بالصور والفيديوهات.. عندما حولت سيدة عجوز بغريزة وطنية وكرامة متأصلة يأس واحباط وخوف الشعب الليبى فى طرابلس الى انتفاضة شعبية ضد ذل وهوان الاستعباد وحكم الحديد والنار دفاعا عن ناسها وأهلها ووطنها
وقفت السيدة العجوز المريضة بالقلب تنظر فى حزن بالغ وهى تستند على عصاها، بعد ظهر يوم الأحد الماضي 23 أغسطس 2020، الى مجموعة مبعثرة من الناس فى محيط ''ساحة الشهداء'' فى طرابلس ليبيا، التى كانت تسمى ''الساحة الخضراء'' خلال نظام الجنرال المأفون معمر القذافى، شاهدت فى عيونهم المنكسرة تداعيات ذل وهوان الاستعباد، ووجدت في أصواتهم الخفيضة المرتجفة رعب حكم الحديد والنار، و شعرت بما فى احوالهم البائسة من جوع وعطش وحرمان، ولم تطيق وهى على أعتاب القبر ان يكون هذا ما صار إليه حال ابطال ثورة الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية، التى اندلعت يوم 11 فبراير 2011 وتكللت باستئصال جنرال الموت بالموت فى 20 أكتوبر 2011، على يد الطغاة الجدد الذين اعتلوا الثورة بعد انتصارها لجنى المغانم والاسلاب والعودة بالشعب الليبى 100 سنة الى الوراء وافتعال حرب أهلية لمنع استرداد الشعب مستحقات ثورته الوطنية، والقت بعصاها ارضا، والقت لاول مرة فى حياتها، وهى شبة امية، خطبة سياسية يعجز كبار فادة الثورات الشعبية فى العالم عن القائها، امام أشباح وهياكل الناس المحطمين المنهزمين المبعثرين، نددت فيها بظلم واستبداد الطغاة الجدد من جنرالات الحرب والميليشيات وفرق الاعتقالات والتعذيب والموت، الذين ضيعوا ليبيا، وخربوا عمرانها، ونشروا الفقر والخراب فى ارجائها، واهدروا اموال شعبها على قصورهم المشيدة ومليشياتهم المسلحة من سوريين واتراك وغيرهم، وهتفت قائلة: ''ثوروا يا ليبيين مافيش خوف الإ من ربي .. ثوروا يا ليبيين بعدما ضيعوا الشباب .. ثوروا يا ليبيين بعد ان مات من مات في الحرب ومات من مات في البحر ومات من مات فى السجن''. وازدحم الناس حوالها وصاروا بالاف، كهولا ورجالا وشبابا وسيدات وفتيات، سارت وساروا خلفها، هتفت وهتفوا ورائها، تندد بالظلم والطغيان وضياع الكرامة والحياة الكريمة، وأصيب فايز السراج رئيس حكومة الوفاق فى طرابلس بالرعب والهلع من الانتفاضة الشعبية، واصدر اوامره الى ميليشياته بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وقتلهم، وسقط من سقط واصيب من اصيب، ولم تتوقف المظاهرات اليومية فى الأيام التالية رغم حملة الاعتقالات بعد ان أشعلت السيدة العجوز نيران الثورة، ولم يجد الطغاة الجدد مع تغلغل كلمات السيدة العجوز فى شرايين ودماء الشعب بعد ان كانوا فى فترة خمول وسبات ويأس وإحباط، سوى اشاعة بأن السيدة العجوز قائدة الانتفاضة الشعبية الليبية الجديدة مدفوعة من استخبارات دولية لتقويض أركان حكومة طرابلس، مما دعى السيدة العجوز للاستعانة بالناس للرد عبر مقطع فيديو على مزاعم الجنرالات و الارجوزات الخونة والميليشيات المرتزقة وتجار الدين، واكدت السيدة العجوز فى مقطع الفيديو تناقلته اليوم الاربعاء 26 أغسطس 2020 وسائل الاعلام المختلفة، قائلة: ''إنها ليست مدفوعة من احد .. ولكنها برغم سنها ومرضها تحركت من تلقاء نفسها بغريزة وطنية وكرامة متأصلة دفاعا عن ناسها وأهلها ووطنها''.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.