الثلاثاء، 7 يناير 2025

الوفد يفصل رئيسه السابق لانتقاده الحياة السياسية في مصر

الوفد يفصل رئيسه السابق لانتقاده الحياة السياسية في مصر


أصدر رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة قرار بفصل رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوي من الحزب، على خلفية مقابلة تليفزيونية أجراها برنامج على مسئوليتي على قناة صدى البلد مع البدوي.
- السيد البدوي شغل مقعد رئاسة حزب الوفد سنة 2010 بعد صراع مع محمود أباظة أحد قادة حزب الوفد، واللي ينتمي لعائلة وفدية عريقة كما هو معروف.
- واستمر البدوي في رئاسة حزب الوفد إلى أبريل 2018، بعدما خسر الانتخابات أمام المحامي المعروف بهاء الدين أبوشقة.
- وقتها كان في شائعات عن إن السيد البدوي يتعرض لعقاب من قبل النظام بسبب رفضه خوض الانتخابات أمام الرئيس الحالي في محاولة لإخراج مشهد انتخابي أفضل مما جرى عليه الحال في مارس 2018 عندما بدا رئيس الجمهورية وكأنه ينافس نفسه بعد منع جميع المرشحين الي أعلنوا رغبتهم من خوض الانتخابات، باستثناء مرشح واحد هو موسى مصطفى موسى الي أعلن هو نفسه تأييده للرئيس.
- في 2022، صعد إلى رئاسة الوفد الرئيس الحالي للحزب عبد السند يمامة، خلفا لبهاء الدين أبو شقة، والي وفقا للشائعات تجنب خطأ سيد البدوي، وقبل بخوض الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس في 2023.
**
ماذا قال البدوي؟
- في المقابلة مع صدى البلد، انتقد السيد البدوي غياب الحياة الحزبية والسياسية في مصر وعدم وجود معارضة في البرلمان، وأرجع ده لنظام القائمة المطلقة اللي النظام الحالي بيفرضه في الانتخابات البرلمانية.
- نظام القائمة المغلقة المطلقة اللي بيتم استخدامه حاليا بيجعل القائمة اللي تفوز ب 50٪ من أصوات الناخبين تضمن الفوز بكامل المقاعد المخصصة للدائرة، وبيتم تطبيق النظام بالطبع على مستوى دوائر واسعة جدا تشمل قطاعات كاملة من الجمهورية زي شرق وغرب الدلتا ووسط وشمال وجنوب الصعيد.
- النظام ده طبعا بيضمن للحزب اللي بيتمتع بتمويل ونفوذ واسع السيطرة المطلقة على البرلمان، ولا يسمح بوجود أي هوامش لأحزاب معارضة أصغر في البرلمان، وده الي شفناه بشكل واضح.
- بل أنه الأمن نفسه بيمنع ترشح أو بيزور ضد أي مرشح سياسي مستقل يحمل أي أفكار معارضة للنظام.
- المشكلة وفقا لبدوي مش بس إن النظام ده أدى لضعف الأحزاب وغياب المعارضة، وإنما أدى كمان إلى تحول الأحزاب إلى أداة انتهازية كل دورها هو توصيل بعض الشخصيات للحصول على مقاعد ضمن القائمة المطلقة الي هي ضامنة النجاح من قبل ما تبدأ الانتخابات أصلا.
- البدوي انتقد كمان قيادة الحزب الحالية، وقال إن هناك شخصيات مقربين من رئيس الحزب "بعضهم سيئ جدا" على حد وصف البدوي، وأشار للواقعة المعروفة، وهي مقطع الفيديو الي تم تداوله في يوليو الماضي لاتنين من قيادات حزب الوفد بيتفقوا على صفقة اتجار في الآثار في مقر الحزب.
**
لا حياة سياسية وهذا هو الدليل
- مقابلة الدكتور السيد البدوي مع برنامج على مسئوليتي، الي هو أصلا برنامج معروف هو ومذيعه بالتحفظ الشديد والقرب من الأجهزة الأمنية والموالاة العنيفة للنظام، امتازت بهدوء شديد وتصريحات محسوبة من شخص تعريفه أصلا إنه سياسي، يعني طبيعي يطلع يتكلم في السياسة ويقدم انتقادات للأوضاع القائمة.
- لما نقد متحفظ بشدة زي ده يقود إلى فصل شخص هو كان رئيس سابق للحزب الي اتفصل منه علي مدى 8 سنوات فده مؤشر واضح على محدودية هامش الحرية والرأي المتاحين لأي حد بما فيهم شخص يعتبر سياسي مخضرم في مصر.
- الوضع ده في الحقيقة مش خاص بالتجربة الوفدية، وإنما هو نتيجة عملية تخريب مستمرة حصلت خلال السنوات الي فاتت لأحزاب سياسية كتيرة، حزب الوفد هو أحدها فقط.
- في حالة الوفد، تمت إزاحة القيادة التاريخية للحزب واحد وراء الآخر، بعد ما تم تحفيز الخلافات بينهم، زي السيد البدوي وفؤاد بدراوي ومنير فخري عبد النور، ليصل الوفد في النهاية إلى قيادة غير معروفة للوفديين أنفسهم.
- نفس التجربة حصلت مع حزب المصريين الأحرار، الي قامت قيادته الجديدة  في آخر 2016 بإزاحة مؤسسه ومموله الرئيسي رجل الأعمال نجيب ساويرس.
- عملية تجويف الأحزاب وتفريغها من مضمونها بهذا الشكل هو الجانب الآخر من صورة القمع العنيف والمباشر للنشاط السياسي في مصر، فهو الجانب الي بيتم بقفازات تبدو أحيانا حريرية وبدون عنف مباشر واعتقالات وما شابه.
- نتيجة ده هو مشهد بلا سياسة، النظام بيحاول على خلفيته يختلق مساحات هامشية جدا يحاول يخلق فيها صورة سياسة بشكل معملي، محسوب على مقاس النظام، لكن حتى الصورة دي بتقود في النهاية إلى مشاهد هزلية زي المشهد ده، وزي مشهد تأسيس حزب الجبهة الوطنية من أيام.
- علشان كده نتمنى إن النظام يمتلك الشجاعة الكافية للتوقف عن محاولات تخليق السياسة في المعمل، ويفسح مساحة لتخليق حياة سياسية حقيقية، نابعة من مصالح وشرائح شعبية بتعبر عن اتجاهاتها وأفكارها، بدون خوف ومؤامرات.
#الموقف_المصري
الرابط
https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1876297863770038729

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.