بى بى سى:
فيروس كورونا: ما الذي قد يؤخر وصول إمدادات الأكسجين للمرضى في مصر؟
اصطفّت طوابير طويلة أمام مصنع "الخلود" لتعبئة أنابيب الأكسجين شمالي القاهرة. وكان عطل في الخزّانَين الكبيرَين للأكسجين بالمصنع تسبب في انتظار عشرات الأهالي لساعات.
ويقول أحمد إسماعيل، صاحب المصنع إن "الضغط غير المسبوق على الشراء يجعل هذه الأعطال متكررة. المصنع يعمل 24 ساعة منذ ظهور الموجة الثانية لوباء كورونا في مصر أواخر العام الماضي".
ويضيف إسماعيل لبي بي سي، أن سعر أسطوانة الأكسجين ارتفع من 50 إلى 150 جنيها (أي ما يعادل نحو ثلاثة إلى تسعة دولارات) خلال الشهرين الماضيين.
وفي أثناء وجودنا في المصنع قَدِم الكثيرون وغادروا باسطوانات فارغة بحثا عن مكان آخر لملئها؛ فعائلاتهم لا تحتمل الانتظار.
وقال أحد المشترين لبي بي سي، إنه قادم من حي "مدينة نصر" شرقي العاصمة لملء الاسطوانة لأحد جيرانه. ومع أن الاكسجين متوفر إلا أن سعره قد ارتفع.
مع ارتفاع تكلفة اسطوانة الأكسجين، لا يتحمل الكثيرون شراءها، فتوجهنا لإحدى الجمعيات الأهلية التي توفرها لمن لا يستطيع.
وتنشر جمعية "لجنة زكا أبو الغيط" في قرية أبو الغيط بمحافظة القليوبية شمال القاهرة، مندوبيها في أحياء القرية، وعندما يتصل أحد السكان لطلب اسطوانة الأكسجين، يتأكد المندوب أولا من حاجة المريض إليها قبل إرسال الأسطوانة لمنزله.
ويقول مدير الجمعية محمد حموده إن: الموجة الثانية لفيروس كورونا في مصر أعنف من الموجة الأولى، وإن الطلب على الأكسجين هذه الأيام زاد ثلاثة أضعاف مقارنة بالموجة الأولى.
ويضيف حموده لبي بي سي، أن "اسطوانة الأكسجين ارتفع ثمنها من 50 إلى 90 جنيها (من نحو ثلاثة إلى خمسة دولارات) والسبب هو تهافت الناس على شراء الاسطوانات، وكذلك التجار الذين يتحكمون في توصيل الأنابيب من المصانع إلى الناس، فهم يستغلون حاجة المرضى ويرفعون الأسعار"٬ بحسب حموده.
خلال الأيام الماضية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، صورت داخل مستشفيَ الحسينية بمحافظة الشرقية، وزفتى بمحافظة الغربية، بعد وفاة ست حالات من مصابي كورونا داخل غرف العناية المركزة بالمستشفيَين.
وتُظهر المقاطع محاولات إنعاش المرضى، واضطراب في صفوف الممرضات والأطباء، واتهامات بالإهمال والتقاعس.
وقال ذوو بعض المتوفيين إن سبب وفاة ذويهم هو انخفاض ضغط ومعدّل الأكسجين داخل غرف العناية الفائقة بالمستشفيَين، وهو ما تحقق النيابة المصرية في ملابساته.
ونفت وزارة الصحة أن تكون وفاة الحالات بسبب نقص الأكسجين في المستشفيين. وقال عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالغربية: "إن الأكسجين الاحتياطي كان متوفرا في مستشفى زفتى، وما شارف على الانتهاء هو المخزون الرئيسي، وطلبنا ملأه لكن الإمدادات تأخرت قليلا".
هذا التأخر هو مادفع أحمد مصباح، مدير مستشفى الحامول بمحافظة كفر الشيخ للاستنجاد بالأهالي لتوفير اسطوانات أكسجين لدى قُرب نفادها في المستشفى.
وقال الأهالي إن وزارة الصحة استغرقت ساعة كاملة لإرسال الامدادات، وهو ما كان يعني وفاة المرضى في العناية الفائقة.
وأحالت محافظة كفر الشيخ، على أثر هـذا٬ أحمد مصباح للتحقيق "للوصول منه للحقيقة".
وقال المحافظ: "كان على مدير المستشفى الإبلاغ عن كمية الاسطوانات الموجودة بالمستشفى قبل نفادها".
نظام مُمَيكن لمتابعة نسب الأكسجين
ومن جهتها نفت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد٬ وجود نقص في مخزونات الأكسجين بالمستشفيات، وأعلنت عن استخدام الوزارة لنظام مميكن يتابع نسب الأكسجين في جميع المشافي والتحرك عند انخفاضه.
وأكدت الوزيرة وجود احتياطي من الأكسجين بجميع المشافي المصرية، يكفي لمدة 12 ساعة.
وأعلنت زايد كذلك عن بدء الوزارة إرسال فرق صحية لجميع أحياء مصر لمتابعة حالات العزل المنزلي من المصابين بفيروس كورونا، لمدة أسبوعين. وتتضمن المبادرة تقديم خدمات قياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم للمرضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.