سيناريو انقلاب السيسى بزاوية 180 درجة على موقفه الرافض الملء الثانى لسد النهضة الاثيوبى دون اتفاق ملزم لأثيوبيا وإعلانه بأن الملء الثاني لا يعنيه
الشواهد السياسية تشير الى انقلاب السيسى جاء خلال لقائه مع المبعوث الأمريكى يوم 5 مايو.. ثم مهد السيسى لاعلانة بمطالبته الشعب بالصبر والتأني حول قضية سد النهضة وأن يثقوا فية يوم 11 مايو.. والادارة الامريكية اصدرت بيان شكر للسيسى يوم 16 مايو.. و وزير الخارجية يعلن انقلاب موقف السيسى بزاوية 180 درجة يوم 18 مايو
من أخطر مساوئ أنظمة حكم الفرد الاستبدادية وحكم العسكر، تأثير هيمنة الدول العظمى التى تدور فى فلكها على قرارها الوطنى نتيجة خضوعها اليها من اجل تأمين بقائها لأنها لا تستند فى كل ما تفعله ضد الشعب الى ارادة الشعب. ومن هذا الإطار لم يأت من فراغ انقلاب الرئيس الجنرال عبدالفتاح السيسي، بزاوية 180 درجة، فى موقفه من الملء الثانى لسد النهضة الاثيوبى، وقبول الخضوع الى قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، وإصدار السيسى تعليماته الى وزير الخارجية المصري لإعلان اعتبار الملء الثانى لسد النهضة امر غير هام ولا يسبب لمصر أى اذى أو أقل مخاطر، و ضاربا بكل مصالح مصر القومية والوطنية وهلاك شعبها عرض الحائط، بعد أن ظل يصدع رؤوس الشعب المصرى على مدار عام، وبالتحديد منذ انتهاء إثيوبيا من الملء الاول لسد النهضة الاثيوبى فى يوليو الماضى، عبر أركان نظامه، ومنها الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة الموارد المائية والري، من خطورة قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة الإثيوبى فى يوليو القادم دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، والتى وصلت الى حد تحديد السيسى يوم الثلاثاء 19 مارس 2021 امام قناة السويس خط احمر لإثيوبيا لا تتجاوزه وتهديده بالحرب، ولكن سبقته تهميدات عديدة، بدأت عندما التقى السيسى، يوم الأربعاء 5 مايو 2021، مع المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، وبحث الجانبان خلال اللقاء ملف سد النهضة. والشعب المصرى، بعيدا عن بيانات الاستهلاك المحلى، لا يعلم أسرار هذا الاجتماع، ولكن السيناريوهات التى جرت على المسرح السياسي بعد ذلك تجزم بأن قرار انقلاب السيسي، بزاوية 180 درجة، فى موقفه من الملء الثانى لسد النهضة الاثيوبى، وقبول الخضوع الى قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، تحدد فى هذا الاجتماع المشؤوم، تحت دعاوى منح الإدارة الامريكية متسعا من الوقت لإقناع اثيوبيا بقبول ما فشل في إقناعها بقبوله الجنرال السيسى على مدار حوالى 10 سنوات كان فيها المسئول الاول عن إجبار إثيوبيا على قبول التوقيع على اتفاق ملزم، تولى خلالها رئاسة جهاز المخابرات عامين، والمجلس العسكرى عام واحد، ورئيس الجمهورية 7 سنوات، وجاء التمهيد الاول لاجبار الشعب المصرى على قبول مشيئة الهيمنة الدولية عندما طلب السيسى من الشعب المصرى خلال افتتاحه مشروعات بهيئة قناة السويس، يوم الثلاثاء 11 مايو 2021، بشأن مفاوضات سد النهضة ''بالصبر والتأني، وأن يثقوا فية''، ''وأن عملية التفاوض تأخذ وقتا وجهد وصبر''، ''وأن قلق الشعب المصري بخصوص سد النهضة مقدر ومشروع، ولكن لازم يكونوا متأكدين أن حقوق مصر المائية لن يتم التفريط فيها". وحقيقة استغرب الناس يومها من طلب السيسى المفاجئ الغريب منهم الصبر والتأني والثقة فية وان المفاوضات العبثية مع إثيوبيا قد تطول الى اجل غير مسمى، فى