الجمعة، 26 يونيو 2020

الطريق الى مستشفى المجانين

الطريق الى مستشفى المجانين

أصيب بصدمة عقب مشاهدته عبر التلفزيون جلسة تمرير دستور السيسى وتمديد وتوريث الحكم للسيسي مساء يوم 16 ابريل 2019 بأغلبية طاغية وتصفيق جموع النواب وقوفا دون توقف. وشعر برغبة وطنية جارفة تجتاح جوانحه مع تصفيق وتهليل النواب. تدفعه الى ترشيح نفسه خلال الانتخابات النيابية القادمة. ليكون نائب فى البرلمان يخدم وطنة مثل هؤلاء النواب الذين شاهدهم فى التلفزيون لم يتوقفوا عن التصفيق لحظة واحدة وكأنهم ماكينة. ليس عن طريق الشعب. ولكن عن طريق جستابو الشعب. بعد ان عاد اليه وكثيرون مثله الاعتقاد الذي كان سائدا خلال حكم الرئيس المخلوع مبارك بأن الفوز بمقعد في المجلس النيابى أو حتى المحلي يمر عبر بوابة الجستابو. بعد أن شاهدوا عقب قوانين الانتخابات النيابية التى اخترعها رئيس الجمهورية لبرلمان 2015. فوز الائتلاف المحسوب على رئيس الجمهورية المسمى ''دعم مصر''. ووصيفة المسمى ''مستقبل وطن''. وأحزاب الطبل والزمر الكرتونية. وأحزاب عاشت عمرها كله معارضة وتحولت بين يوم وليلة الى هتيفة. بغالبية مقاعد البرلمان. من العدم. وأصبح يجلجل صوتهم فى البرلمان. ليس لإسقاط رئيس الجمهورية. ولكن للتمديد والتوريث لرئيس الجمهورية. وإسقاط الشعب. دون أن يعرف معظم الناس أسماء المرشحين الذين أصبحوا نوابا عن رئيس الجمهورية. وإعادة اختلاق حزب صورى حاكم مع أحزاب سنيدة ورقية على طريقة مبارك. وصار يقوم بتسويد مقالات على مواقع التواصل الاجتماعى ليس للتقرب بها من الناس الذين يعتقد مع نظرائه بأنهم. رغم قيام ثورتين لتحقيق الديمقراطية. لا يملكون انتخابهم حتى لو أرادوا ذلك. ولكن للتقرب بها من الجستابو الذي يؤمن مع أنداده بأنهم هم من يخلقون المجالس النيابية والمحلية وحتى المهنية والنقابية والاهلية والرياضية. واكتظت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بسيل رسائل منة يوجه فيها الشكر على طول الخط الى رئيس الجمهورية وشطحات رئيس الجمهورية و جستابو رئيس الجمهورية وقوات رئيس الجمهورية ومحافظ رئيس الجمهورية ومدير أمن رئيس الجمهورية وكراتين زيت وسكر الحكومة التي تحمل صور رئيس الجمهورية. ومعاداة عموم الناس وكل ما هو معارض لرئيس الجمهورية. وأصبح لا صوت يعلو عنده فوق صوت رئيس الجمهورية. و جستابو رئيس الجمهورية. وازدحمت جدران شقته و مدخل منزله بصور رئيس الجمهورية. وأصبح لا يترك مناسبة او حتى بدون مناسبة إلا ويهتف لرئيس الجمهورية. ولم يعد أمامه الآن سوى انتظار حلول انتخابات مجلس النواب القادمة حتى يدخل من خلالها البرلمان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.