كانت تساؤلات الناس فى عموم مصر قائمة على أساس عقلاني متين. حول كيف تمكن رئيس الجمهورية من احتواء معظم القوى السياسية فى مصر. الى حد ليس فقط سكوتها عن انحرافه عن السلطة وتوريث الحكم لنفسه ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد ونشر حكم القمع والإرهاب بالباطل. بل ومساعدته على تحقيق هذا الانحراف المشين. وقبولها صاغرة القيام بدور السنيد لتحقيق مطامع السيسى الاستبدادية عبر بوابة مجلس النواب. و خيانة وتضليل الشعب وايهامه بان الباطل حق والحق باطل. وإلغاء مسمى ''زعيم المعارضة'' فى مجلس النواب لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث منذ انتهاء عصر الحزب الواحد الذي كان متمثل فى الاتحاد الاشتراكى. حتى انظمة السادات ومبارك ومرسى الاستبدادية رغم كل طغيانها وتزوير انتخاباتها فإنها كانت فى النهاية تسمح بوجود زعيما وقوى مؤثرة للمعارضة فى المجالس النيابية. بغض النظر عن انها كانت موجودة على شكل ديكور من حفنة أشخاص. ولكن ان يختفي تماما وجود زعيم وقوى للمعارضة فى مجلس نواب السيسى على مدار حوالى خمس سنوات. فهى سابقة استبدادية تاريخية بكل المقاييس. بعيدا عن جعجعة حجج خونة الشعب لتبرير هوانهم على حساب الشعب من نوعية شعارات دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب. لان دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب تكمن فى وجود معارضة برلمانية وسياسية قوية فى مصر تضمن دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب وصيانة مصر ودستور مصر وقوانين مصر واستقلال مؤسسات مصر ومدنية الدولة فى مصر والتداول السلمى للسلطة بمصر وتقويم اعوجاج رئيس الجمهورية عند انحرافة بالسلطة عن مصر. وليس فى استئصال المعارضة فى مصر ودفنها فى مقابر الصدقة. وبلا شك هناك بعض القوى السياسية والعديد من المنظمات الحقوقية المستقلة لم تبيع شعب مصر ووقفت معه بقوة تساندة وتدعم كفاحه الوطني. ورجعت المعارضة الوطنية فى مصر الى أصحابها الشرعيين الشعب المصرى. لذا نجد صوت الشعب المصرى فى الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي في واد. وصوت السيسى فى مجلس النواب ووسائل الاعلام وباقى مؤسسات الدولة التي انهى استقلالها واستولى عليها في واد آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.