الاثنين، 31 يناير 2022

"عربي21" تحاور مدير "الشبكة العربية" بعد إيقاف نشاطها بمصر

رابط الحوار فى حالة اجتياز حجب السلطات للموقع

"عربي21" تحاور مدير "الشبكة العربية" بعد إيقاف نشاطها بمصر


قال المدير التنفيذي لـ"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، والحقوقي المصري البارز، جمال عيد، إن قرار إيقاف نشاط "الشبكة" في مصر، يُعدّ قرارا نهائيا حتى إشعار آخر، مؤكدا أن "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مزيفة"، وأنها وُضعت لتجميل صورة النظام الحاكم.

وأشار إلى أنه في حال عودة مصر مرة أخرى لمسار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، فإن "الشبكة العربية"، لن تعود كمؤسسة حقوقية يتركز دورها على كشف وفضح الانتهاكات، لكنها ستقدم مبادرات الإصلاح، معربا عن أمله في التراجع عن هذا القرار.

ولفت الحقوقي المصري جمال عيد، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "الدولة المصرية ترغب في حقوقيين على شاكلة أغلب الحقوقيين الذي عُينوا مؤخرا في المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذين جُل اهتمامهم إرضاء النظام، وتلميع صورته"، مؤكدا أن "90% من أعضاء هذا المجلس متواطئون على حقوق الإنسان".

وكانت الشبكة العربية قد أعلنت، في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، عن اتخاذها قرار إيقاف النشاط؛ نظرا لتعرضها لـ"سلسلة من التهديدات، والاعتداءات العنيفة، والاعتقالات من قطاع الأمن الوطني، فضلا عن المهلة التي تشارف على الانتهاء، وتفرض على جميع المنظمات غير الحكومية التسجيل بموجب قانون الجمعيات".

وفي ما يأتي نص المقابلة:

كيف تابعتم ردود الفعل التي أعقبت قرار وقف نشاط الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان؟

ردود الفعل التي رصدناها عقب القرار ربما كانت أكثر مما توقعنا، بالإضافة إلى أن قلة عدد المنظمات الحقوقية المستقلة في مصر يزيد من أهمية أي مؤسسة تعمل بجدية مثلما كانت تعمل الشبكة، وهو ما يجعلني أشعر بالحزن، لكنه حزن المُضطر.

بعد إغلاق الشبكة.. ماذا تبقى من العمل الحقوقي المستقل في مصر؟

على مستوى المؤسسات، لم يبق إلا القليل الذي لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، لكن على مستوى «الحركة الحقوقية» لا أعتقد أن الوضع سيئ؛ لأن أحد أهم نتائج ثورة يناير العظيمة أن حركة حقوق الإنسان لم تعد قاصرة على المنظمات الحقوقية المستقلة، وإنما أصبح هناك مدافعون حقوقيون، إلى جانب وجود مساحة كبيرة من الوعي وخاصة عند جيل الشباب، تجعلنا نؤكد على وجود حركة لحقوق الإنسان وإن لم تكن قوية.

كيف تقيّمون تجربة عمل الشبكة العربية منذ صيف 2013 وحتى اتخاذ هذا القرار؟

منذ صيف 2013، وربما من قبل ذلك، والأوضاع في تردٍ يوما بعد يوم، حتى كانت النتيجة اضطرارنا إلى وقف أنشطة الشبكة.

ما أبرز الصعاب التي واجهتها الشبكة خلال فترة عملها؟

أبرز الصعاب تمثلت في استمرار اتهامنا في القضية 173 لسنة 2011، أي مواجهة اتهامات لأحد عشر عاما متتالية في قضية واحدة، ومصادرة جريدة "وصلة"، وإغلاق مكتبات "الكرامة"، والاعتداءات المتكررة التي أتعرض لها بشكل شخصي، كسرقة سيارتي، وتكسير سيارة إحدى الزميلات، وإلقاء القبض على أربعة من أعضاء الشبكة (تم الإفراج عن اثنين منهم)، والضغط على بعض العاملين داخل الشبكة ليعملوا "جواسيس" أو "مخبرين" داخل الشبكة لصالح الجهات الأمنية، والضغط على البعض الآخر ليترك العمل بالشبكة، وجاءتنا الرسالة الخاصة بمحاولة تسجيل الشبكة بشكل قانوني، بكل وضوح لتخيّرنا: "الحديث عن حرية الصحافة وحقوق سجناء الرأي، أم المحافظة على اسم الشبكة؟"؛ فكان الجواب واضحا أيضا: لن نتحول إلى منظمة "متواطئة" بعد كل هذه السنوات.. وكان الاختيار الأفضل هو توقف النشاط، خاصة بعدما تعرضنا لكل الانتهاكات المختلفة والتي كانت معروفة في ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية.

هل قرار إيقاف نشاط الشبكة يعد قرارا نهائيا أم ربما يتم التراجع عنه في مرحلة ما؟

القرار نهائي، لكن في حال عادت مصر مرة أخرى لمسار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان فإننا لن نعود كمؤسسة حقوقية يتركز دورها على كشف وفضح الانتهاكات، وإنما سنمد أيدينا ونقدم مبادرات الإصلاح؛ حتى نبني مصر التي تحترم القانون، وتحترم حقوق الإنسان، مصر الديمقراطية "المهمومة بالبشر وليس الحجر"، ونحن نتمنى التراجع عن هذا القرار، لكنه نهائي حتى إشعار آخر.

ألم تكن أمامكم أي خيارات أخرى بعيدا عن قرار الغلق وإيقاف نشاط الشبكة العربية؟

الاختيار الذي أتيح هو «التسجيل» (تسجيل المنظمة وفق قانون الجمعيات الأهلية الجديد)، وبالفعل بدأنا محاولات للتسجيل، لكن مفهوم التسجيل – كما ورد إلينا – هو التحوّل إلى منظمة "جونجوز" متواطئة "تلمع صورة النظام"، وهو أمر محزن للغاية، ففضلنا التوقف على التحول إلى منظمة متواطئة، وبالتالي فإن الخيار الوحيد المتاح أمامنا كان غلق نشاط الشبكة.

وزارة التضامن الاجتماعي أصدرت قرارا بتوفيق أوضاع قرابة الـ24 ألف جمعية ومنظمة أهلية، وهو ما يعتبره البعض رقما كبيرا.. فكيف تقيّمون هذا القرار، الذي قد يراه البعض في صالح الجمعيات الأهلية؟ وكيف تنظرون لقانون الجمعيات الأهلية ولائحته التنفيذية؟

طبقا للأرقام الرسمية التي تصدرها الدولة فإن مصر بها أكثر من 50 ألف جمعية أهلية، فلو تم توفيق أوضاع 30 ألفا منهم، فإن هناك 20 ألفا آخرين ليس بينهم منظمة حقوقية واحدة مستقلة، ولم تفلح منظمة واحدة ممن كانت تتعاون معنا في التسجيل؛ فقانون الجمعيات الأهلية هو قانون مستبد، ورغم استبداده وقبولنا به فإننا لم ننجح في التسجيل، لا نحن ولا غيرنا من المؤسسات المستقلة، وقد بذلنا الكثير من المحاولات للتسجيل لكن كانت هناك صعوبات وعراقيل كثيرة تصل إلى حد الاستحالة، وأتمنى التوفيق لزملائي الذين ربما لديهم طرق أخرى للاستمرار، أما نحن فنعلنها بوضوح: اضطررنا أمام "البلطجة" والبطش البوليسي ولجأنا إلى إيقاف النشاط.

الرئيس السيسي أعلن عام 2022 عاما للمجتمع المدني، ألا تعتقد أن هذا العام سيكون عاما للمجتمع المدني بالفعل؟

من خلال عملي في مجال حقوق الإنسان على مدى الأعوام السابقة لا أنظر إلى التصريحات أو الأقوال، وإنما أنظر إلى الأفعال. وأفعال الحكومة المصرية أو النظام المصري تتراجع، بل وتشتمل على عداء واضح لحقوق الإنسان، وعام حقوق الإنسان يذكرني بعامي الشباب والمرأة (2016 و2017)، اللذين شهدا أكثر الانتهاكات بحق هاتين الفئتين.

