عندما قررت الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 22 أغسطس 2017، تجميد مساعدات مالية أمريكية كان مقرر تسليمها إلى الحكومة المصرية تقدر بحوالي 290 مليون دولار، كان من بين أسباب التجميد التي أوردتها وسائل الإعلام نقلا عن مصادر مطلعة على قرار الإدارة الأميركية، بالإضافة إلى ملف تراجع الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقانون الجمعيات الأهلية، ما وصفوه بوجود علاقات صداقة مصرية مميزة مع دولة كوريا الشمالية، رغم طبول الحرب الأمريكية ضدها، وعندما وافقت لجنتين في مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء أمس الجمعة 8 سبتمبر 2017، لصالح مشروع الإدارة الأمريكية بتجميد تلك المساعدات، كان من بين الأسباب التي أوردتها وسائل الإعلام نقلا عن مجلس الشيوخ الأمريكي، بالإضافة إلى ملف تراجع الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقانون الجمعيات الأهلية، وجود علاقات صداقة مصرية مميزة مع كوريا الشمالية، وفى مثل هذا اليوم قبل سنة، الموافق يوم الجمعة 9 سبتمبر 2016، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيان عدائي شديد اللهجة فريد من نوعه ضد كوريا الشمالية، ونشرت يومها على هذه الصفحة مقال استعرضت فيه نص البيان حرفيا وآثاره وتداعياته، وحاولت التغلغل في باطن أهدافه الغامضة ودواعي إعلانه المحيرة، وجاء المقال على الوجة التالي: ''[ أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بعد ظهر اليوم الجمعة 9 سبتمبر 2016، بيان عدائي شديد اللهجة ضد كوريا الشمالية، ظهر وكأنما صدر مجاملة ومحاباة للإدارة الأمريكية برئاسة باراك اوباما ضد كوريا الشمالية، تحت دعاوى ما يسمى الحفاظ على السلام العالمى، ولم يختلف فى مضمونه عن بيانات العدو الأمريكي الصادرة فى هذا الشأن ضد كوريا الشمالية، رغم أن كوريا الشمالية تعد، مثلما كانت فى الماضى، صديقا قدم خدمات عديدة لمصر، خاصة فى المجال العسكرى، منذ فترة ستينات القرن الماضي، ومنبع للتقنية والأسلحة التي قد يتعذر حصول مصر والدول العربية عليها من دول أخرى، ومنها الأنواع المختلفة والمتطورة والبعيدة المدى من الصواريخ البالستية القادرة على حمل مواد نووية وأسلحة الدمار الشامل، فى ظل تهديدات العدو الأيراني النووية لمصر والسعودية والعديد من الدول العربية، وامتلاك العدو الإسرائيلي ترسانة نووية، بالإضافة الى أنه من مصلحة مصر السياسية والعسكرية والاستراتيجية استعار الجبهات المناوئة للعدو الأمريكي واتخاذ على الأقل موقف الصمت تجاهها، وليس مناوئتها بالبيانات العدائية الحماسية بدلا من العدو الأمريكى تحت شعارات دعاوى الحفاظ على السلام العالمى، فى الوقت الذى يزخر فيه العالم بمليون قنبلة دمار شامل جاهزة للانفجار، وقد يقول قائل بأن البيان المصري الفريد ضد كوريا الشمالية مناور يهدف الى ''تسجيد'' من يعنية الامر فى ظل شروع مصر فى اقامة محطات نووية للاغراض السلمية ومواصلة تحديث ونمو قوتها، والتطلع لرفع العقوبات الاقتصادية والعسكرية الامريكية والاوروبية عن مصر، ومغازلة المساعدات اليابانية والكورية الجنوبية، و''تثبيت'' للعقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، وهو ما كان يمكن تحقيقة على الاقل بموقف الصمت الذى سارت علية مصر مع كوريا الشمالية طوال عقودا باسرها، مثلما فعلت مصر مع روسيا والصين برغم كل عداء امريكا وعصابتها ضدهما، بل ووصل امر الموقف المصرى لعدم خسران روسيا عدم مناهضة مصالحها وسياستها فى الشرق الاوسط وهو ما ادى الى اختلاف الموقف المصرى فى معالجة الازمة السورية عن الموقف السعودى والامريكى حتى لا تناهض روسيا، اذن ماذا جرى حتى تعادى مصر كوريا الشمالية فجأة بين يوم وليلة تحت دعاوى ما يسمى الحفاظ على السلام العالمى، وايا كانت هذة الاسباب فلن يصح فى النهاية الا الصحيح، وجاء نص بيان وزارة الخارجية المصرية الذى تناقلتة وسائل الاعلام على الوجة التالى: ''تعرب مصر عن قلقها الشديد تجاه ما أعلنته كوريا الشمالية من نجاح خامس تجاربها النووية، مؤكدة على أن هذا الإجراء يمثل تهديدا جديدا لنظام منع الانتشار النووي، وإضعافاً لجهود ترسيخ عالمية معاهدة منع الانتشار النووي وتعزيز دورها في حظر انتشار الأسلحة النووية ودعم السلام والاستقرار العالمي، وأن استمرار التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية يزيد من حدة التوتر وسباق التسلح وعدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ، وأن موقف مصر الثابت تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي، ووضع جميع الأنشطة النووية تحت إشراف نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تمييز أو استثناء''. ]''.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.