لا يا جنرال العصور الوسطى
لا يمكن تطبيق مطلبك فى انضواء قوى وأحزاب المعارضة الفلسطينية تحت مظلة حزب رئيس السلطة الفلسطينية كما فعلت مع قوى وأحزاب المعارضة المصرية تحت مظلة حزب رئيس الجمهورية
فى مثل هذة الفترة قبل سنة قرر محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية الى أجل غير مسمى والتي كان من المفترض إجراؤها في 22 مايو 2021 وفقا لمرسوم أصدره محمود عباس في 15 يناير 2021. وجاء قرار التأجيل بسبب تأكيد كافة الاستطلاعات الرأي حصد قوائم انتخابات حركة حماس والقوى المتحالفة معها على الاغلبية المطلقة على حساب تراجع قوائم انتخابات حركة فتح. مما يعنى تقييد حركة محمود عباس. وعلى هامش تلك الازمة القائمة ولم تجرى الانتخابات حتى الآن. دعا يومها الجنرال المصرى الحاكم عبدالفتاح السيسى القوى السياسية الفلسطينية للتوحد كلها تحت مظلة حركة فتح منظمة التحرير الفلسطينية فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وهو ما رفضته القوى السياسية الفلسطينية وسخرت من فكر عسكري استبدادي جاهل كان يتم اتباعه فى بعض الدول التي كانت فاشية عسكرية قبل 100 سنة ولا يصلح هذا الفكر العسكرى العتيق مع فكر العالم الحر والشعوب الحرة والتقدم والتكنولوجيا الموجود الآن. ونشرت يومها فى 31 مايو 2021 مقال على هذة الصفحة ضد مطالب الجنرال السيسى وجاء المقال على الوجه التالى:
''لا يا جنرال.. تمكنك من تطبيق فكرتك الاستبدادية فى توحيد العديد من الأحزاب السياسية مع حزب الحكومة ومنها أحزاب ظلت حوالى اربعين سنة تزعم انها معارضة وجعلها كلها حكومة داخل مصر لا يعنى نجاحها بعد خرابها البلاد حتى تحاول تطبيقها في دول الجوار لتأمين استبدادك ولكن يعني هزيمة الأحزاب السياسية التي خضعت لك بدلا من ان تخضع للشعب والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات والحريات العامة والديمقراطية.
لا يا جنرال. ان ما فعلته مع العديد من الأحزاب السياسية المصرية فى جعلها خاضعة لك تأتمر بأوامر منك يستحيل تعميمه في العالم كله وبخاصة دول الجوار ومنها فلسطين. وإذا كنت قد تمكنت مؤقتا من توحيد العديد من الأحزاب السياسية المصرية فى الانتخابات وداخل البرلمان وما يسمى مجلس الشيوخ وخارجه تحت راية حزب السيسى الصورى المسمى ''مستقبل السيسي''. فهذا لا يعني انتصار منهجك الاستبدادى حتى تطمع فى تعميمه فى العالم كلة. ولكنه يعني هزيمة الأحزاب السياسية المصرية التى خضعت ذليلة منكسة الرأس لك بدلا من ان تخضع للشعب والدستور. لان الشعب اختار فى دستور 2014 بأن ''يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية. والتداول السلمى للسلطة. والفصل بين السلطات والتوازن بينها. وتلازم المسئولية مع السلطة. واحترام حقوق الإٍنسان وحرياته. على الوجه المبين فى الدستور''.
لذا يرفض الناس يا جنرال فكرتك الاستبدادية المستمدة من الأنظمة الشيوعية.
لا يا جنرال. كيف يمكن تحقيق مطلبك فى فلسطين برغم ثبوت فشل الفكرة سواء فى مصر خلال عهد الاتحاد الاشتراكي. أو فى الدول التى كانت تعرف بالكتلة الشرقية خلال العهد الشيوعي.
لا يا جنرال. نعم قد تتفق عددا من الأحزاب والقوى السياسية المتوافقة فى الآراء والأفكار على تشكيل قوائم انتخابية تضم كل منها كتل انتخابية متفاهمة. ولكن كيف يستقيم الوضع بين اقصى اليمين واقصى اليسار. الشامى مع المغربى. ممثلو السلطة مع ممثلى الشعب. المؤمنين مع المشركين. معدومى الدين مع تجار الدين.
لا يا جنرال. نعم مصر يطمع فيها الحكام الطغاة الظلمة قبل الاعداء الحاقدين. نعم مصر يتربص بها المتربصين من الطغاة و الناقمين. نعم مصر يدس لها الخونة المارقين من حكام وسلاطين قبل الخونة الشاردين. نعم مصر يكيد ضدها الحكام الطامعين والإرهابيين الحاقدين. ولكن خير ردا عليهم لتقويض شرورهم. الاستجابة لمطالب الشعب. فى تحقيق الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة فى مصر والدول المحيطة ومنها السودان وليبيا وفلسطين. وليس فرض نظام حكم الحزب الواحد. والفكر الواحد. والرأي الواحد. على الطريقة الشيوعية يا جنرال. محاباة الى حزب انتهازي محسوب عليك ليكون مطية لك. على حساب الدستور. والديمقراطية. والتعددية السياسية والحزبية. والتداول السلمى للسلطة. واستقلال المؤسسات. والحياة البرلمانية السليمة. ومصر وشعبها. لا يا جنرال''.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.