الرابط
منظمة العفو الدولية فى تقرير اصدرتة مساء اليوم الأحد, ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤: يجب إجراء تحقيق دولي في الهجمات المميتة باستخدام أجهزة محمولة متفجرة فى لبنان
قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب إجراء تحقيق دولي لمحاسبة مرتكبي التفجيرات الجماعية المتزامنة التي استهدفت أجهزة إلكترونية في لبنان وسوريا، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 2,931 شخصًا ومقتل ما لا يقل عن 37، من بينهم أربعة مدنيين على الأقل، قبيل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم لمناقشة التفجيرات.
وأضافت أنه إذا ثبتت مسؤولية إسرائيل، فإن هذه الهجمات تكون قد وقعت في سياق نزاع مسلح قائم. تُشير الأدلة إلى أن أولئك الذين خططوا لهذه الهجمات ونفّذوها لم يتمكنوا من التحقق من هوية الأشخاص الآخرين المتواجدين في محيط تفجير الأجهزة والذين سيتضررون وقت حدوث الانفجار، أو حتى ما إذا كان المقاتلون فقط قد حصلوا على “أجهزة البيجر” واللاسلكي. بالتالي، نُفّذت هذه الهجمات بشكل عشوائي، ما يجعلها غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، وينبغي التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب. كما انتهكت الهجمات أقلّه الحق في الحياة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، الساري في حالات النزاع المسلح، والأرجح حقوقًا أخرى من حقوق الإنسان، بحسب الآثار المختلفة للهجوم على اللبنانيين وحياتهم اليومية.
وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلّق رسميًا على الهجمات، فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 18 سبتمبر/أيلول أن “مرحلة جديدة” من الحرب مع لبنان قد بدأت، وأشاد بـ “الإنجازات الممتازة” للأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وهو تصريح فُسر على أنه اعتراف ضمني بدور إسرائيل في الهجمات. كما أشارت السلطات اللبنانية والمسؤولون الأمريكيون إلى أنهم يعتقدون أن إسرائيل دبّرت الهجمات.
تحمل التفجيرات الجماعية التي وقعت في مختلف أنحاء لبنان وسوريا في الأيام الأخيرة دمغة كابوس مرير وشرير. إن استخدام أجهزة متفجرة مخبأة داخل أجهزة اتصالات تُستعمل يوميًا لشن هجمات مميتة على هذا النطاق أمر غير مسبوق
آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت
وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “تحمل التفجيرات الجماعية التي وقعت في مختلف أنحاء لبنان وسوريا في الأيام الأخيرة دمغة كابوس مرير وشرير. إن استخدام أجهزة متفجرة مخبأة داخل أجهزة اتصالات تُستعمل يوميًا لشن هجمات مميتة على هذا النطاق أمر غير مسبوق. حتى ولو كانت الهجمات تنوي استهداف أهداف عسكرية، فإن تفجير آلاف الأجهزة في اللحظة نفسها من دون القدرة على تحديد موقعها الدقيق أو هوية حمَلَتِها وقت الهجوم يدل على تجاهل صارخ للحق في الحياة ولقوانين النزاع المسلح.
“يحظر القانون الدولي الإنساني الاستهداف العشوائي للمدنيين، أي الهجمات التي لا تميّز بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية. كما يحظر استخدام نوع الأفخاخ المتفجرة التي يبدو أنها استُخدمت في هذه الهجمات.
“وينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتخذ جميع التدابير المتاحة له لضمان حماية المدنيين وتجنب المزيد من المعاناة التي لا داعي لها. ويجب إجراء تحقيق دولي على وجه السرعة لإظهار الحقائق وتقديم الجناة إلى العدالة”.
وقعت التفجيرات في محلات السوبر ماركت والسيارات والشوارع السكنية وغيرها من المناطق الشعبية المزدحمة، ما تسبب في إصابات صادمة، ونشر الرعب والذعر على نطاق واسع في جميع أنحاء لبنان، وأربك قطاع الرعاية الصحية الذي يعاني أصلًا من جرّاء الأزمة الاقتصادية الحادة.
وتحدثت منظمة العفو الدولية إلى ثمانية شهود، ووزير الصحة اللبناني، وطبيبَيْن، وأخصائيَيْن نفسيَيْن، ومصدر أمني. وقام مختبر أدلة الأزمات التابع للمنظمة بتحليل 19 صورة ومقطع فيديو للتفجيرات وعواقبها. وقد كتبت الأمانة العامة لمنظمة العفو الدولية إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية تطلب ردَيْهما على المزاعم بأن إسرائيل مسؤولة عن الهجمات.