هل يمكن القول إن النظام المصري الحالي يعمل على إزاحة جهات وشخصيات بعينها من العمل العام كنموذج الشبكة العربية وجمال عيد؟

بداية منذ عام 2014 كان هناك استخدام واسع لأسلوب التهميش والإبعاد والإقصاء وحصار الأصوات المستقلة، والشبكة العربية ليست الوحيدة في هذا الصدد؛ فهناك قوائم للممنوعين من الظهور في المنصات الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة تشتمل على العديد من الشخصيات السياسية، والصحفيين، والحقوقيين، والنشطاء، بالإضافة إلى المضايقات والتهديدات والاعتداءات على المنظمات المستقلة إلى جانب الاتهام في بعض القضايا، وهناك أيضا الأحزاب الرسمية التي بات الكثير من قياداتها داخل السجون أو في القبور مثل الشهيدة شيماء الصباغ التي وافق ذكرى وفاتها يوم 24 كانون الثاني/ يناير الجاري.

هل ما يحدث مع المنظمات الحقوقية المستقلة سواء بالتضييق أو التشويه أو الإغلاق هدفه توسيع مساحات لمَن هم مُقربون من النظام للسيطرة على المجال الحقوقي في مصر؟

بالطبع، الدولة ترغب في حقوقيين على شاكلة أغلب الحقوقيين الذي عُينوا مؤخرا في المجلس القومي لحقوق الإنسان – مع الأسف – والذين جُل اهتمامهم إرضاء النظام، وتلميع صورته، والشبكة ليست كهؤلاء. وبكل أسف فإن 90% من أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان متواطئون على حقوق الإنسان.

ما دور أجهزة الأمن في السيطرة على العمل العام وخاصة الحقوقي؟

الدولة في مصر خلال هذه اللحظة تُختزل في أجهزة الأمن، أو كما يقال: "سيادة المنهج البوليسي"؛ فالحصار والتضييق على المجتمع المدني هو نتيجة طبيعية للتعامل البوليسي والسيطرة الأمنية الفجّة.

هل الأزمة تكمن في الدستور والقوانين أم في ممارسة الأجهزة الأمنية أم في شخص السيسي؟

الأزمة تكمن في غياب إرادة سياسية لاحترام الدستور، وسيادة القانون، وقيم الديمقراطية، وفي العداء الحاد لثورة يناير ولكل المنتمين والداعمين لها، ولأننا ننتمي لثورة يناير ومطالبها المشروعة فإننا ننال جزءا كبيرا من هذا العداء.

هناك بعض الإفراجات المحدودة التي حدثت مؤخرا عن بعض سجناء الرأي كرامي شعث وباتريك جورج وعلا القرضاوي وغيرهم.. كيف تنظرون إلى تلك الإفراجات؟

كان لا بد من الإفراج عنهم؛ لأن أغلبهم تجاوز المدة القانونية للحبس الاحتياطي، ومع الأسف ما زال هناك العشرات بل والمئات ممن تجاوزوا المدة القانونية للحبس الاحتياطي ولم يُفرج عنهم، ويجب الإفراج عنهم؛ فليس من المعقول أن يقضي الناس حياتهم قيد الاحتجاز على ذمة اتهامات مكررة "هي نسخ ولصق" ليس عليها أي دليل، وهم يقومون بالإفراج عن 10 أفراد بينما في المقابل يعتقلون 100 شخص آخرين مكانهم، وأنا أعرف الكثير من الحالات التي تم إلقاء القبض عليها مؤخرا بينما تخشى أسرهم ولم يعلن عن أسمائهم، مثل الناشطين شريف الروبي ويحيى إبراهيم، بجانب آخرين، فأنا لا أرى هذه الإفراجات باعتبارها خطوة للأمام، بل هي محاولة لتجميل الصورة وتبييض الوجه، لكن الصورة لن تكتمل إلا بخروج آخر سجين رأي في سجون مصر.

قيل إن بعض الإفراجات الأخيرة وغلق القضية المعروفة بقضية "التمويل الأجنبي" كانت مرتبطة بضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما مدى صحة ذلك؟

لا أعلم مدى دقة ذلك، ولا أستطيع التفتيش في الضمائر، وغير معني إلا بنضال المصريين من أجل حقهم في الديمقراطية، ولا يصح إلا الصحيح، فأي دولة فيها سجين رأي واحد توصف بأنها دولة مستبدة، فما بالك بمصر التي بها الآلاف من سجناء الرأي.

كما أني لا أستطيع أن أفهم الداعي لدولة أن تحبس سيدة مثل «علا القرضاوي» أربع سنوات ونصف دون اتهامات ثم تفرج عنها، وهناك الآن بالسجون من تجاوز السنتين، منهم الزميل بالشبكة العربية «عمرو إمام» والمهندس «يحيى حسين»، والعشرات والمئات غيرهم، الذين يجب الإفراج عنهم.

بعد مرور عام على إدارة بايدن.. كيف تقيّمون موقف هذه الإدارة من أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

ليس لدي تعليق، لكن من المؤكد أن إدارة بايدن – رغم عدم تلبية الطموح – أفضل بكثير من إدارة ترامب - تاجر السيارات المستعملة -، وبغض النظر عن تعاطي إدارة بايدن مع ملف حقوق الإنسان، فيكفينا النضال ضد الاستبداد الداخلي، ولا نريد النضال الخارجي ضد حكومات تدعم هذا الاستبداد مثل الحكومة الفرنسية، ولم نر بعد ملامح الإدارة الأمريكية حتى نستطيع تقييمها.

عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد أنور السادات، قال إن الهيئات القضائية، والنيابة العامة تقوم الآن بمراجعة حالات المحبوسين احتياطيا تمهيدا للإفراج عنهم، وهو ما اعتبره "انفراجة كبيرة".. ما تعقيبكم؟

مع احترامي له، لكنه ليس مصدرا رسميا لمثل هذه التصريحات، بل تعتبر مثل هذه التصريحات "نقطة سوداء" في ثوب العدالة في مصر، وهناك فارق بين "وجود" انفراجة، وبين "تمني" انفراجة، فإن كان من باب التمني فكلنا نتمنى ذلك، وإن كان يروج لأمر غير حقيقي فأنا أربأ به عن ذلك، وأدعوه للتريث حتى لا يلعب دور من يجمّل وجه نظام مستبد يعادي حقوق الإنسان وسيادة القانون، ونحن نرفض تضليل الناس بمزاعم أن هناك انفراجة ما.

إلى أي مدى يتم تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على أرض الواقع؟

الاستراتيجية من وجهة نظري أعتبرها "مزيفة" ووضعت لتجميل الصورة، لأنها لم تسطر تحليلا حقيقيا يضع يده على المشاكل الحقيقية، وهي الانتهاكات التي تقوم بها الدولة، حتى يصل هذا التحليل لنتائج حقيقية. ومن اعتمد على مقدمات خاطئة سيصل لنتائج خاطئة؛ فالاستراتيجية من وجهة نظري لا تستحق ثمن الورق الذي كُتبت عليه.

هل تستبعد حدوث أي انفراجة حقيقية في المشهد المصري خلال فترة حكم السيسي؟

أتمنى حدوث انفراجة، لكني لم أرَ حتى الآن.

ما مستقبل العمل الحقوقي في مصر بعد إغلاق الشبكة العربية؟

العمل الحقوقي في مصر مستمر، وكما ذكرت فإن هناك حركة حقوقية في مصر، قد تكون ضعيفة إلا أنها موجودة، ولم تعد قاصرة على المنظمات الحقوقية المستقلة التي كانت الشبكة جزءا منها، وإنما تتسع للعديد من المدافعين من الأفراد المستقلين، وكون أغلبهم من الشباب فهذا يعطينا الأمل، وطوال الوقت أقول: أنا متفائل بأن مصر ستسترد طريقها للديمقراطية وسيادة القانون.

