نص تقرير صحيفة هارتس الاسرائيلية حرفيا المنشور في عددها الصادر اليوم الخميس 16 يناير 2025
اختفاء مؤسس حملة إلكترونية مصرية مناهضة للسيسي في سوريا
لم يظهر أحمد المنصور، مبتكر وسم #حاك_الدور_يا_ديكتاتور، منذ لقائه مع وزير الدفاع السوري الجديد يوم الثلاثاء - وهو الأحدث في سلسلة من حالات الاختفاء التي شملت منتقدين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
اختفى في سوريا ناشط مصري بدأ مؤخرا حملة واسعة النطاق على الإنترنت تدعو إلى الإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب ما أعلنت حركته.
ويعتقد أن أحمد المنصور، وهو مقاتل سابق في جماعة هيئة تحرير الشام السورية المتمردة وزعيم حركة ثورة 25 يناير - وهي مبادرة تهدف إلى إعادة إشعال ثورة الربيع العربي عام 2011 في مصر والإطاحة بالسيسي - هو منشئ هاشتاج #حاك_الدور_يا_ديكتاتور،.
وقد أصبح هذا الهاشتاج رائجاً على مواقع التواصل الاجتماعي العربية منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي . ومع اكتساب الحملة زخماً، رفعت وزارة الداخلية المصرية حالة التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوى، مما أثار مخاوف من شن حملة واسعة النطاق على جماعات المعارضة.
وفي يوم الثلاثاء، ورد أن مسؤولين أمنيين سوريين دعوا المنصور إلى اجتماع مع وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة. وقالت حركته إن منصور اعتقل بعد ذلك إلى جانب عدد من مساعديه.
وبحسب موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ، فإن آخر تغريدة له كانت رسالة إلى السيسي: "مشكلتي معك هي معك شخصيا... ثمنك رصاصة واحدة، وستنتهي مشكلة مصر".
وفي تغريدة أعلنوا فيها اختفائه، دعا رفاق المنصور في ثورة 25 يناير الحكومة السورية إلى إطلاق سراحه، مؤكدين أن احتجاجهم كان ضد النظام المصري فقط.
لكن منتقدين يقولون إن اختفاء المنصور هو محاولة لإسكات أحد أبرز المنتقدين للحكومتين المصرية والسورية، بعد أسابيع فقط من تولي الحكومة السورية المؤقتة السلطة.
ولكن المنصور ليس الناقد الوحيد للنظام المصري الذي وردت تقارير عن اختفائه أو اعتقاله في الأسابيع الأخيرة ــ وأحياناً بعيداً عن حدود البلاد.
اعتقل الشاعر والناشط السياسي عبد الرحمن القرضاوي في لبنان الشهر الماضي واختفى منذ ذلك الحين بعد أن وردت أنباء عن تسليمه إلى الإمارات العربية المتحدة بناء على طلب الحكومة المصرية. وقالت أسرته إنها لم تتلق أي معلومات عن حالته أو مكان وجوده.
برز القرضاوي في مصر خلال حكم الرئيس حسني مبارك الذي دام قرابة 30 عامًا، ثم في وقت لاحق خلال احتجاجات الربيع العربي. وقد نال لقب "شاعر الثورة" للتعبير عن معارضته من خلال شعره.
وفي مقال لها في موقع ميدل إيست آي يوم الخميس ، قارنت سمية الغنوشي بين اختفاء القرضاوي وجريمة قتل المعارض السعودي جمال خاشقجي عام 2018. وكتبت: "كانت جريمة القرضاوي الوحيدة هي استخدام قلمه كسلاح للمقاومة. لسنوات، كان ناقدًا لا هوادة فيه للأنظمة الاستبدادية، من مصر إلى الخليج. كانت أبياته الحادة ونثره الجريء ينتقدان فساد الطغاة من القاهرة إلى أبو ظبي".
وبحسب ما ورد، اعتقلت قوات الأمن اللبنانية القرضاوي، الذي يحمل الجنسية التركية أيضًا، على الحدود اللبنانية السورية في 28 ديسمبر/كانون الأول. وقد تم اعتقاله بعد وقت قصير من نشر قصيدة انتقد فيها حكومات مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وكانت مصر والإمارات العربية المتحدة قد أصدرتا طلبات لتسليمه، مستشهدتين بحكم قضائي مصري غيابي صدر عام 2017 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة" و"التحريض".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدانت جماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية مطالب التسليم، محذرة لبنان من أن إعادته إلى مصر أو الإمارات العربية المتحدة من شأنه أن يعرضه لمخاطر جسيمة من التعذيب أو الاختفاء القسري أو المحاكمة بدوافع سياسية - ولكن دون جدوى على ما يبدو.
كما سلط نشطاء المعارضة في مصر الضوء على اعتقال أحمد أبو زيد، وهو يوتيوبر شهير لديه ملايين المتابعين، والمعروف بقناته التعليمية "دروس أونلاين".
وبحسب ما ورد، فقد تم اعتقال أبو زيد الأسبوع الماضي بعد اتهام غامض له بالمتاجرة غير المشروعة في العملة ــ وهو الاتهام الذي يستخدم عادة لاستهداف المعارضين والمشاهير الأقوياء. ويُنظَر إلى اعتقاله باعتباره محاولة لإسكات صوت شعبي آخر مناهض للحكومة.
وفي عهد السيسي، وسعت الحكومة المصرية نطاق نفوذها إلى الدول المجاورة، واستخدمت بشكل متزايد الاعتقالات والاختفاء القسري لقمع الأصوات المعارضة. واستهدفت الحملة مجموعة واسعة من الأفراد، بما في ذلك الكتاب والناشطين والمبدعين الرقميين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدمت منظمتان - الجبهة المصرية لحقوق الإنسان ومنتدى حقوق الإنسان المصري - تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يشرح بالتفصيل القمع المنهجي العابر للحدود الوطنية من قبل السلطات المصرية. وأشار التقرير إلى المضايقات والاعتقالات التعسفية والأعمال الانتقامية ضد عائلات المعارضين في الخارج كجزء من الجهود المستمرة لإسكاتهم.
وأشار التقرير أيضا إلى كيفية استخدام وسائل الإعلام الحكومية المصرية "لاتهام المدافعين عن حقوق الإنسان بالخيانة، والتحريض ضدهم، وتشويه ادعاءات وأنشطة حركة حقوق الإنسان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.