الخميس، 27 أغسطس 2020

أطباء ألمانيا يكتشفون المادة التي سممت "عدو بوتين"



أطباء
 ألمانيا يكتشفون المادة التي سممت "عدو بوتين"


خلال الأيام الماضية، أعلن مكتب المعارض الروسي أليكسي نافالني، أقوى معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إصابته بحالة تسمم، بعد احتسائه كوبا من الشاي في مطار سيبيريا، وتم نقله إلى مستشفى شاريتيه في برلين، وهو في حالة غيبوبة.

 وقال المستشفى في بيان إن "النتائج السريرية تشير إلى تسمم بمادة من مجموعة مثبطات لإنزيم الكولينستراز، فما هي هذه المادة؟

في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، طور العلماء السوفييت مجموعة جديدة من المواد الكيميائية التي تضر بالأعصاب، أطلقوا عليها اسم "نوفيتشوك"، أو "الوافد الجديد"، وتعمل هذه المادة الجديدة كمثبط لإنزيم الكولينستراز، حيث يحجب الإنزيم الذي يحتاجه الجهاز العصبي ليعمل، ويعطل الاتصال بين الأعصاب والعضلات، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

أضافت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مادة " نوفيتشوك" إلى قائمة السموم الكيماوية المحظورة في عام 2019 بعد أن اتهمت بريطانيا عملاء روس باستخدامها لتسميم عميل روسي سابق وابنته قبل عامين. 

وتتكون من مادة الكربامات والفوسفات العضوي، وجميعها مواد تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية التي تشل الجهاز العصبي للحشرات، كما تستخدم في علاج الزهايمر ولكن بكميات صغيرة، ويمكن أن تدخل جسم الإنسان عن طريق الشم أو ملامسة الجلد أو العين أو التناول، وهي تسبب الشلل.

وتعتبر مادتي نوفيتشوك والسارين بين مجموعة من المركبات المعروفة باسم غازات الأعصاب، فهي أقوى بعدة مرات من المبيدات الحشرية، تم وضع غاز السارين على قائمة السموم الكيميائية في عام 1997.

ماذا تفعل بالجسد؟

الكولينستريز هو إنزيم يحتاجه الجهاز العصبي لتنظيم وظائف الجسم الأساسية، بما في ذلك عمل القلب والرئتين، ويمكن أن يعاني المرضى المصابون بالتسمم بمادة نوفيتشوك التي تعمل كمثبطات لهذا الإنزيم من توقف عدد من أجهزة الجسم عن العمل والشلل وأحيانًا الموت، بسبب فشل الجهاز التنفسي، ويعتبر هذا الغاز فعالًا جزئيًا لأنه يعمل بسرعة، أحيانًا في غضون 30 ثانية، اعتمادًا على الجرعة.

وقد يكون من الصعب اكتشاف غازات الأعصاب، لكن الباحثون في المستشفى الألماني شرعوا في تحليل واسع لحالة نافالني، وأكدوا أنه من خلال الاختبارات فإن نافالني تسمم بمادة كيميائية سامة مثبطة لإنزيم الكولينستراز.

أما عن علاج هذه الحالات، فيقدم الأطباء لنافالني، دواء الأتروبين، وهو يستخدم لعلاج بعض أشكال غاز الأعصاب وحالات التسمم بالمبيدات الحشرية، ودواء " Athene" وهو عقار يمكن أن يساعد في مقاومة السم ووقف تأثيره.

وأوضح المستشفى أن "آثار تسمم التي ظهرت لدى المريض قد تترك على المدى البعيد أثرا على جهازه العصبي.. وهو في وحدة العناية المركزة ولا يزال في الغيبوبة الاصطناعية ... وحالته الصحية خطيرة، لكن حياته ليست في خطر".

تاريخ سيئ لروسيا في استخدامها

واتهم المتحدث باسم نافالني السلطات الروسية بتسميمه عمدا، وهي اتهامات ينفيها الكرملين، لكن العديد من معارضي بوتين تعرضوا لنفس حالة التسمم من قبل، ففي  عام 2018، تم إدخال الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته إلى المستشفى بعد تسميمهما بنوفيتشوك في منزلهما في إنكلترا، وقد نجا الأب لكن توفيت ابنته.

وفي نفس العام، سعى المعارض بيوتر فيرزيلوف، إلى الحصول على رعاية طبية في ألمانيا بعد مرضه من حالة تسمم مشابهة لحالة نافالني، وتم اتهام المخابرات العسكرية الروسية، والغريب أن الأطباء في برلين لم يجدوا أي آثار للسم في جسمه، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون أيضًا تحديد أي تفسير آخر محتمل لهذا المرض.

وكتب فيرزيلوف على موقع تويتر يوم الخميس: "كانت أعراضي في الساعات الأولى من التسمم مشابهة إلى حد كبير لما يحدث مع نافالني الآن".

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت الثلاثاء، دعمها إجراء تحقيق أوروبي حول ملابسات تدهور الحالة الصحية للمعارض الروسي نافالني، معربة عن "قلقها العميق" بشأن النتائج الأولية التي تفيد "تسميمه". 

وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بيان، إن الولايات المتحدة، في حال ثبتت الاتهامات بتسميم نافالني، تقف إلى جانب الاتحاد الأوروبي في دعوته "لإجراء تحقيق شامل وتقف مستعدة للمساهمة في ذلك"، وأضاف أن "عائلة نافالني والشعب الروسي يستحقون تحقيقا كاملا وشفافا، ومحاسبة المسؤولين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.