قالت دراسة أثرية جديدة،نشرتها مجلة "بلوس وان"، إن الهكسوس الذين سيطروا على مصر قبل 3600 عام، كانوا على الأرجح نخبة مكونة من مهاجرين انتقلوا إلى دلتا النيل من أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وتنفي هذه الدراسة الرواية الشائعة السابقة بأن الهكسوس الذين حكموا مصر لأكثر من قرن، قد أتوا غزاةً من بلاد الشام، أو كونهم قبائل همجية.
وأوضحت الدراسة التي نشرت الأربعاء في المجلة، إن الهكسوس كانوا أحفاد المهاجرين الذين وصلوا إلى الحكم في شمال مصر خلال فترة الاضطرابات المعروفة باسم الفترة الوسيطة الثانية.
وأضافت الدراسة أن الحفريات المكتشفة مؤخرا في دلتا وادي النيل، دفعت علماء الآثار في الشك بأن الهكسوس كانوا غزاة أو لديهم علاقة ببني إسرائيل كما اعتقد علماء الآثار سابقا.
وتشير كشوفات عالم الآثار النمساوي مانفريد بيتاك في عاصمة الهكسوس أفاريس (تل الضبعة حاليا) إلى عدم وجود أي آثار دمار مرتبطة بوصول حكام الهكسوس إلى السلطة في الفترة بين 1638 ق.م إلى 1530 ق.م.
ووجد علماء الآثار أنه قبل قرون من وصول الهكسوس إلى السلطة، كان هناك تأثيرات شامية قوية في شمال مصر بدأت من الألفية الثانية قبل الميلاد، تمثلت في أسماء، وعادات الدفن، والهندسة المعمارية، والأسلحة، وغيرها.
كما وجد العلماء قطعا أثرية أخرى تشير إلى وجود كبير لشعوب بلاد الشام في المنطقة في ذروة الدولة الوسطى، وذلك قبل فترة طويلة من الاقتتال والانقسام اللذين ميزا الفترة الوسيطة الثانية.
وقالت الدراسة التي أجراها فريق جامعة "بورنموث" البريطانية، إن نصف العينة المكونة من 75 شخصا في "تل الضبعة"، أظهرت أن نصفهم قد قضوا طفولتهم خارج وادي النيل.
وأضافت أن الأدلة تشير إلى أن الهكسوس الوافدين إلى مصر، لم يكونوا من منطقة معينة في بلاد الشام، وإنما من عدة مناطق فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.