وبالنسبة لنا بشكل شخصي، فإننا سنظل جزءا من حركة حقوق الإنسان كأفراد مستقلين؛ فلن نتنازل عن حقنا في التحدث عن الانتهاكات والحبس التعسفي وتجاوز الحبس الاحتياطي، لكن ليس بشكل مؤسسي بل كمواطن مصري يدفع الضرائب، ولنا حقوق مثل الآخرين.

حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف الحاكم يعادي الدين الاسلامى و يضطهد المسلمين يشرع فى تجريم الطلاق الاسلامى الشفهى ضد ملايين المسلمين فى الهند بالمخالفة للشريعة الإسلامية وحكام الدول العربية والإسلامية يتفرجون

رابط تقرير الصحيفة الهندية

نص تقرير صحيفة ''اوقات الهند'' The Times Of India الهندية اليومية فى عددها الصادر اليوم الاثنين 31 يناير 2022 تحت عنوان: ''الناشطة الهندية المسلمة نيدا خان ضحية الطلاق الاسلامى الشفهى الثلاثي تنضم إلى حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي بعد شروعه رسميا فى تجريم الطلاق الاسلامى الثلاثي''.

حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف الحاكم يعادي الدين الاسلامى و يضطهد المسلمين يشرع فى تجريم الطلاق الاسلامى الشفهى ضد ملايين المسلمين فى الهند بالمخالفة للشريعة الإسلامية وحكام الدول العربية والإسلامية يتفرجون


قالت صحيفة ''اوقات الهند'' The Times Of India الهندية اليومية فى عددها الصادر اليوم الاثنين 31 يناير 2022 ''مرفق الرابط''، أنه بعد أيام من إعلان زعيم طائفة باريلي الاسلامية البارز مولانا تقيير رضا ، وهي فرقة صوفية في العقيدة ، و تدعي الانتساب لمذهب أبي حنيفة في المسائل الفقهية الفرعية ، نشأت في شبه القارة الهندية في مدينة بريلي بالهند أيام الاستعمار البريطاني ، وتنسب إلى أحمد رضا خان ، دعمه للكونغرس الهندى المهيمن على أغلبيته الهندوس ، انضمت الناشطة الهندية المسلمة نيدا خان إلى حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسى الحاكم يوم أمس الأحد 30 يناير 2022. وانضمت نيدا خان إلى الحزب في حضور رئيس حزب بهاراتيا جاناتا السابق ورئيس اللجنة المنضمة لاكسميكانت باجباي. وشددت خان التي وصفت بريانكا غاندي الأمينة العامة للمؤتمر بأنها أختها ، "أصبحت النساء بأمان في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا" . وأصرت على القول بأن قتال حزب بهاراتيا جاناتا ضد الطلاق الاسلامى الشفهى الفوري الثلاثي جعلها أقرب إلى الحزب.

وقالت إن إعلان حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسى تجريم الطلاق الاسلامى الشفهى الفوري الثلاثي وشروعة فى تقنين الاوضاع الخاصة بذلك قلص من محنة المرأة المسلمة إلى حد كبير. وقالت: "في وقت سابق ، عندما كنت أدير مؤسسة ، كانت النساء المسلمات تزورها ثلاث مرات أو أربع مرات في الأسبوع وتثق في أنهن حصلن على طلقة ثلاثية من أزواجهن في أمور تافهة".

وقال محللون إن استقراء نيدا خان يمكن أن يسلح حزب بهاراتيا جاناتا لتقليل انتشار المعارضة المسلمة فى الهند ، خاصة فى المناطق التى تحوز غالبية مسلمة في الغرب ومنطقة روهيلخاند التي تذهب إلى صناديق الاقتراع في المراحل الثلاث الأولى.

نيدا خان هي الزوجة السابقة لشيران رضا خان ، نجل عثمان رضا خان من آل هزارات عشيرة باريلي. عثمان رضا خان هو الأخ الأكبر لتقيم رضا خان. طلق شيران خان زوجتة نيدا خان من خلال الطلاق الاسلامى الثلاثي الفوري في غضون عام من زواجهما. لكن نيدا خان خاضت معركة قضائية ضد هذا وأصبحت أيضًا ناشطة وقدمت المساعدة لنساء مسلمات أخريات.

معهد كوينسي للأبحاث بواشنطن: من مصلحة إسرائيل الإستراتيجية الإبقاء على الدول العربية ترزح تحت الأنظمة الاستبدادية

رابط التقرير

موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" (Responsible Statecraft) الذي يديره معهد كوينسي ستيتكرافت للأبحاث بواشنطن:  نظرة أعمق على علاقات إسرائيل مع الحكام المستبدين العرب .. لهذا تحبّهم إسرائيل .. حرب الحكام العرب على الربيع العربي

من مصلحة إسرائيل الإستراتيجية الإبقاء على الدول العربية ترزح تحت الأنظمة الاستبدادية

تل أبيب كانت حاذقة في إبقاء دول المنطقة المجاورة لها طاغوتية من اجل توازن القوى لصالحها ووقع الحكام المستبدين العرب نتيجة مطامعهم الشخصية فى الحكم الاستبدادى الابدى فى براثنها


تمثل علاقات إسرائيل المزدهرة مع مختلف الأنظمة العربية الاستبدادية أحد أهم التطورات في الشرق الأوسط الحديث. 

على الرغم من أن هذه الروابط رفيعة المستوى قد توسعت بشكل كبير لأكثر من عقدين من الزمن ، إلا أنها تطورت إلى حد كبير من التعاون وراء الكواليس إلى أشكال أكثر وضوحًا من التنسيق ، لا سيما بعد الانتفاضات العربية عام 2011 والتي بلغت ذروتها في عام 2020 "اتفاقات أبراهام" ، في الأصل الموقعة بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة ، وتوسعت لاحقًا لتشمل المغرب والسودان. 

شدد التركيز الساحق للتحليلات التي تسعى إلى فهم هذه العلاقات في المقام الأول على كيفية قيام الأهداف الجيوسياسية المشتركة بجمع هذه الجهات الفاعلة معًا ، خاصة بعد عام 2011. سواء كان ذلك لمواجهة الخصوم المشتركين مثل إيران أو الحركات الإسلامية السياسية ، أو لإبقاء الولايات المتحدة منخرطة بعمق في المنطقة ، أو للحفاظ على توازن القوى الإقليمي السائد ، فإن غالبية المراقبين ينظرون إلى هذه التقارب رفيع المستوى من أعلى إلى أسفل. من خلال عدسة الجغرافيا السياسية. 

على الرغم من أن عدسة السياسة الواقعية تلتقط بالتأكيد العناصر الحاسمة لهذه العلاقات ، إلا أنها تمتد إلى ما هو أبعد من الجغرافيا السياسية: هناك عنصر معياري قوي متجذر في روح مشتركة معادية للثورة .من بين هؤلاء الفاعلين الذين ينظرون إلى الديمقراطية - في أي مكان في المنطقة - على أنها لعنة على بقائهم. في الفترة التي تلت الانتفاضات العربية ، انخرطت إسرائيل جنبًا إلى جنب مع شركائها الإقليميين في حملة متطورة للثورة المضادة تهدف ليس فقط إلى الحفاظ على توازن القوى الإقليمي السائد ، ولكن أيضًا لمنع ظهور نموذج ديمقراطي شعبي من الظهور في الشرق الأوسط. . إن فهم هذه الرغبة المشتركة لكل من تل أبيب والأنظمة العربية المختلفة في الحفاظ على الوضع الاستبدادي الإقليمي الراهن أمر بالغ الأهمية لفهم النطاق الكامل لهذه العلاقات.

تقدم إسرائيل نفسها كملاذ للديمقراطية داخل "جوار صعب" من الاستبداد والعنف المتأصل والتخلف. على سبيل المثال ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون ذات مرة "نحن (إسرائيل) نعيش في القرن العشرين ، وهم [العرب] في القرن الخامس عشر" ، وشدد على أن إسرائيل تمثل "مجتمعًا حديثًا ... في وسط عالم من القرون الوسطى. " رسالة مماثلة رددها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك ، الذي غالبًا ما أشار إلى البلاد على أنها "فيلا في غابة" و "قلعة في الصحراء" لوصف علاقة إسرائيل بجيرانها العرب. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في كتابه "مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم"أن "العنف منتشر في كل مكان في الحياة السياسية لجميع البلدان العربية. وهو الأسلوب الأساسي في التعامل مع الخصوم ، الأجانب والمحليين ، العرب وغير العرب ". 

