الأحد، 18 أبريل 2021

«السلطة المطلقة مفسدة مطلقة»..

https://www.linkedin.com/pulse/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25A9%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25A9%25D9%2585%25D9%2581%25D8%25B3%25D8%25AF%25D8%25A9%25D9%2585%25D8%25B7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25A9%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%258Aebrahimfayed/trackingId=HCqk%2BhrBg%2BNB%2Fn33A2EYOQ%3D%3D



لا لدولة مخابرات السيسي

«السلطة المطلقة مفسدة مطلقة»..


انهارده هنتناقش في حكمة جميلة تختصر حال معظم دول العالم الثالث لا سيما منطقة أو زريبة الشرق الأوسط.. السلطة هنا بمعناها التقليدي في الغالب بيكون مقصود بيها سلطة النظام الحاكم أو رموز وقيادات الحكومة.. ولكن معناها الرحب أعم وأشمل لمختلف المجالات وعلى رأسها الفن والإعلام ودا اللي هنتناقش فيه انهارده

لو بصينا ع الميديا والفن هنلاقي السلطة المطلقة لشركة «إعلام المصريين» بمختلف الكيانات التابعة لها سواء تليفزيونيًا (قنوات ON والحياة وتايم اسبورت والناس وكان العاصمة على ما أتذكر) وكذلك مجموعة من شبكات ومحطات إذاعية إلى جانب المواقع الإخبارية الأبرز على الساحة حاليًا -الأبرز ماديًا وليس مهنيًا- (زي اليوم السابع وصوت الأمة ودوت مصر) ومجموعة المجلات اللي ظهرت مؤخرًا.. وهنلاقي كمان في الفن (سينرجي ومصر للسينما) إلى جانب أصول ومؤسسات كتير جدًا كلها تابعة فقط لشركة إعلام المصريين.. دا غير باقي كيانات «المجموعة المتحدة» كلها اللي إعلام المصريين مجرد فرع واحد منها.. يعني هنلاقي مجموعة قنوات (DMC ومواقع زي مبتدا وراديو 9090 و Watch it) وغيرها مؤسسات دينية وتسويقية ورياضية ووو

المفسدة المطلقة هنا هي على سبيل المثال اللي خلت وكر زي سينرجي محتكر سوء الدراما بشكل أو بآخر وفي إيديها تشكيل وعي وثقافة النشء والبنات والسيدات اللي بيقضوا معظم يومهم أمام المسلسلات وبكده انت ضمنت تجهيل أو تغييب نصف المجتمع أو حتى توعيته ولكن بالداتا اللي انت عاوزها.. وللأمانة مش كله تبع إعلام المصريين اللي هي مملوكة لجهات حكومية بشكل أو بآخر.. ولكن هنلاقي كذلك في الخاص واحد زي السبكي مسيطر ع الشاشة الكبيرة لدرجة إنه ضمن انعدام المنافسة بشكل أو بآخر فبدأ يزايد في إنتاج أفلام دعارة ومخدرات وبلطجة وما شابه وهي اللي ماشية حاليًا لأن مفيش منافس له في الحتة الو... دي

الموضوع مش مسألة أرزاق ويا عم سيب الناس تشتغل وتكبر.. لالا الموضوع لو بيزنس وشغل ماشي ربنا يوفق الجميع ولكن الأزمة أكبر من كده بكتير لأن كل دول مجرد وجوه ظاهرة لينا فقط ولكن من فوقهم واضعي سياسات قذرة بيحركوا خيوط اللعبة زي عرايس الماريونيت.. وبيساهموا في إنتاج أجيال زي اللي احنا شايفينها حاليًا مالية الشوارع سواء أولاد او بنات تحديدًا في سن المراهقة أو لغاية سن الجامعة اللي بدأ وعيهم يتشكل من حوالي 10 سنوات على الأكثر اللي هي فترة ما بعد الثورة وانتشار الكيانات المحتكرة دي

