الخميس، 31 أكتوبر 2024

مع ارتفاع وتيرة الحرب الاسرائيلية فى غزة ولبنان بالتزامن مع زيادة حركة التجارة بين مصر وإسرائيل فى شهر أكتوبر الجاري بنسبة أكثر من 30 بالمئة

 

الرابط

إذاعة صوت ألمانيا دويتشه فيله DW هي الإذاعة الدولية لألمانيا إلى العالم الخارجي

زعماء الإمارات و الأردن  و مصر .. ينتقدون إسرائيل "علنا" للاستهلاك المحلى ويقومون فى ذات الوقت بالتجارة معها "سرا"

مع ارتفاع وتيرة الحرب الاسرائيلية فى غزة ولبنان بالتزامن مع زيادة حركة التجارة بين مصر وإسرائيل فى شهر أكتوبر الجاري بنسبة أكثر من 30 بالمئة


تتعالى انتقادات قادة مصر والأردن والإمارات، للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان. بيد أن الانتقادات لم تعرقل التجارة مع الدولة العبرية؛ إذ استمر التعاون الاقتصادي مع إسرائيل كالمعتاد، لكن ماذا لو تفاقم الصراع؟

قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وهجوم حماس الإرهابي الذي استهدف جنوب إسرائيل، دأب مجلس الاعمال الإماراتي-الإسرائيلي على نشر منشورات شبه يومية على منصات التواصل الاجتماعي للإشادة بحجم التعاون التجاري بين البلدين في أعقاب توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020.

بيد أن الأمر قد تغير عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ إذ تعود آخر تغريدة نشرها المجلس ومقره تل أبيب، تعود إلى الثامن من الشهر ذاته. ولم يرد المجلس على استفسارات DW حول سبب التوقف عن الاحتفاء بتحسن العلاقات مع إسرائيل.

بيد أنه ورغم ذلك، فإن العلاقات التجارية بين البلدين ظلت قوية بشكل نسبي.

وطالما وجه قادة الدول العربية التي تقيم علاقات تجارية مع إسرائيل مثل الإمارات و الأردن  و مصر، انتقادات حيال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة و لبنان.

وأسفرت العمليات العسكرية في القطاع، التي جاءت ردا على هجوم حماس غير المسبوق، عن مقتل أكثر من 42 ألفا بما في ذلك 3400 طفل، بينما أودت العمليات العسكرية ضد حزب الله في جنوب لبنان إلى مقتل 1300 شخص.

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

كما تعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

ومع تزايد حصيلة القتلى، تصاعدت وتيرة تصريحات القادة العرب وأصبحت أكثر حدة. فعلى سبيل المثال، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في لندن قبل أيام "إن هناك تطهيرا عرقيا يجري" في شمال قطاع غزة.

وقال الصفدي إن "الوضع الإنساني صعب حقا. عندما ننظر إلى شمال غزة نرى تطهيرا عرقيا، وهو ما يجب أن يتوقف". وتنفي إسرائيل مثل هذه الاتهامات، قائلة إنها تعمل على فصل المدنيين عن مسلحي حماس ونقلهم إلى مناطق أكثر أمنا.

وقبل أيام وخلال الاتصال الهاتفي مع نظيرته الفنلندية، أدان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي "التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وارتكابها لانتهاكات صارخة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتجاوزاتها ضد وكالة الأونروا وقوات اليونيفيل".

وفي الإمارات، يؤكد مسؤوليها على ضرورة إقامة دولة فلسطينية لتمهيد الطريق أمام إنهاء الصراع الدائر وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

العلاقات التجارية مازالت قوية

ورغم الكم الكبير من الانتقادات، إلا أن العلاقات التجارية بين هذه الدول الإمارات و الأردن  و مصر مع إسرائيل لم تتوقف؛ إذ جاءت الإمارات في المرتبة الأول في حجم التجارة مع إسرائيل تليها الأردن ومصر والجزائر والمغرب والبحرين.

وأفادت البيانات الشهرية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل، بأن حجم الصادرات والواردات بين إسرائيل وهذه الدول ظل إيجابيا إلى حد ما على مدى العام الجاري.

وأشارت البيانات إلى أن حجم التجارة بين إسرائيل والأردن في أغسطس/آب الماضي كان متساويا بشكل كبير مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي حيث بلغ الانخفاض نسبة واحد بالمئة فقط.

في المقابل، نمت حركة التجارة بين مصر وإسرائيل الشهر الجاري بنسبة أكثر من 30 بالمئة في تكرار لنمو التجارة بين إسرائيل والمغرب والبحرين على مدار العام. وكانت البحرين قد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.

