الثلاثاء، 26 أبريل 2022

إعلان السيسي عن شروعه فى اجراء "حوار سياسي" في مصر.. ما الداعي الية؟ ومع من سوف يتحاور؟.. ولماذا الآن؟ و مغزى وتوقيت الدعوة المفاجئة

رابط التقرير على موقع الحرة الامريكى

إعلان السيسي عن شروعه فى اجراء "حوار سياسي" في مصر.. ما الداعي الية؟ ومع من سوف يتحاور؟.. ولماذا الآن؟ و مغزى وتوقيت الدعوة المفاجئة


في حوار نادر مع الإعلاميين، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الجمعة، عن الحاجة إلى إطلاق حوار سياسي شامل تحتاجه البلاد، مما أثار تساؤلات عن التوقيت والأسباب وإن كان سيمثل فيه الجميع، خاصة أنه جاء بعد سنوات من المطالبة به. 

وفي حوار مع الحرة، يقول محمد أنور السادات، البرلماني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو منظمة حكومية، إن هذا مطلب للجميع منذ زمن، والكل يتحدث عن أنه لابد من حوار ومشاركة لكل ممثلي الشعب سواء أحزاب ونقابات واتحادات". 

ويعتبر الباحث المتخصص في شؤون مصر في منظمة هيومن رايتس ووتش، عمرو مجدي، في تغريدة أنه "بحت أصوات الناس مُطالبة بحوار حقيقي طوال ما يقرب من عشر سنوات، وكانت الاستجابة دائما تأتي في صورة المزيد من الاعتقالات والانتهاكات الحقوقية الجسيمة وغلق المنابر وتكميم الأفواه وقطع الأرزاق"، مشيرا إلى أن "الكرة في ملعب الرئيس لإثبات الجدية وحسن النوايا، وهو لم يفعل أي شيء لإثبات ذلك". 

والأحد، تم إخلاء سبيل عدد من النشطاء السياسيين المحبوسين احتياطيا، وكان بعضهم تجاوز المدة القانونية التي تبلغ عامين.

وبينما تمنى البعض أن يكون ذلك بداية لانفراجة سياسية في مصر، اعتبر الباحث والناشط المقيم في الخارج، تقادم الخطيب، في حديث مع موقع "الحرة" أن "كل هذه الخطوات التي يتخذها النظام المصري أشياء دعائية وغير حقيقية لاستهلاك الوقت، وليس إداراكا منه بأنه سار في طريق مغلق أو خاطئ"، مضيفا أن "النظام يتلاعب بإطلاق عبارات مثل الحوار أو إفراج عن معتقلين، ليعطي نوعا من الإيحاء بأن هناك تغييرا قادما في الطريق".

وأوضح انه عندما يتم التدقيق في عبارات يتم إطلاقها من بعض القنوات الإعلامية أن هناك "عفو رئاسي" عن 41 شخصا ممن قالوا عليهم، فلا نجد أن هناك عفو رئاسي وإنما تم إخلاء سبيلهم وهم في الأساس على ذمة قضايا". 

لماذا الآن؟ 

وعلى عكس العادة، لم يتم نشر قائمة بأسماء المخلى سبيلهم، "ولم يتم معرفة إلا هوية 11 شخصا منها، لأن إخلاء السبيل حدث على غفلة (فجأة) وحتى دون علم مقربين من السلطة يعملون على هذا الملف"، بحسب المسؤول في مؤسسة "حرية الفكر والتعبير"، محمد عبد السلام، لموقع "الحرة". 

وأوضح عبد السلام أن سبب إخلاء سبيل هؤلاء النشطاء، هو الضغط الموجود حاليا على النظام بسبب حادث مقتل الباحث الاقتصادي أيمن هدهود، وانتشار صور جثته وعليها "آثار تعذيب" بحسب النشطاء، خلافا لبيان النيابة العامة الذي ينفي شبهة الوفاة الجنائية. 

ويرى الخطيب أن الخطوات التي يتخذها النظام المصري مثل دعوة "الحوار السياسي" وإخلاء سبيل بعض المعتقلين تعود لأسباب عدة، أهمها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، فالدراسات تقول إن مصر مقبلة على أزمة اقتصادية ضخمة وإفلاس، فضلا عن الظروف السياسية الموجودة في العالم"، مضيفا أن "السيسي يفعل ذلك تجنبا وتخفيفا لحدة الاحتقان".  

أزمة اقتصادية طاحنة

وربط العديد دعوة "الحوار السياسي" بأزمة اقتصادية تعيشها مصر، قال عنها السيسي إنها أكبر من أي رئيس أو حكومة، فيما تبقى التوقعات قاتمة بالنسبة للفترة المقبلة، نظرا لتطورات عالمية متلاحقة آخرها الحرب في أوكرانيا، وإغلاق مناطق عدة في الصين، بسبب جائحة كورونا. 

