📌 استقبلت مستشفيات محافظة #أسوان منذ الأسبوع الماضي، عشرات الإصابات بأعراض تشمل القيء والإسهال والغثيان.
◾ لم تحدد #وزارة_الصحة، أسباب الإصابات حتى الآن، ما أدى إلى انتشار حالة من الذعر والقلق بين أهالي المحافظة، وشائعات عن تفشي "الكوليرا"، خاصة مع توافد عدد من السودانيين للمحافظة الحدودية.
◾ فريق #متصدقش تواصل مع 5 مصادر طبية بالمحافظة، من بينها هيئة الحجر الصحي و"الطب الوقائي" و"الإسعاف"، نفوا جميعًا أن تكون الإصابات ناتجة عن تفشي مرض الكوليرا، وأشار إلى أن السبب هو تلوث مياه الشرب نتيجة اختلاطها بمياه السيول التي ضرب المحافظة في شهر أغسطس 2024، وتقاعس المحافظة وهيئة مياه الشرب والصرف الصحي عن تنقية المياه بالمواد اللازمة.
◾ ولم تشهد المحافظة، حتى مساء السبت 21 سبتمبر 2024، حالات وفاة تأثرًا بالأعراض المنتشرة بين المواطنين، ولا وجود لمصابين من جنسيات غير مصرية، بحسب مصادر في وزارة الصحة وهيئة الإسعاف لـ#متصدقش.
⭕ ارتباك وتضارب حكومي
◾بدأت الإصابات في قرية وادي العرب بمركز نصر النوبة يوم السبت 14 سبتمبر 2024، واعتبرت المحافظة أن السبب اشتباه تسمم غذائي، وبعد يومين، في 16 سبتمبر، نفت شركة المياه والصحة وجود تلوث بمياه الشرب، مشيرة إلى أن الإصابات بسبب فيروسات أو أطعمة ملوثة.
◾مع تزايد الإصابات، تدخلت وزارة الصحة، وأكدت في بيان يوم الخميس 19 سبتمبر 2024، إنها لم ترصد وجود ارتباط وبائي لجميع الحالات، وأكدت على سلامة مياه الشرب، مشيرة في بيانها، إلى أن معظم الإصابات من منطقتي #أبو الريش بحري و #دراو، دون أن توضح إن كان هناك صلة بين الإصابات في هذه المناطق والإصابات التي حدثت في قرية وادي عربة (على بُعد 50 كم تقريبًا) مطلع الأسبوع.
◾ في 21 سبتمبر، أعلن وزير الصحة عن احتجاز 128 حالة في المستشفيات، ما يتضارب مع تصريحات رئيس الوزراء الذي أشار إلى 200 حالة.
⭕ اختلاط مياه السيول بـ"الشرب"
◾ أكدت وزارة الصحة ومحافظة أسوان أن تحليل عينات المياه في محطة مياه "الشيخ علي" بقرية #أبو_الريش وكافة محطات المحافظة، أثبت مطابقتها للمواصفات، لكن مصدرًا مطلع على التقارير قال لـ #متصدقش إن هناك تحليل ثان جرى بالقياس اليدوي باستخدام جهاز كلورسكوب، أظهر نقصًا في نسبة الكلور المستخدم في تنقية المياه بعد اختلاط مياه السيول التي ضربت المحافظة في أغسطس الماضي بالمياه في محطة شرب "الشيخ علي"، ما أدى إلى تلوث نتج عنه نزلات معوية حادة لعدد من المواطنين.
◾وقال مصدر طبي، يعمل في وزارة الصحة بأسوان، إن السيول التي وقعت خلال الفترة بين السادس والثامن من أغسطس، تسببت في تدفق كميات كبيرة من المياه المعكرة والملوثة لم تتوقعها محطة المياه، وبالتالي لم تضخ كميات مناسبة من الكلور، وهو ما أدى إلى حدوث تلوث بسيط نتج عنه الإصابات.
◾ في المقابل، نفى مسؤول في القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لـ"متصدقش"، أن يكون السبب في مرض الأهالي هو تلوث المياه أو نقص الكلور من محطات المياه، وقال: "من المستحيل أن تخرج المياه من المحطات وهي غير مطابقة للمواصفات الصحية".
