الثلاثاء، 16 أبريل 2019

مطالب الحرية

أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.

قال العصفور:

-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟

- لا أدري..ما رأيك أنت ؟

-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .

- وما هو جنسي ؟

- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .

***

- أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك .

قال الحمار :

- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟

- ماذا تعتقد ؟

- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .

- فماذا أكون ؟

- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل .

***

- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،

وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .

قال البغل :

- كُـنْ..مَن يمنعك ؟

- تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي .

- إذن أنت لست بغلاً .

- وماذا أكون ؟

- أعتقد أنك كلب .

***

- أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .

- هل أنت كلب ؟

- لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .

- لماذا لا تستطيع ؟

- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .

- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .

- إذَن فماذا أكون ؟

- هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .

- بحثت كثيراً دون جدوى .

- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .

***

- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .

إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .

قال البحر :

- أأنت زَبَد ؟

- لا أدري..ماذا تعتقد ؟

- لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .

أ و و وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي !

- وما العمل ؟

- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .

- إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم .

- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .

- كيف أنتحر إذن ؟

- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .

- ليس في بيتي كهرباء .

- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .

- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!

- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟

- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟

- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .

- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!

- إ سمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً .

- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟

- إ بقَ حَيّـا!
.
احمد مطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.