الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

تحويل ميدان التحرير بالقاهرة الى قلعة مسلحة لإجهاض أى احتجاجات شعبية تحت دعاوى التطوير.. وكالة رويترز: تطوير الميدان تزيين أم محاولة لمنع الاحتجاجات؟

 


جبان يخاف و بجح ما يختشيش

تحويل ميدان التحرير بالقاهرة الى قلعة مسلحة لإجهاض أى احتجاجات شعبية تحت دعاوى التطوير 

التطوير المزعوم شمل إحكام السيطرة على الميدان و وضعه تحت الحراسة المشددة على مدار اليوم وعلماء الآثار ينتقدون استخدام الآثار في تأمين الميدان وتحويله الى ثكنة

كان أجدى عدم السطو على مصر ودستورها وقوانينها ومؤسساتها لتأمين نظام  الحكم بدلا من العسكرة و التمديد والتوريث والدعارة السياسية والمجالس المصطنعة والقمع والاستبداد

وكالة رويترز: تطوير الميدان تزيين أم محاولة لمنع الاحتجاجات؟


بعد ما يقرب من عقد من الزمان على ثورة 25 يناير، غيرت الحكومة المصرية من شكل ميدان التحرير، الذي كان شاهدا على الأحداث واحتله المتظاهرون المناهضون للنظام وقتها. 


وألبست الحكومة الميدان ثوبا جديدا، ونثرت الآثار الفرعونية، وحراس الأمن من شركات خاصة في الساحة، التي حاول المعارضون لنظام الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، مرارا وتكرارا التظاهر فيه مرة أخرى، وإحياء ذكرى الثورة، من دون جدوى. 


يقول المسؤولون إنهم يطورون الساحة على غرار الساحات الشهيرة في أوروبا، ونالت أعمال التجميل، التي اشتملت إضاءة جديدة للمباني التي أعيد طلاؤها، بعض الثناء على وسائل التواصل الاجتماعي لما أضفته على الميدان من بهاء وفخامة.


لكن المنتقدين يرون أن المشروع يهدف فيما يبدو لإحكام السيطرة على الساحة التي اكتسبت دلالات رمزية كبيرة ومنع الاحتجاجات في المستقبل. 


ويساور القلق بعضا من علماء الآثار بشأن الحفاظ على أربعة تماثيل من الحجر الرملي تشبه تمثال أبي الهول ولكن بجسم أسد ورؤوس كباش نظرا لوجودها في مفترق طرق يكتظ بالسيارات والعابرين.


وقال خالد فهمي، أستاذ التاريخ بجامعة كمبريدج، والذي شارك في انتفاضة 2011، وأدار لجنة لم تدم طويلا لتوثيقها "أعتقد أن الرسالة الأساسية هي أن الناس لا صلة لهم بالساحة، وأن الميدان ليس مملوكا لهم. هذه الساحة تابعة للدولة". 


ولم يرد المركز الصحفي الحكومي في مصر، (الهيئة العامة للاستعلامات)، على أسئلة حول التغييرات في شكل الساحة.


وميدان التحرير رمز مشحون بالدلالات السياسية. فقد بلغت شهرته الآفاق وتخطى اسمه الحدود في أنحاء العالم، باعتباره مهد الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك في 2011.


وبعد عامين، غص الميدان مرة أخرى بالحشود الضخمة للضغط هذه المرة لعزل محمد مرسي، أول رئيس منتخب للبلاد، ثم الاحتفال بعزله على يد الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الذي كان قائدا للجيش آنذاك.


وتعطي كلمات قصيرة محفورة على المسلة القديمة، التي تم نصبها مؤخرا في وسط الساحة، مؤشرا ودلالة على التفكير الرسمي. تقول الكلمات المنقوشة إن ميدان التحرير يرمز إلى "حرية الشعب المصري وصموده" بعد أن "شهد بداية أحداث ثورة عام 1919 (ضد الاستعمار) وأحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وأصبح الميدان بثورة الثلاثين من يونيو 2013 رمزا للمصريين وحريتهم". 


أما بالنسبة لخصوم السيسي، فإن عام 2013 يمثل البداية لحملة قمع شاملة قضت على أجواء الانتفاضة وما ترتب عليها.


وقال فهمي إن السلطات تنظر إلى النقاشات التي جرت والاجتماعات التي عقدت واللافتات التي رفعت عام 2011 على أنها "تخريب شديد". 


إغلاق تام

وتسببت احتجاجات نادرة مناهضة للسيسي في سبتمبر من العام الماضي، في فرض طوق أمني حول ميدان التحرير، وأفضت إلى موجة من الاعتقالات، وأصبحت بعدها إجراءات التفتيش الفوري للعابرين في الميدان معتادة على نحو أكبر.


وفي الأسابيع الأخيرة ظهر حراس أمن من شركة فالكون جروب المصرية، مع استمرار أعمال التجديد، كانوا يسارعون باتجاه المارة الذين يقتربون من الآثار.


وقال البعض إن التجديد يجعلهم يشعرون بالفخر. لكن محمد عبدو، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 25 عاما، قال إن أعمال التجديد في الساحة فيها فيما يبدو إسراف وتبذير وتحرم الناس العاديين من مساحة للجلوس والراحة.


وأضاف "كل الحاجات دي انت بتقفل عليها.. بتقفل عليها.. ممنوع تقعد هنا أو ممنوع تعمل دا هنا. الأول، هو، الميدان دا، هو كان مفتوح لكل الناس". 


ويشعر البعض بالقلق لوضع أربعة تماثيل برؤوس كباش من الحجر الرملي حول المسلة في وسط الميدان. ونقلت التماثيل من معبد الكرنك في الأقصر، أحد مواقع التراث العالمي على بعد 500 كيلومتر جنوبي القاهرة.


وعلى الرغم من أن المسلة الجرانيتية يفترض أنها تصمد أمام عوامل المناخ والتلوث، إلا أن سليمة إكرام، عالمة المصريات في الجامعة الأميركية بالقاهرة، تقول إنها "ستكون أشد خطورة على تماثيل أبي الهول (برؤوس الكباش) لأنها مصنوعة من الحجر الرملي، ويمكن أن تكون الأمطار الممزوجة بالملوثات مدمرة". 


وقال مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، إن المشروع  سمح بإنقاذ المسلة من منطقة في شمال شرق القاهرة وترميمها، مضيفا أن من المفترض أن تكون التماثيل مقاومة للتلوث.

 

وكالة رويترز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.