لعبة السلم والثعبان
يظهر في الفيديو المرفق، المدعو ألفا كوندي رئيس دولة غينيا الافريقية، البالغ من العمر 83 عاما، فى حالة مزرية بعد قيام القوات الخاصة فى الجيش الغيني باعتقاله، بعد ان حكم دولة غينيا الافريقية الفترتين الرئاسيتين المحددتين في الدستور كأقصى مدد ترشح للرئاسة، وارتكب خطيئة التشبه بـ قادة جيوش العديد من دول العالم الثالث الطغاة، وطمع في البقاء فى السلطة حتى فنائه، وسارع بالاستعانة بحزبه السلطوي المسمى حزب تجمع الشعب الغيني وحفنة من أحزاب الهوان الانتهازية التي كانت معارضة وباعت الشعب مع مبادئها السياسية فى الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة إليه، بالتلاعب فى الدستور وتمديد وتوريث الحكم لنفسه، واعلن فى أكتوبر الماضى فوزه بفترة رئاسية ثالثة بعد أن عدل الدستور ليسمح له بالترشح مجددا، وفرض تشريعات استبدادية لكبح المعارضين تحت دعاوى محاربة الإرهاب والمتمردين الانفصاليين، وقام بزيادة أسعار كل شئ دوريا كل شهرين وزيادة الضرائب بصورة تصاعدية منتظمة مع انخفاض الأجور والرواتب و الناتج المحلى وتدهور الاقتصاد وإغراق البلاد فى القروض الأجنبية، ورغم قيامه بالاستعانة بعصابته من قادة أحزاب الهوان الانتهازية التي كانت معارضة وباعت الشعب مع مبادئها السياسية بانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات ونشر شريعة الغاب واعتقال عشرات الاف الناس، الا انة ارتكب وفق تعاليم ميكافيلى السلطوية الاستبدادية خطيئة اخرى اشد خطورة عليه وعلى نظامة الطاغوتى طالما توجه الى طريق الاستبداد فى دولة من دول العالم الثالث المتخلف، في احجامه عن عسكرة البلاد لرشوة واستمالة قادة الجيش الغيني بالتعديلات الدستورية العسكرية والقوانين العسكرية التي تجعلهم سلطة أعلى من سلطات باقى مؤسسات الدولة وفى مقام الوصاة على غينيا وشعبها وامتنع عن إصدار تعديلات دستورية تضمن توريث الحكم للعسكر فى عينيا من بعده وكذلك حرمانهم من ناتج البلاد الا بما هو مخصص لهم عسكريا ومنع اقحامهم فى اى امور مدنية. وكان طبيعيا في ظل تلك الأوضاع قيام جنرال من الجيش الغيني يدعى الجنرال مامادي دومبيا، قائد القوات الخاصة في الجيش الغيني، بانقلاب عسكري والاستيلاء على السلطة في غينيا، أمس الأحد 5 سبتمبر 2021، وفرض الأحكام العسكرية و العرفية وحظر التجول ووقف العمل بالدستور وإقالة الحكومة واعتقال رئيسها وأعضائها وتنصيب مجلس عسكرى مكانها واستبدال حكام المناطق ليحل محلهم قادة عسكريون وإغلاق حدود البلاد البرية والجوية. وزعم رئيس سلطة الانقلاب العسكري في خطاب تلفزيوني للشعب الغيني بانة زاهد فى الحكم وانة قام بانقلابه بدعوى تحقيق الديمقراطية ووقف الفساد وتدهور أحوال البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.