الاثنين، 18 نوفمبر 2019

الموجة الثالثة من الحراك التغييري العربي ... الشعوب العربية تريد إسقاط أنظمة الحكم العسكرية والاستبدادية حرامية الأوطان و الدساتير والقوانين والبرلمانات والمؤسسات والتوريث

https://www.mcdoualiya.com/chronicles/%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84/20191117%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8Afbclid=IwAR3zrgfAcdL099l4WqunQpZqCxDc0qqIrabo7Ww1_AbBadKlWs2JUcQLC0 

الموجة الثالثة من الحراك التغييري العربي


الشعوب العربية تريد إسقاط أنظمة الحكم العسكرية والاستبدادية حرامية الأوطان و الدساتير والقوانين والبرلمانات والمؤسسات والتوريث

اندلعت منذ الأول من أكتوبر المنصرم الموجة الثالثة من الحركات الاحتجاجية التي شهدها العالم العربي منذ أواخر 2010 ، وتركزت هذه المرة في العراق ولبنان. لكن نظراً لوجود البلدين في دائرة النفوذ الإيراني، جرى تصنيفها ضمن التجاذبات على خط الزلازل الأميركي – الإيراني. لكن ذلك يبقى جزئياً ومحدوداً بالقياس لحجم العوامل الداخلية المتمثلة بوزن الفساد والفشل في إعادة بناء الدولة في العراق منذ الحرب الأميركية في العام 2003 ، وكذلك في أداء الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان إلى حافة الهاوية والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

يحرص حزب الله في لبنان على التمسك بوجوده داخل الحكومة وهذا من الأسباب الرئيسية المعيقة لتشكيل حكومة تكنوقراط . وقلق حزب الله على موقعه في السلطة يؤخر تشكيل الحكومة ويعمق المأزق في لبنان الذي يعتبره حلقة أساسية ضمن صراع " اللعبة الكبرى الجديدة" في الإقليم والممتدة اليوم من العراق إلى لبنان.

هناك مغالاة في اعتبار غضب الشعوب صنيعة المؤامرات ، لكن بعض التصريحات الأميركية ومنها  للوزير مايك بومبيو تعطي نظرية التآمر عند البعض نسبة من المصداقية . لكن الطبيعي ان يستغل كل خصم أو كل لاعب دولي وإقليمي مجريات الأوضاع  لصالحه عند الإمكان.

ولهذا يبدو من الطبيعي بالنسبة لبلد مثل لبنان دراسة وضعه الجيوسياسي بإمعان وأهمية بعده العربي وابتعاده عن الارتهان والانخراط في لعبة المحاور ونتذكر ان شعار " لا شرق ولا غرب" كان عماد صيغة ميثاق الاستقلال في العام 1943، ولا بد في القرن الحادي والعشرين من حوار معمق حول سياسة لبنان الخارجية وإستراتيجيته الدفاعية، يضمن ديمومة كيانه.

ومن الواضح أن الأولوية بالنسبة للمحتجين في لبنان والعراق هو التفتيش عن وطن ودولة يعتبرون أن من واجبهم أن يجدوه بعيداً عن الحسابات الخارجية. ولقد انجز الحراكان الشعبيان في البلدين قيام مواجهة بين ثقافة المواطنة وثقافة الطائفية السياسية . في لبنان منذ 1943 وبعد اتفاق الطائف ، وفي العراق منذ 2003 كانت الفكرة المدنية المواطنية هامشية مقارنة بالعصبيات والولاءات الأخرى.

ولذا يمكن القول أن أبرز انجازات الموجة الثالثة من " الربيع العربي" نشوء الوطنية اللبنانية والوطنية العراقية من قلب المعاناة والتجارب المريرة. بالطبع، تبدو المسارات شاقة لكن جيل المحتجين يبدو جاهزاً للرد على التحدي من أجل غد أفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.