وكما جادل المؤرخ الإسرائيلي آفي شلايم سابقًا ، فإن مثل هذه النظرة للعالم "تُرجمت إلى مفهوم جيواستراتيجي" حيث تكون الدولة الصهيونية "محبوسة بشكل دائم في تحالف مع الغرب ضد الشرق" المتخلف ". كل هذا على الرغم من حقيقة أن مكانة إسرائيل كدولة ديمقراطية محل نقاش كبير ، مع العديد من منظمات حقوق الإنسان البارزة من بين منظمات أخرى ، التي وصفت الدولة اليهودية والأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها بنظام الفصل العنصري .

على الرغم من الخطاب الذي يتبناه قادتها ، عارضت إسرائيل التحولات الديمقراطية في الشرق الأوسط واستفادت من افتقار المنطقة إلى الديمقراطية. إسرائيل هي قوة الوضع الراهن في الشرق الأوسط وتعتمد بشكل كبير على الحفاظ على الحكومات غير الديمقراطية في المنطقة. حتى بعض المؤيدين الأمريكيين المخلصين لإسرائيل يعترفون بذلك ، كما جادل روبرت كاجان بعد الانقلاب العسكري عام 2013 الذي أطاح بحكومة منتخبة ديمقراطيًا في مصر. كتب: "بالنسبة لإسرائيل ، التي لم تدعم الديمقراطية في أي مكان في الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل ، فإن وجود ديكتاتورية عسكرية وحشية مصممة على القضاء على الإسلام السياسي ليس فقط مقبولًا ولكنه مرغوب فيه".

تخشى إسرائيل أن تكون الحكومات الشعبية في المنطقة المسؤولة أمام شعوبها أكثر مطالبة في النضال من أجل الحقوق الفلسطينية والتسوية الحقيقية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يظل الرأي العام العربي مؤيدا بحزم لمحنة الفلسطينيين. على الرغم من أن انتفاضات عام 2011 كانت مدفوعة بمطالبات العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تركزت بشكل أساسي على المستوى المحلي ، إلا أن رمزية فلسطين كانت تظهر في كثير من الأحيان خلال هذه المظاهرات.

يستمر التعبير عن هذه الرمزية في الاحتجاجات داخل المنطقة ، لا سيما بعد سلسلة صفقات "التطبيع" في السنوات القليلة الماضية. لذلك فإن تل أبيب تعارض ظهور الحكومات الديمقراطية في المنطقة والتحديات التي يمكن أن تشكلها أمام استمرار سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتعتمد على الحكام العرب المستبدين لقمع مثل هذه المشاعر. 

ما يثير قلق إسرائيل بشكل خاص هو مصر والأردن المجاوران ، وكلاهما عقد معاهدات سلام مع تل أبيب. مصر هي أكثر دول العالم العربي من حيث عدد السكان وتقع على حدود قطاع غزة ، في حين أن الأردن تحكمه أقلية هاشمية على أغلبية فلسطينية ويحدها الضفة الغربية. إذا ظهرت ديمقراطيات حقيقية في هذه البلدان ، فيمكنها أن تلعب دورًا أكثر بروزًا في الدفع من أجل الحقوق الفلسطينية. 

كما تستفيد إسرائيل من غياب الحكم الديمقراطي في المنطقة عند محاولتها حشد الدعم الخارجي. من خلال تصوير نفسها على أنها في موقف دفاعي باستمرار في "حي صعب" ، تستطيع تل أبيب إبراز صورة دائمة عن الضحية لمؤيديها الغربيين. علاوة على ذلك ، من خلال تصوير نفسها على أنها بؤرة استيطانية غربية منعزلة ومحاصرة ، تهدف إسرائيل إلى تقديم نفسها على أنها أكثر الدول الإقليمية - ربما الوحيدة - الفاعلة القادرة على العمل مع الديمقراطيات الغربية. إذا تمكنت دول أخرى في الشرق الأوسط من ترسيخ نفسها كديمقراطيات فاعلة ، فقد تثبت أنها شركاء جدد جذابون للدول الغربية في المنطقة وتتنافس مع إسرائيل على دعمها. 

في هذا السياق فسرت إسرائيل الانتفاضات العربية عام 2011 وما تلاها. تعمل إسرائيل بشكل متزامن مع الأنظمة العربية المختلفة للحفاظ على السيطرة الأوتوقراطية على الشرق الأوسط ، والتي بدورها تدعم هيمنة تل أبيب على الأراضي الفلسطينية المحتلة. في الأيام الأولى من الانتفاضات ، تجلى ذلك في خطاب المسؤولين الإسرائيليين المختلفين مثل وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك ، الذي صرح بأن "تلك القيادات [الحكام المستبدين] بقدر ما كانت غير مقبولة من قبل شعوبها ، كانت مسؤولة للغاية بشأن الاستقرار الإقليمي ... إنهم [لنا] مرتاحون أكثر بكثير من الشعوب أو الشوارع في نفس البلدان ". وبالمثل ، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الانتفاضات العربية باعتبارها "موجة إسلامية ، مناهضة للغرب ، معادية لليبرالية ، معادية لإسرائيل ، ومعادية للديمقراطية".

في السنوات الـ 11 التي تلت تلك التعليقات ، نمت علاقات إسرائيل مع الجهات الفاعلة الأخرى المضادة للثورة ، ولا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وغيرها بشكل كبير لتشمل تعاونًا دبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا مكثفًا ، وتوفير تقنيات مراقبة متطورة ، و جهود منسقة بشكل متزايد للضغط على واشنطن لصالح أجنداتهم. يجب النظر إلى ما يسمى بـ "اتفاقيات أبراهام" على أنها استمرار لهذه الجهود من خلال إنشاء تحالف أكثر رسمية من الفاعلين المناهضين للديمقراطية ، بدعم بشغف من قبل الولايات المتحدة ، حيث تسعى واشنطن إلى التحول نحو المحيطين الهندي والهادئ. 

في الآونة الأخيرة ، عملت إسرائيل على تعزيز علاقاتها مع الحكام المستبدين ، مثل أمير الحرب الليبي خليفة حفتر ونجله صدام حفتر ، وكذلك الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان الذي استولى على السلطة في انقلاب العام الماضي. تمتد هذه الجهود إلى ما هو أبعد من الجغرافيا السياسية وتتحدث إلى تحالف أوسع للثورة المضادة يسعى إلى تأكيد هيمنته على الشرق الأوسط. لقد دعمت الولايات المتحدة بحماس هؤلاء الفاعلين المعادين للثورة من خلال تزويدهم بأسلحة متطورة وغض الطرف عن سجلاتهم التعسفية في مجال حقوق الإنسان. على الرغم من وعد حملة بايدن بجعل حقوق الإنسان مركزية في سياسته الخارجية ، استمر هذا النمط نفسه بلا هوادة تقريبًا. استمرار الدعم الأمريكي لهذا التحالف - المتجذر في ما يشار إليه غالبًا باسم " أسطورة الاستقرار الاستبدادي " - يعمل فقط على تفاقم المصدر الأساسي للمظالم التي تكمن في أساس مشاكل المنطقة: المستبدون أنفسهم.

موقع اوريان 21 : مصر تلقي بنفسها في المجهول

رابط التقرير

موقع اوريان 21 : مصر تلقي بنفسها في المجهول

النظام العسكري المصرى الجاهل في الشئون الاقتصادية يقود مصر الى الهاوية بعد أن أغرقها في القروض الاجنبية


لقد اطلعنا على نص الاتفاقية المعقودة بين مصر وصندوق النقد الدولي في أغسطس/آب الماضي. و يبدو أن القرض سيتمكن من تغطية السنة القادمة بأكملها تقريباً، ولكنه لن يغطي السنتين التاليتين، إذ لا تزال مصر في حاجة إلى أكثر من 15 مليار دولار... وهو أمر ليس باليسير، في ظل عزوف الولايات المتحدة الأمريكية و أنظمة الخليج الملكية عن الدفع.

