سلاح الجوع.. جريمة حرب ضد المصريين
إن مضاعفة سعر رغيف العيش المدعوم بعد قرارات رفع الأسعار الجنونية لجميع السلع الغذائية خلال الشهور الماضية، ليس أقل من جريمة حقيقة في حق فقراء المصريين. نعم جريمة ولا يمكن مناقشتها بوصفها أحد قرارات رفع الأسعار. ذلك لأن رغيف العيش المدعم هو ما تبقى على موائد الفقراء بعد عجز أغلب الأسر عن توفير باقي أنواع الغذاء لأبنائها، وهو حرفيًا ما يفصل قطاعات واسعة من المصريين عن الجوع.
لقد تحول غذاء المصريين بسبب موجات الغلاء المتتالية إلى ما يشبه الحصص الغذائية في أوقات الحروب الكبرى أو تحت الاحتلال، بمعنى حصولهم على ثلث البروتين اليومي من الخبز، أي أن رغيف العيش “الحاف” هو أساس الغذاء اليومي فهذا طعام الحرب. يُضاف إلى ذلك قبضة أمنية عسكرية تكتم الأنفاس، تحاصر المدن، تحتل الميادين، تبني المعتقلات، ومستعدة لسحق الفقراء في أية لحظة يرفضون فيها “الجوع”. فما الفرق بينهم وبين الاحتلال؟!
إن رغيف الخبز قد غلا ثمنه بمقدار الضعف قبل هذه الزيادة والحكومة تكذب. الرغيف المدعم كان يزن 130 جرامًا ثم انخفض وزنه إلى 90 جرامًا دون أن يشعر به أحد. نعم حكومة لصوص تعرف كيف تسرق “قوت الغلابة”.
إن مخصصات دعم الخبز، بل مخصصات الدعم كله في الموازنة العامة للدولة، لا تساوي أي نسبة من مخصصات خدمة الديون الخارجية، تلك الديون التي تراكمت إثر القروض الغزيرة التي حصل عليها السيسي وحكومته، والتي لم يستفد منها الفقراء بل ويتحملون في الوقت نفسه عبء سدادها. ففي حين تبلغ نسبة دعم الخبز 2.35%، ونسبة دعم البطاقات التموينية 0.93% من الموازنة العامة، تتجاوز نسبة فوائد الديون 47%.
إن فشل السيسي وحكومته ودولته العسكرية يشمل جميع المستويات. فبعد ثمانية أشهر من التواطؤ مع العدو في حرب الإبادة على غزة -غزة أهلنا وناسنا وامتدادنا التاريخي- وترك أهلها يواجهون محرقةً صهيونية على بُعد أمتار من حدودنا بحجة التفرغ لبناء البلاد وتحسين أحوال العباد، ها هو النظام يجوِّع شعب غزة ويجوِّع شعب مصر. أهدروا كرامتنا وسرقوا لقمتنا في آن واحد.
يأتي قرار رفع أسعار الخبز المدعوم اليوم ضمن حزمة من السياسات التي تجهز على ما تبقى للفقراء في مصر. فقبل القرار، أعدت الحكومة لخصخصة المستشفيات العامة من خلال السماح بتأجيرها، لكي لا يتبقى مكان لعلاج الفقراء، وقررت هيئة الدواء رفع أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى 40%، وفي الطريق زيادة جديدة تعد بها الحكومة لأسعار الكهرباء وأسعار الوقود، ومعها بالطبع زيادة في أسعار كافة السلع والخدمات، حتى لا يتبقى للفقراء حتى الأكفان بعد الموت.
لا لزيادة سعر الخبز… لا لاستخدام سلاح الجوع ضد المصريين
الاشتراكيون الثوريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.