انطباق القانون الدولي
إذا ثبت أن إسرائيل هي المسؤولة، فإن هذه الهجمات تكون قد وقعت في سياق نزاع مسلح قائم. وعلى هذا النحو، يجب تقييم مشروعيتها على أساس القانون الدولي الإنساني، فضلًا عن القانون الدولي لحقوق الإنسان، اللذان يُطبّقان في حالات النزاع المسلح. وينطبق هذا بشكل خاص على الحق في الحياة، كما أكدت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
تشير عوامل مثل الاعتماد على الأدوات المستخدمة بشكل روتيني في حياة المدنيين اليومية لغايات التفجير، واستحالة معرفة الجناة لهوية جميع الذين تلقوا الأجهزة، ومَن سيستخدمها ومَن سيكون قريبًا منها، إلى أن الهجمات كانت عشوائية وبالتالي غير قانونية. بالتالي، يجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب.
كما يحظر القانون الدولي الإنساني استخدام الأفخاخ المتفجرة أو غيرها من الأجهزة التي تستخدم جهازًا “على شكل أشياء محمولة تبدو غير ضارة ومصممة ومصنوعة خصيصًا لاحتواء مواد متفجرة”، وفقًا للبروتوكول الثاني المعدل لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن أسلحة تقليدية معينة.
كما يحظر القانون الدولي العرفي أعمال العنف التي تهدف في المقام الأول إلى نشر الرعب بين السكان المدنيين.
وقد أكدت كل من محكمة العدل الدولية، واللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ولجنة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن الالتزامات بمعاهدة حقوق الإنسان تنطبق من حيث المبدأ على سلوك أي دولة خارج أراضيها.
الهجمات
بين الساعة 3:30 مساءً والساعة 4:30 مساءً من يوم 17 سبتمبر/أيلول 2024، انفجرت أجهزة متفجّرة مخبأة داخل آلاف أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، من بينهم فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات وصبي يبلغ من العمر 11 عامًا ومسعفان، وإصابة ما لا يقل عن 2,323 آخرين. وفي اليوم التالي، وقبيل الساعة 5 مساءً من يوم 18 سبتمبر/أيلول، انفجرت أجهزة متفجّرة مماثلة في عشرات من أجهزة الاتصال اللاسلكي (الووكي توكي) المحمولة باليد في مختلف أنحاء لبنان، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل وإصابة 608 آخرين على الأقل.
وقعت هذه الهجمات وسط تصعيد في أعمال العنف بين إسرائيل وحزب الله على مدى الأشهر الـ11 الأخيرة.
وحتى 9 سبتمبر/أيلول 2024، وصلت حصيلة المدنيين الذين قتلتهم الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان والبقاع إلى 137 شخصًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية والأمم المتحدة. وقد هُجّر أكثر من 113 ألف شخص من جنوب لبنان بسبب أعمال العنف المستمرّة. وبحسب السلطات الإسرائيلية، أطلق حزب الله ومجموعات مسلّحة أخرى مقذوفات على شمال إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 14 مدنيًا. وقد قُتل 12 طفلًا في هجوم 27 يوليو/تموز على مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتل، والذي اتهمت إسرائيل حزب الله بتنفيذه، غير أنّ الحزب نكر أيّ مسؤولية. وقد تمّ إخلاء 60 ألف شخص منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول. تُعتبر الهجمات التي لا تميّز بين المدنيين والأهداف العسكرية عشوائية. وعندما تصيب أو تقتل مدنيين، تشكّل جرائم حرب.
انفجارات البيجر، 17 سبتمبر/أيلول:
وصف شهود عيان لمنظمة العفو الدولية كيف تسببت الهجمات في حالة من الارتباك والذعر بين السكان المدنيين. وقالت إحدى سكان مدينة صور الجنوبية إنها رأت الناس يركضون والدماء تسيل في الشارع. كان لدى كل من تحدثت إليهم تفسير مختلف للأحداث. أخبرها نادل أنّ رجلًا طلب قهوة ثم أطلق النار على نفسه في سيارته. وأخبرها شخص آخر أن بطارية سيارة شخص ما قد انفجرت. وقال ثالث إن شيئًا ما قد انفجر في يدَيْ أحد الرجال. وبعد مرور بضع دقائق، أخبرها رجل آخر أن أجهزة البيجر تنفجر. “حالة هلع بكلّ معنى الكلمة، ما عم إستوعب. كأنو عم نحضر حلقة من مسلسل “بلاك ميرور” Black Mirror (مسلسل تلفزيوني بريطاني مخيف). هالأشياء ما لازم تصير”.
