كشف مصدر سوداني مطلع، النقاب عن أن المحاولة الانقلابية التي تم الإعلان عنها اليوم في الخرطوم، تعكس حالة اليأس والإحباط التي تعم الشارع السوداني نتيجة اعاقة تنفيذ خارطة الطريق.
وأوضح الكاتب والإعلامي السوداني يعقوب الدموكي في حديث مع "عربي21"، أن "الوضع العام في السودان كئيب جدا، والغلاء رهيب، حيث إن هناك من السودانيين من يعيش على وجبة واحدة باليوم، ولا وجود لأي أمل في سقف زمني لنهاية هذه الحالة، وهو ما أوجد خيبة أمل كبرى لدى غالبية السودانيين الذين يعتقدون بأن الثورة سرقت منهم".
وأشار الدموكي إلى أن "الوضع السياسي لا يمكنه أن يستمر على ما هو عليه سواء نجح الانقلاب أم فشل".
وقال: "علينا أن نتذكر أن هذه المحاولة الانقلابية التي تم الإعلان عنها اليوم تأتي بعد إغلاق ولايات الشرق الثلاث (البحر الأحمر والقضارف وكسلا)، والمطالبات بإنهاء الوضع الحكومي الحالي وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن الأحزاب والذهاب إلى انتخابات".
ولفت الدموكي الانتباه إلى أن هذه المحاولة الانقلابية تأتي أيضا بعد قرار أصدره مؤخرا القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قضى بإحالة أكثر من 30 ضابطاً من القوات المسلحة إلى المعاش معظمهم برتبة العقيد.
وأضاف: "الحديث عن وجود عناصر من النظام السابق تسعى للانقلاب لا معنى له، لأن الإنقاذ حكمت السودان 30 عاما وخربت البلاد وثار الشعب السودانى ضدها فى النهاية.
وأعلن التلفزيون الرسمي السوداني، فجر اليوم الثلاثاء، عن "محاولة انقلابية فاشلة"، داعيا الجماهير إلى التصدي لها.
جاء ذلك في نبأ عاجل لم يحدد على الفور هوية المجموعة الانقلابية.
فيما قال مصدر عسكري سوداني رفيع، لوكالة الأناضول، إن مجموعة انقلابية تحاول حاليا السيطرة على مفاصل البلاد.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، أن المجموعة الانقلابية حاولت منذ فجر اليوم الثلاثاء السيطرة على سلاح المدرعات بالخرطوم، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
ولا يزال الموقف في البلاد ضبابيا، ومصير الانقلاب غامض حتى الآن، فيما لا يزال جهاز التلفزيون الرسمي تحت سيطرة السلطات السودانية.
وأكدت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" أنه تمت السيطرة التامة على المحاولة واعتقال جميع المتورطين. ويجري الآن التحقيق معهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.