وسط أجواء اندلاع الحرب بين مصر وإثيوبيا فى اى لحظة بعد فشل آخر مفاوضات سد النهضة
أسباب تصعيد السيسى من تطاوله ضد ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير بدلا من هجومه على إثيوبيا
سادت حالة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح مجمع الإصدارات الحكومية، أمس الأربعاء 7 أبريل، بتعليق خيبته وتحميل فشله على مدار 9 سنوات فى أزمة سد النهضة الى ثورة 25 يناير، هيمن فيها السيسى كمسؤول أول على مقدرات الدفاع فى البلاد، الذى كان يقتضي منه وفق ما هو موجود على أرض الواقع من مماطلة وتحايل وتسويف إثيوبيا اقتراح فرض القوة والعمل على تنفيذ اقتراحه حتى لو تسبب فى استقالته، منها سنة كان فيها وزيرا للدفاع وسنة كان فيها رئيسا للمجلس العسكرى وسبع سنوات الرئيس الأعلى للقوات المسلحة بصفته رئيس الجمهورية، وهى الفترة التى دخلت كل من مصر والسودان وإثيوبيا في محادثات بشأن سد النهضة، بعد الشروع في وضع خطط أسس إنشائه منذ عام 2009 مرورا بعام 2010، وليت الجنرال الفاشل سياسيا وعسكريا اكتفى على مدار 9 سنوات بأن يتفرج، بل ارتكب أخطاء سياسية كارثية فادحة أدت لإصابة مصر بضربات قاصمة فى ملف سد النهضة بسببة، ومنها زيارته لإثيوبيا عام 2015 وتوقيعه حينها على ما اسماه اتفاق المبادئ مع إثيوبيا اعترف فيه لاثيوبيا بحقها فى بناء سد النهضة من أجل ما أسماه تحقيق التنمية لشعبها، دون حصول مصر على أى مقابل من الجانب الإثيوبى، والذى كان يتطلب إضافة جملة الى هذا الاتفاق هي ''دون الإضرار بمصر''، وهو لم يحدث من السيسى، ولعلكم لاحظتم أيها السادة انه عندما اعترف السيسى خلال كلمته بحق إثيوبيا فى بناء سد النهضة من أجل تحقيق ما اسماة التنمية لشعبها، فإنه لم ياتى بجديد فيما اقرة لاثيوبيا فى اتفاق المبادئ المزعوم عام 2015، ولكنة اضاف اليها فى خطابة الحماسى جملة ''دون الإضرار بمصر''، وهى جملة غير موجود فى اتفاق المبادى المزعوم على الاطلاق، وكانة يدافع عن فشلة فى هذا الاتفاق بالمزيد من الفشل والاباطيل، ولا توجد حجة حسن النية فى توقيع الاتفاقيات بين حكام الدول الطاغوتية ودون معرفة شعوبها بنودها، بل يوجد اجراءات من تلك الدولة يقابلة اجراءات مماثلة من الدولة الاخرى، وادت مواقف ضعف واستخذاء مشابهة للسيسى مع اثيوبيا، ومنها قيامة خلال دعوته رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الى القاهرة، يوم 10 يونيو 2019، بمطالبة رئيس الوزراء الإثيوبي فى مؤتمر صحفى عالمى، بأن يحلف خلفه، قائلا: ''قول ورايا.. واللة واللة.. لن نقوم بأى ضرر للمياه فى مصر''. وردد رئيس الوزراء الإثيوبي القسم وسط دهشة المصريين المتابعين عبر التلفزيون، والحاضرين، ورئيس الوزراء الإثيوبي نفسه، وهو ما اعتبرته إثيوبيا قمة التهريج و الاستغفال السياسي، وإن حاكم مصر ''لقطة'' وغشيم فى السياسة يجب استغلالها لوضع مصر والسودان تحت رحمة اثيوبيا الى الابد، فى ظل كون كل ما يهم حاكم مصر هو فى وجود أمور محلية وقومية ذات خطورة بالغة تستلزم وضع البلاد تحت رحمة التعديلات والقوانين والإجراءات الاستثنائية والعسكرة و التمديد والتوريث واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونشر حكم القمع والإرهاب الأمنى، وأنه فى كل قمم فشل مفاوضات سد النهضة العديدة مرة وراء الاخرى طوال السنوات الماضية، كان عدو السيسي الأول كما تابع كل الناس، ليس إثيوبيا على الاطلاق الذى كان ينظر إليها، ولا يزال، كحليف، بل النشطاء و المنتقدين والمعارضين من الشعب المصرى الذين يرفضون سفاهة واستبداد وفشل حكم السيسي، وأصبح السيسي يرمي اتهامات جوفاء كل يوم على ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، بعد أن ظل السيسي سنوات عديدة يتغزل فى العديد من الأحاديث التلفزيونية المسجلة في ثورة 25 يناير التى وضعت أسس الديمقراطية المصرية فى دستور 2014 ويصفها بأن الشعب فرض فيها إرادته فى الحرية فوق استبداد رئيس الجمهورية، حتى تسلق السيسى السلطة وأصبح منددا بثورة 25 يناير وجعلها شماعته التى يحمل عليها أخطاءه وكوارثه، بما اظهر للناس بوضوح انتهازية السيسى، لان المبادئ لاتتغير عند من يفهمون معنى المبادئ، لان المبادئ ليست عنوان