الاثنين، 20 أبريل 2020

نجاهم الله من فرعون فعبدوا العجل ... قصة السامري

نجاهم الله من فرعون فعبدوا العجل ... قصة السامري

قصة السامري وقعت أحداثها في زمن نبي الله موسى عليه السلام ، عقب هلاك فرعون بالغرق ، ونجاة موسى عليه السلام ومن معه ، خرجوا في الصحراء باتجاه فلسطين ، ولما مروا على قوم يعبدون بقرة من دون الله ؛ قالوا يا موسى اتخذ لنا إلها نعبده ، فتعجب سيدنا موسى عليه السلام من قولهم ، فقد نجاهم الله عزوجل من الغرق ومن رجال فرعون ، أيشكرون الله بعبادتهم لغيره.

نبي الله موسى عليه السلام رد علي موقف قومه قائلا : اتقوا الله ، فأنتم قوم جاهلون ، وسار بهم بعد ذلك في غياهب الصحراء إلى أن جاء وعد الله ، وذهب موسى للقاء ربه ، فغاب عنهم ثلاثين يومًا ، وازدادوا عشرة ، والتقى بربه فعلمه التوراة ، ودونت على الألواح ، وفي تلك الفترة كان نبي الله هارون عليه السلام مع بني إسرائيل يرشدهم ويعلمهم .

غياب سيدنا موسي شجع قطاعا من المنافقين ينتمون لبني إسرائيل على الانحراف بالعقيدة،و كان بينهم رجل يدعى السامري ، لم يكن السامري قد أمن لوجه الله ، بل كان إيمانه نفاقا ورياء ، حيث سعي بقوة ليعيد قومه إلى الضلال ، فقال لهم أين الذهب الذي أخذتموه من قوم فرعون وحاشيته أخرجوه لي .

بنو إسرائيل أحضروا الذهب للسامري الذي قام بصهره وحوله لعجل من الذهب الخالص ، وألقى عليه بتراب من أثار فرس جبريل عليه السلام ، وهو التراب الذي حصل عليه حينما أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام ليغرق فرعون وجنوده ؛ فقد رآه السامري ولم يره غيره ، وأخذ من أثرة حفنة تراب .

السامري ألقي بحفنة التراب على العجل الذي صنعه ، فصدر منه صوت خوار ، فتعجب الناس وقالوا ما هذا ؟ قال لهم هذا إلهكم ، هيا اعبدوه ، فتساءل بعضهم : إذا كان هذا إلهنا ، فمن الذي ذهب موسى للقائه ؟ .

السامري رد علي تساؤلات بني إسرائيل زاعما أن العجل هو الإله ولكن موسى قد نسى، وللأسف صدقوه ، وأخذوا يعبدون العجل ويطوفون حوله ، ويستغيثون به ، ولما رآهم نبي الله هارون أخذ يستنكرما يفعلون ، ويذكرهم بالواحد الأحد ، الذي أنزل لهم من الآيات والعبر الكثيرة ، ولكن دون جدوى ، فقد كانوا قومًا جهلاء ، وتكاثروا عليه وكادوا أن يقتلوه .
في ظل هذه الأجواء الساخنة كان موسى كليم الله قد اقتربت عودته من لقاء ربه ، فأخبره الله عزوجل أن قومه أعرضوا عن ذكره ، وأن السامري هو من غرربهم ، فاتبعوه ، وأشركوا بالله ، وهذا هو الجرم الذي لا رحمة فيه ولا هوادة

موسى عليه السلام عاد إلي قومه غاضبا ، ورأى قومه يطوفون حول العجل ، ويمجدونه ويسجدون له ، فدخل على أخيه هارون ، وجذبه من لحيته ، وأخذ يعنفه ويقول له : كيف تركتهم يفعلون ذلك ، ويعبدون مع الله أحدًا أخر ، لقد تركتك فيهم فأضعتهم ، فقال هارون عليه السلام أنه حاول معهم مرارًا وتكرارًا ، ولكنهم استضعفوه وكادوا أن يفتكوا به ، وخشي أن تشيع الفتنة بينهم ويقتتلوا .

سيدنا موسى وبعد استمع هارون يفند اتهاماته ..تركه وذهب للسامري يسأله عن جرمه ؛ فلم ينكر السامري ، وقال لما رأيتهم يودون عبادة إلها أخر من دون الله صنعت لهم العجل ، وألقيت عليه من أثر الرسول الذي أهلك فرعون فأصدر خوارًا صدقه الناس ، وقد سولت نفسي لي هذا يا موسى ، فطرده سيدنا موسى عليه السلام ، فلا يمسنهم ، ولا يمسوه ، وقد كان هذا عقابه بالدنيا ، ولكن عقاب الآخرة أشد وأعظم .

بعد ما لحق بالسامري من عقاب اتجه كليم الله إلي العجل فقام بصهره ، وأعاده كما كان ذهبًا ، وفتته ونثره في البحر ، وأما الذين أشركوا بربهم ، فقد قال الحق كلمته فيهم ؛ بأن يقتلوا عقابًا لهم على شركهم بالله ، فنادى فيهم سيدنا موسى أن يتوبوا إلى الله ، ويقتلوا بعضهم البعض .

من عبدوا العجل استجابوا لطلب موسي فأعملوا السيوف ، وأخذ كل منهم يقتل الأخر جزاء لهم من الله على جرمهم الكبير ، وشركهم بالله عزوجل ، فالله على قدر الجرم يعفي أو يعذب ، والشرك بالله أعظم الكبائر ، وبنو إسرائيل لم يتركوا كبيرة إلا وفعلوها ، وهي سلوكيات تنم عن كفر وجحود بنعم الله عاني منها سيدنا موسي ، غير أنه وصبر عليهم حتى اصطفي الله منهم المؤمنين .

عن موقع الدكتور عمرو خالد المرفق الرابط الخاص بة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.