وقت اعلنت فية اثيوبيا تحديها لخط السيسى الأحمر وأكدت أنها ماضية فى خطط الملء الثانى لسد النهضة دون اى اتفاق ملزم منها مع دول المصب مصر والسودان. ثم أصدرت وزارة الخارجية الامريكية بيانا يوم الاحد الماضي 16 مايو 2021، عن تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنطوني ج. بلينكن، هاتفيا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، واشاد البيان بما اسماه ''أهمية الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة ومصر'' ''وشكر الإدارة الامريكية مصر على جهودها المستمرة لدعم إنهاء العنف بين اسرائيل والفلسطينيين''. ثم جاء إعلان قنبلة انقلاب السيسي، بزاوية 180 درجة، فى موقفه من الملء الثانى لسد النهضة الاثيوبى، وقبول الخضوع الى قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، وإصدار السيسى تعليماته الى وزير الخارجية المصري، يوم امس الثلاثاء 18 مايو 2021،الإعلان رسميا عبر قناة تلفزيونية، اعتبار الملء الثانى لسد النهضة امر غير هام ولا يسبب لمصر أى اذى أو أقل مخاطر. بعد أن ظل يصدع رؤوس الشعب المصرى على مدار عام عبر أركان نظامه، من خطورة قيام إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة الإثيوبى فى يوليو القادم دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، والتى وصلت الى حد تحديد السيسى خط احمر لإثيوبيا لا تتجاوزه وتهديده بالحرب. و بالمخالفة الى تصريحات عديدة للحكومة ووزارة الخارجية ووزارة الموارد المائية، ومنها تصريحات وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي عام 2018، التى قال فيها إنه "غير صحيح أن المياه المخزنة خلف السد العالي تستطيع تعويض فقد المياه خلال فترة ملء سد النهضة الإثيوبي" .''وأن الأمر مرتبط بالأساس بالفيضان والأمطار كل عام، فإذا جاء الفيضان والأمطار أعلى من المتوسط لن تحدث أي مشكلة، ولكن إذا كان الملء خلال سنوات من الجفاف ونقص الأمطار سيؤدي إلى سحب المخزون بشكل سريع مما يحدث مشكلة ونقص في المياه''. و "لو في فيضان عالي والسد العالي مليان والسدود في السودان مليانة وجه هو خزن مش هيضرني كتير.. لكن لو جه جفاف والبحيرة عندي منسوبها واطي والبحيرات في السودان ناقصة هتبقا في مشكلة"، ''وأن الأمر يحتاج إلى اتفاق تقييم سنوي لحجم الفيضان خلال سنوات الملء وتأثيره على حصة دولتي المصب''. وفي تصريحات نشرتها وسائل الإعلام فى أبريل الماضى 2021 عن محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق، قال ''إن شروع إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق يستنفد المخزون المائي بالسد العالي''. كما نقلت وسائل الإعلام خلال نفس الفترة السابقة تصريحات الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض لسد النهضة، الذى قال ''إن بحيرة ناصر تستطيع التعامل مع إخراج عجز المياه الذي من الممكن أن يتسبب فيه سد النهضة، ولكن هذا سيؤدي إلى تناقص المخزون الاستراتيجي المصري من المياه في البحيرة، وإذا تعرضت مصر الى جفاف طبيعي مع آخر صناعي سوف تأتي فترات جفاف''.
وهكذا نرى بأن من أخطر مساوئ أنظمة حكم الفرد الاستبدادية وحكم العسكر، تأثير هيمنة الدول العظمى التى تدور فى فلكها على قرارها الوطنى نتيجة خضوعها اليها من اجل تأمين بقائها لأنها لا تستند فى كل ما تفعله ضد الشعب الى ارادة الشعب، حتى إن كان الثمن ضياع مصالح مصر القومية والوطنية وهلاك شعبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.