ووصفت شاهدة عيان أخرى كانت تتسوق في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية في بيروت عندما رأت نساءً وأطفالًا يصرخون ويركضون، المشاهد بأنها مروعة. قالت: “الناس كانت عم تركض حواليي، بس أنا ما كان فيني حرّك إجرايي”. ورأت فيما بعد شبانًا ممددين على الأرض فيما توافدت عشرات سيارات الإسعاف.
وحلّل مختبر الأدلة التابع لمنظمة العفو الدولية 12 مقطع فيديو يظهر أجهزة البيجر وهي تنفجر في مناطق مدنية مزدحمة، مثل الشوارع السكنية ومحلات البقالة، وكذلك في منازل الناس. ويظهر مقطع فيديو تم التحقق منه لأفق سماء بيروت سحبًا دخانية كبيرة فوق 10 مواقع على الأقل في مناطق سكنية.
ووصف وزير الصحة اللبناني، الدكتور فراس الأبيض، الهجمات بأنها “تجسيد واضح للهجمات العشوائية”، مضيفًا أن العديد منها تسبب في “إصابات مغيّرة للحياة”.
وأكّد أحد الشهود لمنظمة العفو الدولية صحة تقارير إعلامية أفادت بأنّ أجهزة البيجر كانت تصدر صوتًا قبل أن تنفجر، ما دفع بعض الأشخاص إلى رفعها إلى وجوههم للتحقق من الشاشات.
ووصف ميكانيكي في صور كيف بدأ جهاز البيجر الخاص بأحد أصدقائه يرنّ: “بلّش الجهاز يطنطن مع صاحبي، واقف حدّي، فحملو بإيدو، جيت أنا عم بتفرّج عليه للجهاز، قمت لقيت مكتوب علي ERROR. رحت من حدّو تا جيب علبة الدخان، قامت فقعت، راحت إيدو وعيونو الإثنين”.
وتشير الأدلة التي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية إلى أن أجهزة البيجر لم توزع على مقاتلي حزب الله فحسب، بل من المرجح أنها وُزعت أيضًا على موظفي مؤسسات الحزب الذين يعملون بصفات مدنية. وقال حزب الله في بيان صدر في 17 سبتمبر/أيلول إن أجهزة البيجر تخص “عددًا من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله”. وقال وزير الصحة اللبناني للمنظمة إن ما لا يقل عن أربعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية أصيبوا بجروح خطيرة في الهجمات. وتوفي اثنان منهم، الممرضة عطاء الديراني، ومسعف في مستشفى الرسول الأعظم، كما توفي الطفل محمد بلال كنج، متأثرين بجراحهم.
تحدثت منظمة العفو الدولية إلى موظف في منظمة غير ربحية قال إن اثنين من العاملين فيها، المسؤولين عن تنظيم برامج التوعية المجتمعية في ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب، يحملان أجهزة البيجر هذه، وقد أصيبا عندما انفجرت.
وقال الدكتور جورج غانم، المدير الطبي في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأمريكية، إن المستشفى قد غصَّ بالمرضى المصابين الذين يحتاجون إلى نفس العناية والخبرة الطبية: “أصيب الجميع بجروح في أيديهم، وبرزت حالات بتر كثيرة، وإصابات في العينين لا يمكن معالجتها… وكان أحد الذين لقوا حتفهم صبيًا يبلغ من العمر 11 عامًا، وكانت إصاباته في الرأس بليغة. كان مع والده، الذي كان يحمل جهاز البيجر”.
وقال الدكتور صلاح زين الدين، المدير الطبي في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، إن جميع المرضى الذين تم إدخالهم أصيبوا بجروح متعددة بما في ذلك إصابات في الوجه واليدين وأسفل البطن ومنطقة الخاصرة.
وقال طبيب عيون في مستشفى جبل لبنان الجامعي في بيروت إن ما بين 60 إلى 70٪ من المرضى الذين عالجهم اضطُروا للخضوع لإزالة عين واحدة على الأقل. “ولبعض المرضى، اضطُررنا إلى إزالة كلتا العينَيْن، وهذا يقتلني. خلال الأعوام الـ25 من مسيرتي المهنية، لم أُضطرّ يومًا إلى إزالة هذا العدد الكبير من العيون كما فعلت بالأمس [في إشارة إلى يوم 17 سبتمبر/أيلول]”.
