تمتلك النيابة العامة منذ سنوات طويلة حق تفتيش اقسام الشرطة فى اى وقت او
عند ورود شكاوى اليها وتحريك الدعوى الجنائية ضد المسئولين عن اى قسم فى
حالة ثبوت انتهاكهم حقوق الانسان واحتجازهم مواطنين بدون وجهة حق, ومع
التقدم التقنى والعلمى لم يعد هذا الاجراء كافيا لضمان حقوق المواطنين
وحرمة حياتهم الخاصة ومنع اى تجاوزات ضدهم وبث الطمانينة للناس, بعد قيام
وزارة الداخلية بدعم ادارتها ومديرياتها المختلفة بالاجهزة التقنية الحديثة
التى تمكنها من رصد تحركات الناس عبر خطوط اتصالاتهم حتى وهم تحت اغطية
فراشهم, لذا يجب ان تشمل اعمال النيابة العامة الاشراف على فحص وتفتيش هذة
الاجهزة بصورة دورية بمساعدة خبراء مختصون للتاكد من عدم التغول فى
استخدامها ضد المواطنين بدون اذن قضائى ولو بصور فردية وانتهاك حقوق
المواطنين القانونية والدستورية وحرمة حياتهم الخاصة, وذلك اذا تعذر انشاء
جهة قضائية متخصصة للاشراف على فحص وتفتيش هذة الاجهزة
الالكترونية بمساعدة الخبراء المختصون واتخاذ الاجراءات القانونية ضد
المخالفين, ولا مانع من قيام وزارة الداخلية بتذويد ودعم نفسها بالتقنية
العلمية الحديثة لمساعدتها فى مطاردة الارهابيين والمجرمين والسفاكين
واحباط مخططاتهم الاجرامية والارهابية, ولكن هذا لايعنى منحها صكا على بياض
لاستخدام اجهزتها عاطل على باطل, كما ان ذلك لايعنى التشكيك فى ادارة
وزارة الداخلية لتلك الاجهزة, بقدر مايعنى تقرير حق اصيل للشعب المصرى فى
الرقابة والسيادة, وضمان عدم العودة الى ما كان يحدث من الاجهزة الامنية
قبل ثورتى 25 يناير و30 يونيو من تجسس وتنصت على الشعب المصرى بدون اذن
قضائى باجهزة اقل تقنية مما هى موجودة الان, بالاضافة الى تفعيل الرقابة
على تنفيذ نص المادة 57 من دستور 2014 بصورة عملية حتى لا تتحول الى حبرا
على ورق والتى تنص بان ''[الحياة الخاصة حرمة, وهى مصونة لا تمس,
وللمراسلات البريدية، والبرقية،
والإلكترونية، والمحادثات الهاتفية، وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها
مكفولة، ولا تجوز مصادرتها، أو الاطلاع عليها، أو رقابتها إلا بأمر قضائى
مسبب، ولمدة محددة، وفى الأحوال التي يبينها القانون, كما تلتزم الدولة
بحماية حق المواطنين فى استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها, ولا
يجوز تعطيلها, أو وقفها, أو حرمان المواطنين منها، بشكل تعسفى، وينظم
القانون ذلك ]'' ولايمكن ان تعترض وزارة الداخلية على هذا الاجراء باى حجة
طالما هى كما تتدعى تلتزم فى اعمالها بالدستور والقانون, وطالما كان
القائمين بهذا الفحص والتفتيش اناسا ذى حيثية قضائية ينوبون عن الشعب
المصرى فى مهامهم, واذا كانت وزارة الداخلية قد قامت بالاعلان يوم 11 مايو
2014 عن مناقصة عالمية لتوريد احدث منظومة تجسس استخابراتية فى العالم,
لاستخدامها فى التجسس والتلصص
والتنصت على المشتركين فى شبكة المعلومات الدولية, واصحاب
الصفحات فى مواقع التواصل الاجتماعى, ومنها الفيسبوك وتويتر وجوجل, وبدون
اخطار المصريين اولا بمشروعها الاستخباراتى, وبدون طرح مشروعها فى حوارا
مجتمعيا, وبدون بحث مدى انتهاك اجهزة هذا المشروع للدستور والقانون
وحقوق المصريين وحرمة الحياة الخاصة, واعلان وزير الداخلية للرائ العام عن
الصفقة المشبوهة يوم 2 يونيو 2014, بعد مرور 22 يوم
من قيام وزارة الداخلية باجراءات التعاقد عليها, وعدم كشف وزارة الداخلية
للشعب بشفافية عن المدى الذى وصلت الية هذة الصفقة العجيبة برغم مرور اكثر
من 7 شهور على اجراءات التعاقد عليها, وهل وصلت تلك الاجهزة, وهل تم
تركيبها وتشغيلها, وما مدى انتهاكها لحقوق الانسان والدستور والقانون وحرمة
الحياة الخاصة, فهل بعد كل ذلك تستكثرون على الشعب المصرى احد اهم حقوقة
الوطنية فى منح النيابة العامة او هيئة قضائية سلطة الاشراف على فحص وتفتيش
هذة الاجهزة بصورة دورية بمساعدة خبراء مختصون
للتاكد من عدم التغول فى استخدامها ضد المواطنين بدون اذن قضائى, وعدم
انتهاك
حقوقهم القانونية والدستورية وحرمة حياتهم الخاصة, واتخاذ الاجراءات
القانونية ضد اى مخالفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.