السبت، 30 يوليو 2016

يوم ثورة غضب اهالى السويس ضد استبداد نظام حكم مبارك مثلت مؤشرا لانطلاق شرارة ثورة 25 يناير

شهدت مدينة السويس فى منتصف عام 2006 مواجهات دامية بين اهالى السويس واجهزة الامن, تجاهلتها وسائل الاعلام الحكومية والصحف الخاضعة للذل والاسترقاق, ضد تغول الشرطة فى استخدام جبروتها وتعسفها وفسادها المستمد من قانون الطوارئ ونظام حكم مبارك الاستبدادى, ضد المواطنين الابرياء الامنين, كانت مؤشرا هاما, مع مؤشرات اخرى مثلها, فى انطلاق شرارة الثورة المصرية الاولى يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 من مدينة السويس الباسلة, واسقاط نظام حكم مبارك وقانون الطوارئ وجهاز مباحث امن الدولة والرق والاستعباد, وبدأت الاحداث فى منتصف شارع سوهاج مع تقاطع شارع اسيوط بحى الاربعين, المبين فى الصورة المنشورة, عندما قام 3 امناء شرطة من المخبرين السريين بالاعتداء بالضرب على صاحب محل تنجيد افرنجى لرفضة دفع المعلوم اليهم, واحاط فى البداية الاهالى المقيمين فى الشارع بالمخبرين رافضين فسادهم وظلمهم وغيهم, واخرج المخبرين اسلحتهم الميرى واطلقوا الرصاص العشوائى لتفريق الاهالى الذين احتشدوا حولهم واعتدوا بالضرب عليهم, واخترق رصاص المخبرين زجاج نوافذ ومحلات وجدران اهالى الشارع واصيب عامل لحام يدعى وليد برصاصة فى قدمة, وهجم الاهالى على المخبرين وجردوهم من اسلحتهم وانهالوا عليهم بالضرب المبرح واسرع المخبرين هاربين يطاردهم الاهالى بالركل واللكمات, ولم تمضى لحظات حتى احتشد الاهالى فى جميع الشوارع والحوارى والازقة المحيطة بالشارع الذى وقعت فية الاحداث الاولى واخذوا يهتفون ضد استبداد نظام حكم مبارك وقانون الطوارئ وجهاز مباحث امن الدولة ووزارة الداخلية والشرطة, وحضرت قوات كثيفة من فرق الامن فى ارتال من السيارات بقيادة مدير امن السويس حينها وحاصرت شوارع وحوارى وازقة المنطقة لمنع امتداد ثورة غضب الاهالى ضد جبروت الشرطة ونظام حكم مبارك الى كافة انحاء السويس, وانهال الاهالى على قوات الشرطة فى الشوارع والحوارى والازقة ومن فوق اسطح المنازل بالاحجار فى حين اطلقت قوات الشرطة الرصاص الحى والمطاطى وقنابل الغاز ضد الاهالى الثائرين, وكادت ان تحدث كارثة مع ضيق شوارع وحوارى وازقة المنطقة ووقوع بعض قنابل الغاز فى شرفات الاهالى, واصيب العديد من الاهالى خاصة بالاختناق الناجم عن قنابل الغاز وافراد قوات الشرطة التى عجزت عن التعامل مع الاهالى فى شوارع وحوارى وازقة المنطقة الضيقة. وتناول احد قيادات الشرطة مكبر للصوت وخاطب الاهالى مطالبا منهم باعادة الاسلحة التى استولوا عليها من المخبرين الى الشرطة مقابل انسحاب الشرطة, وارشد بعض الاهالى الشرطة الى مكان الاسلحة ملقاة فى خرابة مجاورة, وانسحبت الشرطة من المواجهات الدموية بعد ان تلقت درسا قاسيا فى اصول احترام كرامة وادمية المواطنين وحقوق الانسان, واسرعت بعد انسحاب الشرطة من موقع الاحداث التى حرصت على متابعة فصولها للجريدة التى اعمل بها الى مستشفى السويس العام لاستبيان حالة العامل المصاب برصاص المخبرين والذى يعمل حاليا سائق تاكسى بالسويس, ووجدتة محط بالعشرات من اهالى المنطقة حضروا جميعا للاطمئنان علية, ولم يمنع هذا الشرطة من القائها الفبض علية بعد تلفيق قضية الاستيلاء على اسلحة الشرطة ثم ردها ضدة واطلقت المحكمة لاحقا سراحة. وبرغم كل هذة الاحداث التى مثلت مؤشرا خطيرا يبين رفض الناس السكوت عن الضيم بعد عقودا من الظلم والطغيان, لم يجروء حينها عنتيل واحد من مدعى البطولات الكتابية ومنتحلى الثورات القومية الان على كتابة سطر منها ولو فى كراسة حضانة او ''يفتح بقة'' بحرف عنها بينة وبين نفسة سرا, وانفردت وقتها بنشر الاحداث فى الجريدة التى اعمل بها على مساحة كبيرة فى عناوين متعددة منها ''حى الاربعين يخرج عن نطاق السيطرة'' و ''تظاهر الاهالى ضد انتهاكات الشرطة'' و ''3 امناء شرطة اطلقوا الرصاص على المواطنين لمحاولة ابتزازهم'', وعجز نظام حكم مبارك وجهاز مباحث امن الدولة والشرطة عن تفهم التوجة الجديد للشعب المصرى ورفضة استمرار خضوعة لحكم القهر والظلام, واستمروا فى سياسة البطش والارهاب والتنكيل ضد الشعب المصرى حتى اندلعت شرارة الثورة المصرية الاولى عام 2011 من مدينة السويس, وانتصرت الثورة المصرية, وسقط مبارك وحكم البطش والارهاب, وفر الجبناء من ضباط جهاز مباحث امن الدولة والشرطة الملوثة ايديهم بدماء ضحاياهم من المواطنين الابرياء هاربين دون ان تستدل عليهم السلطات اللاحقة لمحاكمتهم على جرائمهم البشعة ضد الشعب المصرى. وهو الامر الذى صار يهدد, فى ظل شيوع التجاوزات الشرطية فى العديد من محافظات الجمهورية, وتاخير تنفيذ وعد رئيس الجمهورية الصادر مساء الجمعة 19 فبراير 2016, باصدار تشريع ينظم الاداء الامنى ويتصدى للتجاوزات الشرطية. عقب تنامى التجاوزات الشرطية ضد المواطنين, وقيام امين شرطة مساء الخميس 18 فبراير 2016, بقتل سائق رفض الخضوع لابتزازة, برصاص سلاحة الميرى امام مديرية امن القاهرة, بعودة ريمة الى عادتها القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.