مجلة"فورن بوليسي" الامريكية: واشنطن قد تحجب مساعدات عن أثيوبيا بعد إعلانها ملء سد النهضة
بعد إعلان الحكومة الإثيوبية رسميا مساء أول أمس الثلاثاء الانتهاء من ملء سد النهضة، وتأكيدها أنها قامت بها على مدار الأسبوعين الماضيين دون أى اتفاق مع مصر وهو ما أدى الى انحسار مياه نهر النيل فى مصر والسودان بصورة كبيرة، و وقوف الرئيس السيسي يتفرج على مخاطر تهديد الشعب المصري بضياع حصة مصر التاريخية فى مياه الشرب والرى دون ان يتدخل عسكريا لتقويض بنيان السد وسط مخاوف من ان يكون تحت ضغط الرئيس الأمريكى ترامب.
قالت مجلة "فورن بوليسي" الأميركية، الاربعاء، كما هو مبين فى رابط المجلة المرفق، إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تدرس حجب بعض المساعدات عن إثيوبيا في حال وصلت المفاوضات بشأن سد النهضة المثير للجدل لطريق مسدود، وفقا لستة مسؤولين ومساعدين في الكونغرس.
ونقلت المجلة عن أحد المسؤولين قوله إن "إدارة الرئيس ترامب أدركت أنها يجب أن تقف إلى جانب مصر في هذه القضية"، مضيفا أن "لا أحد في البيت الأبيض ينظر إلى الموضوع من خلال وجهة النظر الإثيوبية، التي هي بنفس القدر من الأهمية".
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن تعمل كوسيط محايد، وإن الهدف الوحيد للحكومة الأميركية هو "مساعدة مصر وإثيوبيا والسودان في التوصل إلى اتفاقية عادلة بشأن ملء وتشغيل السد".
وذكر مسؤول آخر أن مشاركة الولايات المتحدة "ساعدت مصر وإثيوبيا والسودان على إحراز تقدم في المفاوضات خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر مما حصل خلال السنوات التسع الماضية".
وأكد أن "من الممكن التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن، إذا كان هناك التزام بين الجميع للقيام بذلك".
وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الأربعاء، بامتلاء خزان سد النهضة العملاق الذي تبنيه بلاده على النيل إلى المستوى المطلوب، ووصفه بأنه حدث "تاريخي" علما أن السد يعد مصدر توتر شديد مع مصر والسودان.
وقال أبي، في بيان على التلفزيون الحكومي "إن نهاية المرحلة الأولى من الملء هي لحظة تاريخية تشهد لالتزام الأثيوبيين بنهضة بلدنا".
ويشكل سد النهضة الكبير، وهو أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا على النيل الأزرق، الذي ينضم إلى النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل، مصدر توتر مع مصر منذ 2011.
وتحتاج إثيوبيا إلى السد لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدا حيويا لها إذ تعتمد على مياه النيل بنسبة 90 في المئة لتأمين مياه الري والشرب. ويبدي السودان مخاوف مماثلة.
وطالبت مصر والسودان من جانبهما بالتوصل إلى اتفاق شامل حول السد، وعلى وجه الخصوص كيفية إدارته قبل بدء التعبئة.
وجاء إعلان الثلاثاء بعد اجتماع افتراضي جديد بين الدول الثلاث تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، لكنه لم يفض إلى التوصل إلى اتفاق.
وأشار قادة الدول الثلاث إلى أنهم اتفقوا خلال هذا الاجتماع على مواصلة المناقشات الفنية بشأن ملء الخزان، من دون أن يكون من الممكن معرفة ما إذا تم إحراز تقدم.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، الأربعاء، "ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد، يتضمن آلية قانونية ملزمة لفض النزاعات ... على أن يتم لاحقا العمل على بلورة اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون المشترك بهدف تعزيز علاقات الشراكة بين دول النيل الأزرق وبما يحقق طموحات شعوب الدول الثلاث ويؤمن مصالحها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.