الأزهر الشريف يؤكد فى بيان جديد على الرأي الشرعي الثابت من وقوع الطلاق الشفهي المكتمل الشروط والأركان بعد مقالي الى شيخ الأزهر الشريف تحت عنوان ''ما بين شريعة السيسى وشريعة الله سبحانه وتعالى'' الذى طالبت فيه مشيخة الأزهر بالتوضيح حول مزاعم وزير العدل بحصول الحكومة على موافقة الأزهر حول ما اسماه ''توثيق الطلاق''
أرسلت الى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف، يوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 عبر صفحتة على فيسبوك نص المقال الذى نشرته فى نفس اليوم تحت عنوان ''ما بين شريعة السيسى وشريعة الله سبحانه وتعالى'' ولا يزال المقال موجود على صفحة شيخ الأزهر على الفيسبوك حتى الان. اكدت فية حدوث قلق كبير بين الشعب المصرى بعد اعلان وزير عدل السيسى يوم الاثنين 26 ديسمبر 2022 «حصول الحكومة على موافقة مكتوبة من الأزهر في موضوع ''توثيق الطلاق''» رغم صدور بيان سابق من مشيخة الازهر مدعم بالاسانيد الاسلامية الشرعية تؤكد فية شرعية الطلاق الشفهي وعدم جواز حظره. وطالبت شيخ الأزهر بسرعة إصدار هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف تحت رئاسته بيان جديد توضح فية موقفها بالضبط من مشروع قانون شريعة السيسي بشأن الطلاق الشفهي ولا يكون متناقضا مع بيانها السابق الذى أكدت فيه عدم جواز منع الطلاق الشفهي.
وهو ما حدث لاحقا بالفعل وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف يوم أمس الخميس 29 ديسمبر 2022 بعد مقالي الى شيخ الأزهر بيانا جديدا اكدت فية دون لبس أو إبهام على الرأي الشرعي الثابت من وقوع الطلاق الشفهي المكتمل الشروط والأركان. وجاء نص بيان مشيخة الأزهر الشريف يوم امس الخميس 29 ديسمبر 2022 على الوجه التالي حرفيا:
''يُعيدُ الأزهر التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار علمائه بإجماع أعضائها على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم، في بيانها الصادر عن اجتماعها الدوري يوم الأحد 8 من جمادى الأولى 1438هـ الموافق 5 من فبراير 2017م؛ أنه يجبُ على المطلِّق أن يبادِرَ في توثيق الطلاق فوْرَ وقوعه؛ حفاظًا على حقوق المطلقة وأبنائها، وأنه من حقِّ ولي الأمر شرعًا أن يتَّخذَ ما يلزم من إجراءات لسنِّ تشريعٍ يكفل توقيع عقوبة رادعة على مَنِ امتنع عن التوثيق أو ماطل فيه؛ لأن في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعية. ويؤكِّد الأزهر على الرأي الشرعي الثابت من وقوع الطلاق الشفوي المكتمل الشروط والأركان، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يوم الناس هذا. كما يُعيدُ الأزهر التأكيد على ما سبق أنْ حذَّرت منه هيئة كبار علمائه في البيان ذاته للمسلمين كافة؛ من الاستهانة بأمر الطلاق، ومن التَّسرع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد، وتعريضهم للضياع وللأمراض الجسدية والنفسية والخلقية، وأن يتذكر الزوج توجيهَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الطلاق أبغض الحلال عند الله، فإذا ما قرَّر الزوجان الطلاق، واستنفدت كل طرق الإصلاح، وتحتم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بالتوثيق دون تراخٍ؛ حفظًا للحقوق، ومنعًا للظلم الذي يقع على المطلقة والأبناء في مثل هذه الأحوال''.
وجاء نص المقال الذي نشرته يوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 وأرسلت نسخة منه فى نفس اليوم الى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف، عبر صفحته على فيسبوك ولا يزال المقال موجود على صفحة شيخ الأزهر على الفيسبوك حتى الان وكذلك عبر صفحتة على تويتر. على الوجة التالي حرفيا:
''ما بين شريعة السيسى وشريعة الله سبحانه وتعالى..
