فوربس / فوربس هي شركة نشر ووسائل إعلام أمريكية، وأبرز منشوراتها هي مجلة فوربس الشهرية التي تعد أكثر القوائم شهرة في العالم, وتعنى في الدرجة الأولى بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم. وأهم ما تقوم به توفير المعلومات المالية والاقتصادية وتقوم كل عام برصد وإحصاء أرصدة أغنياء العالم. تمتلك فوربس 7 نسخ بلغات مختلفة منها نسخة عربية كانت تصدر باسم «فوربس العربية»، مدير تحريرها اللبناني رفعت جعفر، قبل أن يتوقف إصدارها في أبريل 2009.
لماذا تفكر السعودية في شراء الطائرة الشبحية التركية القادمة بدلًا من الأمريكية؟
أعربت المملكة العربية السعودية عن اهتمامها بشراء 100 طائرة مقاتلة تركية من الجيل القادم من طراز TF Kaan قيد التطوير حاليًا. هناك أسباب سياسية وفنية قد تجعل الرياض تختار هذه الطائرة على وجه الخصوص. أولاً، قد ترغب في الإشارة إلى الولايات المتحدة بأنها لديها بدائل للجيل الخامس من طراز F-35 Lightning II. ربما خلصت أيضًا إلى أن TF Kaan قد تصبح حلاً مؤقتًا مناسبًا لقواتها الجوية حتى تحصل على مقاتلة من الجيل السادس في وقت ما في أربعينيات القرن الحادي والعشرين أو بعد ذلك.
بعد ثلاثة أيام من المناقشات التي استضافتها تركيا حول التعاون الدفاعي الثنائي، ذكرت وسائل إعلام تركية أن المملكة العربية السعودية تخطط لشراء 100 طائرة من طراز TF Kaan كجزء من الخطط الاستراتيجية العسكرية لثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
وتشارك المملكة العربية السعودية بالفعل في تعاون دفاعي واسع النطاق مع الجمهورية التركية. ووصفت صفقة الطائرات بدون طيار التركية من طراز بايكتار أكينجي التي أبرمتها السعودية في عام 2023 بأنها "أكبر عقد تصدير دفاعي وجوي في تاريخ الجمهورية التركية".
وبالمثل، فإن صفقة شراء 100 طائرة من طراز TF Kaans ستكون غير مسبوقة وقد تمنح تركيا بعض الاستثمارات التي تحتاج إليها بشدة في مشروع الطائرات الطموح. بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذا الطلب السعودي الضخم قد يساعد في خفض سعر الطائرة، وهو ما قد يساعد بدوره تركيا في الفوز ببعض العملاء الأجانب الإضافيين الذين قد يترددون في دفع ثمن الطائرة لولا ذلك.
وأتمت الطائرة "كآن" رحلتها الأولى في فبراير/شباط 2024. وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركية، هالوك غورغون ، في تلك المناسبة: "مع "كآن"، لن تمتلك بلادنا طائرة مقاتلة من الجيل الخامس فحسب، بل ستمتلك أيضًا تقنيات لا تمتلكها سوى قِلة من دول العالم".
المحركات الأولية للطائرة الشبحية ذات المحركين هي محركات جنرال إلكتريك إف-110 الأمريكية الصنع، والتي تعمل على تشغيل طائرات إف-16 وغيرها من مقاتلات الجيل الرابع. وتخطط تركيا لاستبدال هذه المحركات بمحركات محلية الصنع. وبدون محركات الجيل الخامس، لن تصبح طائرة تي إف كان، التي تتميز بلا شك بقدرات الجيل الخامس، مقاتلة شبح كاملة من الجيل الخامس.
وبالتالي، قد تحمل الطائرة، مثل طائرة KF-21 Boramae الكورية الجنوبية القادمة، تسمية غير رسمية بأنها مقاتلة من "الجيل 4.75" . بعبارة أخرى، إنها أعلى قليلاً من طائرات Dassault Rafale وEurofighter Typhoon ولكنها أدنى من طائرات الشبح من الجيل الخامس مثل F-35 وF-22 Raptor.
وربما تكتفي السعودية بذلك، خاصة إذا تمكنت من تأمين نقل التكنولوجيا وفرص الإنتاج المشترك، وهو ما من شأنه أن يساعدها في تطوير صناعة الأسلحة المحلية بشكل أكبر.
وبالإضافة إلى مقاتلات إف-15 إس إيه الحديثة، تريد الرياض الحصول على طائرات يوروفايتر إضافية ، وقد أبدت اهتمامها بطلب 54 طائرة رافال من فرنسا. وهذه الطائرات من بين أكثر المقاتلات كفاءة وتطوراً من الجيل الرابع والنصف المتاحة في السوق.
ولكن هذا لا يعني أن المملكة العربية السعودية ليست مهتمة بشراء مقاتلات الجيل الخامس. بل على العكس من ذلك، سعت المملكة منذ فترة طويلة للحصول على طائرات إف-35 لكنها لم تحصل على إذن قط. وقد ناقشت إدارة بايدن المنتهية ولايتها بيعًا محتملًا لطائرات إف-35 للسعودية كجزء من معاهدة الدفاع الثنائية المقترحة وإقامة المملكة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقد ترغب إدارة ترامب القادمة في بيع طائرات إف-35 للمملكة كجزء من صفقة أوسع نطاقًا.
ومرة أخرى، من خلال التعبير عن الاهتمام بطائرة تي إف كان، قد تحاول الرياض أن تظهر لواشنطن أنها تمتلك بدائل لطائرة إف-35. وبحسب ما ورد أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة اهتمامها بالانضمام إلى مشروع كي إف-21 بعد تعليق مفاوضاتها بشأن طائرة إف-35.
من منظور بعيد المدى، ربما تكون المملكة العربية السعودية قد خلصت إلى أن الحصول على طائرة إف-35 أو أي طائرة أخرى من الجيل الخامس أمر غير مرجح. ومن خلال وضع أنظارها على نشر مقاتلة من "الجيل 4.75" في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، فقد تهدف إلى الحصول على مقاتلة من الجيل السادس في وقت ما في أربعينيات القرن الحادي والعشرين.
وهناك بالفعل علامات تشير إلى أن الرياض تريد مثل هذه المقاتلة. ففي مقابل "مساهمة مالية كبيرة محتملة"، تريد أن تصبح الشريك الرابع في برنامج القتال الجوي العالمي المشترك بين المملكة المتحدة واليابان وإيطاليا، لتطوير مقاتلة الشبح "تيمبيست". وفي حين أن المشروع الباهظ التكلفة سيستفيد بلا شك من ضخ الأموال السعودية، فإن اليابان مترددة في منح المملكة القبول. وتخشى طوكيو أن تؤدي الخلافات مع العضو الرابع إلى تأخير وتفويت الموعد النهائي الذي حدده الكونسورتيوم في عام 2035 لإطلاق الطائرة.
إن الوقت سوف يخبرنا ما إذا كانت المملكة العربية السعودية سوف تفوز في نهاية المطاف بالانضمام إلى منظمة التحالف العالمي لصناعات الطيران، ومعها القدرة على الوصول إلى التقنيات المتقدمة واحتمال إنتاج واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم بشكل مشترك.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن الرياض راضية بتوسيع شراكتها الدفاعية الواسعة النطاق بالفعل مع تركيا من خلال الاستحواذ على سفينة الهجوم "TF Kaan" والانتظار بصبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.