لقد نشر صندوق النقد الدولي في السابع عشر من يناير/كانون الثاني 2017 نص الاتفاق الذي توصل إليه مع مصر في أغسطس الماضي، وسط مناخ عام من اللامبالاة. حيث نشرت جريدة الأهرام اليومية الرسمية بالكاد بيانًا صغيرًا حول الاتفاقية، بينما لم تُعرها الصحافة العالمية أي اهتمام تقريبًا، واكتفت الصحافة الخليجية ببضعة مقالات لا تُذكر. بيد أن الوثائق الخاصة بـ“مذكرة التفاهم حول السياسات الاقتصادية والمالية” كافية للاطلاع على تفاصيل الاتفاق: يقرض صندوق النقد الدولي مصر أكثر من 12 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، تسدَّد على ست دفعات، على أن تلتزم مصر بالقيام بإصلاحات عميقة في مجال سعر الصرف والسياسات النقدية والمالية والاجتماعية وتلك الخاصة ببيئة الأعمال. ويمكن لصندوق النقد الدولي أن يمتنع عن تسليم مصر باقي الدفعات إن أخفقت في تحقيق تلك الشروط، كما حدث مع أوكرانيا في عام 2016.

يبدو النظام العسكري في سياسته الاقتصادية عازماً من الآن فصاعداً على استخدام نفس القسوة التي صمَّم بها على استئصال شأفة الإخوان المسلمين من الحياة السياسية. وفي حين كان حسني مبارك يتبنى أنصاف الحلول وينتهج سياسة الاحتواء، يسعى الرئيس الحالي الى فرض إرادته. “نحن نصوِّب مسار الاقتصاد المصرى عن طريق اتخاذ اجراءات تضع أساسًا حقيقيًا لبناء الدولة التى نريدها خلال السنوات القادمة”. هذا هو ما صرح به عبد الفتاح السيسي في لقائه مع رؤساء تحرير ثلاث صحف قومية، مضيفًا: “لو كنا استمرينا على نفس الوضع لمدة عام أو في اثنين لأصبح الموقف أكثر حدة”1

انهيار الجنيه المصري

أدى قرار تحرير سعر الصرف، والذي تمَّ بجرة قلم في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى انخفاض سعر الجنيه بنسبة 100%، بحيث صار الدولار، بين عشية وضحاها، يساوي 18 جنيهًا مصريًا، بعد أن كان يساوي 8،8 جنيهًا. “لقد انخفضت قيمة الجنيه أكثر بقليل مما توقعنا بعد تعويم سعر الصرف”. هذا ما صرح به الاقتصادي البريطاني كريس جارفيس، رئيس بعثة صندوق النقد الدولى إلى مصر، بعبارات متوارية كعهده، فهو من كان يكتب خطابات دومينيك شتراوس-كان، وقت أن كان هذا الأخير المدير العام لصندوق النقد الدولي.

في انتظار الإجراءات التصحيحية المُرتقبة، من المفترض أن يتلقى البنك المركزي من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وعدد من المؤسسات متعددة الأطراف قروضًا بقيمة 12 مليار دولار خلال العام الجاري. وممّا يعد مؤشرًا على الأزمة الحالية، لم تساهم الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي من أنظمة الخليج الملكية (باستثناء الإمارات العربية المتحدة) في ذلك القرض، بخلاف العواصم الأوروبية الكبرى. ولكن إذا كانت حصيلة الاحتياطي النقدي الأجنبي التي جمعها البنك المركزي، أو في طريقه إلى جمعها، تمنح سوق الصرف الأجنبي “الجديد” قبلة الحياة وتوفّر الحماية للجنيه المصري، فإن الحصول على باقي دفعات القرض في العامين القادمين ليس بالأمر المؤكد، بل هو رهن بمدى احترام الحكومة المصرية للالتزامات الواردة في مذكرة التفاهم، بما يُمَكِّنها من الحصول على القرض كاملاً، دون إغفال الوضع الأمني في المنطقة بالطبع.

أما المستهلك المصري، فقد تحمل بالكامل كلفة الخسائر التي نتجت عن انهيار عملته الوطنية. تشير آخر إحصائية نشرت في ديسمبر/كانون الأول 2016 إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بنسبة تقارب الـ 30%، ولا يتوقع خبراء صندوق النقد الدولي انخفاض معدلات التضخم قبل النصف الثاني من العام الحالي. وبالرغم من رفع الدولة لقيمة المساعدات المالية المخصصة للفقراء والمعاقين المسجَّلين رسميًا لديها، إلا أن هناك أكثر من 20 مليون مواطن، أي 35% من السكان - هي نسبة الفقر في مصر كما تقول هبة الليثي2 - اضطروا إلى مواجهة موجة الغلاء وحدهم، دون أي تدخل حكومي لإنقاذهم، اللهم إلا إجراء رمزيّ لصالح الفئة القليلة التي تخضع للضرائب على الدخل. كما لم يكن من المنتظر أن تشهد صناعة الدواء ارتفاعًا في الأسعار، حيث كانت الأدوية تخضع للتسعير. إلا أن وزير الصحة اتخذ قرارًا برفع سعر الدواء بنسبة 50% في المتوسط، خاضعاً بذلك لتهديدات الصيادلة بالإضراب، وتلويح شركات الصناعات الدوائية بوقف الاستيراد. علاوةً على ذلك، ارتفعت أسعار المحروقات بنسبة 35%، لكن الحكومة مستمرة في دعمها بنسبة 44%، ومن المتوقع أن تشهد الأسعار موجات ارتفاع أخرى لتخفيف العبء عن الخزانة العامة3. القطاع الوحيد الذي لا زال يقاوم الارتفاعات المتكررة هو قطاع التعليم العالي، فمن غير المقرَّر أن ترتفع رسوم الجامعات، عدا الجامعات الخاصة بالطبع، كما يأمل العاملون بوزارة التعليم العالي.

عجز الموازنة، الآفة الأخرى

ليس هناك أي مجال للتراخي فيما يخص تقليص العجز في الموازنة، الأزمة الأخرى التي تواجه الاقتصاد المصري، إذا ما كانت الحكومة ترغب في الوفاء بالتزاماتها بخفض العجز للوصول به من 12،1% من إجمالي الناتج المحلي في العام 2015- 20164 ، إلى 4،7% في العام المالي 2020-2021، وبالتالي تراجُع الدين العام من 95% إلى 78% من إجمالي الناتج المحلي في الفترة نفسها. لبلوغ ذلك الهدف، تتبنى الحكومة حزمة إجراءات تقشفية تتمثل في خفض الأجور وخفض دعم الطاقة والسلع التموينية، بالإضافة إلى رفع الضرائب. قد يثير تاريخ مصر المالي الشكوك حول وجود إرادة سياسية لـ“ضبط” الحسابات الحكومية، خاصة مع بلوغ معدل فائدة أذون الخزانة التي تطرحها الحكومة لأجَل ثلاثة أِشهر 19%. لكن، حتى لو كان الحاكم في أيامنا هذه أكثر أمانةً مما كان في الماضي، يظل باب الخروج من الأزمة ضيقًا. يجب على مصر بذل المزيد من الجهد حتى يتسنّى لها الحصول على العملة الصعبة، ليس بالتعويل على القروض الخارجية، ولكن على التصدير والسياحة وإيرادات قناة السويس.

كذلك لن يكون من السهل تقليص العجز في ميزان المعاملات الجارية، والذي تتراوح نسبته بين 6 و7% من إجمالي الناتج المحلي؛ حيث من المتوقع أن يظل العجز التجاري مرتفعًا حتى 2018-2020 على أقل تقدير. “إن عامل السعر ليس هو المتحكِّم الأكبر في عجز ميزان الحساب الجاري في الوقت الحالي. فالأزمة التي يمر بها قطاع السياحة، والذي كان يمثل 20% من إيرادات الدولة عام 2010، تؤول في أغلبها إلى أسباب أمنية، كما ستتأثر إيرادات قناة السويس (9% من إيرادات الدولة) بتقلبات التجارة العالمية العنيفة. ومن غير المتوقع أن يتوقف العجز المتزايد في قطاع الطاقة (3،6 مليار دولار في عام 2016، أي 20% من عجز ميزان المعاملات الجارية، في مقابل فائض يقدر بـ5 مليار دولار في عام 2010)، إلا بحلول عام 2018، مع دخول حقلي الغاز الطبيعي بـ”ظهر“ودلتا النيل” حيز الإنتاج، بحسب بسكال ديفو من بنك “بي ان بي باريبا”5.