◾ لكن شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، أعلنت في 8 أغسطس 2024، توقف مؤقت لمحطات مياه الشرب في نفس المناطق التي تركزت فيها الإصابات خلال الأيام الماضية، وهي مناطق: الشيخ علي وأبو الريش وخور أبو سبيرة والأعقاب.
◾ وذكرت الشركة أن سبب ذلك وجود نسب من العكارة في النيل ناتجة عن هطول المياه في مخرات السيول، وتحويلها إلى مجرى نهر النيل.
◾ نقص المعالجة اللازمة لمياه الشرب يدعمه إعلان محافظ #أسوان اللواء إسماعيل كمال "تحديث منظومة الكلور في محطة الشيخ علي لتتواكب مع أحدث أساليب ضخ الكلور أثناء عمل المحطة من أجل تحقيق أعلى درجات الأمن والأمان والسلامة لمياه الشرب، ومطابقتها للمواصفات القياسية لتكون ذات جودة نقاء عالية". كما لم يستبعد المحافظ في تصريحاته الإعلامية أن يكون سبب الإصابات مياه أو طعام ملوث.
⭕ تلوث المياه.. أزمة قديمة
◾ تلوث المياه في المنطقة هي أزمة قديمة يشتكي منها الأهالي منذ سنوات. المهندس أحمد مالك، أحد أهالي قرية #أبو_الريش قبلي قال لـ"متصدقش"، إن سبب المشكلة الأساسي يعود إلى سوء إدارة مصرف #السيل، الذي تحول مع الزمن من مخر سيول (معروف باسم ترعة كيما) لحماية القرى من الغرق، إلى مصرف صحي، يستقبل المخلفات الكيماوية ومخلفات #الصرف_الصحي من شرق أسوان بالكامل، بما في ذلك مصنع #كيما، ومستشفى الصدر، والمستشفى العام.
◾ ورغم الجهود التي تمثلت في إنشاء شبكة صرف موحدة وتغطية أجزاء من المصرف بالخرسانات، بالإضافة إلى محطات المعالجة الثلاثية، إلا أن أحواض الصرف الصحي لم تصمد وتعرضت "للطفح"، بحسب تعبير "مالك"، ما أدى إلى عودة مياه الصرف من الجبل إلى النيل مرة أخرى.
◾ ويضيف: "العامل المشترك الوحيد بين المصابين هي المياه، لو أكل كانت هتبقى عائلة لوحدها هي المصابة، طالما أن الإصابات على مستوى النجوع فيبقى السبب يإما حاجة في الجو أو مشكلة في المياه". تقع محطة ترشيح المياه التي تغذي قرية أبو الريش على بُعد نحو 4 كيلومترات من المصرف، "فأغلب المياه اللي جاي لي، ملوثة بالصرف الصحي، ومع ضعف إمكانات المحطة تقريبًا بنشرب مياه صرف صحي".
◾ الأزمة كانت حاضرة في اجتماع أهالي قرية أبو الريش مع محافظ أسوان اللواء إسماعيل كمال، أمس السبت، إذ وعد، بحسب "مالك"، بعزل مرشح المياه المغذي للقرية، وربطها بمحطة مياه "جبل شيشة" خلال الأسبوع المقبل، لتوفير احتياجات القرية من مياه الشرب، حيث أنشئت المحطة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتوقف ربطها بالقرية، وأجريت عمليات توسعة بها في عهد الرئيس السيسي.
◾ وكشف بيان المحافظ عن لقائه مع الأهالي عن أزمة أخرى، وهي عدم وجود منظومة صرف صحي في قرى أبو الريش بحري وقبلي، حيث توقفت أعمال المشروع منذ عام 2010 وحتى الآن، فيما تعهد المحافظ بتوصيل الصرف الصحي لهذه القرى ضمن المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة".
◾ ظهر اليوم الأحد، تفقد محافظ أسوان منظومة التشغيل بمحطة مياه أبو الريش قبلى، للاطمئنان على ما شهدته المحطة من تحديث منظومة الكلور، بحسب بيان لمحافظة أسوان.
