقرير الصحيفة فى حالة اجتياز حجب السلطات

ماذا يجري بسوق دور النشر في مصر؟ تضييقات أمنية تطارد الناشرين أصحاب كتب الاصدارات الجادة التى تحترم عقلية وانسانية البشر وتترك الناشرين أصحاب اصدارات كتب التسالي و قزقزة اللب

الديكتاتورية لا تنفع الا مع شعب جاهل لا يعرف حقوقه الإنسانية لايهامة بأن أنظمة حكم العسكر شر لابد منه مسطور في لوح القدر


بينما تستعد مصر لافتتاح نسخة معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ53، الأربعاء المقبل، فقد أعلنت إحدى أهم دور النشر العربية انسحابها من العمل في مصر، وغلق مكتبتيها بالقاهرة والإسكندرية، بسبب ما قالت إنه تضييق أمني على عملها.

وعبر صفحته بــ"فيسبوك"، أعلن مدير "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" الباحث السعودي نواف القديمي، إغلاق مكاتب الشبكة التي تعمل في مصر منذ العام 2011، ودشنت خلال عقد مكتبة كبرى بوسط القاهرة، وأخرى بالإسكندرية عام 2016، بجانب عشرات الفعاليات الثقافية.

وفي تعليله لأسباب تخارج داره من العمل في سوق النشر والطباعة وتوزيع الكتاب بمصر وغلق مكتباتها، أكد القديمي، أنها نتيجة لما أسماه بـ"التحريض الصحفي"، و"التضييق الأمني المستمر"، و"التفتيش المتكرر للمكتبات"، وعمل قضية ضد الشبكة وصاحبها بدعوى بيع "كتب إثارية"، والرقابة المُشددة على دخول الكتب.

وأشار إلى أن فريق عمله تحمل الكثير من الوضع السياسي العربي وحاول الاستمرار برغم التراجع الاقتصادي والتدني المُستمر في سقف الحريات.

ونوه القديمي إلى أنه منع من دخول مصر في نيسان/ إبريل 2017 ثم احتجزت شحنات كتب لمكتباته من العاصمة اللبنانية بيروت تقدر بـ40 ألف دولار، بالجمارك المصرية لنحو عام ونصف بحجة وجود كتب مخالفة.

وأوضح أنه أغلق مكتبة الإسكندرية قبل 3 أشهر ومكتبة القاهرة نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نافيا صدور قرار أمني بالإغلاق، وموضحا أن داره حتى الآن خارج قوائم العرض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.

وتعرضت مكتبات الشبكة للتفتيش الأمني ومصادرة نسخ لـ3 كتب عن ثورة يناير والربيع العربي أحدها للقديمي نفسه بعنوان "يوميات الثورة"، كما واجهت الشبكة والقديمي، دعوى قضائية ضدهما بتهم نشر كتب "إثارية".

ووفق صفحة الشبكة فإن لها من الكتب المعروضة نحو 16 ألف كتاب و231 من العناوين المطبوعة، فيما تحمل أحدث إصداراتها عناوين هامة مثل "الإسلام والسلطوية والتأخر"، و"مغامرة الإسلام الضمير والتاريخ"، و"تاريخ الإسلام"، و"كيف تعمل الديكتاتوريات؟".

ولأهمية ما تقدمه الشبكة من كتب مترجمة وعالمية، فإن القرار أثار موجة غضب في أوساط المثقفين في مصر، إذ اعتبره البعض خسارة كبيرة لسوق النشر بمصر، التي لم تعد تحمل إلا القبح في عهد السيسي، وفق تعبير الباحث محمد عباس.

سلسلة تضييقات

يأتي قرار الشبكة العربية للأبحاث والنشر بالغلق بعد قرار الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتجميد عملها في مصر لنفس الأسباب، في 10 كانون الثاني/ يناير 2022، والتي تمثل أحدها في غلق جميع مكتبات "الكرامة" الـ6 عبر إغلاق بوليسي ودون قرار قضائي عام 2016.

ويشهد سوق النشر في مصر تضييقا أمنيا متتابعا منذ انقلاب 2013، إذ تخضع المكتبات ودور النشر لرقابة أمنية مشددة ويجري منع طباعة أية كتب لها صبغة سياسية أو ذات توجه إسلامي.

وجرى على مدار سنوات حجب الكثير من كتب التراث والتاريخ والأدب بسبب أسماء كتّابها وانتماءاتهم السياسية والدينية.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2016، أغلقت السلطات المصرية سلسلة مكتبات "الكرامة" ومقرها الرئيسي بمنطقة "طرة البلد" والتي تعود ملكيتها للحقوقي المصري جمال عيد، وكانت تعمل في المناطق الشعبية بالقاهرة والقليوبية والشرقية.

وتعرضت مكتبة "البلد"، بشارع محمد محمود وسط القاهرة، المملوكة لرئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، أيضا للغلق أواخر العام 2017، بسبب ما تقدمه من لقاءات شبابية، وبدعوى عدم الترخيص لها.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019، أغلقت رسميا سلسلة مكتبات "ألف" 37 فرعا بـ10 محافظات بعد عامين من تضييق النظام على عملها، إذ وضعتها لجنة التحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين تحت التحفظ. 

