الخميس، 20 يونيو 2024

**كارثة وفاة مئات الحجّاج المصريين.. عزاء واجب ومساءلة واجبة أيضا**

 


**كارثة وفاة مئات الحجّاج المصريين.. عزاء واجب ومساءلة واجبة أيضا**

- خلال الساعات الأخيرة، قرينا أخبار مفجعة قادمة من الأراضي المقدسة عن مئات الوفيات بين الحجاج عموما والحجاج المصريين على وجه الخصوص.

- وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن دبلوماسيين عرب في السعودية إن عدد الوفيات بين الحجاج بسبب الحرارة وصلت إلى ٥٧٧ حاج، منهم ٣٢٣ حاج من مصر فقط، وبعدها بساعات الوكالة نفسها نشرت تحديث إن عدد الوفيات وصل ٦٠٠ حاج مصري، بما يعني إن المجموع 922 حاج توفوا وفقاً لحصيلة وكالة الصحافة الفرنسية.

- بنقدم خالص العزاء لأهالي الحجاج دول ربنا يرحمهم ويصبركم على المصاب.

- وزارة الخارجية إمبارح قالت إنها بتتعاون مع السلطات السعودية للبحث عن الحجاج المفقودين، لكن لم يصدر عنها أي تأكيد للأرقام المنقولة في وكالة الأنباء الفرنسية وحسابات التواصل الاجتماعي، من ناحية تانية تلقت السفارة المصرية في الرياض مئات البلاغات عن مفقودين في الحج.

- اللي حصل مرتبط بحملة واسعة بيقوم بيها الأمن السعودي السنة دي لمنع الحجاج غير النظاميين اللي هما الناس اللي بيحجوا بدون تصريح، سواء من المقيمين في السعودية، أو الناس اللي جت بتأشيرات زيارة أو عمرة قبل الحج وفضلوا موجودين لحضور الحج.

- السنة دي الأمن السعودي بيلاحق الحجاج غير النظاميين دول بصرامة كبيرة، وصلت لاقتحام بيوت للكشف عن هوية من فيها، والتأكد من عدم وجود مهربين.

- وفقا لمحمد عبد الله البسامي مدير الأمن العام السعودي، عدد من تم منعهم من دخول مكة من الحجاج غير النظاميين وصل إلى ١٧١ ألف من المقيمين، بجانب ٤ آلاف من حملة التأشيرات غير المصرح لها بالحج، و٦ آلاف من المخالفين للقواعد.

- يوم الصعود إلى جبل عرفات، سمح للحجاج غير النظاميين بالذهاب إلى الجبل سيرا على الأقدام لأنهم غير نظاميين فلم يكن لهم عربيات أو حافلات خاصة بيهم توصلهم، ودي مسافة حوالي ٢٣ كم، وبدأ الحجاج التحرك إلى عرفات فجرا.

- طبعا على ما وصل الحجاج كان وقت الحر الشديد بين الظهر والعصر، فوجدوا كمين من الأمن السعودي منعهم من الصعود إلى جبل عرفات لأنهم غير نظاميين.

- عدد كبير من الناس دول كانوا من كبار السن، وده شيء متوقع لأنه معظم المصريين بيحجوا في سن كبير نسبيا بسبب التكلفة المرتفعة للحج.

- المشي في الحر والانتظار عند الجبل بدون مظلات أو مياه أو أي خدمات، ممكن يكون خلى أعداد كبيرة منهم بالعشرات يتساقطوا بضربات الشمس، وخرجت مقاطع فيديو عديدة لصور جثث الحجاج متوفين في الشارع.

- وفقا لبعض شهود العيان، الحجاج دول حاولوا يستغيثوا بالإسعاف، لكن محدش أغاثهم، وتركوا ليموتوا في الشارع.

