الثلاثاء، 20 يوليو 2021

بقايا وطن

بقايا وطن


لم يكن استسلام قيادات بعض القوى السياسية المصرية لارادة الحاكم الاستبدادي وموافقتها على انحرافه عن طريق الدستور والحق والصواب ودعس بالجزمة مبادئ وبرامج سياسية قامت قواها عليها و غررت بها الشعب المصرى تدور حول الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات والفصل بين السلطات والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية غريبا لأهالي مدينة السويس الباسلة التي انطلقت منها شرارة ثورة 25 يناير 2011 المجيدة. بعد أن شاهدوا أفعوان محسوبا عليها أطلق عليه الناس مسمى راسبوتين السويس. يقوم بتخريب فروع بعض تلك القوى السياسية بالسويس. ومحاولة استئصال روح المعارضة السلمية الوطنية الشريفة من الناس. عبر الإقرار باعماله الشيطانية بأنه لا جدوى من النضال الشرعي السلمي الشريف لإعلاء راية الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية. طالما سوف يكون الناس فى النهاية. بغض النظر عن تضحيات النضال. كما هم منذ نحو سبعين سنة. أداة أنظمة حكم الاستبداد. عندما يشاهدونه مع عصابته التى جمعها حولة يقوم بنشر الدعارة السياسية بدلا من المبادئ السياسية المكتوبة التي كانت ترفعها. نظير تحقيق مغانمة الشخصية والغض عن فساده والإنعام عليه بالمكافآت. دون أن تتحرك قيادة تلك القوى السياسية لوقف هذا الشيطان المارق عند حده. بل عاونتة فى القضاء على المعارضين الشرفاء عندها بعد أن قام بالابلاغ لديها فى تقارير رسمية ملفقة عنهم. وعندما رفعت قيادة تلك القوى السياسية الراية البيضاء للحاكم الاستبدادى وداست بالجزمة على مبادئها وبرامجها السياسية المكتوبة التي خدعت بها الناس. و عاونت الحاكم الاستبدادي بالباطل على تحقيق مطامعه الاستبدادية الشخصية فى العسكرة و التمديد والتوريث وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونشر الفسق والفجور والقمع السياسي. فى ظل عيوب لوائح تلك القوى السياسية التي تجعل من رؤسائها هم المحددين وفق فرمانات شخصية بحتة وقرارات فردية مشبوهة منهم أسس توجهها السياسي حتى إن كان بالمخالفة بنسبة مائة فى المائة الى مبادئها وبرامجها الشرعية المكتوبة التي قامت بناء عليها وإرادة جمعيتها العمومية. تحت دعاوى كلام غوغائى متخلف للتغرير بالدهماء عن دعم الدولة لمحاولة تبرير انحرافها. وكأنما معارضة انحراف حاكم الدولة صار عند تجار السياسة الانتهازيين يعني معاداة الدولة. وهو قول مغلوط تماما لانه اذا كان صحيح ما كانت قد وجدت قوى سياسية معارضة في دول العالم كله تحت مزاعم دعم الدولة وليس فى مصر فقط. فى حين أن الدولة شئ. والحاكم شئ. لأن الحاكم ليس هو الدولة. والدولة ليست هي الحاكم. وفى ظل هذا المناخ السياسى المسموم. شاهد الناس كثيرا راسبوتين السويس يتسكع في ديوان المحافظة للتزاحم عنوة وسط الصفوف الأولى بين المسئولين في المناسبات الحكومية والزيارات الميدانية وافراح وجنازات كل من هو معروف فى السويس للظهور في صور وسائل الإعلام التي يدمن الظهور فيها. ولا توجد مناسبة أو غير مناسبة إلا وشاهده الناس جالس يطرح النكات ويقوم بحركات امام كبار المسؤولين يحاول بها إثارة ضحكاتهم. وقبول دعوات تناول وجبات الغداء والعشاء الفاخرة المجانية الرسمية والشخصية. وعندما يقيم هو مأدبة افطار في شهر رمضان لنحو مائة شخص على حساب القوى السياسية فإنه لا يلقي بعد انتهاء المأدبة بفضلات الطعام المتبقى على الموائد بعد انصراف المدعوين فى صفيحة القمامة او حتى يعطيها للعمال الموجودين او الفقراء المعوزين الجائعين. بل يجمع  فضلات الطعام من على الموائد فى أكياس كبيرة و يكدسها فى سيارة يتوجه بها الى منزلة ويظل يتناولها مع معارفه على مدار اسبوعين. ولم يتورع قبل جمعة الغضب خلال ثورة 25 يناير 2011 من أن يجاهر برأيه دون خجل أمام عموم الناس فى ميدان الأربعين. من أنه تلقى تعليمات من قيادة القوى السياسية فى القاهرة بامتناع أعضاء الفرع بالسويس وسائر محافظات الجمهورية من المشاركة فى ثورة 25 يناير بناء على تعليمات أمين عام الحزب الوطنى وجهاز مباحث أمن الدولة. بدعوى شروع مبارك فى الاستجابة الى بعض مطالب الشعب المصرى. و كادت الجماهير أن تفتك بة بعد أن حاول منعها من رفع علم انتصار ثورة 25 يناير فوق مبنى ديوان المحافظة فى عنفوان الثورة بعد هروب القوات الأمنية التي كانت تدافع عن ديوان المحافظة من أمام المتظاهرين. وعندما انتصرت ثورة 25 يناير كان مع قيادة تلك القوى السياسية في طليعة متسلقي الثورة بدعوى أنهم من ابطال الثورة. وهكذا كانوا خلال نظام حكم مبارك. وهكذا كانوا خلال نظام حكم الإخوان. وهكذا كانوا خلال نظام حكم الحاكم الاستبدادي الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.