الاثنين، 15 يوليو 2024

مخاطر أنظمة فكر وابور الجاز

 


مخاطر أنظمة فكر وابور الجاز


عندما ثار الشعب  السيرلانكي ضد نظام حكم العسكر الاستبدادي الفاسد الذى كان يقبض علية بالحديد والنار الرئيس السيرلانكى الهارب من شعبة غوتابايا راجابكسا. يوم السبت 9 يوليو 2022. واقتحام الشعب القصر الرئاسى السيرلانكي ومنازل رئيس الوزراء والوزراء ومسؤولي الولايات ونواب البرلمان. وفرار الرئيس السريلانكي وكل من استطاع من كبار المسئولين. ووقوع بعضهم ''أسرى'' فى يد الشعب. كان معذورا. بعد ان توهمت حفنة من حثالة الحكام الطغاة الضالين استطاعتهم اعادة الشعوب مائة سنة الى الوراء ايام انتشار الأمية والجهل والتخلف واعتبار الحاكم الاستبدادى الفرد الضلالى السفيه الجاهل مبعوث العناية الإلهية الذى يحق له تمديد وتوريث الحكم لنفسة ومنع التداول السلمى للسلطة و عسكرة البلاد وتحصين ''طبقة عسكرية'' من الحساب وجعلها فوق مصاف باقى البشر وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات وشرعنة حكم القمع والإرهاب وتكديس السجون بالضحايا الأبرياء ونشر الفقر والخراب وإغراق البلاد فى أرقام فلكية من القروض الأجنبية واستشراء الغلاء.

ولا مفر فى النهاية من خضوع ادمغة جنرالات أنظمة حكم العسكر الى أصل اساس الكون فى حكم الشعوب نفسها بنفسها. وأن الهرطقة التي قاموا بتسويقها على مدار عقود منذ أيام “وابور/ بابور/ باجور” الجاز (الكاز)، أو “موقد الكيروسين”. والقلل والازيار وحلل النحاس و طشت الغسيل و اللمبة الجاز ومنادى الحاكم وانتشار الأمية والجهل والتخلف. من أجل تسويق انقلابات انظمتهم العسكرية فى الحكم المدنى. القائلة بأن الشعب لا يحكمه الا جنرال بالكرباج والجزمة وحبل المشنقة وميثاق عسكرى تحت مسمى دستور وتقسيم الناس فى البلاد بين درجة اولى محصن ودرجة ثانية خاضع للتأديب. بدعوى حماية البلاد والتصدي للارهاب ومحاربة قوى الشر. وهي حجج لو كانت صحيحة لكان قد تم عسكرة دول العالم كلة وحكمها من فئة ضالة بالتمديد والتوريث و ضرب الجزمة والحديد والنار. وتسبب منهج  فكر وابور الجاز فى وقوع هزائم و كوارث وخراب بالجملة. بعد أن استهانت تلك العقلية الطاغوتية التى ترجع الى العصور الوسطى من أجل شهوة الحكم الاستبدادى الباطل بحضارة و ادمية وكرامة وانسانية وعقلية الشعب الذى أرسى معالم الحضارة والديمقراطية وأنجب شخصيات عالمية أثرت الحياة الإنسانية فى الكون قبل أن يولدوا. وأصبح فكرهم يمثل الآن فكرا عسكريا استبداديا رجعيا متخلفا يعيش أصحابه بعقلية اوائل القرن الماضى. ولا مكان لهذه الخزعبلات اليوم وسط الناس فى عصر الأقمار الصناعية والفضائيات والانترنت والهواتف النقالة. وانتشار العلم والثقافة ومفاهيم الدساتير والقوانين الشعبية والحريات العامة والديمقراطية ومدنية الدولة والتداول السلمى للسلطة وصيانة استقلال المؤسسات ومنع الجمع بين السلطات بين الناس حول العالم عبر السماوات المفتوحة مهما حجب الطغاة. وكل يوم يشاهد ويتابع الناس حول العالم جهاد الشعوب المقهورة لاستعادة حقوقها وحريتها المنهوبة من الجنرالات الطغاة. ومهما أبدع اى جنرال استبدادي حاكم فى حظر آلاف المواقع والفضائيات على الانترنت. ومهما جعل وسائل الإعلام تطبل وتزمر حول طغيانه واستبداده وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنع التداول السلمى للسلطة. ومهما نشر حكم القمع والإرهاب وكدس السجون بعشرات آلاف الناس الابرياء. ومهما اصطنع الدساتير والقوانين والمجالس والبرلمانات والمؤسسات. فإنه فى النهاية لن يتمكن فى عصر السماوات المفتوحة من اعادة عقول الناس مائة سنة الى الوراء. الى عصر وابور الجاز. ولولا تلك الحقيقة الناصعة ما كانت قد قامت ثورات الربيع العربي فى المنطقة العربية ومنها ثورة 25 يناير المجيدة فى مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.