الموضوع مخطط بدقة رهيبة وأكبر دليل على كده إنه الشركات دي مش بتكبر كده تلقائيًا وتتوسع نتيجة نجاحاتها ولكن عندها مخطط للسيطرة الشاملة لدرجة إنها بتقدم عروض مغرية لشراء أي موقع إخباري أو محطة إذاعية أو قناة تليفزيونية أو منصة إلكترونية عليها مشاهدات ومتابعين بالملايين لمجرد إني أضمن السيطرة الوحيدة على كافة مفاصل الميديا وبالتالي تشويه وغسيل عقول أجيال كاملة.. خاصةً إننا في 2021 تنحت جانبًا وزارة الثقافة وقصور الثقافة والمكتبات والصالونات الثقافية والندوات ووو وأصبحت نسبة تشكيلها لوعي المصريين لا تتجاوز 1% أما جموع الشعب فيتلقوا كل جديد لهم من خلال الميديا والفن والسوشيال ميديا اللي هي كذلك تحت سيطرة نفس الجهات

وسيبوكم من هبدة إن دول مجرد بينقلوا الواقع بحيادية وإن الواقع أساسًا كده.. كل دا كلام فارغ واللي درس ميديا و«نظريات الإعلام» عارف كويس إن في نظريات أيديولوجية مختلفة وإن نظرية (الجمهور الإسفنجة) دي من أكثر النظريات ضمانةً لنشر فكرك وخطتك.. مجرد إنك بتنتج وتبث للناس بكثافة وهم تلقائيًا هيمتصوا المضامين دي زي الاسفنجة وهيتحول تفكيرهم وتصرفاتهم لنفس الداتا اللي انت أشبعتهم بيها.. خاصةً لما يكون إنتاجك محاصر العقول من مختلف المنابر إذاعة وتليفزيون وسينما ومسرح وإعلانات طرق وتسويق تقني ووو ودا اللي حاصل حاليًا.. إنما نقل الواقع دا بيحصل فعلًا ولكن بعد ما بيشوهوا عقول المراهقين بيبدؤوا ينقلوا لنا تصرفاتهم الوقحة... طيب ماانتوا اللي بوظتوا أخلاقهم وتربيتهم وثقافتهم!

الخلاصة.. الهدف واحد واضح وصريح وهو إلهاء الشعب المصري وتخريج أجيال لا تفقه عن دينها ولا تاريخها ولا حضارتها ولا أعداءها في الداخل والخارج أي شيء.. ودي بتكون مخططات دولية بيتم تنفيذها على المدى الطويل وقد تتطلب عدة عقود لتغيير ثقافة شعب كامل بعد أن يفنى الأجداد والآباء ويتبقى أمثال هؤلاء المغيبين.. ولذلك لازم نهتم جدًا بتربية أبناءنا ونعَرَّفهم ونحَفَّظهم مقدساتنا العقائدية والسياسية وعاداتنا وتقاليدنا.. ولازم المرأة تفهم إن مكانها اللي بجد في بيتها لتربية أبناءها حتى لو خرجت للشغل وعملت لنفسها كارير ونجحت دا شيء محمود جدًا ولكن لا يلفتها عن تربية أبناءها صح وغرس مبادئ إن دا عيب ودا صح ودا غلط ودا حلال ودا حرام.. لأن كمان عشرين تلاتين سنة هنلبس كلنا في الحيط ودا اللي حاصل حاليًا في دول تبدو في ظاهرها متطورة ومتقدمة زي الإمارات لكن من الداخل عقول أطفالها ومراهقيها وشبابها مخوخ لا يفقه إلا لغة الاقتصاد وتناسى تمامًا قضايا دينه ووطنه وقوميته العربية وروابطه الإسلامية ووو.. وحسبنا الله ونعم الوكيل


Ebrahim Fayed

محرر صحفي وإذاعي - متحدث إعلامي - مطور للذكاء الاصطناعي - مقدم كورسات - محرر أدبي ومدقق لغوي بمايكروسوفت وبعض دور النشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.