تظل الثقة عملة نادرة في المجتمع المصري، حتى بين النخبة. فبعد انتعاشة لم تنقطع منذ صدور قرار التعويم في 3 نوفمبر، شهدت البورصة المصرية في 19 يناير/كانون الثاني الماضي “خميسًا أسود”، فقد خلاله المضاربون أكثر من مليار دولار في جلسة واحدة، تعيَّن انهاؤها سريعًا. مصر هي الدولة العربية الخامسة، مع المغرب وتونس والأردن والعراق، التي تبرم اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي في عام 2016 بقيمة تتعدى 21 مليار دولار، وهو ما يعد مؤشرًا إضافيًا على الأزمة التي تواجهها تلك البلدان بعد مضي ست سنوات على الربيع العربي.

جان بيار سيريني

صحفي ومدير سابق لمجلة “لو نوفيل إيكونوميست” Le nouvel Economiste ورئيس تحرير سابق لمجلة “الإكسبريس”. L’Express

الأحد، 30 يناير 2022

بالفيديو انتخاب رئيس الجمهورية الإيطالية مساء أمس السبت .. إعادة انتخاب سيرجيو ماتاريلا رئيسًا للجمهورية الايطالية بأغلبية 759 صوتًا .. رئيس الجمهورية المنتخب مجددا يؤدي يمين القسم الدستوري يوم الخميس المقبل 3 فبراير


وكالة الأنباء الايطالية ''أنسا'':
فى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت .. إعادة انتخاب سيرجيو ماتاريلا رئيسًا للجمهورية الايطالية بأغلبية 759 صوتًا
رئيس الجمهورية المنتخب مجددا يؤدي يمين القسم الدستوري يوم الخميس المقبل 3 فبراير
رابط تقرير وكالة الأنباء الايطالية ''أنسا''

أعيد انتخاب سيرجيو ماتاريلا فى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت 29 يناير 2022 رئيسًا للجمهورية بأغلبية 759 صوتًا من إجمالى 983 حاضرًا ومصوتًا.
وبالتالي ، فهو لا يتجاوز الرقم القياسي الذي سجله برتيني الذي انتخب بـ 832 صوتًا ولكنه أصبح ثاني أكثر رؤساء الدولة تصويتًا.
في عام 2015 ، حصل ماتاريلا على 665 صوتًا من إجمالي 995 ناخبًا رئيسيًا. قال ماتاريلا في حديثه بعد الانتخابات مباشرة: "تفرض هذه الشروط عدم التنصل من الواجبات التي يُطلب إليها وبالطبع يجب أن تتغلب على الاعتبارات الأخرى ووجهات النظر الشخصية المختلفة ".
ينعقد اجتماع مجلس النواب في جلسة مشتركة لأداء القسم ورسالة رئيس الجمهورية يوم الخميس 3 فبراير الساعة 15.30.
وقال إن هناك "التزاماً بتفسير توقعات و آمال مواطنينا".
وبعد اكتمال النصاب القانوني بالأغلبية المطلقة ، استمر التصفيق أربع دقائق في الغرفة..
"إعادة انتخاب سيرجيو ماتاريلا لرئاسة الجمهورية نبأ رائع للإيطاليين. وأنا ممتن للرئيس على اختياره لدعم الإرادة القوية للغاية للبرلمان لإعادة انتخابه لولاية ثانية". هكذا رئيس الوزراء ماريو دراجي.
وقال الرئيس "لدي خطط أخرى لكنني أحترم البرلمان" ، مؤكدا نعمه بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة الأغلبية باسمه.
اتصال هاتفي للامتنان من ماتيو سالفيني لرئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا. ذكرت مصادر الدوري ذلك.
من سيرجيو ماتاريلا "اختيار الكرم" ، قال زعيم الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا . وأضاف أن الحكومة ودراجي "خرجوا أقوى". طلب الالتقاء برئيسة ، "بالنسبة لنا لم يكن مجرد إجراء شكلي بل معركة حقيقية ، لدرجة أنه في نهاية طاولة المفاوضات كان هناك طلبان لامرأتين من الامتياز المطلق والشخصية والكفاءة" وهكذا رئيس M5s جوزيبي كونتي في مؤتمر صحفي حيث أضاف: "حول إمكانية وجود رئيسة ، لم يخسر كونتي أو فقد مجتمع M5s البلد. هذا دون الانتقاص من حقيقة أننا ذاهبون إلى هذا التصويت لدعم ماتاريلا لمدة سبع سنوات جديدة ".
"مع دراجي طلبت توضيحًا: لا يمكننا أن نقتصر على ضمان استقرار الحكومة ، يجب أن نكون مروجين للمواجهة للتوقيع على ميثاق للمواطنين يتم فيه تحديد الأولويات" للبلد.
" لقد فشلت بعض القيادات ، وأثارت التوترات والانقسامات: يجب أن نعمل على التوحد والتوسع ، فالسياسة في الأيام الأخيرة كانت ضحية لنفسها: لحسن الحظ تم حل هذا المأزق من قبل البرلمان بفضل مساهمة رئيس الوزراء ماريو. دراجي ". وهكذا غادر وزير الخارجية لويجي دي مايو مونتيسيتوريو بعد إعادة انتخاب سيرجيو ماتاريلا في كويرينال.
"يسعدني أن ماتاريلا قد قبل بشعور من المسؤولية نية البرلمان لإحالته إلى رئاسة الجمهورية. الاستقالة؟ لمواجهة هذه المرحلة الجديدة ، هناك حاجة إلى ضبط دقيق : الحكومة بأغلبية تتبنى قرارًا جديدًا نوع أسلوب العمل الذي يسمح لنا بالتعامل البناء مع الملفات العديدة ، حتى الملفات المقسمة ، حتى لا نتحول هذا العام إلى حملة انتخابية طويلة للغاية ، ضارة لا تفيد البلد ". هكذا وزير التنمية جيانكارلو جيورجيتي في نهاية لقاء مع سكرتير ليغا سالفيني. طلب الاثنان من دراجي مقابلة. "أنا سعيد لأن الدوري كان بطل الرواية لإغلاق حق النقض هذا الأسبوع وأنا أحسب ذلك من يوم الاثنين فياجتماع لثلاثة دراغي - جيورجيتي - سالفيني هناك كل التوضيحات اللازمة ". هكذا زعيم الرابطة ماتيو سالفيني." أنا مرتاح لأنه كان هناك خطر من الاستمرار بين حق النقض والشجار. وأنا هادئ ، لقد قدمت كل المقترحات الممكنة ، لا سيما على الجبهة النسائية "." "غدًا يعود البرلمان إلى كونه البرلمان ، والحكومة هي الحكومة: نحتاج إلى الحياة الطبيعية. الخلافات التي حدثت في الأيام الأخيرة في التل لا تمتد إلى الحكومة ".
ماتاريلا "أقر بأنه ستكون هناك إمكانية لانتخاب شخصيات رفيعة المستوى ، لكنه أعاد التأكيد مرة أخرى على الإحساس العميق بالمؤسسات التي عمته وأخبرنا أنه سيبذل قصارى جهده ". تقول ديبورا سيراكياني هذا في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع في كولي. وتضيف سيمونا مالبيزي ، رئيسة مجموعة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ: "ماتاريلا هو رجل المؤسسات: لقد رحب بنا واستمع إلينا وقبل طلبات البرلمان الذي أخذ بدوره طلبات دولة ما القدرة المعتادة على فهم اللحظات التي يمر بها البلد ".
 من المناسب أن يظل رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا في كويرينالي "من أجل خير البلاد واستقرارها". هذا ما كان سيقوله رئيس الوزراء ماريو دراجي - علمنا من مصادر موثوقة - لرئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا والقادة السياسيين الذين يسمعه في هذه الساعات. القرار في يد البرلمان ، إنه وعي رئيس الوزراء ، لكن الأمل الذي تم الإعراب عنه للقادة سيكون ضمان الاستقرار من خلال مطالبة ماتاريلا بالبقاء.
أجرى دراجي اليوم  مقابلة استمرت حوالي نصف ساعة مع الرئيس ماتاريلا ، على هامش أداء القسم فيليبو باتروني غريفي كقاضي في المحكمة الدستورية. كانت هناك أيضًا أنباء عن مكالمة هاتفية بين سالفيني ودراجي.
مكالمة هاتفية طويلة وحنونة بين برلسكوني وماتاريلا . وأكد الرئيس برلسكوني للرئيس ماتاريلا دعم فورزا إيطاليا لإعادة انتخابه.
"هذه هي لحظة الوحدة ويجب أن نشعر بها جميعًا كواجب. ولكن لا يمكن العثور على الوحدة اليوم إلا حول شخصية الرئيس سيرجيو ماتاريلا ، الذي نعلم أننا نطلب منه تضحية كبيرة ، لكننا نعلم أيضًا أننا يمكن أن يسأله من أجل المصلحة العليا للبلد ، وهو نفس الشيء الذي شهده دائمًا في السنوات السبع من ولايته العالية جدًا ". لذلك سيلفيو برلسكوني ، من سان رافاييل في ميلانو حيث لا يزال يرقد في المستشفى.
 "نحن نعتبر أنه لم يعد من الجاد الاستمرار في استخدام النقض والرفض ونطلب من الرئيس إعادة النظر". هكذا سكرتير الدوري ماتيو سالفيني في تفكير سيرجيو ماتاريلا. يوضح سالفيني أن " جزءًا من البرلمان لا يريد التوصل إلى اتفاق ، لذلك نطلب من ماتاريلا البقاء ، وبالتالي يبقى الفريق على هذا النحو ، يبقى دراغي في Palazzo Chigi" ، مضيفًا أن "الشيء المهم هو أن ماتاريلا لا يُنظر إليها كإجراء مؤقت ".
"يبدو لي أن ماتاريلا يثبت مرة أخرى أنه رجل دولة . لقد وجدته مصمماً وأن تواجده الإضافي هو علامة على مسؤوليته الكبيرة". صرح بذلك رئيس مؤتمر مناطق الولاية ماسيميليانو فيدريجا أثناء مغادرته quirinale.
خلال قمة الأغلبية كانت هناك مبارزة بين حق النقض على الأسماء حتى النهاية  . كان من الممكن أن يقترح سالفيني اسم كارتابيا لكنه تلقى الرفض. لذا - ذكرت مصادر برلمانية - أن الحلفاء كانوا سيقترحون حل كاسيني على زعيم رابطة الشمال ، لكن هذه المرة كان سالفيني هو من قال لا. أخيرًا ، ظهر حل Mattarella bis باعتباره الحل الوحيد الوحيد.
"سالفيني يقترح أن يذهب الجميع ويتوسل ماتاريلا لتولي ولاية أخرى كرئيس للجمهورية. لا أريد أن أصدق ذلك." لذا جيورجيا ميلوني على تويتر.
 "لا يمكن أن ينهك إيطاليا أكثر من أولئك الذين يضعون طموحاتهم الشخصية قبل مصلحة البلاد. أنا بالتأكيد لا أريد أن أكون بينهم. أطلب من البرلمان ، الذي دافعت عن مركزيته دائمًا ، أن يزيل اسمي من أي نقاش ومطالبة رئيس الجمهورية ماتاريلا بالاستعداد لمواصلة ولايته لصالح الوطن ". لذلك اعترضت وكالة الأنباء الأمريكية (ANSA) بيير فيرديناندو كاسيني .
" أود أن أعبر عن خالص تمنياتي للرئيس ماتاريلا في هذه الفترة الثانية ، والتي ستسمح له بممارسة دور الضامن للدستور بعزم متجدد في مرحلة حساسة للغاية لمستقبل البلاد ، التي ترى أننا ملتزمون مواجهة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالتعافي من الوباء ". صرح بذلك رئيس مجلس الشيوخ ، إليزابيتا كاسيلاتي ، الذي ذهب هذا المساء مع الرئيس فيكو إلى كويرينال لإبلاغ نتيجة تصويت اليوم إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا. واختتمت حديثها بالقول: "إنني على يقين من أن مثالكم الرسمي سيلهمنا ويوجهنا في مواجهة هذه التحديات. عمل جيد ، سيدي الرئيس".
أعاد البرلمان بأغلبية 759 صوتًا انتخاب سيرجيو ماتاريلا رئيسًا للجمهورية. خالص تمنياتي وشكرا له. وسيظل الضامن المطلق لقيم دستورنا ونقطة مرجعية لمجتمعنا الوطني. "صرح بذلك رئيس الغرفة ، روبرتو فيكو.
"أود أن أتقدم بالتهنئة القلبية بمناسبة إعادة انتخابكم للمنصب الأعلى للجمهورية الإيطالية ، وأعرب عن أطيب تمنياتي لأداء مهمتكم الرفيعة ، التي رحبت بها بروح من التواجد السخي". كتب البابا فرانسيس هذا في رسالة تهنئة لسيرجيو ماتاريلا ، الذي أعيد انتخابه لرئاسة الجمهورية. وطمأن البابا الرئيس بصلواته "أن يواصل دعم الشعب الإيطالي العزيز في بناء تعايش أخوي أكثر من أي وقت مضى وتشجيعه على مواجهة المستقبل بأمل".

