المواصلات ليست الوحيدة.. زيادات متتالية في أسعار الخدمات بعد رفع الوقود
انعكست الزيادة الأخيرة لأسعار الوقود التي أقرتها الحكومة، على مختلف الخدمات، فارتفعت تعريفة ركوب المواصلات العامة والخاصة، وتنتظر المخابز السياحية قرارًا بالأسعار الجديدة خلال الأسبوع الجاري، حسب مصادر عدة تحدثت لـ المنصة.
كانت لجنة تسعير المواد البترولية أعلنت الجمعة، رفع سعر بنزين 95 من 15 إلى 17 جنيهًا بنسبة زيادة 17.39%، وبنزين 92 من 13.75 إلى 15.25 جنيه بنسبة زيادة 13.33%، وبنزين 80 من 12.25 إلى 13.75 جنيه بنسبة زيادة 12.24%، أما السولار، وهو أحد أكثر أنواع الوقود استخدامًا، فرُفع من 11.50 جنيه إلى 13.50 جنيه، بنسبة زيادة 17.39%.
وحسب المصادر، امتد تأثير رفع أسعار الوقود إلى السلع الأساسية والسوق العقاري، وكذلك الفلاحين باعتبارهم الأكثر تأثرًا بزيادة سعر السولار.
أول من نفذ القرار
فور الإعلان عن زيادة أسعار الوقود، وقبل حتى الذهاب إلى محطات الوقود رفع عدد من سائقي الميكروباص الأجرة تعريفة الركوب، قبل إقرارها بشكل رسمي من المحافظات، بحسب شكاوى رصدتها المنصة على فيسبوك.
وطبقت وسائل النقل، بكافة أنواعها، زيادات جديدة بنسب تراوحت بين 12.5% و13.3%، بداية من صباح الجمعة الماضي، وأعلنت هيئة النقل العام بالقاهرة رفع سعر تذكرة الأوتوبيسات العادية من 8 إلى 9 جنيهات، بينما ارتفع تعريفة الأوتوبيس المكيف من 15 إلى 17 جنيهًا.
وبالنسبة لتعريفة الركوب لخطوط النقل الجماعي، اقترحت محافظة القاهرة أن تكون 14 جنيهًا بدلًا من 12 للميني باص العادي ، و17 جنيهًا بدلًا من 15 للمكيف.
كما عدلت محافظة القاهرة تعريفة السرفيس والنقل العام بموقف عبود. وأصدرت المحافظات قرارات تحدد التعريفة الجديدة سواء داخل المدن أو بين المراكز والمحافظات.
السكة الحديد لن ترفع أسعارها
أما بالنسبة للقطارات ومترو الأنفاق، استبعدت مصادر حكومية زيادة الأسعار خلال الفترة الحالية "بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين".
وقال عضو بمجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن المرفق أشد المتضررين من زيادة أسعار السولار كونه يعتبر عنصرًا رئيسيًا في تشغيل المنظومة.
وتوقع المصدر أن ترتفع الأعباء التشغيلية السنوية إلى 1.2 مليار جنيه، وقال إن الهيئة ستبحث عن بدائل أخرى لتنمية الموارد المالية، ولن ترفع الأسعار حتى نهاية النصف الأول من العام المقبل، على أقل تقدير.
وأوضح المصدر أن الزيادة الأخيرة التي طبقتها وزارة النقل في أغسطس/آب الماضي، كانت ستساعد الهيئة على تنمية مواردها بمبلغ يتراوح بين 1.2 إلى 1.5 مليار جنيه، لكن زيادة سعر السولار سيلتهم هذه الحصيلة خلال العام المالي الحالي.
ورفعت هيئة سكك حديد مصر في أول أغسطس الماضي للمرة الرابعة من عام 2020 أسعار تذاكر كل القطارات بنسبة من 12.5% إلى 25%، مبررة القرار وقتها بزيادة مصروفات التشغيل، وانخفاض العملة المحلية بسبب تحرير سعر الصرف.
وأشار المصدر إلى أن المشروعات الجديدة التي تم افتتاحها مؤخرًا يعول عليها في خفض التداعيات، ومنها على سبيل المثال محطة بشتيل، التي يتوقع أن تجمع 500 مليون جنيه عائدات من الأنشطة التجارية والإعلانية في السنة الأولى من تشغيلها.
