خلال بث قناة #القاهرة_الإخبارية الحكومية من أمام معبر رفح، بالتزامن مع الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية، قال همام مجاهد، مراسل القناة: " ظهرت أنباء تشير إلى اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي #محور_صلاح_الدين (فلادلفيا) الفاصل بين الحدود المصرية وقطاع غزة ونحن ننفي هذه الأنباء جملة وتفصيلاً، قوات الاحتلال لم تذهب ولم تتوغل في محور صلاح الدين". [1]
⚠️ ولكن هذا النفي غير صحيح، إذ وثق "صحيح مصر" عبر صور الأقمار الصناعية اقتحام قوات إسرائيلية محور صلاح الدين "فيلادلفيا" الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع #غزة، وذلك باستخدام مدرعات وناقلات جنود.
❓ كيف وثقنا ذلك؟
◾ بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو صوره جنود جيش الاحتلال، خلال توغل ثلاث مدرعات وناقلات جنود داخل طريق أسفلتي يحده سور حديدي ضخم، وإذ بمطابقة خرائط وصور الأقمار الصناعية، أظهرت أن هذا السور الحديدي هو نفسه السور الموجود بمحاذاة #محور_فيلادلفيا "صلاح الدين"، ويفصل المحور عن الحدود الدولية مع مصر. [2]
◾ ويمثل هذا السور الحديدي آخر الحدود المصرية، يسبقه سور خرساني وبينهما منطقة يبلغ عرضها حوالي 280 مترًا، بالقرب من منطقة تل زعرب.
◾ كما يُسمع في الفيديو أصوات الجنود داخل المدرعات، أثناء حديثهم عبر اللاسلكي مع القيادة العسكرية الإسرائيلية، وقال أحدهم بصوت واضح باللغة العبرية: "מרחוק מופיע ציר פילדלפיה, ותראו איזה דגל ישראל יפה זה" وترجمتها: "يظهر محور فيلادلفيا من بعيد.. انظروا كم هو جميل العلم الإسرائيلي".
◾ محور فيلادلفيا عبارة عن شريط حدودي ضيق، لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، بينما يصل طوله إلى 14.5 كيلومتر، على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ممتدًا من البحر الأبيض المتوسط شمالًا، وحتى #معبر_كرم_أبو_سالم جنوبًا.
◾ ووفقًا لما نصت عليه #معاهدة_السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة تقع داخل قطاع غزة؛ وقبل العام 2005، كانت مهمة حراسة هذا المحور، موكلة إلى الجيش الإسرائيلي.
◾ ولكن بعد انسحاب #إسرائيل من قطاع غزة في العام 2005، فيما عرف بفك الارتباط، وقعت مصر وإسرائيل بروتوكول فيلادلفيا الذي سمح لمصر بنشر 750 شرطيًا لأوّل مرة على طول الحدود لتأمينها، دون أن يكون لهم تواجد في محور فيلادلفيا الواقع داخل حدود غزة.
◾ وحددت اتفاقية فيلادلفيا الموقعة عام 2005، تسليح القوة العسكرية المصرية بأسلحة خفيفة بشكل عام، حيث تتكون من 500 بندقية، و67 رشاش خفيف، و27 قاذفة مضادة للأفراد، و30 مركبة من طراز الشرطة، و44 مركبة لوجستية، وبعض المركبات المدرعة الثقيلة.
❓ كيف عززت مصر السور الفاصل بينها وبين محور فيلادلفيا بعد 7 أكتوبر؟
◾ بعد أيّام من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية #طوفان_الأقصى في 7 أكتوبر 2023، عززت السلطات المصرية السور الحديدي بين رفح المصرية والفلسطينية ببلوكات خرسانية كما تظهر صور وفيديوهات التقطت للمعبر.
◾ في منتصف نوفمبر الماضي، بدأت في الظهور على خرائط جوجل، سواتر رميلة تفصل بين قطاع غزة والحدود المصرية أيضًا، أقامها الجيش المصري لتعزيز الفواصل الحدودية، وذلك وسط إعلان رسمي من الحكومة المصرية رفضها الدعوات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى #سيناء.
◾ يأتي وضع هذه السواتر الرملية لتمثّل الحاجز الرابع على الحدود المصرية الفلسطينية ما بين سور حديدي وآخر خرساني وسلك شائك وأخيرًا الساتر الرملي.
❓ هل خالفت إسرائيل معاهدة السلام؟
◾ نشر صحيح مصر أمس، تقريرًا يكشف أن صورة منشورة على موقع إذاعة NPR الأمريكية أظهرت دخول دبابات إسرائيلية إلى المنطقة "د" وتحديدًا الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
◾ وتحظر المادة الثانية من الملحق الأمني لمعاهدة السلام الموقعة في مارس 1979 بين مصر وإسرائيل، وجود أي دبابات إسرائيلية أو مدافع أو صواريخ أرض جو في المنطقة "د"، وتسمح لإسرائيل فقط بوضع أربعة كتائب مشاة في تلك المنطقة.
◾ وتبدأ المنطقة "د" من الحدود الدولية بين مصر والأراضي المحتلة، وتتضمن رفح الفلسطينية بما فيها الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور "فيلادلفيا/ صلاح الدين" الفاصل بين الحدود المصرية وقطاع غزة.
◾ وعبر مطابقة صور الأقمار الصناعية حددنا موقع الدبابات الإسرائيلية عند الإحداثيات 31.24815, 34.26052 داخل معبر رفح، وتحديدًا في البقعة الواقعة بين مسجد ذو قبة زرقاء موجود داخل #معبر_رفح من جهة وصالة الوصول بمعبر رفح ذات اللون الأبيض، والمبنية على شكل نصف دائرة من جهة أخرى.
◾ كما نشر الجيش الإسرائيلي فيديو مصور بطائرات درون يُظهر وجود "دبابات إسرائيلية" على بعد أمتار من البوابة المصرية لمعبر رفح، وهي المنطقة الواقعة أيضًا داخل المنطقة "د"؛ وظهور تلك الدبابات في هذا المواقع داخل المنطقة "د" يعد خرقًا للملحق الأمني للاتفاقية.
◾ ولكن رغم ذلك تسمح الاتفاقية المصرية الإسرائيلية بزيادة عدد القوات الإسرائيلية في المنطقة "د" والقوات المصرية في سيناء، ولكن بعد موافقة الدولتين. أي وجود تلك القوات يمكن أن يكون غير متجاوز لمعاهدة السلام إذا وافقت السلطات المصرية على ذلك.
◾ لم تعلن الحكومة المصرية -حتى الآن- موافقتها على زيادة الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة "د"، بل أدانت الخارجية المصرية العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب #قطاع_غزة، وما نتج عنها من إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته علي الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
#صحيح_مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.