رغم أن الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، يعد حاليا دبلوماسي متقاعد يطوف بدعوات العالم للفرجة والظهور زينة فى بعض الفعاليات الدبلوماسية الدولية والتطفل على بعض وسائل الإعلام، إلا أنه عجز عندما علق مساء اليوم الجمعة 14 أغسطس عبر صفحته على الفيسبوك على الاتفاق الثلاثي بين الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، أن يخرج من جلباب أبيه المتمثل فى الأنظمة الطاغوتية التي ظل يخدمها على مدار نحو نصف قرن واستمر يدور فى فلكها ولا مانع لديه فى هذا الإطار ان يتحفنا ببعض نصائح خبراته الدبلوماسية.
ورغم أن الشعب المصرى اشفق على عمرو موسى وانتشاله من هذا الدرك عبر حصوله على اصوات جعلتة في الترتيب الخامس بين 13 مرشحا فى الانتخابات الرئاسية 2012. إلا أنه سرعان ما فرط فى تلك الثقة ليس فقط عندما انسحب من الترشح فى الانتخابات الرئاسية 2014 و 2018 مجاملة للجنرال الطامح فى غزو مصر باستبداده المدعو عبد الفتاح السيسى بل ايضا عندما ارتضى على نفسه أن يكون مستشاره السياسي والمشرف على حملته الانتخابية العشوائية وان يمسك بيده لتعليمة المشى بعد توليه السلطة حتى صار ديكتاتور مصر الجبار الجديد.
وكتب موسى على حسابه بموقع "فيسبوك" اليوم الجمعة يقول: "عالم مختلف.. يسقط مسلمات ويبني أسسا جديدة للعلاقات الدولية لا ترتبط كثيرا بمبادئ القانون الدولي أو أهداف ميثاق الأمم المتحدة أو قراراتها".وأضاف: "خرجت بريطانيا على أوروبا، وسيطرت إيران على عواصم عربية، وطرحت أمريكا فكرا مختلفا لدور الدولة الأعظم، بينما طرحت الصين مفهوما حديثا للقوة الناعمة - لم يكن مطروحا من قبل - وكذلك تراجع دور الأمم المتحدة و الدبلوماسية متعددة الأطراف".
وتابع: "فوجئ العالم، والعربي منه بصفة خاصة، وعم التساؤل بشأن الاتفاق الثلاثي بين الإمارات العربية وإسرائيل والولايات المتحدة، ومضمونه التطبيع والاعتراف والتعاون في العديد من المجالات مع التأكيد في الوقت نفسه على وقف ضم أراضي فلسطينية إلى إسرائيل".
واعتبر أن وقف الضم هو موقف أمريكي معروف سبق تبادل التطبيع والاعتراف المذكور بأسابيع، موضحا أنه موقف هش.
وأضاف: "مهم أيضا الإشارة إلى أن سفارة الإمارات مقرها تل أبيب وليس القدس، وهذا موقف مهم".
واعتبر أنه من المهم كذلك أن تفهم الدول العربية التي يحتمل أن تحذو حذو الإمارات أن وقف الضم قد عولج في الاتفاق مع الإمارات، وأن عليهم إذا أقدموا على مثل هذا التطبيع والاعتراف أن يكون المقابل مختلفا لصالح الفلسطينيين ويحقق لهم مكاسب مضافة، مبينا أنه من المهم أخذ المصالح الفلسطينية المشروعة في الاعتبار وإقامة مسار تفاوضي يؤدي إلى حل سلمي منصف لتلك القضية العتيدة.
واختتم بالقول: "في كل الأحوال أدعو الجامعة العربية إلى ترتيب اجتماع عربي لمناقشة جادة لهذه التطورات وإعادة تأكيد قواعد الاشتباك معها وفي ضوئها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.