الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

ليلة لم ينام فيها عشماوى

فى مثل هذا اليوم قبل عامين, الموافق يوم 18 أكتوبر 2015, نشرت مقالا على هذه الصفحة جاء على الوجة التالى, ''[ انتظرت فى قاعة محكمة جنايات السويس بمقرها السابق أمام كورنيش السويس القديم, مع عدد كبير من كبار المحامين العرب والمصريين, صدور حكم المحكمة, ضد اكبر شبكة مجرمين أجانب, متهمين بتهريب أضخم شحنة مخدرات فى تاريخ مصر, شملت نحو خمسة آلاف طن من الحشيش والأفيون والهيروين, على سفينة بضائع أجنبية تدعى ''ريف ستار'' قادمة من منطقة المثلث الذهبي لتجارة المخدرات فى باكستان, عبر البحر الأحمر, فى طريقها لعبور قناة السويس الى أوروبا, عندما تم ضبطها فى غاطس ميناء السويس وعليها شحنة المخدرات والمتهمين خلال أواخر فترة الثمانينات, ودخلت هيئة المحكمة قاعة الجلسة لتعلن حكمها, والذي قضى بإجماع الآراء, بالإعدام شنقا ضد 19 متهما أجنبيا من 6 جنسيات أجنبية مختلفة, ومثل يومها حكم الإعدام, الأكبر من نوعة فى عدد المحكوم عليهم بالإعدام خلال جلسة واحدة, ونظرت حينها خلال تلاوة هيئة المحكمة احكام الاعدام فى زمن قدرة حوالى عشرة دقائق, نحو المتهمين فى القفص الذى جاء جلوسى قريبا منه, ووجدت معظم المتهمين قد انهار من مضمون الحكم, فى حين ظل زعيم العصابة اللبنانى الجنسية, يقف فى مقدمة قفص الاتهام رابط الجاش, بارق العينين, متحديا, يتجه بنظرات غاضبة نحو هيئة المحكمة, ويتفوه ضدها بعبارات تجريح بصوت عال واضح النبرات غير مهتز, وبعبارات ساخطة تعبر عن انفعالة وصدمتة من مضمون الحكم, ورغم الاستئناف والنقض, ايدت الاحكام بصورة نهائية, ونقل التليفزيون المصرى عملية الاعدام الى ملايين المشاهدين, فى عبرة رادعة اكثر من تنفيذ احكام الاعدام نفسها, حيث وقف المذيع التليفزيونى على باب غرفة عشماوى من الخارج, ونقل الكلمات الاخيرة من كل محكوم علية بالاعدام, حتى من لم يستطيع منهم الوقوف على قدمية, قبل ان يتلقفهم عشماوى, الذى كان يقف فى مدخل حجرة الاعدام, ويغلق الباب بعد ان يمسك بتلاليب كل متهم, ومع اختلاف مخاطر وظروف الماضى عن مخاطر وظروف الحاضر, وتحول مخاطر تجار المخدرات, الى مخاطر تجار الدين, ونوعية التجارة من مخدرات حشيش وافيون وهيروين, الى فتاوى تفصيل جاهزة لاى مناسبة, وصناديق مكدسة بالاسلحة والذخائر والمتفجرات, واعلام القاعدة, وصكوك الغفران, وتفجير وارهاب وسفك دماء, ومن مخاطر مافيا المثلث الذهبى للمخدرات فى باكستان, الى مخاطر مافيا التنظيم الدولى لجماعة الاخوان الارهابية فى لندن وتركيا وامريكا وقطر, يتبين لنا بكل جلاء, بان مخاطر تجار الدين والارهاب الاسود ضد الشعب المصرى, اشد خطورة من مخاطر تجار المخدرات ضد الشعب المصرى, وعدد ضحايا تجار الدين والارهاب الاسود, اكبر من عدد ضحايا تجار المخدرات, واذا كان ملايين الشعب المصرى قد شاهدوا تليفزيونيا اللحظات الاخيرة للمحكوم عليهم بالاعدام فى اكبر قضية تهريب مخدرات فى تاريخ مصر, واستمعوا الى كلماتهم الاخيرة المرتعشة واعلانهم وسط نحيبهم ندمهم على اجرامهم, الا يحق لملايين المصريين ان يشاهدوا تليفزيونيا اللحظات الاخيرة للمحكوم عليهم بالاعدام فى اكبر قضية اتجار بالدين وتخابر وارهاب وسفك دماء وسرقة شعب ووطن فى تاريخ مصر, المتهم فيها الرئيس الاخونى المعزول محمد مرسى, ومرشدة الارهابى, وباقى العصابة الاخوانية الاجرامية, عند تاييد احكام اعدامهم نهائيا, ليستمعوا وسط نحيب المتهمين الى كلماتهم الاخيرة المرتعشة عن اجرامهم قبل تنفيذ حق المجتمع فيهم واعدامهم. ]''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.