وحلّل مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية صور أجهزة البيجر المدمرة، وقال إنها مطابقة لطراز “إيه آر-924” من أجهزة البايجر التالفة من إنتاج شركة “غولد آبولو”. وأبلغ مصدر أمني منظمة العفو الدولية أن حزب الله طلب حوالي 5000 من أجهزة البيجر هذه في وقت سابق من هذا العام.
ومن المحتمل أن يكون الهجوم قد نُفّذ باستخدام جهاز متفجر صغير يتم التحكم فيه عن بُعد، مخبّأ في مجموعة معدّلة من أجهزة البيجر. تتفق الانفجارات في مقاطع الفيديو مع تفجير كمية صغيرة من المتفجرات التي يمكن احتواؤها داخل هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة.
الناس كانت عم تركض حواليي، بس أنا ما كان فيني حرّك إجرايي
شاهدة عيان على انفجار جهاز بيجر في بيروت
تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية (ووكي-توكي)، 18 سبتمبر/أيلول:
في 18 سبتمبر/أيلول، قبل الساعة 5 مساءً بقليل، انفجرت المزيد من الأجهزة الإلكترونية بالتزامن في جميع أنحاء البلاد، مع تقارير عن انفجارات في ضاحية بيروت الجنوبية، ومدن وبلدات في جنوب لبنان، وفي منطقة البقاع.
ويظهر مقطع فيديو تحقق منه مختبر الأدلة التابع لمنظمة العفو الدولية سحب دخان كبيرة، ما يشير إلى أن الانفجارات الناجمة عن تلك الأجهزة كانت أكبر من تلك التي تسببت بها أجهزة البيجر المتفجرة، ما أدى إلى احتراق شقق سكنية ومتاجر بأكملها. وأفادت وزارة الاتصالات اللبنانية أنّ الأجهزة التي انفجرت هي أجهزة راديو محمولة من طراز IC-V82، أو أجهزة اتصال ووكي توكي، من صنع شركة يابانية، وأنّ إنتاج هذا الطراز توقّف ولم تكُن تلك الأجهزة مرخّصة رسميًا. وكانت صور الأجهزة المتفجرة التي راجعها مختبر الأدلة متسقة مع أجهزة الاتصال اللاسلكي IC-V82. وقال مصدر أمني لرويترز إن حزب الله اشترى أجهزة الراديو المحمولة هذه قبل خمسة أشهر، في نفس الوقت تقريبًا الذي اشترى فيه أجهزة البيجر.
تركت تلفوني بالبيت، وما فتحت اللابتوب، صار معي بارانويا. أي شي بيوصلني بالإنترنت ما بدي إدقرو.
امرأة من سكان بيروت
وسُمع دوي انفجارَيْن على الأقل بينما تجمّع مئات الرجال والنساء والأطفال وكبار السن لحضور جنازة أربعة أشخاص، من بينهم طفل ومسعف، قتلوا في تفجيرات البيجر في اليوم السابق. وتحدثت منظمة العفو الدولية مع ثلاثة شهود كانوا في الجنازة في الغبيري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، رووا كيف كان الناس يركضون ويصرخون. وأبلغ أحد الشهود منظمة العفو الدولية أن شخصًا ما في الحشد كان يصرخ: “انفجرت بإيده!”
وقال الدفاع المدني اللبناني إن عناصره عملوا على إخماد الحرائق التي اندلعت في 60 منزلًا ومحلًا تجاريًا و15 سيارة وعشرات الدراجات النارية بعد انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي الووكي-توكي.
وقد ضاعفت هذه الهجمات من خوف وصدمة السكان اللبنانيين الذين يعيشون أصلًا خطرًا محدقًا لتصعيد للحرب مع إسرائيل.
وقال جوزيف الخوري، طبيب استشاري في الطب النفسي، إن هذه الهجمات يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد: “هذه الهجمات أرهبت المدينة… وهي استمرار لتحليق [الطائرات الإسرائيلية] وخرقها المتكرر لجدار الصوت … لم يكترث مَن ارتكب هذه الأفعال للصحة العقلية لشعب بأكمله”.
وقالت إحدى السكان لمنظمة العفو الدولية: “تركت تلفوني بالبيت، وما فتحت اللابتوب، صار معي بارانويا. أي شي بيوصلني بالإنترنت ما بدي إدقرو. ما بدي موتو يمرق من حدي، ما بدي حدا قريب مني، لأنو إذا معو جهاز وانفجر، رحت فيها معن”.