برغم كل اعمال الارهاب والاجرام التى قامت بها التيارات الاسلامية المتطرفة خلال فترة الثمانينات والتسعينات وازهاق ارواح مئات المواطنين الابرياء, الا اننى وجدت نفسى يوما ابكى بحراقة على احد غالاة المتطرفين اثناء تعذيبة, جاء هذا عقب قيام جهاز مباحث امن الدولة بعد وقوع سلسلة من الاعمال الارهابية والاجرامية خلال عهد الرئيس المخلوع مبارك اتهمت بارتكابها التيارات الاسلامية المتطرفة, بشن حملة اعتقالات فى منتصف عام 1999, وكان معظم المعتقلين والمقبوض عليهم من التيارات الاسلامية المتشددة, وفوجئت بقيام جهاز مباحث امن الدولة بمداهمة منزلى فجرا والقاء القبض على واقتيادى وترحيلى فى سيارة الترحيلات مع معتقلين اخرين الى سراديب جهاز مباحث امن الدولة بفرع منطقة المعادى بالقاهرة, وكنت الليبرالى الوحيد وسط حشد المعتقلين من التيارات الاسلامية المتطرفة المختلفة, ولم يطول استغرابى من اعتقالى ضمن مجموعات من المتطرفين وعلمت مع بداية اسئلة التحقيق معى وانا مقيد اليدين معصوب العينين بان سبب اعتقالى التحقيق معى حول العديد من كتاباتى ضد النظام القائم وقتها, وكانوا يصطحبون من الزنزانة عند التحقيق اثنين من المعتقلين معا ويقومون بعصب اعينهم بفانلتهم الداخلية قبل اصطحابهم من الزنزانة للتحقيق لعدم تعرف المستجوب على المحقق فى حالة تجاوزة فى اسلوب التحقيق, وكان شريكى فى الاستجواب متطرف من غالاة المتطرفين فى منطقة المعادى بالقاهرة, وحقيقة لم اتعرض للايذاء خلال التحقيق معى ولكن اتبعوا معى اسلوبا اشد قسوة من التعذيب, حيث انهمك بعضهم خلال استجوابى فى تعذيب زميلى فى الاستجواب فى نفس الحجرة وعلمت بعد ذلك انهم كانوا يقومون بصعقة بالكهرباء فى مناطق حساسة من جسدة وفى راسة, وتعالى صراخ المتطرف بصوت يفتت الاكباد عجزت معة عن احتمالة, ووجدت صرخاتة تمزق جسدى وتشتت فكرى وتعجزنى عن الاجابة على اسئلة المحقق, وبكيت بحراقة برغم عصب عينى ليس من اجل نفسى ولكن من اجل زميلى المتطرف, خاصة بعد ان تبين لى تعمدهم فى تعذيبة اثناء استجوابى كمنهج يرونة يحقق مرونة فى التحقيق تدفع المستجوب للاجابة على تسؤلات المحققين حتى لايتعرض لنفس المحنة, وبرغم ان معظم المتطرفين قساة وقلوبهم متحجرة ولايعنيهم خلال ارتكابهم اعمالهم الارهابية والاجرامية سقوط عشرات المواطنين قتلى ومصابين كما حدث فى محاولة اغتيال اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الاسبوع الجارى كما هو مبين فى الصورة المنشورة, ويذبحون ضحاياهم غيلة وخسة وغدر كما حدث فى واقعة قتل 16 جنديا مصريا فى رفح اثناء تناولهم طعام الافطار فى شهر رمضان قبل الماضى, ويقومون بقيد الضحايا وقتلهم بالرصاص من الخلف كما حدث فى واقعة قتل 25 جنديا امن مركزى منذ حوالى شهر, ويمثلون بجثث ضحاياهم بعد قتلهم كما حدث فى واقعة قتل ضباط وافراد قسم شرطة كرداسة الشهر الماضى, الا اننا لسنا مثلهم مجردين من الرحمة والانسانية لذا بكيت من معاناة متطرف اجرامى اثناء تعذيبة,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.