هل خضعت مشيخة الازهر الشريف فى النهاية الى ضغوط الجنرال السيسى بحظر الطلاق الشفهي بعد أن كانت قد رفضته لمخالفته الشريعة الإسلامية
كيف ترفض مشيخة الازهر الشريف عام 2017 مشروع قانون السيسي بحظر الطلاق الشفهي لمخالفته الشريعة الإسلامية وتقبل بة عام 2022
انتاب الشعب المصرى خلال الساعات الماضية موجة عارمة من القلق حفاظا على سلامة دينهم الإسلامي الحنيف من البدع والزيغ والزيف والبهتان، بعد أن أعلن وزير عدل حكومة الجنرال عبدالفتاح السيسي الرئاسية أمس الاثنين 26 ديسمبر 2022 بناء على اوامر السيسي اليه لتهيئة الشعب المصرى لقبول ما سوف يفرض علية لاحقا عبر مشروع قانون يتضمن أسس الطلاق الجديدة وفق شريعة السيسى قائلا: «أخذنا موافقة مكتوبة من الأزهر والإفتاء والأوقاف في موضوع ''توثيق الطلاق''». مع كون مشروع هذا القانون راقد فى أدراج القصر الجمهوري منذ عام 2017، بعد أن رفضت مشيخة الأزهر تمريرة وفرضه على الشعب المصرى حيث يقضى "بألا يتم الطلاق إلا أمام مأذون"، أي حظر الطلاق شفويا، بدعوى ارتفاع حالات الطلاق خلال السنوات الأولى من الزواج، لمخالفته الشريعة الاسلامية، وفق البيان الرسمي الصادر يومها بإجماع آراء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. اذن ما الذى طرأ من عبارات التفاف جديدة على مشروع القانون حتى يعلن وزير عدل السيسى قبول مشيخة الأزهر بة بعد أن كانت قد رفضته فى السابق جملة وتفصيلا. بالتزامن مع نواهي جديدة فى مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد المشوب مواده البطلان الدستوري يهدد باللجوء الى الزواج العرفى بدلا من عقود الزواج الرسمى واشهارها لاحقا. ومبلغ قلق الناس هو انة ليس هناك أي جديد فى مشروع قانون السيسى 2022، ومشروع قانون السيسى 2017، بل هناك مواد أشد جورا تعيق الزواج الرسمى وتهدد بـ انتشار الزواج العرفي فى البلاد حيث لا يستطيع حاكم ديكتاتور فرد يجمع بين سلطات البلاد فرض سلطانه على الناس دون وجود مؤسسة تمنعه.
واذا كان الناس لم تبالى بإعلان وزير عدل السيسى بان وزارة الأوقاف ودار الإفتاء رحبوا بمشروع قانون السيسى على أساس فقدان مصدقيتهما منذ قيام السيسى بتنصيب نفسه الرئيس الاعلى لهما القائم على تعيين قيادتهما. الا ان الناس انتابها القلق من إعلان وزير عدل السيسى انضمام مشيخة الأزهر الى جوقة السلطان فى تمرير مشروع قانون السيسى مع تمتعها بالاستقلال النسبي نوعا ما عن السلطان. والمطلوب الآن من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف، إصدار بيان جديد توضح فيه موقفها بالضبط من مشروع قانون شريعة السيسي ومدى مخالفتها من عدمه شريعة الله سبحانه وتعالى ولا يكون متناقضا مع بيانها السابق''.
وجاء نص بيان مشيخة الأزهر الشريف ضد مشروع قانون السيسي يوم الأحد 5 فبراير عام 2017 على الوجه التالي حرفيا:
''بإن الطلاق شفويا، مستقر عليه منذ عهد النبي''، ''وأن وقوع الطلاق الشفوي المستوفي لأركانه وشروطه و الصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية و بالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ، دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق"، وأوضحت الهيئة فى بيانها للناس: ''بأنها عقدت عدة اجتماعات خلال الأشهر الماضية لبحث عدد من القضايا الاجتماعية المعاصرة ومنها حكم الطلاق الشفويِّ وأثره الشرعي"، ''وأن مجلس كبار العلماء الذي انعقد اليوم الأحد 5 فبراير 2017 انتهى إلى هذا الرأي بإجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم وتخصُّصاتهم"، وأكدت الهيئة: ''أنها ترى أن ظاهرة شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد والتوثيق، لأن الزوج المستخف بأمر الطلاق لا يعيبه أن يذهب للمأذون أو القاضي لتوثيق طلاقه، علما بأن كافة إحصاءات الطلاق المعلن عنها مثبتة وموثقة سلفا إما لدى المأذون أو أمام القاضي"، وأشارت الهيئة: ''بأن العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكل أنواعها وتثقيفهم، والفن الهادف والتعليم الجاد والدعوة الدينية الجادة"، واضافت الهيئة فى نهاية بيانها قائلا: ''بأن من حق ولي الأمر (أي رئيس الدولة)، أن يتخذ ما يلزم من إجراءات لسن تشريع يكفل توقيع عقوبة تعزيرية رادعة على من امتنع عن التوثيق (للطلاق الشفوى) أو ماطل فيه لأن في ذلك إضرارا بالمرأة وبحقوقها الشرعية".