ولم يتأثر مترو الأنفاق بقرار زيادة أسعار الوقود، لأن القطارات العاملة بالديزل قليلة جدًا ويتم استخدامها فقط في الورش، وفق مصدر بمجلس إدارة هيئة مترو الأنفاق، استعبد في حديثه لـ المنصة إجراء أي تعديلات على أسعار تذاكر المترو حتى نهاية العام المالي الحالي، بسبب الزيادتين اللتين تم تطبيقهما في يناير/كانون الثاني وأغسطس الماضيين.
الفلاحون في مواجهة الغلاء
وبسبب زيادة أسعار السولار بنسبة 17.5% من المتوقع أن ترتفع تكاليف الزراعة بنسبة تتراوح من 10 إلى 15%، بحسب نقيب الفلاحين، حسين عبد الرحمن، وقال في حديث لـ المنصة إن الفلاح سيكون مضطرًا لبيع المحاصيل الزراعية بسعر أعلى.
وأضاف عبدالرحمن أن كافة أسعار مدخلات العملية الزراعية ارتفعت، "الفدان الواحد في بعض المحاصيل يحتاج لـ4 ريات خلال الشهر، وري الفدان يحتاج لصفيحة سولار، اللي زادت بنحو 60 جنيهًا أي زيادة شهرية في بند الري فقط بنحو 240 جنيهًا".
وأشار نقيب الفلاحين أيضًا إلى زيادة مصاريف نقل المحاصيل بين المحافظات، حيث ارتفعت تكلفة نقل المحصول من المنيا إلى القاهرة مثلًا بنسبة 33%؛ وقفزت من 1500 جنيه للطن إلى 2000 جنيه للطن حاليًا.
وأوضح أن هناك أعباء أخرى مثل مصاريف الحرث التي ارتفعت على الفدان من 500 جنيه إلى 700 جنيه، بخلاف تكاليف نقل السماد والتقاوي والعمالة.
زيادة متوقعة للخبز
وأشار رئيس الشعبة العامة للمخابز عبد الله غراب إلى أن تقييم أثر زيادة أسعار الوقود على الخبز السياحي والحر سيظهر خلال اليومين المقبلين، "من المنتظر إعلان الزيادات الجديدة في الأسعار خلال الأسبوع الجاري".
وقال غراب، لـ المنصة، إن جوال دقيق 100 كيلو ينتج نحو 1450 رغيفًا، وإنتاج الجوال الواحد يتطلب نحو 15 لتر سولار، وبالتالي فإن تكلفة الجوال الواحد ارتفعت بنحو 30 جنيهًا.
وتوقع غراب ألا تتجاوز الزيادة المرتقبة في سعر رغيف الخبز الـ 25 قرشًا، لافتًا إلى أنه يتم عقد لقاءات مع المعنيين بإنتاج الخبز الحر والسياحي لتحديد نسبة الزيادة سواء من أصحاب المخابز ووزارة التموين.
وكانت آخر القرارات التنظيمية لتحديد سعر الخبز السياحي في أبريل/نيسان الماضي، بالقرار الوزاري رقم 15 لسنة 2024، ونص على أن سعر الرغيف وزن 80 جرامًا 150 قرشًا ووزن 40 جرامًا 75 قرشًا ووزن 25 جرامًا 50 قرشًا، كما شمل القرار الوزاري أسعار الفينو ب 150 قرشًا لوزن 50 جرامًا و100 قرش لوزن 35 جرامًا.
التأثير على السوق العقاري
ولفت رئيس شعبة النقل البري بغرفة القاهرة التجارية باتحاد الغرف التجارية أحمد الزيني، إلى أن الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود ساهمت في زيادة تكاليف نقل البضائع بنحو 15 و20% على كل طن.
وقال الزيني لـ المنصة إنه نتيجة لذلك ارتفعت أسعار الأسمنت بين 25 و50 جنيهًا للطن، حيث وصل متوسط السعر النهائي للمستهلك للطن الواحد نحو 3100 جنيه.
وأضاف الزيني أن سوق مواد البناء يعاني حالة من الركود، و"ستؤدي الزيادات الجديدة للمزيد من تباطؤ المبيعات لأن المستهلك لا يحتمل هذه الزيادات".
موقع المنصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.