ويقول الصحفي، جمال سلطان، على تويتر: إن "الحديث عن إطلاق حوار سياسي قنبلة دخان، لا أكثر، هناك انهيار اقتصادي خطير جدا، والبلد مقبل على كارثة، والأرض تميد تحت أقدام النظام، مع عجز وفشل واضحين، فيحاول كسب الوقت، وتخدير الآلام بالأوهام، باختصار، النظم ذات الطابع العسكري غير قابلة للإصلاح أو الحوار بطبيعة تكوينها". 

لكن السادات يرفض ربط الدعوة إلى "حوار سياسي" بالأزمة الاقتصادية فقط، "ربما يكون من ضمن الأسباب حتى يتحمل الجميع مسؤولياته، لكن ليس كل شيء نربطه بأن النظام تحت ضغط أزمة اقتصادية طاحنه". 

ويبرر  السادات توقيت إطلاق مثل هذه الدعوة: "ربما كان هناك انتظار لأن تستقر الأوضاع، وحينما أصبح هناك فرصة أن يحدث مثل هذا اللقاء، بدأ الرئيس والنظام في التفكير جديا في هذا الأمر".

أطراف الحوار

وبغض النظر عن الأسباب والتوقيت، يقول السادات: "الأهم عندي أن يصبح هذا الحوار واقعا وألا يتم استثناء أي طرف منه، وأن يتم تنفيذ ما سيفر عنه من أطروحات". 

وأوضح أن "الأهم من دعوة الحوار، أن نعرف أطرافه، وهل ستتم دعوة كل القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها، وما هي أجندة الحوار، وكيفية متابعة تنفيذ ما ستسفر عنه، حتى يصبح حوارا ناجحا له فائدة". 

وفيما يتعلق بإجابات تلك الأسئلة، قال: "كل هذا مبهم، أعتقد أن كل هذا سيتم توضيحه خلال اليومين المقبلين". 

من جانبه يقول الخطيب: "طالما قال السيسي إنه يريد أن يكون هناك حوار سياسي فالأسئلة تصبح ما هي المجموعات التي يريد أن يتحاور معها النظام، لا توجد معارضة في البرلمان ولا أحزاب سياسية ولا أنشطة سياسية في مصر، السيسي قام بتفكيك كل البنى الأسياسية التي تقوم عليها اللعبة السياسية، فمع من سيتحاور؟.. هو أتى بمجموعة من الإعلاميين تابعين له على اعتبار أن هذا هو الحوار، وبالتالي النظام يحاور نفسه، ولا يريد أن يكون هناك تغيير حقيقي في مصر". 

استمرار الاعتقالات

لكن الدعوة لحوار سياسي جاء بعد يوم من اختفاء الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، صفاء الكوربيجي، التي انتشرت فيديوهات لها خلال الفترة الماضية حول الفساد في مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)، ودعت المصريين لعدم الخوف والتوقيع على استمارة سحب الثقة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك قبل أن تظهر بعدها بأربعة أيام في مبنى النيابة، بحسب نشطاء. 

ويقول مجدي على تويتر: الحديث بين حين وآخر عن الحاجة إلى (حوار سياسي) أو (استراتيجية لحقوق الإنسان) بينما لا تتوقف ماكينة القمع عن اقتياد الناس للمشانق والسجون لم ولن يعدوا أكثر من كونه محاولة تجميل بائسة تصدر بين وقت وآخر لأسباب تتراوح بين الضغط الدولي، أو الظروف الاقتصادية الصعبة، أو خلاف ذلك".

من جانبه يقول السادات لموقع "الحرة" إن "كل هذا يجب أن يتوقف، وليس هؤلاء فقط، وإنما فرقة ظرفاء الغلابة وهم ناس غلابة (بسطاء) من الصعيد يعبروا عن غلاء الأسعار وأحوال المعيشة، يجب أن تتوقف كل هذه التصرفات، لأنه لا يليق أننا لا نزال نحاسب الناس على رأي أو فكرة". 

كما تأتي الخطوات المصرية الأخيرة، في ظل دعوة للاحتجاج في عيد الفطر، حيث ظل هاشتاج "العيد ثورة" هو الأعلى تداولا على مدار عدة أيام. 

ويقول الخطيب إن "المجموعة التي تحكم مصر، مرتعشة الأطراف وعندها أي رعب من أي تجمع يخشى من أي اتنين يكونوا مجتمعين مع بعض، ولذلك يحاولون تخفيف حدة الاحتقان". 

الحرة / خاص - واشنطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.