ماذا تعني قرارات إدارة بايدن المتناقضة تجاه نظام السيسي؟

رابط التقرير فى حالة اجتياز حجب السلطات

ماذا تعني قرارات إدارة بايدن المتناقضة تجاه نظام السيسي؟


أثارت القرارات المتناقضة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه النظام المصري، تساؤلات واسعة.

وخلال 3 أيام، أصدرت الإدارة الأمريكية قرارين بشأن مصر، رآهما مراقبون متناقضين، أحدهما بالموافقة على صفقتي سلاح بنحو 2.56 مليار دولار للقاهرة، والثاني بوقف جزء من المعونة الأمريكية السنوية لمصر. 

"القرار الأول"

الأربعاء الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقتي أسلحة جديدة لمصر بـ2.56 مليار دولار، تشمل رادارات الدفاع الجوي وطائرات سي-130 سوبر هيركوليس وقطع غيار، وذلك على الرغم من إعلان واشنطن المستمر انتقادها ملف حقوق الإنسان بمصر.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن البيع المقترح سيدعم السياسة الخارجية والأمن القومي لواشنطن، "بالمساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي خارج الناتو، لا يزال شريكا استراتيجيا مهما بالشرق الأوسط".

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية إن الصفقة "تحسن قدرة مصر على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، من خلال توفير دعم جوي لقواتها عبر نقل الإمدادات والمعدات والأفراد"، و"يمكن أن تستخدم أيضا في مهام أخرى للدوريات البحرية والإنقاذ".

والجمعة، كشفت مصادر أمريكية مطلعة، في تصريحات لشبكة "CNN"، أن إدارة بايدن قررت منع 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر؛ بسبب عدم امتثال السلطات المصرية لشروط حقوق الإنسان التي وضعتها الخارجية الأمريكية.

ووصفت الشبكة الإخبارية الأمريكية القرار الأمريكي بأنه "خطوة نادرة ضد حليف مقرب"، و"خطوة هي الأولى من نوعها لإدارة بايدن"، بعدما تعهد في حملته الانتخابية بإنهاء "الشيكات المفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل"، في إشارة إلى السيسي الذي يحكم مصر منذ 2014.

ولفتت إلى أن هذا المبلغ هو الجزء المتبقي من شريحة بقيمة 300 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر والمقررة منذ اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1978، حيث تم تخصيص 170 مليون دولار، وتسليمها لمصر لمكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود في أيلول/ سبتمبر 2021.