⭕ الحكومة ترفض وقف صرف مياه "السيل" في النيل
◾ خلال انعقاد المؤتمر الوطني للشباب في عام 2017 بمحافظة أسوان، تفقد الرئيس #عبد الفتاح_السيسي، محطة #كيما 1 و2 للصرف الصحي بمحافظة أسوان بسبب أزمة مصرف كيما (السيل) الذي يلقي بمياهه في النيل، ووجه الرئيس بإنشاء محطة معالجة ثلاثية لحل أزمة المحطة.
◾ استمر مصرف #السيل في إلقاء مياهه الملوثة في النيل، بحسب المحامية أماني مأمون إحدى سكان قرية أبو ريش.
◾ بالتزامن مع ذلك، كان عدد من مواطني #أسوان بينهم المحامية أماني مأمون، أقاموا دعاوى قضائية في عامي 2016 و2017، اختصمتا كل من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزراء الإسكان والري والبيئة وعدد من الجهات الحكومية، بعدم حل أزمة مياه الصرف الصحي.
◾ طالب الأهالي، بالحكم بصفة مستعجلة بوقف صرف مياه الصرف الصحي غير المعالج من مواسير مصب مخر السيول المسمى “ترعة كيما” إلى مصب نهر النيل، من ناحية مدخل مدينة أسوان بجوار مصنع الكوكاكولا، وفقًا للمركز المصري للحقوق الاقتصادية.
◾ في مارس 2021، حكمت محكمة القضاء الإداري بأسوان، بإلزام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تصريف مخلفات الصرف الصحي والصناعي في مخر السيل بأسوان، لكن الحكومة طعنت في أغسطس 2022، على قرار محكمة القضاء الإداري، وهو ما اعتبره المركز المصري للحقوق الاقتصادية يعطل حل الأزمة.
◾ وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم، أن مخر السيول الذي كان مخصصًا لتصريف السيول، تحول إلى مجرى للنفايات الكيميائية والصحية، مما تسبب في تلوث خطير لنهر النيل، وأشارت إلى أن تقاعس الجهات المسؤولة عن حل المشكلة يمثل انتهاكًا للدستور والقوانين التي تلزم السلطات لحماية نهر النيل.
◾ أوضحت مقيم الدعوى المحامية أماني مأمون لمنصة "متصدقش" أن حكم المحكمة ما زال معطلاً حتى الآن، ولا توجد معلومات واضحة حول أسباب طعن الحكومة على الحكم. وأشارت إلى أن المتضرر الرئيسي من هذا التعطيل هم الأهالي، حيث يلجأ القادرون منهم بعد الأزمة الأخيرة، لشراء المياه المعدنية، بينما يقوم البعض الآخر بتسخين مياه الشرب بهدف قتل الميكروبات.
⭕ استبعاد "الكوليرا"
◾ بحسب مصدر يعمل في قطاع الطب الوقائي، فإن "الصحة" شكت أولًا في أن تكون الإصابات ناتجة عن الكوليرا، خاصة مع تفشي المرض في السودان، ووجود عدد كبير من السودانيين في أسوان.
◾ وأعلن السودان، في أغسطس 2024، تفشي الكوليرا في البلاد نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع.
◾ وأوضح المصدر أن هذا دفع "الصحة" لتشديد إجراءات الوقاية في المعابر الحدودية بين مصر والسودان، وإرسال فريق بقيادة رئيس الطب الوقائي عمرو قنديل إلى أسوان لأخذ عينات.
◾ وأكد مصدر من هيئة الإسعاف بالمحافظة نفس الكلام، مشيرًا إلى صدور تنبيهات للمسعفين بضرورة تشديد الإجراءات الوقائية.
◾ استبعدت "الصحة" هذه المخاوف بعد ظهور نتائج تحليل المياه، التي أكدت عدم وجود أثر للكوليرا فيها، بحسب مصدر بقطاع الطب الوقائي مطلع على التقرير.
◾ والكوليرا عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمات الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال الحاد والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، وفق منظمة الصحة العالمية.