رسول الشيطان
الفرمان الذي اتخذه خلال الساعات الماضية الملك الأردني عبدالله حسين، واعلنته اليوم الجمعة 16 يوليو 2021، وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بتعيين الأمير علي حسين ابن الملك الراحل حسين من زوجته الثالثة الملكة علياء من أصل فلسطيني، في منصب شرفي للزينة وأعمال التشريفات الملكية وهو نائب الملك عبدالله حسين. يدل بأن الملك عبدالله حسين لا يزال مرعوبا من الأمير حمزة حسين ابن الملك الراحل حسين من زوجته الرابعة الملكة نور من اصل سورى/سويدى، بعد ان قام الملك عبداللة حسين بإقالته من ولاية العرش وتعيين مكانه ابنه الامير حسين عبدالله من زوجته رانيا من اصل فلسطيني. وشرع الملك عبداللة حسين بتزيين عرشه بأبناء الملك الراحل حسين لمحاولة الإبقاء على ولاية العهد لابنه الأمير حسين عبدالله، خاصة بعد حبوط مؤامرة الملك عبداللة حسين للقضاء على الأمير حمزة في ما اسماه قضية الفتنة.
وكانت بداية هذا الصراع العائلي قد بدأ عندما غادر الملك الراحل حسين سرير المرض في أمريكا عندما اخبره الاطباء بانه لم يعد له فى الحياة سوى ما بين 24 الى 48 ساعة على الأكثر، ووصل إلى الأردن فجر يوم 7 فبراير 1999. وعقد اجتماعات ملكية عاجلة كانت أهم قراراته فيها إقصاء شقيقة طلال من ولاية العهد الأردني وتنصيب ابنه الأكبر الأمير عبدالله مكانة وخليفته في حكم المملكة على أن يكون ابنه الأصغر الأمير حمزة ولي عهد المملكة والثانى فى وراثة العرش، ولم يكتفى الملك بقراراته الملكية وجمع الأسرة الأردنية الحاكمة كلها وألقى عليهم وصيته وأقسموا إمامة وفى مقدمتهم الأمير عبدالله على احترامها وتنفيذها حرفيا، وغادر الملك حسين الأردن الى امريكا ليموت فيها بعد حوالى ساعتين من وصوله فى نفس يوم وضع وصيته، وهو ما تم تنفيذه فعلا بالنسبة الى شقها الأول المتمثل في تولي الامير عبداللة حكم المملكة، إلا أن الأمير عبدالله عندما تولى الحكم وجد السير على خطى أبيه العملية وليس على وصيته الفكرية وإرادته الملكية، بالإطاحة بشقيقة من ولاية العهد من أجل وراثة العرش إلى نجله، كما فعل من قبله أبيه مع عمه الأمير طلال من أجل انتقال وراثة العرش إليه، وإذا كان عمه الأمير طلال قد ارتضى بمصيره وانزوى واعتكف واختفى عن الأنظار وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته، فإن شقيقة الأمير حمزة يلتقي بالناس كل يوم ويستمع إلى شكواهم من سوء اوضاع نظام الحكم القائم، وهو ما وجده الملك عبدالله يشكل خطورة ليس على نجله ولي العهد الأمير حسين الذي اختاره لوراثة العرش فقط بل ايضا تشكل خطورة علية هو شخصيا مع العرش، مع كون ان اجراءات الملك عبدالله وحدها بإقصاء شقيقة من ولاية العهد وتنصيب نجله مكانة لم تشعره بالاطمئنان فى ظل وجود هذا الرجل حيا يلتقي بالناس يجد الترحيب منهم بعد أن كسب تعاطف الناس عن الإطاحة به من ولاية العهد دون ان يقول كلمة، لذا وجد الملك عبدالله أن الحل الأمثل وفق تعاليم ميكافيلي أمر واحد وهو قتل شقيقه واستئصال شأفته والتخلص من روحة من اجل تحقيق اهداف يراها نبيلة تتمثل فى حماية الوطن عبر توريث العرش إلى نجله بدلا من شقيقه.
وهكذا شهدنا توجه رئيس أركان القوات المسلحة الي الأمير حمزة حسين فى قصره فى الساعة الحادية عشر من مساء السبت 3 أبريل 2021، وأخبره بأنه مكلف من قبل شقيقه الأكبر الملك عبدالله لإخباره بأنه رهن الاعتقال ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قصره منذ اللحظة وتكثيف الحراسة المشددة علية ومنعه تماما من الخروج، إلى حين تقرير مصيره سواء بالسجن او الإعدام، بدعوى أنه يتواصل مع اخرين مما يهدد سلامة المملكة، من أجل ضمان الملك عبدالله توريث العرش الاردني الى نجله الاكبر الامير حسين.
ونشر الأمير حمزة مقطعين فيديو تباعا على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي فجر يوم الاحد 4 أبريل 2021 أكد فيهما قيام شقيقة الملك عبدالله باعتقاله منذ الساعة الحادية عشر من مساء السبت 3 أبريل 2021 عندما أرسل إليه رئيس أركان القوات المسلحة الأردنية لاخبارة أنه صار منذ تلك اللحظة معتقلا تنفيذا لارادة ملكية متمثلة فى شقيقه الأكبر الملك عبدالله ملك الأردن بدعوى تواصل الامير حمزة مع اخرين مما اعتبره الملك عبدالله يمثل خطورة على سلامة المملكة.
ونفى الأمير حمزة أن تكون اجتماعاته مع الناس والاستماع إلى مظالمهم تمثل خطورة على سلامة المملكة، كما نفى وجود أي أجندة خارجية أو مؤامرات من خلف الكواليس ومؤكدا إنها أكاذيب الهدف منها التغطية على ما قال إنه تراجع في الوطن كل يوم. فى الوقت الذى اندلعت فيه مظاهرات في مناطق شتى من الأردن ضد عدم اكتفاء الملك عبدالله الثانى ملك الأردن بالإطاحة بشقيقه الأمير حمزة ولي عهد المملكة الشرعي من ولاية العهد، وقام باعتقاله بحجج تافهة تمهيدا لقتله، لضمان توريث العرش بالباطل الى نجله الامير حسين.
ولم يجد الملك عبدالله سوى استبعاد شقيقة من قضية الفتنة المزعومة، وعندما وجد بان العرش لا يزال مهتزا شرع في تزيينه بأبناء الملك الراحل حسين لمحاولة ثباتة إلا أن كلمة الشعب الاردني في المستقبل القريب سيكون لها القول الفاصل فى عودة الامير حمزة الى ولاية العرش وبالتالى العرش من عدمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.