فوجئت جماعة الاخوان خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى الماضيين بالمنافسة الشديدة لها على محاولة اكتساب اصوات البسطاء من ابناء مصر الطيبة تحت دعاوى نصرة الشريعة والاسلام من قبل حزب النور السلفى المتحالف مع عدة تيارات دينية منها حزب الاصالة السلفى عن الرابطة العلمية وحزب التنمية والبناء عن الجماعة الاسلامية بعد ان كانت جماعة الاخوان قبل الثورة تصول وتجول بشعارتها فى هذا المضمار. وبعد انتهاء انتخابات مجلسى الشعب والشورى وحصول الاخوان على المركز الاول يلية حزب النور ويليهما حزب الوفد وجد الاخوان انفسهم امام مشكلتين الاولى عجزهم عن الحصول على اغلبية مريحة بمفردهم والثانية ظهور منافسا خطيرا لهم متمثل فى حزب النور يهدد بافوال نجم الاخوان وارتدادهم لادنى مستوى خاصة وان اعداد السلفيين اضعاف اعداد الاخوان عدة مرات. وقرر الاخوان السير على محاورين اساسيين الاول التحالف مع حزب النور وباقى الاحزاب والجماعات الدينية لاحتواءهم تحت دعاوى مواجهة اليبرالية ونصرة الشريعة والاسلام وتحقيق المشروع الاسلامى ولا مانع من وقت لاخر من تحقيق بعض مطالب حزب النور وباقى احزاب التحالف سواء فى مجلس الشعب قبل حلة او فى مجلس الشورى او فى لجنة صياغة الدستور بالاضافة الى محاولة ترضيتهم بمناصب هامشية فى الحكومة وبمحافظات الجمهورية ولا مانع من وعدهم بمنحهم مناصب حكومة رفيعة فى الحكومة. وتمثل المحور الثانى فى استغلال نقص خبرة حزب النور السياسية فى فرملة تقدمهم وتقويض طموحهم الحماسية بعد حصولهم على المركز الثانى وجعلهم يشعرون دائما بانهم لضعف قدرتهم السياسية بغض النظر عن تنامى اعاداهم عن الاخوان لايمكنهم تخطى المركز الثانى وان اعظم امانيهم ان يقوموا بدور السنيد للاخوان للحفاظ على مركزهم وعدم تقهقرهم. وفى نفس الوقت لم يدخر الاخوان جهدا من خلف الستار لتفكيك عرى حزب النور بصفة خاصة واضعاف باقى احزاب التحالف بصفة عامة والتدنى بها الى مستوى يتساون فية معا كاحزاب هامشية بحيث تكون مجرد حفنة مقاعد يحصل عليها كل منها فى اى انتخابات نيابية قادمة تعد غنيمة وانجاز يحسب لها. واستخدمت اساليب خفية عديدة ولكنها كانت مثمرة وتعددت اعلانات الاستقالات من الاحزاب الدينية نتيجة المشكلات والانشقاقات الداخلية سواء قبل تمرير دستور الاخوان او بعدة. وحرص الاخوان على اتباع محاور اخرى مع باقى احزاب التحالف تختلف حسب وضع وطموح المسئولين عن كل حزب او جماعة ولكن النتيجة فى النهاية كانت واحدة وهى تقويضها لاقرار حزب دينى رئيسى واحد واحزاب دينية هامشية تتنازع بوحشية على ما تلقى بة اليهم جماعة الاخوان. ونجح مخطط الاخوان خير نجاح ولم يكن غريبا اعلان نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب النور عن وجود ايدى خفية للاخوان فى تفكيك اوصال حزب النور واستقالة عماد عبدالغفور رئيس الحزب وانشقاقة وشروعة فى انشاء حزب الوطن. وبرغم رد الدكتور يونس مخيون نائب رئيس حزب النور على بكار قائلا .. بان حزب النور لايستطيع ان يجزم بتورط الاخوان فى بث الانشقاق فى حزب النور خلال ازمتة الاخيرة وان على من يردد مثل هذه الكلمات اظهر الدليل المقنع لعدم اثارة الفوضى بكلام مرسل. الا ان الحقيقة الناصعة ظهرت للعيان ولم تكن هذه الانشقاقات والاستقالات والصراعات فى صالح جماعة الاخوان كما توهمت وسعت انما كانت ضد جميع الاحزاب الدينية المتاسلمة وعلى راسها الاخوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.