الخميس، 24 أغسطس 2017

انتهاء محنة اهالى السويس مع حاويات المواد المسرطنة ​بميناء الأدبية بعد عقدين من الزمن


جاء إعلان وزارة البيئة، اليوم الخميس 24 أغسطس 2017، عن نجاحها فى التخلص النهائى من شحنة مواد «اللندين» المسرطنة عالية الخطورة التي كانت موجودة في ميناء الأدبية بالسويس منذ تسعينيات القرن الماضي، المدرجة ضمن كميات الملوثات العضوية الثابتة ونقلت لتحرق خارج مصر من خلال مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة وتحت إشراف البنك الدولي و بتمويل من مرفق البيئة العالمي بالتعاون الوثيق مع وزارة الزراعة من خلال المعمل المركزى للمبيدات الذى قام برصد وتحليل عينات المبيدات وحصرها، بعد رحلة عذاب لأهالى السويس امتدت على مدار حوالى 20 سنة خشية حدوث تسرب كبير من الحاويات بسبب عوامل التعرية ووقوع كارثة مروعة، خاصة بعد حدوث تسرب بالفعل من الحاويات على مستوى صغير، كما تبين الصور، عبارة عن كومة من المبيدات بجوار الحاويات، وترجع أحداث الواقعة الغريبة إلى بداية عام 1998 عندما تمكنت جمارك السويس بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية والرقابة علي الصادرات والواردات ومصلحة الموانئ بالسويس من إحباط عملية تمرير شحنة مبيدات حشرية من مادة «اللندين» المسرطنة عاليية الخطورة لحساب شركة استيراد بمدينة نصر بالقاهرة مكونة من ثلاثة شركاء أحدهم شريك رئيسي عبر ميناء الأدبية بالسويس قدرت بحوالي 241 طناً موجودة داخل 10 حاويات في عبوات كبيرة كان من المفترض أن يتم تركيبها في مصر مع مواد كيميائية محلية عن طريق الشركة المستوردة، ثم بيعها للمواطنين في صورة مبيدات حشرية منزلية، وأخرى مبيدات حشرية للحقول.. وتم إحباط عملية تمرير الشحنة من ميناء الأدبية بعد أن تبين للأجهزة المعنية التي شاركت في ضبطها أن شحنة المبيدات الحشرية مسرطنة وتحتوي على مواد «اللندين» وتوجد خطورة هائلة علي صحة المواطنين في حالة استخدامها بأي صورة من الصور، سواء كمبيدات حشرية منزلية أو كمبيدات حشرية في الحقول. و تبين للمختصين وجود مخاطر مروعة تهدد بإصابة المواطنين بالأمراض الخطيرة في حالة تناولهم أي فواكه أو خضراوات يتم استخدام المبيدات الحشرية المستوردة في زراعتها، كما توجد مخاطر أخرى مروعة تهدد بإصابة المواطنين بالأمراض الخطيرة عند استخدامهم المبيدات الحشرية المستوردة كمبيدات حشرية في المنازل، وتم إخطار النيابة العامة التي اكتشفت خلال التحقيق في الواقعة أن شحنة المبيدات الحشرية المستوردة كانت متجهة أصلاً إلى ميناء بورسودان قادمة من إحدي دول شرق آسيا وتم إنزالها ترانزيت في ميناء الأدبية بالسويس، وقام أصحاب الشركة المستوردة بتغيير اتجاه الشحنة و حاولوا تمريرها إلى داخل مصر و فشلت مساعيهم بعد اكتشاف المختصين سرطنة الشحنة. وأكد تقرير لجنة فنية ثلاثية قامت النيابة بتشكيلها سرطنة شحنة المبيدات الحشرية و وجود خطورة كبيرة علي صحة المواطنين في حالة استخدامها بأي صورة من الصور.. وأمرت النيابة بتحريك دعوى قضائية ضد مسئولي الشركة المستوردة وإلزامهم بإعادتها إلى البلد المصدر منه، وبرغم تداول الدعوي ضد أصحاب الشركة في المحاكم وصدور أحكام غيابية ضدهم بالحبس والغرامة مع إلزامهم بإعادة الشحنة إلى بلد المنشأ المصدر منه، إلا أن حكومات الأنظمة المتعاقبة لم تتمكن من تنفيذ قرارات النيابة وقرارات المحكمة نتيجة هرب المستورد الرئيسي مع باقي شركائه بعد أن أمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم من أجل إلزامهم بإعادة الشحنة إلى الشركة المصدرة فى بلد المنشأ، وترك الشركاء المكان الذي كانوا يستاجرونه كمقر للشركة فى مدينة نصر بالقاهرة وتفكك الشركة المستوردة وإعلان إفلاسها وإغلاق أبوابها وتفرق الشركاء وسط زحام الملايين. واختفوا تماماً، وفشلت كافة الجهود الأمنية فى تحديد مكان اختبائهم أو مقارات سكنهم، كما عجزت الجهات المعنية عن إعدام الشحنة نتيجة عدم وجود مدفن صحي بالسويس لإعدام الشحنة وصعوبة تأمين نقلها إلي مدافن صحية بعيدة، وقامت الأجهزة المعنية بنقل حاويات المواد الكيماوية المسرطنة إلى مكان متطرف بعيد لا يستخدمه أحد فى ميناء الأدبية، إلى حين إيجاد وسيلة للتخلص منها، ومكثت بعدها تلك الحاويات بميناء الأدبية طوال حوالى 20 سنة دون إيجاد وسيلة للتخلص الآمن من خطورتها وهددت عوامل التعرية بحدوث تسرب كيميائي وتهديد صحة وحياة آلاف المواطنين، واعتاد خلال تلك الفترة العاملون في ميناء الادبية وقباطنة السفن المواظبين علي زيارة الميناء طوال 20 عاماً علي مشاهدة 10 حاويات موضوعة جانباً في مكان متطرف من ساحة حاويات الميناء مغلقة علي الدوام، ولا أحد يقترب منها علي الإطلاق نتيجة وجود عشرات الأطنان من المبيدات الحشرية المسرطنة المهلكة بداخلها تهدد من يقترب منها بالموت، وتحولت الحاويات العشر الموجودة علي رصيف ميناء الأدبية بالسويس إلي أعجوبة جديدة من غرائب الدنيا ومنارة مصرية إشعاعية من نوع خطير طوال 20 عاماً، وصار قباطنة السفن يسترشدون بها عند دخولهم غاطس ميناء الأدبية ليتأكدوا أنهم بالفعل في ميناء الأدبية، حتى اعلنت وزارة البيئة اليوم الخميس أنها عملت علي التخلص الآمن منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.