أما فيما يتعلق بالإمارات، فقد بلغ حجم إجمالي التجارة بينها وبين إسرائيل حوالي 2.9 مليار دولار خلال العام الماضي مع توقعات بارتفاع النسبة العام الجاري؛ إذ على مدار الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 1.922 مليار دولار بالفعل.

وفي حال استمرار الوضع على نفس المنوال، فقد يصل إجمالي التجارة بين الإمارات وإسرائيل إلى 3.3 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري. بيد أن خبراء يشيرون إلى صعوبة التنبؤ بمستقبل العلاقات التجارية البينية خاصة وأن الزخم الذي أوجدته اتفاقيات أبراهام تباطأ في ضوء انخفاض حركة السياحة والتعاون اللوجستي.

في المقابل، قال رجال أعمال عرب وإسرائيليون للصحافيين إن الصفقات التجارية مازالت قائمة، لكن عددها قد انخفض فضلا عن عدم الرغبة في مناقشتها علنا. وفي مقابلة مع DW، قالت دينا اسفندياري، المستشارة البارزة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن الأعمال التجارية "توسعت في بعض الحالات".

وأضافت "هناك أعمال تجارية بين إسرائيليين وشركات مملوكة للحكومة الإماراتية التي تشكل الغالبية ثم تأتي في المرتبة الثانية الأعمال التجارية بين شركات إسرائيلية وشركات القطاع الخاص الإماراتية. وقد توقف كل هذا تقريبا لأن القطاع الخاص أصبح متوترا للغاية بشأن المضي قدما في إبرام الصفقات التجارية مع إسرائيل".

وقالت إن "المسألة تتعلق بمخاوف تعرض سمعتهم للخطر، حيث أن الشركات المملوكة للدولة لا يساورها مثل هذه المخاوف،" مشيرة إلى أن بعض الشخصيات الإماراتية لم تعد تدعم اتفاقيات أبراهام على خلاف موقفها السابقة.

واستشهد في ذلك بموقف ضاحي خلفان، نائب قائد شرطة دبي، الذي يتابعه 3.1 مليون شخص على منصة أكس. وكتب خلفان "فعلا العرب أرادوا السلام لكن قادة إسرائيل لا يستحقوا الاحترام."

ومن جانبه، قال روبرت موجيلنيكي، الباحث المقيم لدى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن رجال أعمال عرب "يستخدمون حسابات مختلفة للوقوف على حجم المخاطر والمكافآت المرتبطة بإتمام العلاقات التجارية مع إسرائيل، لكن العلاقات الاقتصادية والتجارية يمكن أن تظل لزجة للغاية وسط تصاعد التوترات الدبلوماسية والأزمات الإقليمية الأخرى".

لو تفاقمت الأزمة ـ ما تداعيات ذلك على العلاقات التجارية؟

وأضافت إسفاندياري أن الإمارات قد ترى في مرحلة ما أن تقليص العلاقات التجارية مع إسرائيل قد يكون بمثابة وسيلة للضغط عليها للمضي قدما في إبرام هدنة في غزة في ظل ما تعانيه إسرائيل من صعوبات اقتصادية متزايدة بسبب الصراع.

وقالت في مقابلة مع DW إن الدول التي وقعت على اتفاقيات إبراهام من غير المرجح "أن تغير خططها بشكل جذري. عندما تتحدث إلى مسؤولين إماراتيين، فإنهم غالبا ما يسلطون الضوء على أن علاقتهم بإسرائيل هي التي سمحت للإمارات بتوجيه المزيد من المساعدات إلى غزة أكثر من أي دولة أخرى".

وأضافت أن الأمر "ليس منحصرا في ذلك. الإماراتيون لا يريدون التراجع عن العلاقة مع إسرائيل لأنها تصب في مصلحتهم. قد تكون العلاقات الاقتصادية بمثابة وسيلة لتحفيز عملية صنع القرار الإسرائيلية في المستقبل، لكن في الوقت الحالي، أعتقد أن احتمالات اتخاذ الحكومات العربية خطوات مباشرة لقطع جميع الروابط الاقتصادية القائمة (مع إسرائيل) ضئيلة".

ويتفق في هذا الرأي خالد الجندي، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، قائلا: "استبعد [قطع العلاقات التجارية] لأنه مر أكثر من عام (على الحرب في غزة). ورغم تصاعد نبرة الخطاب السياسي، إلا أني أعتقد أنه إذا كانوا سيقطعون العلاقات، فكان يتعين عليهم فعل ذلك منذ وقت".

وأضاف "أعتقد أن الفظائع التي ارتكبت على مدار العام أثرت بشكل عميق على الرأي العام سيكون من الصعب على إسرائيل تحسين صورتها في جميع أنحاء العالم العربي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.