- أغلب الحجاج غير النظاميين دول وفقا للتقارير المختلفة هم من المصريين بالنظر إلى عدد المصريين العاملين في السعودية، والوزن النسبي لعدد سكان مصر، والارتفاع الهائل لتكاليف الحج في مصر في مقابل تراجع مستوى المعيشة بسبب انخفاض العملة والأزمة الاقتصادية.

- اللي حصل كارثة  ليس لها مثيل في تاريخ الحج في العقود الأخيرة، ليس فقط بسبب إن عدد الضحايا وفقا للتقارير المتاحة إلى الآن اللي بيقترب من 1000 حاج متوفي زي ما ذكرنا، وهو رقم أكبر من عدد الوفيات في حادثة التدافع في منى ٢٠١٥ أو سقوط الرافعة في الحرم في ٢٠١٥، ولكن كمان لأن دي حادثة أسهم العنصر البشري في تفاقمها بهذا الشكل.

- من حق الأمن السعودي بالتأكيد تنظيم الحج ومنع الحجاج غير النظاميين، لكن اللي حصل في حق هؤلاء الحجاج في الحادثة دي يتجاوز التنظيم والمنع إلى ترك الناس لتموت في الحر بدون الاستجابة لاستغاثاتهم.

- ترك الناس فريسة للحر الشديد في المشاعر المقدسة بدون توفير وسائل نقل ولا إسعافات طبية ليهم مش مبرر حتى لو دول حجاج غير نظاميين.

- عدد الحجاج السنة دي حوالي ١.٨ مليون حاج، وده رقم أقل من كل السنوات بين ٢٠١٤ و ٢٠١٩ اللي عدد الحجاج خلالها كان بيتجاوز الـ ٢ مليون غالبا، ووصل في عام ٢٠١٨ إلى ٣.٣٧ مليون حاج، يعني ضعف عدد الحجاج السنة دي.

- ده معناه إن مكانش فيه الازدحام أو الضغط على الخدمات اللي ممكن استخدامه كمبرر لوفاة ما يقارب ألف إنسان بتركهم للموت في الشارع تحت الشمس الحارقة.

- اللي بيحصل ده يستدعي تحقيق موسع للكشف عن أسباب الكارثة دي والمسئولين عنها وسبل منع تكرارها.

**

- الكارثة دي لازم يعقبها بشكل أوسع مراجعة لآليات تنظيم الحج في المملكة العربية السعودية، وفي غيرها من البلدان خاصة في مصر، ودور المؤسسات الأهلية أو المجتمع المدني في العملية دي وفي المراقبة عليها ومنع تحويلها إلى بيزنس على حساب حق الناس في العبادة.

- عايزين نعرف برده من وزارة الخارجية المصرية حقيقة اللي حصل، ليه بنعرف الأخبار وعدد الوفيات من الحجاج المصريين عن طريق دبلوماسيين عرب بيتكلموا مع وكالة الأنباء الفرنسية، ليه مفيش بيانات من الجهات الرسمية المصرية وتقارير من وسائل الإعلام المصرية؟ فين السفارة المصرية في كل ده؟ البعثة المصرية في السعودية من أكبر البعثات في العالم، وكل سنة مئات من المسئولين المصريين في الداخلية وغيرها بيطلعلوا يحجوا بحجة تنظيم الأفواج.

- إحنا محتاجين وقفة كبيرة مع النفس حتى لا يتحول موسم الحج من عيد للأمة الإسلامية ورمز للتآخي والتكافل الإنساني والتعاون على الخير، إلى موسم للحوادث الحزينة.

- بنكرر بأحر التعازي لأهالي كل الحجاج المتوفين في مكة، شيء صعب أنه الإنسان يفقد أبوه أو أمه أو شخص عزيز عليه في رحلة الحج.

- وكل التعازي أيضا للأمة العربية والاسلامية في وفاة هؤلاء الحجاج، ونتمنى أنه ما حدث السنة دي بكل أخطاءها يتم الوقوف عنده لعدم تكرار الخطأ.

**

#الموقف_المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.