اتفاقية مع اثيوبيا يتم استغفال مصر فيها، بل أسس يتمسك معظم الناس بها ويضحون بحياتهم فى سبيلها، بغض النظر عن قيام السيسى لاحقا عبر دستور وقوانين السيسى الاستبدادية بنهب أسس الديمقراطية المصرية فى دستور 2014 لتحقيق اغراضة الشخصية، وأصبح السيسي يرمى بلاة علي ثورة 25 يناير كل يوم، خشية أن تحدث ضده مثلما حدثت ضد سابقيه مبارك ومرسى، بعد ان استبد السيسى اكثر منهم بالسلطة، وانشغل السيسى ليس بملف سد النهضة، بل فى اعتقال حوالى ستين الف مصرى، وفرض دستور وقوانين السيسى الاستبدادية المشوبة كلها بالبطلان الدستورى، وانتهك استقلال المؤسسات وجمع بين السلطات وعسكر البلاد ومدد وورث الحكم لنفسة ونشر حكم الحديد والنار واصطنع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونتائج الانتخابات والاستفتاءات، وكان طبيعيا فى ظل معترك السيسى الشخصى مماطلة اثيوبيا الدائمة على مدار سنوات حكم السيسى فى ملف سد النهضة، الى حد اعلانها فى بيانها الصادر يوم الثلاثاء 30 مارس 2021، ما اعتبرته "قرارها الحاسم النهائى"، فى تمسكها بالملء الثانى لسد النهضة أول يوليو القادم، بما معناه اللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط، والذى يعنى ضياع مصر، ورغم إعلان السيسى يوم الثلاثاء 30 مارس 2021 لأول مرة بعد ان علم بمضمون البيان الاثيوبى، قائلا: ''بأنه لن يستطيع احد ان ياخذ نقطة مياه واحدة من مصر''، ''وان ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أى تهديد''. والذى تزامن مع مناورات عسكرية مصرية/سودانية فى السودان، و لقاءات عسكرية بين البلدين على مستوى عال، إلا أن هذا الموقف القوى والتهديدات الصريحة بالحرب، بدلا من شغل الاستعباط الذي ظل ساريا سنوات، كما تابع كل العالم، لم يأت بالنتائج المرجوة منه، لأنه جاء متأخرا حوالى 9 سنوات هيمن فيها السيسى كمسؤول أول على مقدرات الدفاع فى البلاد، لذا لم تتعامل معة اثيوبيا بجدية، وسخرت منه و تهكمت عليه، وفشلت بعدها المفاوضات الأخيرة التي استضافتها الكونغو الديمقراطية لمصر والسودان وإثيوبيا، وأعلنت الدول الثلاثة المشاركة فيها رسميا فشلها يوم الاحد 4 أبريل 2021، وفوجئنا بالسيسي خلال افتتاح مجمع الإصدارات الحكومية، أمس الأربعاء 7 أبريل، يعلق خيبته ويحمل فشله على مدار 9 سنوات فى أزمة سد النهضة الى ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، لانة يعتقد أنه أيا كانت نتيجة الحرب، فهي المسمار الاخير فى نعش نظامه، ولولا ذلك ما كان قد ظل سنوات عديدة في محادثات عبثية يعلم قبل غيره فشلها مسبقا، بعد أن صبر المصريين على استبداده و جوره وظلمه وطغيانه سنوات طويلة من اجل سد النهضة، ورغم طبول الحرب التي دقتها الكتائب الإلكترونية للسيسى، ودعوتها الشعب إلى دعم ضربة عسكرية للسد، إلا أنه ترافق معها هجوما سلطويا حاد ضد ثورة 25 يناير، ورغم أن هذا التهجم والتطاول من السيسى على ثورة 25 يناير، مع افتراض اقتراب موعد نشوب حرب قومية لمصر مع دول باغية، يعتبر قمة فى الجهل والتعصب والفقر والفساد السياسى الذى بدلا من ان يحشد الشعب كلة ضد اثيوبيا يحاول حشد بعض الانتهازيين ضد ثورة 25 يناير، رغم ان الظروف تقتضى توحيد الشعب ضد قوى باغية ووقف بطش دولة الطغيان واطلاق سراح المعتقلين، وليس تقسيمة ما بين عشرات الملايين المصريين المعذبين الذين شاركوا بجهادهم ودمائهم وتضحياتهم فى ثورة 25 يناير، وبين فئة انتهازية وضعت مستقبلها مع استبداد السيسى، وكانما السيسى يخشى من تداعيات الحرب علية التى تجنبها على مدار 9 سنوات، لذا حرص على تحذير الناس فى خطابة امس الاربعاء 7 ابريل، ليس من اثيوبيا عدو الشعب المصرى التى تمثل خطر داهم توشك ان تدمر مصر وتنشر فيها القحط والخراب والمجاعات والاوبئة، بل من روح ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011 من اجل تحقيق الحريات العامة والديمقراطية والكرامة الانسانية، والتى تمثل خطر داهم توشك ان تدمر نظامة الاستبدادى الشخصى، حاكم من اجل تحقيق مطامعة الشخصية وضع مصر على حافة الهاوية وكدس عشرات الالاف من ابنائها المخلصين المدافعين عنها خلف جدران سجونة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.