مراقبون أشاروا إلى أن الخطوة الأمريكية تقل قيمتها مع صفقة الأسلحة الجديدة، إذ قال المدير بمنظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" سيث بيندر، لـ"CNN": "للأسف، تأثير وفاعلية القرار تضعف بالمضي قدما بصفقة بيع الأسلحة، إذ تبلغ قيمتها تقريبا أكثر من 20 ضعف المبلغ المحجوب من المعونة".

المثير أن الإعلان عن حجب المساعدات الأمريكي لمصر يأتي إثر تلقي وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء الخميس، اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام الإقليمي والثنائي، وملف حقوق الإنسان.

وفي أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، دعا بلينكن مصر عبر محادثات ثنائية إلى إجراء "تحسينات ملموسة" في مجال حقوق الإنسان، وسط انتقادات لاحتجاز القاهرة أكثر من 60 ألف معتقل سياسي ومعارض في ظروف غير إنسانية وفي ظل أحكام مسيسة، بجانب القمع الأمني ومصادرة للحريات.

"لا تضارب"

وحول مدى وجود تضارب بين القرارين الأمريكيين من إدارة بايدن، لا يعتقد الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية الدكتور السيد أبو الخير، بهذا الأمر.

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "القرارين يكملان بعضهما البعض؛ لأن أمريكا هي من خططت ومولت الانقلاب العسكري منتصف 2013، وخاصة الحزب الديمقراطي الحاكم الآن".

وقال إن "بيع الأسلحة بـ(الأمر المباشر) لمصر هو لصالح أمريكا، أما حجب مبلغ 130 مليون دولار من المعونة، فهو رسالة سياسية أكثر منها واقعية"، مؤكدا أن "حقوق الإنسان عند الأمريكيين وسيلة للتجارة".

ويرى الخبير المصري، أن "عمولة مبلغ صفقة الأسلحة الأخيرة من مبلغ 2.5 مليار دولار كبيرة، وقد لا تسلم، أو تسلم دون فاعلية، وهي كذلك أكثر من 130 مليون دولار، مبلغ المعونة المحتجز لدى واشنطن".

وعن سر قبول واشنطن صفقة عسكرية لمصر في الوقت الذي تمنع عنها جزء من المعونة، يعتقد أبو الخير، أنه "حتى لا تُتهم واشنطن بمساندة انتهاكات حقوق الإنسان"، فيما يرى أن "إعلان حجب جزء من المعونة أيا كان هو كلام نظري فقط".

ولفت إلى أنه "في كل الأحوال الأموال توضع بالبنوك الأمريكية، وما الإعلان عن ذلك إلا ذرّ للتراب في العيون؛ حتى تغتسل أمريكا من الانتهاكات الحقوقية في مصر أمام العالم".

وبشأن تأثير قرار واشنطن بحجب 130 مليون دولار من المعونة على العلاقة بين أمريكا والمؤسسة العسكرية المصرية التي يصفها الخبراء بأنها استراتيجية، لا يعتقد أبو الخير "بحدوث المنع أصلا حتى تتأثر العلاقة التي هي علاقة تابع بمتبوع".

وختم بالقول إنها "أشبه بعلاقة وزير الدفاع مع أحد الجنود، تقوم على الأمر والتنفيذ والطاعة".

"علاقة استراتيجية"

في رؤيته، قال السياسي المصري الدكتور عمرو عادل: "بالتأكيد العلاقة مع النظام المصري استراتيجية، وبالتأكيد 2.5 مليار دولار صفقة كبيرة تنعش بدرجة ما شركات السلاح الأمريكية، وتقلل بنسبة ما البطالة هناك".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "وبالتأكيد، أيضا، الشعب المصري ليس له قيمة عند المجتمع الدولي عندما ينكل به"، متوقعا أن يكون مبلغ "130 مليون دولار كسابقته يُمنع قليلا، ثم يُمنح بعد قيام النظام المصري بشيء معين ربما لا نعرفه إلى الآن".

وأكد عادل، أن "العلاقات المبنية على التعاون الاستراتيجي مثل علاقة الجيش المصري بأمريكا لا تتأثر بالنزاعات أو الاختلافات على المستوى التكتيكي؛ وهذه الخلافات ممكنة، ولكنها تحل مع الوقت، ورأينا ذلك سابقا، ولكن تبقى العلاقة الاستراتيجية قوية".

"الصورة الأمريكية"

قال مدير "‏المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية"‏ الدكتور ممدوح المنير، إن "إدارة بايدن لا تختلف عن الإدارات السابقة؛ فالسياسة الأمريكية تديرها مؤسسات الدولة العميقة لديهم، فضلا عن اللوبيات ذات النفوذ الكبير كاللوبي الصهيوني".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لذلك فالطبيعي أن توافق على صفقات الأسلحة، لكنها تدرك أن ذلك سيضر بصورتها التي تريد الحفاظ عليها كراعية لحقوق الإنسان، فحجبت جزءا بشكل مؤقت؛ حتى تضمن تمرير الصفقة الكبيرة بأقل معارضة ممكنة".

وتوقع المنير أنه "ثم بعد فترة ستفرج واشنطن عن الجزء الذي حجبته مقابل استجابة بسيطة وهامشية في ملف حقوق الإنسان".

ويعتقد أن "النظام المصري حريص على ابتزاز واشنطن بعلاقته ببكين وموسكو، وأنه كلما ابتعدت عنه واشنطن اقترب من الصين وروسيا. ولا يمكن للإدارة الأمريكية خسارة حليف مهم يرعى مصالحها أكثر مما يرعى مصالح شعبه من أجل ملف حقوق الإنسان".

"أفلام مكررة"

وفي تغريدة له عبر موقع "تويتر"، قال الخبير والباحث المصري في الشؤون العسكرية محمود جمال، إن "العلاقة بين أمريكا والمؤسسة العسكرية المصرية علاقة استراتيجية، وهي علاقة مؤسسات، وليست علاقة أشخاص، تظل العلاقات بين الطرفين بذلك الشكل أياً كان من هو على رأس الإدارة الأمريكية".

وأضاف مقللا من تأثير القرار الأمريكي بقوله: "ولا تنشغلوا بحجب إدارة بايدن المساعدات، والتي ستستأنف كالعادة، كما تم في عهد أوباما وترامب"، معتبرا أنها "أفلام مكررة".

العلاقة بين أمريكا والمؤسسة العسكرية المصرية علاقة استراتيجية، وهي علاقة مؤسسات وليست علاقة أشخاص، وتظل العلاقات بين الطرفين بذلك الشكل أياً كان من هو على رأس الإدارة الأمريكية، ولا تنشغلوا بحجب إدارة بايدن المساعدات والتي ستستأنف كالعادة كما تم في عهد أوباما وترامب "أفلام مكررة".

في تعليق له بـ"فيسبوك"، قال الناشط والخبير الاقتصادي المصري عبدالنبي عبدالمطلب، إن "أمريكا تحاول ابتزاز مصر، ليس بهدف حثها على انتهاج سياسات أكثر تقدما في مجال حقوق الإنسان كما تدعي، ولكن بهدف دعم التطبيع العربي الإسرائيلي".

وأعرب عن تعجبه من أن "واشنطن تحجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر، وفي نفس الوقت توافق على صفقتي أسلحة بقيمة 2.56 مليار دولار".

باتريك زكي قصة مصرية

باتريك زكي قصة مصرية
حدوتة مصرية .. ماذا يقرأ العالم صباح كل يوم في الصحف ويشاهد في التلفزيون ويسمع في الإذاعات عن جمهورية طغيان السيسي؟
''باتريك زكي قصة مصرية" كتاب يصدر بالايطالية الخميس المقبل 3 يناير 2022 عن باتريك جورج زكي، الناشط المصرى الجنسية وطالب الدراسات العليا بجامعة بولونيا بإيطاليا والذى ظل معتقلا أكثر من عامين فى سجون السيسى لا لشئ سوى انة اكاديمى، بينما تنعقد جلسة محاكمته بزعم انة ارهابى بعد غدا الثلاثاء اول فبراير 2022 !

هذا الفيديو يلخص "الحكاية"