السبت، 2 أكتوبر 2021

اعزفو وارقصوا وافرحوا وغنوا بعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم للحاكم وسرقة الوطن والدستور والقوانين والبرلمان والمؤسسات

اعزفو وارقصوا وافرحوا وغنوا بعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم للحاكم وسرقة الوطن والدستور والقوانين والبرلمان والمؤسسات

كثيرا ما كان الطاغية الليبى الراحل معمر القذافى، كما نرى حاليا فى احد تلاميذة، يحاول فى قمة استبدادة، وسفاهة فكرة ونظام حكمة، وانحرافة عن الحكم الرشيد، وفرض شريعة الغاب، يتقمص دور فيلسوف العصر وحكيم الزمان ورسول المحبة والسلام، اتحاف الناس بترهات نوادر كلامة، وفي أواخر أيام جبروته وطغيانه، فى عز ثورة الشعب الليبي ضد نظام حكمه الاستبدادى العسكرى/الاستخباراتى/البوليسى، القائم على ترسانة من التشريعات الشيطانية والخدم والحشم والاتباع والاشياع، ألقى خطبة على اتباعة وهو يطل عليهم من شرفة قلعة طرابلس الاثرية القديمة الواقعة فى ميدان ''الساحة الخضراء'' بطرابلس المسماة الآن ''ساحة الشهداء''، واشتهرت تلك الخطبة بعد أن أورد فيها القذافى جملة صارت مدعاة للتندر الجديد بين الناس، يقول فيها موجها خطابه الى اتباعه فى قمة فترة الثورة الليبية وذروة قيام تحالف امريكا بقصف القوات الليبية: '' اعزفو، وارقصوا، وافرحوا، وغنوا ''، بدلا من ان يطلب منهم حمل السلاح للدفاع عنه و عن نظامه، والحقيقة صاحب هذه ''الجملة مع أهدافها الميكافيلية'' هو ''لورينزو دى بييرو دى ميديشي''، والملقب ''لورنزو العظيم''، حاكم وامير فلورنسا بإيطاليا فى عصر النهضة خلال الفترة من عام 1478 الى عام 1492، والذي أهدى ''نيكولو مكيافيلي'' فيلسوف ومؤسس علم السياسة، كتابه ''الامير''، الى أسرة ميديشي واميرها حاكم فلورنسا بكلمات خاضعة مذلة مخجلة فى مقدمة كتاب ''الأمير''، وكثيرا ما يحذف المترجمين، خاصة المدافعين عن ما يقصدة مكيافيلي من كتاب الأمير الذي أسس به علم التنظير السياسي، تلك المقدمة من معظم الترجمات العربية برغم أهميتها نحو تقييم ميكاقيلى ذاته قبل تقييم كتابة ''الأمير''، وكان خصوم ''لورينزو'' يتهمونه مع كثرة استخدامه هذة الجملة وإقامة حفلات الكرنفال المتواصلة فى الشوارع، بأنه يحرض شعب فلورنسا على المشاركة فى تلك الحفلات والمباهج بصفة متواصلة لكي ينصرفوا بها عن السياسة وشئون الحكم، ويمنع بها أي قلاقل واضطرابات قد يثيرها البعض منهم ضد حكمة الاستبدادى، ونظم ''لورينزو'' قصيدة من انتاجة تدعى ''انتصار باكوس'' اورد فيها جملتة واشباهها، وباكوس هذا كان الة الخمر عند اليونان والرومان، وكانت قصيدة ''انتصار باكوس'' تشدو دائما فى مقدمة اغانى حفلات الكرنفال خلال فترة حكم ''لورينزو'' وتقول كلماتها: ''مااجمل الشباب الذى يولى الادبار سريعا، من يرغب ان يكون سعيدا فليكن اليوم، لانة لاثقة لاحد فى غد, وهاهو باكوس واريانا جميلان وكلاهما يعشق الاخر، ولان الوقت يخدع ويولى سريعا فهما يتلازما راضين دائما، وهذة الحور واتباعها فى حالة من المرح الدائم، من يرغب ان يكون سعيدا فليكن اليوم لانة لاثقة لاحد فى غد، وهذة الالهة السعيدة التى عشقت الحور وضعت لهن مائة من الفخاخ فى الكهوف والاحراج، والان وقد بعث الحرارة فيهم باكوس فانهم يرقصون ويقفزون دائما، من يرغب ان يكون سعيدا فليكن اليوم لانة لاثقة لاحد فى غد، وانة لحبيب الى هاتة الحور ان يخدعن، ولايستطيع ان يقاوم الحب سوى غلاظ القلب الجاحدين، والان هم مختلطون بعضهم ببعض يعزفون ويغنون، لأنه لا ثقة لاحد فى غد، ليفتح كل منكم اذنية جيدا، لاتهتموا بامر الغد ولنكن اليوم سعداء الاناث والذكور والشباب والشيوخ، وليذهب بعيدا كل فكر حزين. ولنجعل ايامنا كلها اعياد، من يرغب ان يكون سعيدا فليكن اليوم لأنه لا ثقة لأحد فى غد، يا أيها النساء والفتيان العاشقون فليحيا باكوس وليحى الحب، و ليعزف كل منكم وليرقص وليغن، ويضرم الحب الرقيق فى قلوبكم نار، لاتعب ولا الم، وليكن فى المستقبل ما يكون، من يرغب ان يكون سعيدا فليكن اليوم لأنه لا ثقة لاحد فى غد، ما اجمل الشباب الذي يولى الادبار سريعا ''.
وهكذا شاهدنا بأن اشعار وخطط واعمال ''لورينزو ميديشي'' وأهدافها الاستبدادية الطاغوتية الميكافيلية، رغم أنها لم تنقذ القذافى من مصيره المحتوم، الا ان الحكام الطغاة فى العديد من الدول العربية الاستبدادية، ومنهم الجنرال السيسي فى مصر، واصلوا استخدام منهجها بطرق مختلفة لإلهاء الشعوب عن عسكرة البلاد، وتمديد وتوريث الحكم للحاكم، والتلاعب فى الدستور والقوانين حسب مشيئة الحاكم الفرد، وسرقة الوطن والدستور والقوانين والبرلمان والمؤسسات، والمطلوب منا أيها الناس ان نفرح ونعزف ونغنى ونرقص بعسكرة البلاد وتوريث الحكم للحاكم وسرقة الوطن والدستور والقوانين والبرلمان والمؤسسات والجمع بين سلطات جميع المؤسسات فى البلاد بالمخالفة للدستور الذي يقضي باستقلال المؤسسات ويمنع انتهاك استقلالها كما يمنع الجمع بين سلطات المؤسسات ويمنع ايضا تغول سلطة مؤسسة على باقى المؤسسات، ونشر شريعة نظام حكم الفرد والاستبداد والفساد وينهى نظام حكم دولة المؤسسات المستقلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.