مكتبات "ألف" التي بدأت عملها عام 2009، تعرض أيضا صاحبها الكاتب الاقتصادي عمر الشنيطي، للاعتقال في 25 حزيران/ يونيو 2019، على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ"تحالف الأمل".

وفي شباط/ فبراير 2019، قضت محكمة عسكرية بحبس مؤسس دار نشر "تنمية" خالد لطفي 5 سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، بعدما اعتقاله في نيسان/ أبريل 2018، لتوزيعه النسخة العربية من رواية إسرائيلية بعنوان "الملاك: أشرف مروان".

وفي المقابل، ذلك التضييق على النشر والمكتبات، أعلنت الخميس، مبادرة حياة كريمة التي دشنها رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي لتطوير الريف المصري، عن إقامة عشرات المكتبات بالقرى المعتمدة بالمبادرة في 20 محافظة.

"رسالة بليغة"

وحول دلالات انسحاب إحدى أهم دور النشر من العمل في مصر بالتزامن مع إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب، أكد مراقبون في حديثهم لـ"عربي21"، أن القرار يؤشر على وجود أزمة كبيرة في صناعة النشر وتوزيع الكتاب في مصر.

صاحب مكتبات "الكرامة" التي أغلقها النظام عام 2016، الحقوقي المصري جمال عيد، أكد في حديث خاص بـ"عربي21"، أن "قرار الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بغلق مكتباتها في مصر يحمل رسالة بليغة وقوية عن دور النظام في الضغط على الناشرين والمكتبات".

عيد، أضاف، أن "القرار يحمل رسالة أيضا لكل من يقف إلى جوار النظام ومازال يراهن عليه أو يرتجي منه أملا في مجالات الحريات والتعليم والثقافة والنشر".

وأوضح أنهم في "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وثقوا سابقا غلق 50 مكتبة ودار نشر وملتقى ثقافيا ودار سينما خلال السنوات السابقة، لتصل بهذا للرقم 51، وذلك في مقابل بناء السجون في إهداء لكل من يدافع عن النظام".

وأكد أن "تأثير أزمة غلق المكتبات والتضييق على النشر ومنع الكُتاب من التعبير سيئ وكبير على وعي المصريين والفكر والثقافة وحرية التعبير في البلاد"، لافتا إلى أن "هذا ما نرى تأثيره واضحا في تراجع ترتيب مصر في التعليم للمركز الـ13 عربيا لتقبع بين الأسوأ عالميا".

وحول إمكانية استعادة عمل مكتباته المغلقة "الكرامة" لممارسة دورها التوعوي والتثقيفي، قال إنه "لا يمكنه مراجعة  قرار الغلق مجددا، لأنها أُغلقت بالفعل بقرار قمعي بوليسي لم يراع دورها الفكري في أوساط الشباب والمناطق الشعبية".

"مصدر ثقافي كبير"

من جانبه، قال الكاتب والباحث المصري خالد الزعفراني، لـ"عربي21": "أحزنني كثيرا غلق الشبكة العربية للأبحاث بالقاهرة والإسكندرية، وافتقدنا بذلك مصدرا كبيرا للثقافة، والكتب القيمة"، معربا عن أمنيته أن "يتيسر لهم الاشتراك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022".

ووفق رؤية الزعفراني، فإن قرار غلق المكتبتين يؤشر على وجود "أزمة كبيرة في صناعة النشر وتوزيع الكتاب في مصر"، مؤكدا أن "هناك أزمة كبيرة فعلا، تشمل نوعية الكتب والكُتاب".

وتحدث كذلك عن أزمة "الضعف الشديد في عملية تجارة الكتب وبيعها، تبعا للحالة الاقتصادية، وقلة دور النشر التي تهتم بالكتاب والثقافة الجادة"، موضحا أنه لذلك فإن "المؤشر بدأ يتجه نحو بيروت وغيرها من العواصم العربية".

"ضبط ذاتي"

أحد الكتاب المصريين الذين صدر لهم في 2021، أحد الأعمال الأدبية ويجري عرضه بمعرض القاهرة للكتاب بعد سنوات من المنع، حكى لـ"عربي21"، تجربته الشخصية مع النشر والناشرين منذ انقلاب 2013، لافتا إلى "حالة الخوف الأمني التي يعيشها الناشرون وأصحاب المكتبات".

الكاتب الذي رفض ذكر اسمه خوفا على مطبوعته بمعرض الكتاب، أكد أن "الناشر منذ ذلك التاريخ يقوم بعملية ضبط ذاتي، فالعمل لو كان يتناول حرف واحد عن ثورة يناير 2011، وما يخص الحريات، يرفض الناشر أو صاحب المكتبة ولو كانت مجموعة قصصية إبداعية".

وأوضح أن "الناشر ما عدا ذلك ينشر بدون تدخل من الدولة، ولكنه وفقا للضبط الذاتي من الناشر خوفا من عواقب ما سينشره وحرصا على استمرار عمل الدار".