الخميس، 10 سبتمبر 2015

حيل حكومات الانظمة المتعاقبة لبيع الاراضى المميزة للاثرياء واقامة مساكن الفقراء فى الصحارى والجبال


شهدت مدينة السويس, خلال نظام حكم الرئيس المخلوع مبارك, اغرب عملية احتيال حكومية مقترنة بالدجل والشعوذة ضد الاف المواطنين, بهدف طردهم من شقق مساكنهم الشعبية الحكومية ذهيدة الايجار الموجودة فى منطقة متميزة, ونفيهم الى شقق بديلة باهظة الايجار فى صحراء السويس, بزعم عدم صلاحية تربة الارض المقيم عليها عمارات مساكنهم, وقامت بتسقيع الاراضى المنكوبة المزعومة بعد هدم العمارات الشعبية الحكومية التى كانت موجودة عليها, ثم بدأت الحكومة منذ عام 2008, فى بيع الارض المنكوبة المزعومة بعد تقسيمها للمقاولين بمليارات الجنيهات, والذين قاموا ببناء ابراج شاهقة تضم شقق فاخرة عليها, وبدأ سيناريو المهزلة, بعد تصدع عمارتين من عمارات حى السحاب الشعبية بمدينة الصباح الحكومية بالسويس عام 1992, وبدلا من ترميم العمارتين, سارعت الاجهزة الرسمية المعنية بالسويس بمباركة الحكومة, باخلاء حوالى 7 الاف مواطن يمثلون 1280 اسرة من عدد 64 عمارة سكنية شعبية حكومية ذهيدة الايجار فى حى السحاب تقيم فى كل عمارة منها 20 اسرة, بعد ان استصدرت تقارير حكومية بالجملة زعمت فيها سوء تربة اراضى حى السحاب وارتفاع نسب المياة الجوفية المالحة فيها, بما لايصلح معة ترميم العمارتين المتصدعتين, او باقى عمارات حى السحاب عند تصدعها لاحقا, وامرت الحكومة بتوفير شقق بديلة باهظة الايجار للاهالى فى مناطق نائية متطرفة بصحراء السويس, تحت سفح جبل عتاقة, عند اول طريق السويس القاهرة الصحراوى, وهرعت الى هدم جميع عمارات حى السحاب, وزعمت بانها ستقيم حدائق وملاعب كرة قدم مفتوحة مكان الارض المنكوبة, بدعوى انها لاتصلح لاقامة عمارات اخرى عليها, ومرت السنوات ولم تنفذ الحكومة مشروعاتها للحدائق والملاعب على الارض المنكوبة المزعومة, واعتقد المواطنين بانها اهملت الارض المحروقة, بعد تحول جانب متها الى مقالب قمامة عمومية, واستولى على الجانب الاخر منها تجار الخردة لعرض كراكيبهم, حتى اكتشف المواطنين بان الارض صالحة لاقامة الابراج الشاهقة عليها وليس العمارات الشعبية محدودة الادوار فقط, وان الحكومة كانت تقوم بتسقيع الارض لحسابها, وانهم تعرضوا لخديعة كبيرة, عندما بدأت الحكومة فى تقسيم الارض, ليس لبناء مدينة شعبية حكومية اخرى عليها, خاصة وان المنطقة وجميع المناطق المحيطة بها على امتداد عشرات الاميال مخصصة لاقامة المدن الشعبية الحكومية ذهيدة الايجار, بل لبناء ابراج شاهقة للاثرياء عليها, مع كون المواطنين الحاجزين فى شقق المحافظة مجبرين على تسلم شققهم فى عمارات تقام فى الصحراء والجبال, ولكن اصحاب اكياس الذهب والفضة من المقاولون, يشترطون مناطق مميزة لاقامة ابراج الاثرياء عليها بدلا من مساكن المواطنين التعساء, مثل اراضى مناطق السحاب, والمحروسة, ونزل الشباب, وارض مساكن تعاونيات القاهرة التى تم هدمها على غرار حيلة مدينة السحاب, ووصلت حكومات الانظمة المتعاقبة حتى الان عرض تقسيمات اراضى المناطق المميزة للبيع على المقاولون بعشرات مليارات الجنيهات, بدلا من اقامة مساكن عليها لفقراء الناس, وشرع المقاولون فى اقامة ابراج شاهقة لشقق فاخرة عليها, واصبحت منطقة مثل ابراج السحاب الفاخرة, ''مساكن السحاب الشعبية سابقا'', من اغرب مناطق مساكن الاثرياء فى مصر, حيث تحيط بها من كل جانب على امتداد عشرات الاميال, مساكن المواطنين الشعبية الحكومية ذهيدة الايجار, وتجاورها فى باقى الاراضى الفضاء التى لم يتم بيعها بعد, مقالب القمامة العمومية ومعروضات كراكيب تجار الخردة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.